تعتبر الصحافة السلطة الرابعة في العالم ، لها تأثير كبير في كل الميادين ، بل إنها تغير مسار القضايا جذريا ، تتنوع الصحافة بين المكتوبة و الناطقة السمعية و البصرية ، و تحتل صدارتها القنوات الفضائية العالمية ، من ضمنها قناة الجزيرة التي وصلت إلى ذروة النجاح لتغطيتها كافة الأحداث الدولية ، و اليوم تحاصر و يحاول العديد إطفاء شمعتها نظرا لوقوفها ضد مصالحهم الخاصة ، لكنها لا تزال صامدة ، اتهمت بالإرهاب و في نفس الوقت قيل عنها صوت الحق ، تساير قضايا الشعوب ، تدعو لمكافحة الفساد … فما حكاية هذه القناة ؟
الجزيرة هي قناة تلفزية تابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية مقرها في الدوحة ، قطر . وفي البداية بدأت بوصفها قناة فضائية للأنباء العربية والشؤون الجارية ومنذ ذلك الحين مع نفس الاسم "الجزيرة" توسعت القناة لتصبح شبكة إعلامية دولية بعدد من المنافذ، منها شبكة الإنترنت وقنوات تلفازية متخصصة في لغات متعددة، في عدة مناطق من العالم .
عالجت العديد من القضايا الإقليمية و الدولية و العالمية ، فضحت العديد من القادة السياسيين ، و كشفت مجرمي الحرب ، كانت السباقة في كشف حقيقة مقتل عرفات ، و وقفت إلى جانب القضية الفلسطينية خاصة قطاع غزة ، ساهمت في نشر الوعي للشباب
و في المقابل دعت إلى التغيير الجذري لانظمة الحكم ، و التي امتدت لعقود من الزمن خاصة الأنظمة العربي ، بطريقة غير مباشرة ، فكان الإتجاه المعاكس الحاضن الأكبر لهذه الفكرة ، فكان الربيع العربي وليد تلك الدعوة و الذي قوبل بالرفض و فشل و لم يجني لنا سوى الخراب و الدمار ، فسوريا و العراق و مصر خير دليل على ذلك
ربما كان هدفها نبيل لكن العاقبة كانت سيئة .
حافظت على خطها و حملت شعار { رأينا صحيح يحتمل الخطأ ، و رأيكم خطأ يحتمل الصواب .
و نظرا لتأثيرها القوي فإن كل من وقفت ضد مصالحه سعى إلى إيقافها بكل الطرق .
لابد أن تكون لدينا قناعة خاصة تجاهها ، و يكون لنا رأي خاص لا يؤثر فيه التهم المنسوبة لها
و أن تكون نظرتنا أعمق لكل القضايا ، لا نتبعها كالأعمى
نعرف كيف نختار ما نقبله منها و ما نرفضه
و بعيدا عن المذاهب الدينية و القضايا السياسية و خاصة بعد الأحداث الأخيرة لا بد أن نعيد النظر في بعض الأمور.