الأبن ورفقاء السوء

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

عماد خطاب

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
30 جانفي 2016
المشاركات
2,741
نقاط التفاعل
4,730
النقاط
111
محل الإقامة
موزمبيق
قصة وعبرة

الأبن ورفقاء السوء

في خلف جبال الهمالايا ولاية صغيرة وكان يحكمها رجل كبير ذو خبرة ووقار ولكن المرض كان قد انهكه وأحس بقرب نهايته وقد كان للحاكم ولد وحيد شاب في سن الطيش والمراهقة .

وذات يوم أمر الحاكم ابنه بالحضور وقال له يابني : إني أُحس بقرب نهايتي وسأوصيك بوصية وهي إن ضاقت بك الحال يوماً وكرهت العيش فاذهب إلى المغارة المظلمة خلف القصر وستجد بها حبلًا مربوطاً إلى السقف اشنق نفسك فيه لترتاح من الدنيا وما فيها وما كاد الحاكم ينتهي من الوصية حتى أغمض عينيه ومات أما ابنه وهو الوارث الوحيد للثروة فقد أخذ يبعثرها ويُسرف ويُبدد على ملذات العيش وعلى رفقته السيئة التي طالما حذره أبوه منها.

وبعد برهة وجد الابن نفسه وقد نفذت ثروته الهائلة وتغير الحال وتركه أصحابه الذين كانوا يصاحبونه لأجل المال فقط، حتى أقربهم من قلبه سخر منه وقال لن أقرضك شيء وأنت من أنفق ثروته وضيعها وليس أنا.
لم يجد الشاب ملاذا وما عاد يطيب له العيش بعد العز فقد كان مدللاً ومتعوداً على ترف الحياة ولا يستطيع أن يتأقلم مع الوضع المحيط به، فما كان منه إلا أن تذكر وصية أبيه الحاكم .

وقال آه يا ابتاه سأذهب إلى المغارة وأشنق نفسي كما أوصيتني وبالفعل دخل المغارة المخيفة والمظلمة ووجد الحبل متدلياً من الأعلى فما كان منه إلا أن سالت من عينه دمعة أخيرة، ولف الحبل على رقبته ثم دفع بنفسه في الهواء فما أن تدلا من الحبل حتى انهالت عليه قطع النقود من السقف ورنين الذهب المتساقط من الأعلى يضج بالمغارة وقد سقط هو إلى الأرض وسقطت بجانبه ورقه كتبها له أبوه الحاكم يقول فيها : (يا بني قد علمت الآن كم هي الدنيا مليئة بالأمل) .

عندما تنفض الغبار عن عينيك وتدع رفقاء السوء وهذه نصف ثروتي كنت قد خبأتها لك فعد إلى رشدك واترك الإسراف واترك رفقاء السوء .

tumblr_ozz70wEk2N1u9mr6xo1_1280.jpg
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top