هو الصحابي أهبان بن أوس الأسلمي رضى الله عنه..
صحابي جليل وقعت معه قصة عجيبة كانت سببًا في إسلامه ..
فقد كان راعيًا للغنم، وفي يوم وهو يرعى غنمه جاء ذئب ليختطف شاه منها، فأنقذها منه، فعاتبه الذئب بكلام عربي فصيح، فقال له:
"ألا تتقي الله، تحول بيني وبين رزق ساقه الله إليَّ؟!"
فتعجب هذا الصحابي وقال: ما أعجب من هذا! ذئب يتكلم؟! فقال الذئب له: أعجب من هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحرتين يدعو إلى الهدى، وأنت في غنمك تلهو بقوسك؟!
فترك هذا الصحابي غنمه وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبره بما كان، وأسلم.
إنه الصحابي الكريم أهبان بن أوس الأسلمي، كان يكنى "أبا عقبة" .. وهو من أصحاب الشجرة التي كان عندها بيعة الرضوان، صلى إلى القبلتين، ونزل في آخر حياته في مدينة الكوفة، ومات بها في ولاية المغيرة.
ونص القصة كما ذكرها الإمام البخاري في صحيحه في كتاب "فضائل الصحابة" وروي عن الإمام أبو نعيم في "الدلائل" من طريق ربيعة بن أوس عن أنيس بن عمرو عن أهبان بن أوس قال:
"كنت في غنم لي، فشد الذئب على شاة منها، فصحت عليه فأقعى الذئب على ذنبه يخاطبني وقال: من لها يوم تشتغل عنها؟ تمنعني رزقًا رزقنيه الله تعالى. فصفقت بيدي وقلت: والله ما رأيت شيئًا أعجب من هذا، فقال: أعجب من هذا، هذا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بين هذه النخلات يدعو إلى الله،
قال فأتى أهبان إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فأخبره وأسلم".
وقصة الصحابي أهبان بن أوس الذي كلمه الذئب، رواها الإمام أحمد في "المسند"، والإمام الحاكم في "المستدرك"، والإمام البيهقي في "دلائل النبوة"، والإمام ابن حجر العسقلاني في "الإصابة في تمييز الصحابة"، وكذلك في "فتح الباري شرح صحيح البخاري"، والإمام ابن كثير في "البداية والنهاية"، والإمام ابن سعد في "الطبقات"، وغيرهم.