- إنضم
- 7 أفريل 2015
- المشاركات
- 17,309
- الحلول
- 1
- نقاط التفاعل
- 50,558
- النقاط
- 1,886
- محل الإقامة
- الجزائر الحبيبة
- الجنس
- ذكر
في ذروة المراهقة . و في أصعب لحظات العمر تأثيرا
و في تلك اللحظات المرهقة و الصعبة و بين الحروب الداخلية و الخارجية النفسية و البدنية
التي كنت أعيشها . و في وضع جدا متأزم كانت تعيشه البلاد بسبب الإرهاب
و ويلات القتل و الذبح اليومية المتتالية
كنت طالبا في الثانوية التي كانت تبعد عنا بمسافة طويلة
كنت مجبرا على النظام الداخلي لمواصلة الدراسة
حينها كنت أحس أن كل هته الأوضاع المحيطة بي ربما ستجعلني أصاب بالجنون في اي لحظة
فلا يكاد يمر يوم حتى تسمع عن عملية ذبح او قتل
سئمت الدراسة و مللتها فكنت أهرب من القسم لأتوجه إلى المدرج أو أخرج إلى المقهى
في المدرج كنت ألتقي مع طلبة من الأقسام الأخرى و كانوا أكبر مني سنا و ثقافة
و بينما هم يراجعون دروسهم كنت أنا جالسا عند النافذة أرقب تلاميذ التربية البدنية في فناء الثانوية
ليستمر الوضع هكذا لمدة من الزمن
حتى أصبحت زميلا ملازما للمدرج و كانوا تقريبا نفس التلاميذ المجتهدين المواضبين على الدروس و المراجعة
تعودوا علي و كانوا يشاركوني أحاديثهم الخارجية البعيدة عن الدراسة طبعا الثقافية و الرياضية و السياسية
و اصبح بيني و بينهم مودة و رحمة ,
و كنت مناقشا شرسا و مدافعا عن رأيي بالحجج و كنت متقنا لفن الأقناع و السرد
و كنا جدا مثقفين و الأحاديث بيننا شيقة ممتعة نطالع كل أنواع الكتب و الثقافات و الفنون
كانت بيننا فتاة بيضاء شقراء ذات عيون خضراء جمالها لا يوصف و أنوثتها فائقة
لا تتحدث كثيرا و ربما تبتسم مرة في اليوم . و كانت ابتسامتها كالقمر ليلة البدر
و مع مرور الزمن و بينما التلاميذ المجتهدون مركزين على دراستهم و أنا جالس قرب النافذة
و عقلي يضرب يمنة و يسرة و أفكاري متزاحمة و همومي تخنقني و غيضي يقتلني
إذ بي أسمع صوتا أنثويا رقيقا حزينا .. هل تسمح لي بالجلوس قربك يا الامين
في تلك اللحظة و كأن أحدهم أخرجني من عالم إلى عالم آخر و كنت شارد الذهن تماما
و لم اصدق ان هذا الصوت يعنيني و كأنني اول مرة أسمع إسمي ينطق بهته الأنوثة المبهرة
و في لحظة رجع إلي عقلي أحسست أن هناك جسدا قريبا من كتفي يكاد يلمسني
و شممت رائحة عطر فرنسي يعيد الأنفاس و لا يعيدها
فالتفت فإذا هي الشقراء نفسها تسألني و تستأذن الجلوس قربي
فأذنت لها و أنا لا أكاد أصدق ما تراه عينايا
هل هي حورية أم بشر أم ملاك أم كائن مخلوق آخر
فتلعثم لساني و لم يعرف الحديث إلى لساني مسلكا
و تأملت وجهها للحظات حتى خجلت و طأطأت رأسها
و أنا في نفسي أقول هل أنا في علم أم حلم
................
و لكي أكسر حاجز الخجل الذي أصابني سألتها
الطقس و كأنه بارد هذا اليوم
فأجابت أي نعم إنه بارد برودة دماء البشر أو أقل
كان جوابها غريبا فسألتها لماذا
فأجابت لقد سألت التلاميذ عنك و عن حالك فلم يجبني أحد و أنت جار لهم منذ زمن
و أردفت ما بك يا الامين و لماذا أنت تجلس كل يوم في نفس المكان و في نفس الهيئة
و تراقب النافذة و كأنك تنتظر أحدا . و لماذا أنت لا تدرس و لماذا أنت هارب من قسمك
ما سبب حزنك و ما سبب الدموع التي أراها تكاد تسقط و يمنعها كبرياؤك
تنهدت طويلا و أخذت نفسا عميقا
و أجبتها أريد ترك الدراسة فهذا المكان يجعلنا أجن
فقالت هون عليك يا الأمين و هات قصتك و احكي لي لعلك ترتاح إذا فضفضت
سكت لبرهة و سألتها و أنت من تكونين لست من هته المنطقة حتى انك لست طالبة في الثانوية
قالت قصتي طويلة و لا أحد يعرفها و لما يأتي الوقت المناسب سأحكيها لك
المهم هون عليك يا الامين و إذا أردت أن تفضفض أنا مستعدة لسماعك
بعدها اخذنا أحاديث جانبية و بدأنا في الأحاديث عن الأوضاع و السياسة
و بدأ حاجز الصمت و الخجل بيننا يزول
حتى جعلتها تضحك و تقهقه ( تعرفوننا أهل البادية نحب المزاح و النكت )
و لما وصل وقت ذهابها وعدتني بأن نلتقي في الغد في نفس المكان و الزمان
يتبع ..............
و في تلك اللحظات المرهقة و الصعبة و بين الحروب الداخلية و الخارجية النفسية و البدنية
التي كنت أعيشها . و في وضع جدا متأزم كانت تعيشه البلاد بسبب الإرهاب
و ويلات القتل و الذبح اليومية المتتالية
كنت طالبا في الثانوية التي كانت تبعد عنا بمسافة طويلة
كنت مجبرا على النظام الداخلي لمواصلة الدراسة
حينها كنت أحس أن كل هته الأوضاع المحيطة بي ربما ستجعلني أصاب بالجنون في اي لحظة
فلا يكاد يمر يوم حتى تسمع عن عملية ذبح او قتل
سئمت الدراسة و مللتها فكنت أهرب من القسم لأتوجه إلى المدرج أو أخرج إلى المقهى
في المدرج كنت ألتقي مع طلبة من الأقسام الأخرى و كانوا أكبر مني سنا و ثقافة
و بينما هم يراجعون دروسهم كنت أنا جالسا عند النافذة أرقب تلاميذ التربية البدنية في فناء الثانوية
ليستمر الوضع هكذا لمدة من الزمن
حتى أصبحت زميلا ملازما للمدرج و كانوا تقريبا نفس التلاميذ المجتهدين المواضبين على الدروس و المراجعة
تعودوا علي و كانوا يشاركوني أحاديثهم الخارجية البعيدة عن الدراسة طبعا الثقافية و الرياضية و السياسية
و اصبح بيني و بينهم مودة و رحمة ,
و كنت مناقشا شرسا و مدافعا عن رأيي بالحجج و كنت متقنا لفن الأقناع و السرد
و كنا جدا مثقفين و الأحاديث بيننا شيقة ممتعة نطالع كل أنواع الكتب و الثقافات و الفنون
كانت بيننا فتاة بيضاء شقراء ذات عيون خضراء جمالها لا يوصف و أنوثتها فائقة
لا تتحدث كثيرا و ربما تبتسم مرة في اليوم . و كانت ابتسامتها كالقمر ليلة البدر
و مع مرور الزمن و بينما التلاميذ المجتهدون مركزين على دراستهم و أنا جالس قرب النافذة
و عقلي يضرب يمنة و يسرة و أفكاري متزاحمة و همومي تخنقني و غيضي يقتلني
إذ بي أسمع صوتا أنثويا رقيقا حزينا .. هل تسمح لي بالجلوس قربك يا الامين
في تلك اللحظة و كأن أحدهم أخرجني من عالم إلى عالم آخر و كنت شارد الذهن تماما
و لم اصدق ان هذا الصوت يعنيني و كأنني اول مرة أسمع إسمي ينطق بهته الأنوثة المبهرة
و في لحظة رجع إلي عقلي أحسست أن هناك جسدا قريبا من كتفي يكاد يلمسني
و شممت رائحة عطر فرنسي يعيد الأنفاس و لا يعيدها
فالتفت فإذا هي الشقراء نفسها تسألني و تستأذن الجلوس قربي
فأذنت لها و أنا لا أكاد أصدق ما تراه عينايا
هل هي حورية أم بشر أم ملاك أم كائن مخلوق آخر
فتلعثم لساني و لم يعرف الحديث إلى لساني مسلكا
و تأملت وجهها للحظات حتى خجلت و طأطأت رأسها
و أنا في نفسي أقول هل أنا في علم أم حلم
................
و لكي أكسر حاجز الخجل الذي أصابني سألتها
الطقس و كأنه بارد هذا اليوم
فأجابت أي نعم إنه بارد برودة دماء البشر أو أقل
كان جوابها غريبا فسألتها لماذا
فأجابت لقد سألت التلاميذ عنك و عن حالك فلم يجبني أحد و أنت جار لهم منذ زمن
و أردفت ما بك يا الامين و لماذا أنت تجلس كل يوم في نفس المكان و في نفس الهيئة
و تراقب النافذة و كأنك تنتظر أحدا . و لماذا أنت لا تدرس و لماذا أنت هارب من قسمك
ما سبب حزنك و ما سبب الدموع التي أراها تكاد تسقط و يمنعها كبرياؤك
تنهدت طويلا و أخذت نفسا عميقا
و أجبتها أريد ترك الدراسة فهذا المكان يجعلنا أجن
فقالت هون عليك يا الأمين و هات قصتك و احكي لي لعلك ترتاح إذا فضفضت
سكت لبرهة و سألتها و أنت من تكونين لست من هته المنطقة حتى انك لست طالبة في الثانوية
قالت قصتي طويلة و لا أحد يعرفها و لما يأتي الوقت المناسب سأحكيها لك
المهم هون عليك يا الامين و إذا أردت أن تفضفض أنا مستعدة لسماعك
بعدها اخذنا أحاديث جانبية و بدأنا في الأحاديث عن الأوضاع و السياسة
و بدأ حاجز الصمت و الخجل بيننا يزول
حتى جعلتها تضحك و تقهقه ( تعرفوننا أهل البادية نحب المزاح و النكت )
و لما وصل وقت ذهابها وعدتني بأن نلتقي في الغد في نفس المكان و الزمان
يتبع ..............
آخر تعديل: