الجزيرة...القناة النابضة بنبض المواطن..بنبض الشارع...بنبض المظلومين....الجزيرة..الخنجر المسموم المغروس في عقول الظالمين..
هكذا ( كانت) منذ ميلادها ؛كأي قناة إعلامية في بداية مشوارها تريد بناء صرحٍ لها في سماء الاعلام؛ تهتم بالبسيط وتُعلي شأنه..تُناصر المظلوم وتثأر له ولو بكلمة حق...
لطالما كانت الصورة أبلغ من التعبير..لطالما كان المُشاهد يغوص فيها وفي تصريحاتها وروبرتاجاتها وكأنّه يُعايش الأحداث على أرض الواقع وعن كثب..
الجزيرة ..او كما يُسميها البعض
(القوة الناعمة)...فهي قناة إعلامية ليس إلا..لكن قوتها الناعمة تكمن في ( سلب العقول) جعلتها مركز اهتمام وقوّة لمالكيها شأنها شأن القوى الكبيرة كالبترول أو الذهب( وهل هناك اغلى من التنويم المغناطيسي )
....
وقد واجهت القناة مؤخرا جملة اتهامات عديدة ،كان من شأنها ان تجعل سمعتها في دائرة الاخطار..
فأتهمت بعدم المصداقية وتعتيم الرؤى للمشاهد والكيل بمكيالين ( او لبس قناعين )..خاصة ماشاهدناه لوقوفها ( مع) ثورات الربيع العربي...
فتلكم الاحداث الكثيرة والمثيرة والدامية عن سقوط أنظمة وصعود اخرى على حسابها كانت لها القناة مواكبة ( قالباً وقلباً)واتصفت بالجرأة لحدّ كبير وكذا لا يخفى اصطدامها بصُناع القرار وتعرضها للتهم وتعرض مراسليها للسجن احياناً...
كل هذا يحدث والمواطن العربي يشاهد ولايزال يعترف بمصداقية القناة ووقوفها مع الشعوب وكشفها للحقائق بدون منازع الى أن كانت القضية الأم( قضايا الخليج جملةً) فصمتت الأفواه وكُتِمت الحقائق..( بهدف او بآخر)...
لن نقول إلا ان المشاهد بات في حيرة من أمره فاختلط عليه الأمر ووقع بين أمرين أيُصدّق ام يُكذّب؟؟.. أيُشاهِد وينتظر جديداً كسابقيه أم لا؟؟و...و....و....
تساؤلات كان من شأنها ان تُلقي بكرة الشك في عقول المشاهد حول مصداقية القناة...
عن الثورات تكلمت فأفاضت حبر مراسليها وتفننت في نقل الوقائع..والكل يشهد بعلو نجمها في سماء الاعلام، فالجهود لابد لها من معترفين..ولكن...
( وما أسوأ وقع مابعدها دوما)
..
قضايا المنطقة الأم كما أسلفنا ومنها قضية البحرين..كان من شأنها ان تجعل القناة في امتحان صعب وتحت أي ضغط كان الأمر وكائن مايكون فان القناة بدات تفتر وتضعف فان لم يكن لمجهوداتها فبطبيعة البلبلة عليها من كل حدب وصوب..
وكأي مشاهد سيتساؤل:/لما تتوانى القناة عن كشف المستور في أمور عن سواها؟؟
أين الحيادية ؟ وأين الرأي والرأي الآخر...
اصعب شيء ان تبني صرحاً وينهدم او يؤول للسقوط ...
وخلاصة القول ان القنوات على اختلافها واختلاف ضروبها ومشارقها ومغاربها تتنافس في جودة اخبارها وحصصها واشهاراتها والتي تصب غالبها في عمليات التسويق واغراضها الأولى اقتصادية ومن السذاجة ان تذوب كل العقول في قالب واحد وتحت رأي واحد او تستمع الآذان لبلبلة ما أو تهمة وان كان لها جانب من المنطق فوجب الأدلة ودراسة اكثر لاهل الاختصاص..
ويبقى المُشاهِد له حرية التعبير مثلها مثل حرية المشاهدة واقتناء مايرضي نهَمَهُ بكل حرية وبدون اي ضغط..فان انت امسكت جهاز تحمك لك ان تشاهد ما أردت...
تقبلوا تحياتي ....