- إنضم
- 24 ديسمبر 2016
- المشاركات
- 5,056
- نقاط التفاعل
- 15,515
- النقاط
- 2,256
- العمر
- 39
- محل الإقامة
- فرنسا الجزائر وطني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مساؤكم سعيد إخوتي أخواتي
أحييكم بكل تحية عطرة وجدت في العالم
اليوم سأتطرق لموضوع التقليد
من الجهة المقابلة للعملة
وسأتكلم عن الجزء المملوء من الكأس...
أولا التقليد ظاهرة في حد ذاتها وليدة ضعف في الشخصية هذا لا يختلف فيه اثنان ...
سأتحدث عن تقدير الشخص لنفسه كما هي دون مقارنة ، كي لا يقع في فخ التقليد ...
كل منا ولد في بيئة مختلفة عن الآخر ،وتربى في جو مختلف عن الآخر ،ومرّ في حياته على عقبات مختلفة عن الآخرين ،فلا تشابهنا في الأشكال ولا تشابهنا في التفكير ،وعندما خرجنا الى هذه الدنيا خرجنا مختلفين لونا وعرقا ووو ... والشيء الوحيد الذي نتشابه فيه ولم يظلم الله أحدا فيه ... هو العقل فكل منا له عقل لا يختلف في تركيبته عن العقول الأخرى ...
لو أدرك الشباب هذه الحقيقة وأصغو بقلوبهم لا سمعو فقط بآذانهم أو مرو بعيونهم مرار الكرام ...لقُطع دابر التقليد من أصوله ...
إذا ...
أغلبية الشباب العربي ليس معتز بنفسه ،ولا يرى في نفسه ذلك الشخص الرائع ترى لماذا ؟.
وأبشره بين قوسين ...أنه لم ولا ولن يخبرك بذلك أحد للاسف لأننا في مجتمعات عربية تجيد فن التذبيح والتثبيط والتقليل من قيمة الشاب حتى يعتبر نفسه ولا شيء في هذا العالم ولا يوجد دعم نهائيا ،يعني إعتماد على نفسك ،إلا من رحم ربك وحمل على كاهله أن ينجي بعض الشباب من الغرق الحتمي ،ووجدو منه التشجيع ...
كيف يستطيع إعتبار مغني حقير سكّير لا يساوي ظفره أحسن منه ؟ ،ويحاول تقليد حتى حركاته؟
إذا ليعلم الشاب ....
أنه يجب عليه أن يتعلم الاعتزاز بشكله و بنفسه وبإنجازاته حتى وإن كانت قليلة فهي في النهاية إنجازاته إبتداءا من فهمه لفكرة أن كل الناس مختلفة عن بعضها ،وأنه يجب عليه أن يعتبر نجاحه الصغير الذي لا يراه أحد نجاح باهر ويستحق التقدير من ذاته الداخلية أولا ...
يبدأ من هذه النقطة للانطلاق في حياته
وإن أراد اتخاذ قدوة فاليتخذ قدوة في الاخلاق والتعاملات والعلم والعلماء أكثر مثال على هذه القدوة ،لا قدوة في القشور الظاهرة فقط
....
هل سألت يوما ؟
لما لا نصفق لأنفسنا ونحيي إنجازاتنا ، وننتظر أن يصفق لنا الآخرون ...؟
لما لا ننظر الى أنفسنا في المرآة ونقول أننا رائعين ونستحق من أنفسنا كل التقدير ،وأننا من صُنع الخالق الذي أحسن خلقنا وأبدع وننتظر شخصا آخر يعطينا رأيه في أشكالنا التي هي ملكنا في النهاية وليس له الحق الحط منها ؟...
لماذا ينتظر الشاب أن يصفق له الآخرون؟ ...
خذها مني ...
قدر نفسك أيها الشاب، ولا تقلد أحدا عاش يقدر نفسه ويعتز بذاته حتى وصل الى ما هو عليه وصار الجميع يقلده... حتى أنت ...!
عندما ينجح أولادكم في حياتهم صفقو لأنفسكم لأنكم أديتم دوركم على أكمل وجه ..
عندما يحفظ ابنك سورة صغيرة صفق له وقدر نفسك لأنك أنت من صنعت هذا الإنجاز ....
عندما تحسن عملك في موقع العمل حتى وان كان بسيطا فهذا إنجاز لا تنتظر أن يصفق لك عنه العالم ،بل أنت صفق لنفسك ...
والأمثلة كثيرة حولنا تقول لنا أنتم رائعون ،أنظرو اليها ولا تلق بالا لكلمات التثبيط ،أنتم من تصنعون أنفسكم ليس غيركم ....
أي نعم ...
المغريات تحيط بنا من كل جانب من لباس وقصات شعر وستيلات أحذية ،لكن لنتوقف قليلا ونفكر ... من صنع هذه الستيلات اليس عبدا مثلي ،إذا لماذا أتبعه ولا يتبعني ؟
لماذا اليوم البس بنطالا ضيقا أمرتني بها موضة وعباد مثلي ؟
ثم البس العريض الذي كنت أضحك على زملاء يلبسونه في الغد القريب بحجة الموضة ؟
أن ألبس شيئا يعجبني فهذا إرضاء لذاتي وشخصيتي ... ألا تعتقد ذلك ؟
اليس لذاتك قيمة عندك ؟
إذا أبشر إن لم تضع قيمة لذاتك لن يضعها لك أحد ،وإن لم تضع بصمتك فلا أحد سيضعها مكانك ...
فكر ...!
أن البس شيئا لست مرتاح به بحجة التقليد فهذه إهانة لنفسي البشرية التي كرمها الله...
التقليد وليد إهانة المجتمع للشباب ،ووليد إهانة الشباب لأنفسهم للاسف الشديد ...!
التقيت بإخوة وأخوات من الصحراء الشقيقة ومن باكستان هنا في فرنسا يتمشون في الشارع وهم يلبسون لباسهم التقليدي على مدار العام ولا يبالون بالمارّة والنظرات وكأنهم يعيشون
... لا بل هم بالتأكيد يعيشون لإرضاء ربهم وأنفسهم بالدرجة الأولى ،لأنهم مقتنعين بأنفسهم ومعتزين بأصولهم وبدينهم ...
أتعلم أن ...
الموضة هي أكبر كذبة تجارية بحتة وليس لها علاقة لا بالفن ولا بالحس الفني ولا بالإبداع فلو نظرنا الى بنطال ممزق وشغلنا هذه العقول قليلا ،ما الابداع فيه وهو ممزق ؟ وما الإبداع في قص نصف الرأس وترك الآخر؟ ووو ،لأن اللباس الذي يلبسه شبابنا اليوم ولا يعرفون عنه ،مدروس مسبقا قبل التسويق ولن يضر الغرب إن لبسه لأنه في كل الأحوال لا عقيدة عندهم ولا يهمهم فقد تمادو الى أبعد الحدود ...
أما شاب مسلم تربى في بيئة مسلمة تسمع الأذان خمس مرات في اليوم ،ويذهب الى صلاة الجمعة ويسمع الخطب المتواصلة ،يقلد فهذه هي المعضلة الكبيرة .
اليس لدينا قدوة نتبعها ؟ أ إنقرض الرائعون من أمتنا العربية حتى نتباهى بمجانين يتخبطون كمن أصابه مس من الجن .
تفسيري هو ...
1 _ تربية هشة من طرف الوالدين ...
2 _ مجتمع يثبط العزيمة حولنا وحوالينا للأسف ...
_ينتج عن هاذان ...............← ضعف شخصية ،وشخصية هشة تتبع ولا تفكر ...
إذا ...
ثق في نفسك ،أنجز لنفسك ،
كن أنت لا سواك
فبتقليدك لغيرك قتلت نفسك حيا
نسأل الله لشبابنا السلامة من كل شر ،والغنيمة من كل خير
ونسأل الله لنا لهم الهداية الى جادة الطريق
آمين
تقبلو مني فائق الاحترام والتقدير
حلم كبير
آخر تعديل: