- إنضم
- 24 أفريل 2010
- المشاركات
- 3,554
- نقاط التفاعل
- 3,023
- النقاط
- 491
- محل الإقامة
- خالة بنات أختي
- الجنس
- أنثى
♻ هكذا هزموا اليأس ♻
أمل.. لا يخبو!
بلال بن رباح الحبشي، الشديد السمرة النحيف الناحل المفرط الطول الكث الشعر، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه إليه إلا ويحني رأسه ويغض طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل: (إنما أنا حبشي كنت بالأمس عبدًا) أنه حبشي من أمة سوداء، كان عبدًا لأناس من بني جمح بمكة، حيث كانت أمه إحدى إمائهم وجواريهم،
وقد بدأت أنباء محمد تنادي سمعه، وحين أخذ الناس في مكة يتناقلونها، وكان يصغي إلى أحاديث سادته وأضيافهم، ويوم إسلامه كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معتزلين في غار، إذ مر بهما بلال وهو في غنم بن جدعان، فأخرج الرسول صلى الله عليه وسلم رأسه من الغار وقال: «يا راعي هل من لبن؟».. فقال بلال: (ما لي إلا شاة منها قوتي، فإن شئتما أثرتكما بلبنها اليوم.. فقال رسول الله: «ائت بها»...
فجاء بلال بها، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقعبه، فاعتقلها فحلب في القعب حتى ملأه، فشرب حتى روي، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالاً حتى روي، ثم أرسلها وهي أحفل ما كانت...
ثم قال: «يا غلام هل لك في الإسلام؟ فإني رسول الله»... فأسلم، وقال: «اكتم إسلامك»... ففعل وانصرف بغنمه، وبات بها وقد كثر لبنها، فقال له أهله: (لقد رعيت مرعى طيبا فعليك به)... فعاد إليه ثلاثة أيام يسقيهما، ويتعلم الإسلام، حتى إذا كان اليوم الرابع، مر أبو جهل بأهل عبد الله بن جدعان فقال: (إني أرى غنمك قد نمت وكثر لبنها؟)...
فقالوا: (قد كثر لبنها منذ ثلاثة أيام، وما نعرف ذلك منها؟!)... فقال:
(عبدكم ورب الكعبة يعرف مكان ابن أبي كبشة، فامنعوه أن يرعى المرعى)... فمنعوه من ذلك المرعى... وعلموا بإسلامه.
وبدأ العذاب فقد كانوا يخرجون به عند الظهيرة حين تتحول الصحراء إلى جهنم قاتلة، فيطرحونه على حصاها الملتهب، ثم يأتون بحجر متسعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال ويلقون به فوقه، ويصيح به جلادوه: (اذكر اللات والعزى).. فيجيبهم: (أحد.. أحد).
وإذا حان الأصيل أقاموه، وجعلوا في عنقه حبلا، ثم أمروا صبيانهم أن يطوفوا به جبال مكة وطرقها، وبلال – رضي الله عنه – لا يقول سوى: (أحد...أحد)...
قال عمار بن ياسر: (كل قد قال ما أرادوا – ويعني المستضعفين المعذبين قالوا ما أراد المشركون – غير بلال)... ومر به ورقة بن نوفل وهو يعذب ويقول: (أحد...أحد)...
فقال: (يا بلال أحد أحد، والله لئن مت على هذا لأتخذن قبرك حنانًا)... أي بركة...
ويذهب إليهم أبو بكر الصديق وهم يعذبونه، ويصيح بهم: (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟؟) ثم يصيح في أمية: (خذ أكثر من ثمنه واتركه حرًا)...وباعوه لأبي بكر الذي حرره من فوره وأصبح بلال من الرجال الأحرار وبعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين إلى المدينة، آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين بلال وبين أبي عبيدة بن الجراح، وشرع الرسول للصلاة أذانها، واختار بلالاً – رضي الله عنه – ليكون أول مؤذن للإسلام...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني دخلت الجنة، فسمعت خشفة بين يدي، فقلت: يا جبريل! ما هذه الخشفة؟.. قال: بلال يمشي أمامك»ومات بلال في الشام مرابطًا في سبيل الله, ورفاته تحت ثرى دمشق... على الأغلب سنة عشرين للهجرة... سبحان الله.. عبد أسود آمن بربه وهو مملوك مستضعف, فتعلقت نفسه بخالقها تستمد منه الأمل وحسن الظن الذي لا يخبو.. يعذب فوق رمضاء مكة المحرقة وتوضع فوق صدره صخرة عظيمة يرفعها رجال أشداء فلا تهن عزيمته ولا ييأس, بل يظل صامدًا مرددًا (أحد أحد) لتأتيه فيما بعد جوائز الرحمن تترى... عتق من الرق.. مؤذن للرسول...
مهاجر صابر.. مصاهرة شريفة لامرأة ذات نسب.. رباط في سبيل الله... والأعظم من ذلك بشرى الرسول له بالجنة!
*ما أصدق الأمل وحسن الظن بالله حين تتعلق نفوسنا به وما أجمل عاقبته وما أحوجنا إلى طرد اليأس من نفوسنا وزرع بذور الإيمان في أعماقنا!
أمل.. لا يخبو!
بلال بن رباح الحبشي، الشديد السمرة النحيف الناحل المفرط الطول الكث الشعر، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه إليه إلا ويحني رأسه ويغض طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل: (إنما أنا حبشي كنت بالأمس عبدًا) أنه حبشي من أمة سوداء، كان عبدًا لأناس من بني جمح بمكة، حيث كانت أمه إحدى إمائهم وجواريهم،
وقد بدأت أنباء محمد تنادي سمعه، وحين أخذ الناس في مكة يتناقلونها، وكان يصغي إلى أحاديث سادته وأضيافهم، ويوم إسلامه كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معتزلين في غار، إذ مر بهما بلال وهو في غنم بن جدعان، فأخرج الرسول صلى الله عليه وسلم رأسه من الغار وقال: «يا راعي هل من لبن؟».. فقال بلال: (ما لي إلا شاة منها قوتي، فإن شئتما أثرتكما بلبنها اليوم.. فقال رسول الله: «ائت بها»...
فجاء بلال بها، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقعبه، فاعتقلها فحلب في القعب حتى ملأه، فشرب حتى روي، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالاً حتى روي، ثم أرسلها وهي أحفل ما كانت...
ثم قال: «يا غلام هل لك في الإسلام؟ فإني رسول الله»... فأسلم، وقال: «اكتم إسلامك»... ففعل وانصرف بغنمه، وبات بها وقد كثر لبنها، فقال له أهله: (لقد رعيت مرعى طيبا فعليك به)... فعاد إليه ثلاثة أيام يسقيهما، ويتعلم الإسلام، حتى إذا كان اليوم الرابع، مر أبو جهل بأهل عبد الله بن جدعان فقال: (إني أرى غنمك قد نمت وكثر لبنها؟)...
فقالوا: (قد كثر لبنها منذ ثلاثة أيام، وما نعرف ذلك منها؟!)... فقال:
(عبدكم ورب الكعبة يعرف مكان ابن أبي كبشة، فامنعوه أن يرعى المرعى)... فمنعوه من ذلك المرعى... وعلموا بإسلامه.
وبدأ العذاب فقد كانوا يخرجون به عند الظهيرة حين تتحول الصحراء إلى جهنم قاتلة، فيطرحونه على حصاها الملتهب، ثم يأتون بحجر متسعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال ويلقون به فوقه، ويصيح به جلادوه: (اذكر اللات والعزى).. فيجيبهم: (أحد.. أحد).
وإذا حان الأصيل أقاموه، وجعلوا في عنقه حبلا، ثم أمروا صبيانهم أن يطوفوا به جبال مكة وطرقها، وبلال – رضي الله عنه – لا يقول سوى: (أحد...أحد)...
قال عمار بن ياسر: (كل قد قال ما أرادوا – ويعني المستضعفين المعذبين قالوا ما أراد المشركون – غير بلال)... ومر به ورقة بن نوفل وهو يعذب ويقول: (أحد...أحد)...
فقال: (يا بلال أحد أحد، والله لئن مت على هذا لأتخذن قبرك حنانًا)... أي بركة...
ويذهب إليهم أبو بكر الصديق وهم يعذبونه، ويصيح بهم: (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟؟) ثم يصيح في أمية: (خذ أكثر من ثمنه واتركه حرًا)...وباعوه لأبي بكر الذي حرره من فوره وأصبح بلال من الرجال الأحرار وبعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين إلى المدينة، آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين بلال وبين أبي عبيدة بن الجراح، وشرع الرسول للصلاة أذانها، واختار بلالاً – رضي الله عنه – ليكون أول مؤذن للإسلام...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني دخلت الجنة، فسمعت خشفة بين يدي، فقلت: يا جبريل! ما هذه الخشفة؟.. قال: بلال يمشي أمامك»ومات بلال في الشام مرابطًا في سبيل الله, ورفاته تحت ثرى دمشق... على الأغلب سنة عشرين للهجرة... سبحان الله.. عبد أسود آمن بربه وهو مملوك مستضعف, فتعلقت نفسه بخالقها تستمد منه الأمل وحسن الظن الذي لا يخبو.. يعذب فوق رمضاء مكة المحرقة وتوضع فوق صدره صخرة عظيمة يرفعها رجال أشداء فلا تهن عزيمته ولا ييأس, بل يظل صامدًا مرددًا (أحد أحد) لتأتيه فيما بعد جوائز الرحمن تترى... عتق من الرق.. مؤذن للرسول...
مهاجر صابر.. مصاهرة شريفة لامرأة ذات نسب.. رباط في سبيل الله... والأعظم من ذلك بشرى الرسول له بالجنة!
*ما أصدق الأمل وحسن الظن بالله حين تتعلق نفوسنا به وما أجمل عاقبته وما أحوجنا إلى طرد اليأس من نفوسنا وزرع بذور الإيمان في أعماقنا!