السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولا وقبل البدأ سادوّن ملاحظة صغيرة ( لو سمحتم)..
لا شك ان أي منّا بامكانه الاطلاع والبحث وادراج موضوع بابسط السبل ، لكن الى اين سنصل؟؟
لسنا بصدد كتابة كتاب لنكتب وفقط..بل نحن بحاجة الى معالجة وقائع والبحث عن حلولها..لذا قد يكون موضوعي بعيد قليل عن الرسميات وليستشف القارئ مايُشفي غليله وليتبيّن الحلول والاسباب ضمنياً..ولكم كل الشكر لقرائتكم الطيبة..
شبابنا والتقليد....
مرارة العنوان تكفي..وصورُ الواقع حقّهُ توفي...
سأستشف نماذج محاولتي في الموضوع من واقعي التربوي المؤلم بحق..وعن الألم أتكلم ولطالما تكلمت حتى اُتُهِمتُ بالنصح في غير أُناسِه؛ والقصد كمثال في اجتماع اليوم تناقشتُ مع زملائي عن مشكلة الهندام للأبناء وتدخل الاولياء فيه وانني سأستدعي وليّاً ليشعر بالخجل فذاك آخر حلولي... فضحك أحدهم قائلا ( سيقول لك مادخلك او من أي كوكب جئتِ؟؟)..وقالت اخرى: لاشأن لي يتعلم او يتدمر لا ينقصني هموم...؟؟
هنا تصلبت شراييني وخرجت قائلة: مامحلنا في المؤسسات اذا؟؟ أثاث أم حجارة؟؟
..آه على حالك يا بلدي،وألف آه وآه على حالك يافلذة كبدي ان كنت سأرميك في مجتمع كهذا..
..
شبابنا. كان بالأمس بريئاً براءة الذئب من دم يوسف سلام الله عليه..بريئا بحق..طفولة تجتاحها الأماني والضحكات الصادقة ..كان جِدّهم هزل وهزلهم جِد ..لا هموم ولا غيوم تلبد سماء برائتهم..
شبابنا كان بالأمس طفلا صعب المراس تُرضيه لعبة..تُبكيه صفعة وتُسكته قطعة حلوى..ولكن ماذاتغيّر؟؟ هل تغيّر معنى الطفولة ؟؟ ام معنى الأبوة؟؟هل تغير الزمان؟؟ والزمان في الاصل تسلسل لمنطق الاحداث والساعات والاياو والشهور ونحوها؟؟
اليوم..2017/12/05 كغيره من الأيام يُعايشه انسان كسابقيه؛ فلم يُخلق انسان لكل عصر ولم يُخلق زمن لميلاد كل انسان جديد..
ماذا تغيّر ياترى؟؟
هل تغيرت الدقائق والساعات؟؟ الشهور والسنوات؟؟ أم تغيرت الأنفس والعقليات..
ماذا تغير ؟ انا واتهمك انت؟؟ ام انت وتتهمني أنا؟؟
...
ببساطة أمشي كل يومٍ متثاقلة الخُطى، أجُر خيبتي قبل خيبات غيري..أرى قليلي الحياء يُتاجرون بالتربية ويتقاذفون ارقى وأحدث التفاهات ؛ ويستهزئون بكل خارج عن قانونهم ويُلقونه في يمّ الجهالة..
ألتقي بقليلات الحياء وقد تطيبن وتعطرن وانتقين من خزائنهن رقائق الأسمالِ ووضعنها تباهياً وتماشياً واستعراصاً لأزياء غربية..
أسلّم على زميلة واحسبها قدوة فترد بتحية الأغراب وترفع ذقنها شرفاً وهي بنت الضاد فواأسفاه لأم لم تثكلها لحظة ميلادٍ..
أرى ابن العشر يحمل سيجارته متباهياً..وابن السبع يتباهى بقصة السردوك ويصيح بآخر صيحات بعضا من ( نقيق الضفادع) وهو يستمع لهم بجهازه بآخر صيحاته..
ويحضرني في زيارة لصديقة رنّة هاتف لبُنيّة في المستوى الرابع ابتدائي للمدعوة إليسا ، فلم يكن اسغرابي للنغمة بقدر استغرابي للسن وامتلاكها هاتفا وبآخر صيحاته( ما تراها تستعملهُ؟؟ اكيد تشارك في لمّتنا الغالية !!!!!)
..
حان وقت الصلاة ..وقت الاستراحة المسائية...ليت القاعات تحولت الى مساجد وقتها...خمس دقائق او أقل..لكن هيهات للتمني وأمره مستحيل البيان...فذاك يسامر صديقةً وآخر يُهاتِف عشيقة...وآخر يلاعب رفيقة...(آسفة)..
ولم تخلو أيام حراسة الباكالوريا ( أيام رمضان) من مثلها مواقف ( أذكر انني كدتُ أتقيأ من موقف أمام نافذة قاعتي للأسف)..
ولا انسى اصحاب السراويل آآ عذرا أنصافها..ولا أوشام البهاليل وامكنتها..
كما لا انسى لهجة ذاك وتلكم من لهجات الاستغباء ..واذكر ان زوجي ابدى استغرابه من قريبي ذو 15ربيعا عن لغته الفايسبوكية..وقال شفرات لا يفهمها الا هو واصحابه..فقلت بل غباوة لا يتقنها الا هو وقطيعه..
..كل ذاك وغيره يدمي القلب ويعتصره..واشد خوفي على ابنائي ان رميتهم لأمثالهم..
اتساول عن حلول فأجدها عند أب وأم تخليّا وعن معلم ومربي وإمام تعب بعضهم من النصح وتخذر الآخر بكلمة زميلتي( انا وبعدي فليكن الطوفان)؟
ان لم اسعى انا وانت واناِ للتغيير فمعناه اننا حمقى نغترف ونتشبع بموروث غربي هدفه الهدم وفعلا نجح..ولما لا نتساؤل ان لي ابنا سيكبر وابنة ستكون مثلهم..دلا نحتاج ثورة افكار بل فورة قلوب..
من أمّ تتكلم..راقبي...رافقي..صادقي..علّمي..صلي معهم..ضعي المصحف بجانبهم..انزعي الهاتف وقتاً..ذكريهم بالصلاة دوما..عوديهم الأدب..انزعي الفساد وقنواته..ادخلي معهم الى المفيد من المواقع..وفقط استمعي لهم واعرفي هواياتهم ونمّيها وشجعيها..
الى ذاك الأبّ. حاورهم وناقشهم
فما احوجنا لاستماع والكلام لئلا يتحول الكبت الى غضب ..الحرية تبدأ منك والاختيار كذلك هذّب حريتهم ولا تدعها تنفلت منك فأنت الكبير وهم الصغار...
لا تدع عقد النقص يتوارثها اولادك..عوضهم واعطهم ما يحتاجونه فوالله ان يحتضنني طفل صغير فأعرف من ضغطته على حضني وتنهيدته انه محروم من عناق ام وأب ...
ما احوجنا ان تطبق تعاليم الاسلام في بيتك وترسل لي طفلا مشبعا..لا طفلا اسأله عن السيرة النبوية فلا يعرف تاريخ ميلاد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم..
الجيّد كثير في الشبكات فهل تمعنت فيه وجالست ابنك وناقشته؟؟ كُن غبيا وتغابى لتستمع لابنك وهو يعلمك كيف تفتح حسابا او تكتب مدونة..عالم انت أي نعم لكنك جاهل لقدرة ابنك وسعادته وهو يحاورك..
كتبت اليوم لولي:حاولو الاستماع لابنتكم ...فوضى حواس تنقلها على الورق . فورة غضب على الورقة والأداة قلم؟؟ لم ادرس علم النفس سيدي لكن الحياة كفيلة لتعلمني انها تفتقر شيئا انت تعلمه ولا أريد ان اعلمه...
ابنتي هي ابنتك فخذ بيدها...
...
كلمات لو قلتها لماتوقفت عن الكتابة ...لكن ساعتذر عن المواصلة لغرض واحد انني اعلم انني اطلت وصرت مُمِلة...
الاسباب خرجت من بيوتنا والحلول فيها فهل من مستمع؟؟
الأولى بعنوان: مستنقع التقليد هل من مُنقِذ؟ نحتاج معجزة؟؟؟
...تحياتي..
...
...
بقلم( احلام)..
دمتم في رعاية الله وحفظه
لا تنسوا الأمانات ارفقوابها...
آخر تعديل بواسطة المشرف: