الأضرحة و القباب .. !
روى البخاري في كتاب المغازي حدثنا مسدد حدثنا خالد حدثنا بيان عن قيس عن جرير قال : كان بيت في الجاهلية يقال له ذو الخلصة والكعبة اليمانية والكعبة الشأمية فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا تريحني من ذي الخلصة"، فنفرت في مائة وخمسين راكبا فكسرناه وقتلنا من وجدنا عنده فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فدعا لنا ولأحمس .
قال ابن حجر تعليقا عليه : " .. والراحة راحة القلب ولم يكن شيء أتعب لقلب النبي صلى الله عليه من وجود ما يعبد من دون الله.فمن اطمأن مع انتشار الشرك والقباب في وطنه وقريته فليعالج قلبه فإنه لا قلب له ".
لنتأمل سبب هاته الغزوة - رحمكم الله - .
" الأضرحة و القباب ! حالت بين السواد الأعظم من المسلمين و بين مساجدهم و بيوت ربهم ، و جرَّتهم إلى الويلات و عبادة الأوثان فيها و السجود و الركوع إلى العظام النخرة بها ، و سؤال الحوائج التي لا يقدر عليها إلا الله من رممهم البالية ،
و تعظيمهم كتعظيم الله و أشد و الحلف بأسمائهم و التقرب إليهم بالأموال و الذبائح و النحائر و عقر الحيوان و تسييبها لهم ، و اعتقاد أن الله رهن إشارتهم و طوع أيديهم و أوامرهم ، و أن اللاجئ إليهم لا يخشى من رب و لا مربوب و إن فعل ما فعل ! .
و أن وَقف المال لتعمير تلك الأبنية و تموين السدنة و الأقارب و الأعقاب قربة أعظم من القرب الشرعية ، و لذلك قُدمت عليها عندهم ،
و أن أهلها يستحقون على الله و على الخلق كل شيء و لا يستحق الله و لا الخلق منهم شيئا و أنهم أفضل من كل مخلوق ، و رازق كل مرزوق و أرباب كل مرقوق ،
لا يُسألون عما يفعلون و غيرهم مسئول ، و لا يجوز ردهم عما أرادوا و لا يُستفهمون من علة و لا معلول .
محلات بنيت للكفر بالله ، و المعصية و الشرك بوحدانيته و ربوبيته ، و لظهور الدياثة و أعمال القيادة ، و هتك الأسرار و الأعراض ، و إباحة الأبضاع ، و التعرض للصوص الأموال و الأديان و القطاع و شد الرحال ، و اجتماع النساء بالرجال ، و تيسير الفجور تيسيرا لا يتفق في بيوت الخانات(*) و البراديل ، و معاقدة الأخدان ، و مغازلة النسوان و المردان ، و سوق الهدايا إلى غير مكة ،
و الطواف بتلك البيوت و استلامها كبيت الله الحرام ، و إيقاد السرج فيها ، و اتخاذ المواسم و الأعياد بها ،
إلى غير ذلك مما لا يخفى على من شاهد ذلك ، أو ألقى سمعه للمخبر به ". اهـ
◄[العلامة الفقيه عبد الرحمن بن محمد النتيفي المالكي المغربي- رحمه الله - ( حكم السنة و الكتاب في الزوايا و القباب ص58-59)]
انتقاء : إسماعيل أبوسلافة التلمساني.
-----------------------
(*) : الخانات هي الفنادق و الحوانيت التي يُعصى الله فيها
روى البخاري في كتاب المغازي حدثنا مسدد حدثنا خالد حدثنا بيان عن قيس عن جرير قال : كان بيت في الجاهلية يقال له ذو الخلصة والكعبة اليمانية والكعبة الشأمية فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا تريحني من ذي الخلصة"، فنفرت في مائة وخمسين راكبا فكسرناه وقتلنا من وجدنا عنده فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فدعا لنا ولأحمس .
قال ابن حجر تعليقا عليه : " .. والراحة راحة القلب ولم يكن شيء أتعب لقلب النبي صلى الله عليه من وجود ما يعبد من دون الله.فمن اطمأن مع انتشار الشرك والقباب في وطنه وقريته فليعالج قلبه فإنه لا قلب له ".
لنتأمل سبب هاته الغزوة - رحمكم الله - .
![FB_IMG_1512296922990.jpg FB_IMG_1512296922990.jpg](https://www.4algeria.com/forum/data/attachments/52/52249-327d83a9256faded43ebcf956c6a9e66.jpg)
" الأضرحة و القباب ! حالت بين السواد الأعظم من المسلمين و بين مساجدهم و بيوت ربهم ، و جرَّتهم إلى الويلات و عبادة الأوثان فيها و السجود و الركوع إلى العظام النخرة بها ، و سؤال الحوائج التي لا يقدر عليها إلا الله من رممهم البالية ،
و تعظيمهم كتعظيم الله و أشد و الحلف بأسمائهم و التقرب إليهم بالأموال و الذبائح و النحائر و عقر الحيوان و تسييبها لهم ، و اعتقاد أن الله رهن إشارتهم و طوع أيديهم و أوامرهم ، و أن اللاجئ إليهم لا يخشى من رب و لا مربوب و إن فعل ما فعل ! .
و أن وَقف المال لتعمير تلك الأبنية و تموين السدنة و الأقارب و الأعقاب قربة أعظم من القرب الشرعية ، و لذلك قُدمت عليها عندهم ،
و أن أهلها يستحقون على الله و على الخلق كل شيء و لا يستحق الله و لا الخلق منهم شيئا و أنهم أفضل من كل مخلوق ، و رازق كل مرزوق و أرباب كل مرقوق ،
لا يُسألون عما يفعلون و غيرهم مسئول ، و لا يجوز ردهم عما أرادوا و لا يُستفهمون من علة و لا معلول .
محلات بنيت للكفر بالله ، و المعصية و الشرك بوحدانيته و ربوبيته ، و لظهور الدياثة و أعمال القيادة ، و هتك الأسرار و الأعراض ، و إباحة الأبضاع ، و التعرض للصوص الأموال و الأديان و القطاع و شد الرحال ، و اجتماع النساء بالرجال ، و تيسير الفجور تيسيرا لا يتفق في بيوت الخانات(*) و البراديل ، و معاقدة الأخدان ، و مغازلة النسوان و المردان ، و سوق الهدايا إلى غير مكة ،
و الطواف بتلك البيوت و استلامها كبيت الله الحرام ، و إيقاد السرج فيها ، و اتخاذ المواسم و الأعياد بها ،
إلى غير ذلك مما لا يخفى على من شاهد ذلك ، أو ألقى سمعه للمخبر به ". اهـ
◄[العلامة الفقيه عبد الرحمن بن محمد النتيفي المالكي المغربي- رحمه الله - ( حكم السنة و الكتاب في الزوايا و القباب ص58-59)]
انتقاء : إسماعيل أبوسلافة التلمساني.
-----------------------
(*) : الخانات هي الفنادق و الحوانيت التي يُعصى الله فيها