كلامٌ نفيسٌ و دقيقٌ لامسَ شُجوني هذه الأيام و أحببتُ أن أُفيدكم به
قال فضيلۃ الشيخ توفيق عمروني حفظه الله:
إنَّ مَن عرفَ قدرَه وعرفَ لذي الفَضل فضلَه؛
فقد قرعَ بابَ التَّوفيق، ووضَع نفسَه على جادَّة الطَّريق، واتَّسَقَت آراؤه، وتوافَقَت أقوالُه، وتلاءمت أحوالُه؛ ولم تخنْه شَواهدُ الامتحان، وفَرح بصحبَتِه كلُّ إنسان،
وصَدق مَن قال: «مَن عرَفَ قَدرَه استبانَ أمرَه»؛
وأمَّا مَن لم يعرف قدرَ نفسِه فلن يعرفَ قَدْر غيرِه،
لأنَّه كما قيل: «مَن جَهِل قَدْر نفسِه، فهُو بِقَدْر النَّاس أجْهَل»،
وهو بذلك يكون قد وضَع نفسَه في الوَرطات، ولم يجد طمأنينةً ولا راحَةَ بال، وكثُر منه التَّناقُض والاضطراب، ولم يستَقرَّ له رأيٌ ولا حال، وغلبَ عليه الاستعجَال وكثرةُ الانتقال، لا تصفُو له صحبَة، ولا تدومُ معَه عشرة،
تنكَّب جادَّةَ الطَّريق، فلمْ يُحالفْه التَّوفيق، فإنْ لم يتَداركه الله برحمتِه انتَهى به الأمرُ إلى وحشة وهوان، وباء بالخسر والحِرمان،
والله المستَعان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[أن يعرف المرء قدرَه! (راية الإصلاح)]