مشاركتي في مسابقة مميزون ( شبابنا والتقليد .... )

أبو عاتكة

فُـ,ـريڊ أبـٌـٌٌـٌٌٌـٌٌـٌوُفُـ,ـيصُـ,ـلُـِـِِـِِِـِِـِـ
طاقم الإدارة
إنضم
1 أوت 2008
المشاركات
8,712
الحلول
4
نقاط التفاعل
14,442
النقاط
2,156
الجنس
ذكر
do.php



مقدمة :
التقليد فيه مكاسب ان كان يصب في الفائدة والنفع وفيه خسائر وكوارث ان كان في غير ذلك .
اكتسب مصطلح التقليد صفة العمى فسمي بالتقليد الاعمى في اوطاننا العربية لكثرة التقليد من غير وعي بالضرر والحرص على التشبه دون الحفاظ على المبادئ والقيم والانسياق وراء كل دعوة وشعار وتحول .
غير ان التقليد له وجه مشرق اخر اكثر جمالا واكثر تهذيبا واكثر نفعا لكنه ضئيل ومحدود ومهمش ولا ينافس المظهر الغالب على المجتمع .
وبما ان الوجه السيء هو المقصود حسب الشطر الثاني من السؤال المطروح في موضوع المنافسة لمسابقة مميزون فاننا نضطر للغوص في مستنقع التقليد الاعمى البائس لشبابنا و اطفالن التائهين وحتى كهولنا ممن قلت حيلتهم وظل وعيهم لان السماح للطفل بالتقليد الاعمى من الاولياء هو اما رضى ومطلب بدعوى التقدم والعصرنة او استسلام و قبول عن مضض اوكف بصر على عيوب عمت و انتشرت واضحت واقعا وعادة .

الفئات المقصودة
:
التقليد الاعمى غشي كل الفئات العمرية اناثها وذكورها المراهق منها والراشد حتى تلك الام التي املنا ان تكون مدرسة كما تغنينا بها في الكتب والاشعار وجدت نفسها تضرب بجناحيها مع باقي السرب في غفوة من امرها وغفلة من قلبها .

وانتشر التقليد الاعمى في وسط الشباب فتنا كقطع الليل المظلم حتى لا يكاد ينجوا من احد الا من رحم ربي وصان و لانه المعني بالامر وهو المغزى من كل غاية . والمستهدف من كل دعاية من ورائها قصد و مكيدة وتدبير فان الجهود والمحاولات كلها منصبة عليه فلا تكاد تفارقه لا في البيت ولا خارجه ولا بين يديه .

الاشكالية :
وامام هذا السيل العرم والوابل المنهمر من كل حدب وصوب على مجتمعاتنا المتاكلة الهشة بسبب الهزات والرجات المتلاحقة فانني اختصر بطرح بعض الاقتراحات والحلول بدل الخوض في هذا الوضع المهول . فاسبابه معروفة ومنابعه معلومة وسبله مقننة وموضوعة يرعاها الحاكم ويقف عليها المسؤول العالم والجاهل منهم ومن ورائها نوايا مقصودة واخرى مدسوسة والهدف المرجو لكل هذه الهرج والمرج مهما اخفوه هو ضرب قوة هذا الدين وقطع كل سبيل ينعشه ويوقضه . وكلما حرك جفنا انهالو عليه بالنبل والسهام وممن من بني قومي وبايديهم وسواعدهم .
واذا ما قام قائم للاسلام نصبوا انفسهم دعاة للوسطية والسلام والقى كل واحد منهم فتواه مما ترضى نفسه وتهواه .هؤلاء اذناب مثقفون مفخخون نخروا جسد الامة ونابوا عن اسيادهم فيما لم يستطيعوا اليه سبيلا .
واقصر طريق لذلك هو زرع الهوس بالتقليد السيء في الاسرة لجني المحصول مع الاجيال القادمة بالجملة .
هذا هو شكل المستنقع فماهي الحلول ؟

فهم بعض الاسباب اولا :
التقليد لدى الشباب تفشى بدون وعي وبدون تفكير وبدون سبب مقنع ولا يحاول صاحبه حتى فهم الغاية الخفية من وراء كل شيء يقوله او يفعله لان فكره محدود وقاصر او مشبع بالدعايات والشعارات وزاده على ذلك الثناء والمدح والاعجاب والانبهار بتقليده مهما كان من اقرانه ومؤيديه .
فتشكيل قصة شعر تشبه حيوانا ما كمثال بسيط هو اعجوبة وفن وجمال يثير الاعجاب والثناء .
كمثل بعض القبائل التي تسكن الادغال يتزين افرادها بغرائب الامور للتميز واثارة الاعجاب . فالشكل هو المميز بين الافراد وليس الابداع او الاخلاق او العلم عكس ما يدعوا اليه العقل . وهذا ان اسقطناه على مجتمعاتنا التي تدعي الحضارة فانه فعلا لا يتميز بعض الشباب حاليا الا بالشكل . لا علم لا ابداع لا عقل ولا حتى فكرة . ما يهمه هو لبس عباءة التقليد الاعمى المزينة .


بعض الاقتراحات لمواجهة التقليدالاعمى
:
الامتناع والاستنكار :
النبذ والانكار لهذه المظاهر ومحاربتها بالانتقاد والاشمئزاز يجعلها دوما ظاهرة سيئة ويبقى الاحساس لدى صاحبها دائما غير مريح . جعلها عادة طبيعية يحولها الى ارث اما انكارها يجعلها دوما دخيلة على المجتمع غير محبذة وغير سليمة .

القدرة على التوعية
:
كيف ننشر الوعي وهو محارب ومهمش اصلا في انظمتناوعلى شاشات اعلامنا . قد يكون تحكمنا في جميع المجتمع بشكل اوسع شبه مستحيل ومحبط لكن في دائرة تحكمنا وسيطرتنا فهناك فرصة وامكانية لذلك والتي هي الاسرة ومكان العمل والدراسة والجمعيات والنوادي والمسجد والحي كل حسب قدرته ومدى سيطرته .

استعمال نفس السلاح :
كما ان للتطور التكنولوجي مساوئ فان له ايجابيات ومنها التثقيف والبحث والاطلاع . وحتما باطلاع الاطفال والشباب على حقائق هذا التقليد مع الزمن يكون لديهم شخصية ثابتة وموقف حازم ويحصنهم من اتباع اي شيء دخيل او مخل بالاداب والسلوكيات . وبالوقوف الى جنبهم عند الولوج الى هذا العالم المعقد نظمن اطلاعهم على الحقائق والتوجيهات كذلك .


اسلوب الاقناع :
بما ان التقليد الباطل لا يعتمد بقوة على الاقناع والحقيقة بل التزييف والتزيين والتغليط اي جعل الامر يبدوا جيدا ومحببا ومثيرا فانه سرعانما يسقط القناع المزيف عن الوجه البشع .
قوة الاقناع وقوة الارشاد في الحق دون الافراط في النهي والمنع الصارم المؤدي الى الانفلات والانقلاب في مكان او زمان او ضرف مغاير حجته اقوى وثباته دائم يتقبله العقل ويميل اليه .
فالقوة تكمن في التاثير بالاحسان وبالحكمة والموعظة الحسنة والاعتماد على تحكيم العقل .

دور الاولياء والكبار :
ولا يمكن التاثير على هذه الفئة خاصة الشباب اذا لم يسبق ذلك اهتمام من طرف الاولياء . مستحيل ان يفقد الشاب في مرحلة ما اهتمام والديه ليفاجئ بهم في مرحلة متقدمة يقدمون له قائمة طويلة وعريضة من الاوامر والنواهي . الاهتمام يبدئ من مرحلة الطفولة يخلق لدى الاطفال قابلية للاستماع والفهم والامتثال .

فحص القدوة واختيار البديل :
بما ان التقليد يعتمد على الاقتداء غالبا فان اختيار القدوة للاطفال مبكرا يمهد لشاب مستقيم الفطرة وتركه على هواه يجعله يبالغ اكثر فاكثر وينحرف عن المعقول وربما اقتدى بشخصية سيئة الطباع والاخلاق والمظهر لا يمكن محوها من ذاكرته ومخيلته. فكلما اختار الطفل قدوته كلاعب او مغني او شخصية مشهورة وهذا هو الغالب للاسف كلما حاولنا تصحيح هذا الاختيار بطريقة الابهار وتوجيه اعجابه نحو قدوة افضل وذلك بفحص اختياره وتعرية المزيف فيه واظهار مساوئه وخلفياته واستبداله بقدوة احسن وافضل لاولادنا . بدون احباط مواهبهم وهواياتهم وقدراتهم . فمراقبة الطفل لا تعني زجره واحباطه وسد خياله وتقييد طاقته . ولكن تهذيب اختياراته ومرافقته من بدايتها الى نهايتها .

الانتباه للجانب النفسي
:
الفراغ العاطفي والفراغ الفكري والجسدي لدى الشباب يحول كل تركيزه وتفكيره الى الاهتمام بمظهره اكثر من شخصيته ولان شخصيته غير مؤثرة بالاساس في اسرته ومجتمعه لعدم تقديمه لمحيطه اي شيء يرفع من قيمته وتقديره و يحقق اعجاب الاخرين به فلا يبقى له سوى مظهره وان لم ينجح يتحول الى استعمال سلوكه السيء واعتماد طرق خطيرة كالادمان والاعتداء والتسلط . ليجعل نفسه دائما مرئيا امام الاخرين . وتقليد منهج العصابات الذي يعتمد على الارعاب والاعتداء لاثبات المكانة واظهار القوة والحضور .

تصحيح المفاهيم :
الرجولة هذا المصطلح يستعمل كثيرا لدى شبابنا حاليا بل ان الطفل الصغير يفكر في الرجولة قبل ان ينهي مرحلته البيولوجية لكن بمفهومهم المغلوط الذي حرفه المجتمع و زيفته وسائل الاعلام.
الرجولة المقترنة دوما بالافعال المخلة بالاداب والعدوانية والتدخين وربما الادمان والتورط في شجارات والرعونة في الكلام والتفكير دوما في الانتقام ومخالفة الاب ومحاولة السيطرة عليه وعلى باقي الاسرة .

تقليد الرجولة بمفهوم الافلام والمسلسلات خاطئ بينما يمكن تعاطي معاني الرجولة والمروءة من جدي ومعاني الانوثة والعفة من جدتي .

الانوثة تتعلق بالعفة تعلق الجسد بالعقل فاذا ذهب العقل ذهب الجسد وكذلك الانوثة اذا ذهبت العفة فاقرئ عليها السلام .
دس السم الهائل من مسلسلات وبرامج دخيلة على المجتمع بتصوير الانقلاب على العادات والمبادئ المحافظة والانسلاخ من العفة والحياء واللهو باحلام الفتيات والعجن في عواطفهم هو بمثابة الامضاء على شهادة وفاة كرامتهم وحصانتهم وجمالهم الذي خلقه الله فيهم وتكفل بحفظه في عفتهم . ومن المصائب ان تكون الام اولى المساهمين في تعزيز هذه الافة فلا يخلوا بيت الا وتفعل المسلسلات الهدامة فعلتها وتخترق عقول الامهات قبل البنات .
لهذا فعلى الامهات ان تكون اكثر نضجا ووعيا وعلى الاباء ان يسدوا الطريق امام هذا الانسياق .

الوعي الجماعي بالمسؤولية :
اتحاد الكلمة والطريقة والعزيمة وسط الاسرة من الاب الى الام الى الاخ والاخت الكبرى وتقاسم عبئ المسؤولية ينتقل من الانضج والاكبر الى القاصر الصغير فتسد المنافذ وتحصن العقول بفضل تفاهم ووعي الجميع داخل الاسرة .

الخاتمة :
في الاخير اذا زادت الاوضاع انفلاتا وعاثت الافات بالمجتمع علينا ان لا نزيد عليها باللامبلاة والتراخي والتغافل والاستسلام للشكل الجديد البائس لمجتمعنا . استسلامنا لها يعني المساهمة فيها بشكل لا ارادي .
كل ما يقدم الينا كمجتمع اسلامي هو تصدير لفضلات ومخلفات الحضارة لديهم فيما يسعون لاستيراد كنوز الحضارة الاسلامية بما فيها اخلاقنا الاسلامية المميزة .

- اشكر الجميع على تجهيز وتقديم هذه المنافسة وادعوا الجميع للمشاركة فيها واثرائها والاستفادة منها .
 
آخر تعديل:
تم الاعتماد أستاذي الفاضل
و إنه لشرف لنا ان تشاركنا المسابقة
كل و أسمى معاني الأحترام أستاذي الغالي
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ما شاء الله عليك أخي الكريم مقالة كاملة متكاملة ملمة بجميع الجوانب وجميع الاسباب
يعني ما شاء الله
التقليد ألممت به حقا أرجو أن يقرأه من له علاقة ويستفيد منه لانه مقال رائع الصراحة ومفيد
استمتعت بالقراءة
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا على الافادة
بالتوفيق
إحترامي وتقديري
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله ولا قوة الا بالله تبارك الدي بيده الملك
موضوع مميز عمي الكريم
الممت بالكل باختصار ووضوح
بارك الله فيك وجزاك كل خير وجعل كل حرف خطته يمناك في موازين حسناتك
ارجو تقبل مروري
تحياتي احترامي وتقديري
في امان الله وحفظه​
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ما شاء الله عليك أخي الكريم مقالة كاملة متكاملة ملمة بجميع الجوانب وجميع الاسباب
يعني ما شاء الله
التقليد ألممت به حقا أرجو أن يقرأه من له علاقة ويستفيد منه لانه مقال رائع الصراحة ومفيد
استمتعت بالقراءة
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا على الافادة
بالتوفيق
إحترامي وتقديري

ان شاء الله نستفيد جميعا من بعض وننير بعض الافكار عندنا وعندكم قد تكون فعالة ومجدية في حياتنا . يعطيك الصحة على المداخلة وربي يبارك فيك ويحسن لك . كل الاحترام .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله ولا قوة الا بالله تبارك الدي بيده الملك
موضوع مميز عمي الكريم
الممت بالكل باختصار ووضوح
بارك الله فيك وجزاك كل خير وجعل كل حرف خطته يمناك في موازين حسناتك
ارجو تقبل مروري
تحياتي احترامي وتقديري
في امان الله وحفظه​

امين امين وهذه هي الغاية نعين ونستعين موفقة باذن الله وربي يبارك فيك شكرا لمداخلتك .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالعادة يمس التقليد الأعمى فئة معينة من المجتمع غالبا ما تكون فئة المراهقين لأنهم الأكثر ليونة لمثل هذه الأمور، وفي الحقيقة تقليدنا لبعض من العادات السيئة لمجتمعات لسنا منها هو شيء مدروس من أطراف خارجية كان هدفها دائما ضرب الوعي لدى أطفال المسلمين من أجل خلق مجتمع إسلامي واهن كما هو الحال الآن .

ما زاد الطين بلة وما ساعد أكثر انتشار هذه العادات داخل مجتمعنا هو غياب الوعي الأسري، لم أفهم لحد الآن كيف لاثنين أن ينجبا طفلا وهما ليسا مستعدين لتربيته ! أليس الأصح هو البحث ودراسة الكثير من جوانب تربية الطفل ثم تقرير إنجاب طفل ! قد يقول البعض ما المدهش في إنجاب طفل وما الشيء الصعب فيه ! طبعا الإنجاب بسيط منذ ذلك الأزل لكن التربية ! هل هي أبسط من الإنجاب !

الأولياء اليوم يقع عليهم أكبر نصيب من اللوم، لأن هذا التقليد الذي نشاهده أصبح يطال عقلية الطفل منذ الصغر ! لا أتكلم عن طفل فات الثمانية عشر سنة الذي أصبح في نظر المجتمع راشدا، بل أتحدث عن طفل أصغر من سن الدراسة تجد عادات التقليد الأعمى فيه ! من أين له هذا وهو الذي ليس له مجتمع ينتمي إليه من غير أسرته ! غير تلك العادة الغريبة في الأولياء الذين يتركون الحرية لأطفال في استعمال الهاتف الذكي أو الأجهزة اللوحية !! دون رقابة ! دون متابعة ! هل الطفل في ذلك السن المبكر له الحق فعلا في مثل هذه الأجهزة !

هذه الأجهزة أثرت على الكبار وغيرت عاداتهم فكيف لطفل صغير أن لا يتأثر ! لكن هل ينتبه الأولياء لهذا الأمر ! لا لأن همهم الوحيد هو اسكات ذلك الطفل وتوفير مادة تجعله يلتزم الصمت ويريح أعصابهم !

للتقليد الأعمى وسائل أوصلت المجتمع لهذا التقليد، وبعيدا عنه نفس هذه الوسائل وفرت حيزا لخلق عادات جديدة وحتى أمراض جديدة ! كالإنعزال، حب الوحدة، وأعظمها ذلك المرض الذي لم نكن نسمع عنه لكن انتشر بشكل مخيف ! مرض التوحد ! لأن الصغير أصبح ينعزل بجهازه ولا يكترث لبقية الأفراد !

التخلص من هذا التقليد هو مسؤولية الجميع لكن ليس في وسعنا تخليص المجتمع ككل وما بيدنا إلا تخليص مجتمعنا الصغير من هذه المظاهر لأنا المجتمع الكبير ما هو إلا تراكم لمجتمعات صغيرة ما يسمى بالأسر .

لو أن كل منا يساهم في تصحيح ما تأثر في مجتمعه واستدراك ما فات ربما نستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه. فقط علينا أن نكون التغيير الذي نريد أن نراه في المجتمع ونبدأ بأنفسنا ونصحح ما ضاع منا .

موضوع رائع حاط بكل الجوانب من إشكالية إلى حلول. بارك الله فيك .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
وهل بقي مايُقال بعدما تفضلتم؟؟
شرح مفصل ووافي لكل جوانب الظاهرة
بارك الله فيكم ..
كما أسلفتم الانصهار والذوبان في تلكم المخلفات وتقبّلها هو مايزيد الأمر سوءاً..
والصمت والرضوخ وذاك الموقف للمتفرج فقط هو ما يزيد الكارثة ومرارتها..
فإن أنا لم أحرّك ساكناً وانت َ وانتِ وهو وهي..و.... فمعناه ان الجديد اعجبنا وتقبلناه ، بل وابتلعناه بدون مضغ ولا تفكير في عواقبه او تبعاته الخفية..
وتبقى الأسرة هي الأساس فان صلحت صلح الفرد ومن ثمة المجتمع معها، وان فسد وانهار اساسها تلاه كل شيء..
بُعد أسرنا عن الدين وغياب الوازع الديني وكذا تهميش افرادها وتراكم عقد نفسية ومشاكل لم تحل في وقتها وغياب ثقافة الحوار و...و....كلها من شأنها الإلقاء بأبنائنا في بحر التقليد ، اي اعطائه الفرصة في الغرق بكل طواعية ...
وكما قلت في موضوعي مرارة العنوان تكفي لنسكت وندع مرارة الواقع تُعلِمنا بالتفاصيل.
شكراً لدراسة الموضوع من كل جوانبه
أحسن الله إليكم وبارك في مسعاكم..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالعادة يمس التقليد الأعمى فئة معينة من المجتمع غالبا ما تكون فئة المراهقين لأنهم الأكثر ليونة لمثل هذه الأمور، وفي الحقيقة تقليدنا لبعض من العادات السيئة لمجتمعات لسنا منها هو شيء مدروس من أطراف خارجية كان هدفها دائما ضرب الوعي لدى أطفال المسلمين من أجل خلق مجتمع إسلامي واهن كما هو الحال الآن .

ما زاد الطين بلة وما ساعد أكثر انتشار هذه العادات داخل مجتمعنا هو غياب الوعي الأسري، لم أفهم لحد الآن كيف لاثنين أن ينجبا طفلا وهما ليسا مستعدين لتربيته ! أليس الأصح هو البحث ودراسة الكثير من جوانب تربية الطفل ثم تقرير إنجاب طفل ! قد يقول البعض ما المدهش في إنجاب طفل وما الشيء الصعب فيه ! طبعا الإنجاب بسيط منذ ذلك الأزل لكن التربية ! هل هي أبسط من الإنجاب !

الأولياء اليوم يقع عليهم أكبر نصيب من اللوم، لأن هذا التقليد الذي نشاهده أصبح يطال عقلية الطفل منذ الصغر ! لا أتكلم عن طفل فات الثمانية عشر سنة الذي أصبح في نظر المجتمع راشدا، بل أتحدث عن طفل أصغر من سن الدراسة تجد عادات التقليد الأعمى فيه ! من أين له هذا وهو الذي ليس له مجتمع ينتمي إليه من غير أسرته ! غير تلك العادة الغريبة في الأولياء الذين يتركون الحرية لأطفال في استعمال الهاتف الذكي أو الأجهزة اللوحية !! دون رقابة ! دون متابعة ! هل الطفل في ذلك السن المبكر له الحق فعلا في مثل هذه الأجهزة !

هذه الأجهزة أثرت على الكبار وغيرت عاداتهم فكيف لطفل صغير أن لا يتأثر ! لكن هل ينتبه الأولياء لهذا الأمر ! لا لأن همهم الوحيد هو اسكات ذلك الطفل وتوفير مادة تجعله يلتزم الصمت ويريح أعصابهم !

للتقليد الأعمى وسائل أوصلت المجتمع لهذا التقليد، وبعيدا عنه نفس هذه الوسائل وفرت حيزا لخلق عادات جديدة وحتى أمراض جديدة ! كالإنعزال، حب الوحدة، وأعظمها ذلك المرض الذي لم نكن نسمع عنه لكن انتشر بشكل مخيف ! مرض التوحد ! لأن الصغير أصبح ينعزل بجهازه ولا يكترث لبقية الأفراد !

التخلص من هذا التقليد هو مسؤولية الجميع لكن ليس في وسعنا تخليص المجتمع ككل وما بيدنا إلا تخليص مجتمعنا الصغير من هذه المظاهر لأنا المجتمع الكبير ما هو إلا تراكم لمجتمعات صغيرة ما يسمى بالأسر .

لو أن كل منا يساهم في تصحيح ما تأثر في مجتمعه واستدراك ما فات ربما نستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه. فقط علينا أن نكون التغيير الذي نريد أن نراه في المجتمع ونبدأ بأنفسنا ونصحح ما ضاع منا .

موضوع رائع حاط بكل الجوانب من إشكالية إلى حلول. بارك الله فيك .

ربي يبارك فيك عدة نقاط عرجتي عليها وهي مهمة وجوهرية وفي الاخير المسؤولية يجب ان تكون جماعية خاصة داخل الاسرة الواحدة وانحراف فرد فيها يسبب ثغرة لظواهر وافات وعادات مقلدة سيئة . مشكورة على المداخلة القيمة .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
وهل بقي مايُقال بعدما تفضلتم؟؟
شرح مفصل ووافي لكل جوانب الظاهرة
بارك الله فيكم ..
كما أسلفتم الانصهار والذوبان في تلكم المخلفات وتقبّلها هو مايزيد الأمر سوءاً..
والصمت والرضوخ وذاك الموقف للمتفرج فقط هو ما يزيد الكارثة ومرارتها..
فإن أنا لم أحرّك ساكناً وانت َ وانتِ وهو وهي..و.... فمعناه ان الجديد اعجبنا وتقبلناه ، بل وابتلعناه بدون مضغ ولا تفكير في عواقبه او تبعاته الخفية..
وتبقى الأسرة هي الأساس فان صلحت صلح الفرد ومن ثمة المجتمع معها، وان فسد وانهار اساسها تلاه كل شيء..
بُعد أسرنا عن الدين وغياب الوازع الديني وكذا تهميش افرادها وتراكم عقد نفسية ومشاكل لم تحل في وقتها وغياب ثقافة الحوار و...و....كلها من شأنها الإلقاء بأبنائنا في بحر التقليد ، اي اعطائه الفرصة في الغرق بكل طواعية ...
وكما قلت في موضوعي مرارة العنوان تكفي لنسكت وندع مرارة الواقع تُعلِمنا بالتفاصيل.
شكراً لدراسة الموضوع من كل جوانبه
أحسن الله إليكم وبارك في مسعاكم..

اجل تقبل الامر الواقع والاعتياد عليه والرضوخ له يطيل من عمر هذا الواقع وهذه نقطة هامة جدا جدا . وجب على كل انسان واعي الصمود على المبدا وعدم الانهيار امام هذا الاجتياح والانصهار .
تراكم العقد والمشاكل النفسية والاجتماعية يهيء ارضية خصبة لكل ماهو مخالف ومسمم وخطير ويفتح الباب امام التقليد الاعمى والانتماء العابث لسلوكيات وانماط حياة غريبة ومنحرفة وسيئة كمهرب لكثير من المراهقين والصغار وحتى الكبار من مشاكل متراكمة لا حلول لها ولا امل في احتوائها .
ربي يبارك فيك على اختيار هذه النقاط المهمة ومشاركتنا اياها في موضوعي فهي لب المشكل وفيها العقدة وفيها الحل . يعطيك الصحة .
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top