قصيدة:
السؤال البائس
للشاعر:
د.عبدالرحمن العشماوي
القدسُ تسألُ ، والسكوتُ يُجيبُ
ولحزنِها بينَ الضلوع لهيبُ
القدسُ تسألُ ، والفؤاد ممزّقٌ
والدَّمعُ من أجفانِها مسكوبُ
القدسُ تسألُ ، والمساءُ مضرَّجٌ
بأنينها ، وصباحُها محجوبُ
في قلبها مما تعاني جمرةٌ
وله من الألم الدَّفينِ وَجِيبُ
وجراح أقصاها الأسيرِ تزيدها
ألَماً ، تكادُ بهِ الصخور تذوبُ
ينْأى بها التَّهويدُ عن أمجادِها
وإلى الضَّياع يسوقها التَّخريبُ
تبدو كأرملةٍ ، تطاولَ ليلُها
وفؤادُها مما ترى مَكْروبُ
تجري الحياةُ أمامها ببريقها
جَرْيَ الضَّلال ، وحقُّها مسلوبُ
ويظلُّ في فمها سؤالٌ بائسٌ
شمسُ الإجابةِ عنْ حِماهُ تغيبُ :
ياأمَّة المليارِ ، كيف أصابكم
هذا الخضوعُ المُرُّ ، والتّذويبُ ؟؟
أَوَما ترى نَزفَ الجراح عيونكم
أوَما تحسُّ بما أُحسُّ قلوبُ ؟؟
أَوَما ترونَ الهدمَ يطمسُ لوحتي
والمسجدُ الأقصى الحبيب سليبُ ؟؟
ياأمَّة المليارِ ، إنَّ خضوعكم
وخنُوعكم في عصرنا لعجيبُ
عجباً لكم تَستَأمنونَ عدوَّكم
وتصدِّقون الوعدَ وهو كذُوبُ ؟!
مازلتُ أسألكم سؤالاً بائساً
لكنَّ صمتَكم الطويلَ غريبُ :
أنَّى تريدونَ الحياةَ كريمةً
وخضوعكم للمعتدينَ رَهيبُ ؟؟
28-6-1437
آخر تعديل: