الاجتياح المغولي الاكبر !
"أهذه هي الاجازة التي كنت أشتم الجامعة من أجلها ؟ " ..تمتمتُ بهذه الكلمات و أنا أمسك بجهاز التحكم و أقلب محطات التلفاز متأففة بين كل قناة و أخرى ..لا شيء يصلح هنا ..
كتلة عظيمة من الغباء تحاول هاته القنوات اغراقنا بها ... برعم بريء –ذو الاثنان و العشرون سنة- ينجو من لعبة الحوت الازرق ..
فتاة بشعر أحمر آجوري "عالماقارن تحكي للجارة"-.- ..
حكم برشلونة لايزال يحتفل بالفوز على النادي الملكي و عمو يزيد يحكي للاطفال عن اخطار الغاز الصخري !!! ..
ياالهي ! انه كمّ هائل من الهراء ..حمدت الله على نعمة العقل و جلست اتصفح هاتفي لعلّ جديدا عن الاضراب في جامعتنا يُذكر..
و إذا بهراء فايسبوكي آخر يأتي على آخر ما تبقى من مزاجي ..أكتب الله و سيصلك خبر جميل في تسع ثوانِ ..ضع نقطة و دعني أخمن لون قميصك ..
اللعنة ! أفكر جديا في بيع هاتفي ..سأشتري بثمنه تيساً صغيرا و أربيه ليكون مواطنا صالحا في المستقبل ...
لم أجد ما أفعله فكان فراشي من أجده دوما بجانبي وقت الشدة ..تدثّرتُ و تدثّرَت بجانبي كومة الملل تلك و غفوت .
حتى جاء الفرج ..و أبغض الحلول للقضاء على الضجر وصل ...كانوا قد اصطفوا أمام باب غرفتي فعلا
يا ربي ! وصول أول فرقة من قبائل الزولو لقضاء العطلة في بيتنا ..
خفق قلبي الصغير بسرعة في مكانه من هول ما سمعت و رحتُ أبحث عن كراساتي و أوراقي لأخبئها عن البرائة التي تركل الباب خارجاً..
فتحته ببطئ و أنا أقرأ ما تيسر من الاذكار في نفسي حتى اجتاح الغرفة أربعة مسوخ صغيرة تصرخ بأعلى صوتها و تركض هنا و هناك أكبرهم "مروى" ذات العشر سنوات ..قبّلتني على مضض ثم التحقت باخوتها تنهاهم عن العبث بجهاز الكمبيوتر ..
نَظرتُ إليهم نظرة المغلوب على أمره و تلوتُ دعاء المظلوم في نفسي و خرجت أرحب بعمتي و ابنتها ..
سألتني عمّتي منذ متى و انا هنا فأخبرتُها أني قد قدمتُ قبل العطلة بأسبوع و اذا بابنتها تقول لي بكل فخر :" اووو دوماج كون قلتيلي راكي هنا كون جيت ..مروى ثان مقراتش السمانة التالية " -__- فأجبتها "شفتي خساارة !!!!" ..
لابد أنها تمزح !! يعني حقيقة يجب أن تكون مازحة ! هل هي بكامل قواها العقلية !؟ ..
و أنا أحدث نفسي هكذا حتى يأتي ابنها "المكوّر"حاملا هاتفي و يصرخ "ايماااان ديريلي ليجوي" ...حدّقتُ في أمه ففهِمت أنني لستُ في وضع يسمح لي بتحمل صيصانها هاته, فنَهرته و اخذت الهاتف من يده ..أخذتُه و رحت الى المطبخ احضر القهوة تاركة اياهم مع أمي و جدتي يتساءلون لم عمتي الاخرى لم تأت بعد !! تأكّدتُ حينها أنهم يريدون اخراج عقلي المسكين من مكانه ...
و أنا في طريقي الى المطبخ التقيت ب "كابة" ضخمة في الممر كانت كفيلة بجعلي أتخيل كيف ستمر علي الأيام المقبلة في أمن و استقرار -_-
تذكّرت مقولة الشاعر القدير حميد عاشوري "لو يعلم الضيوف ما يُقال عنهم في المطبخ لما عادوا مجددا"..
تبا! في أيام باردة كهذه و في اقطار متفرقة من العالم أكاد أجزم ان أشباهي ال39 يقضون آخر أيام السنة في احدى المخيمات الشتوية ..
احداهن تقضي اليوم في اللعب بالثلوج و التقاط صور لطيفة مع رجل الثلج الذي قامت بصنعه مع أصدقاءها ...
و أخرى تقرأ روايتها المفضلة أمام مدفئة عتيقة في جو هادئ يدعو الى الطمأنينة و السلام الداخلي ...
أما ايمان رقم 40 -_- فانتهى بها الامر جليسة أربعة أفراد من الهنود الحمر في انتظار ما تبقى من أوباش ..
لم أبتلع الغصة بعد حتى دخلت "مروى" تبكي و تحمل اختها الصغيرة و قد اختنقت بنصف حبة بسكوبت "بيمو" ..
ذُهِلتُ لوجه الفتاة و قد أصبح لونه بين أزرق و أحمر ..يا الهي اذهبي موتي عند أمك !! اسرعتُ نحوها بكأس من الماء و بعد لحظات من شربه بدأت تعود الى لونها الطبيعي و التقطت انفاسها شيئا فشيئا ...افزعتني ايتها الشقية
خخخ كان بامكاني تركها تموت اختناقا و تصبح طائرا صغيرا في الجنة و انتهي انا من وجع الرأس لكنني فتاة طبية في النهاية
في تلك الاثناء صدح هاتفي بموسيقى "faded"
و اذا بخالتي تكلمني ..اخبرتني انها لا تستطيع القدوم في هذه العطلة فقد تغير جدولها ..ثم عرضت عليّ ان اذهب أنا لامضي الاجازة هناك في بيتها ..لكني لم استطع مقاومة بن زيمة الصغير الذي بداخلي و ضيعتُ فرصة الهروب من هؤلاء "الكتاكيت" وفضّلتَ أن اقضي ما تبقى من ايام في الركض وراء هذا لاستعادة هاتفي و محاولة اسكات تلك بعد ان تشاجرت مع اختها و أبرحتها أمّها ضربا ..
عطلة سعيدة !
"أهذه هي الاجازة التي كنت أشتم الجامعة من أجلها ؟ " ..تمتمتُ بهذه الكلمات و أنا أمسك بجهاز التحكم و أقلب محطات التلفاز متأففة بين كل قناة و أخرى ..لا شيء يصلح هنا ..
كتلة عظيمة من الغباء تحاول هاته القنوات اغراقنا بها ... برعم بريء –ذو الاثنان و العشرون سنة- ينجو من لعبة الحوت الازرق ..
فتاة بشعر أحمر آجوري "عالماقارن تحكي للجارة"-.- ..
حكم برشلونة لايزال يحتفل بالفوز على النادي الملكي و عمو يزيد يحكي للاطفال عن اخطار الغاز الصخري !!! ..
ياالهي ! انه كمّ هائل من الهراء ..حمدت الله على نعمة العقل و جلست اتصفح هاتفي لعلّ جديدا عن الاضراب في جامعتنا يُذكر..
و إذا بهراء فايسبوكي آخر يأتي على آخر ما تبقى من مزاجي ..أكتب الله و سيصلك خبر جميل في تسع ثوانِ ..ضع نقطة و دعني أخمن لون قميصك ..
اللعنة ! أفكر جديا في بيع هاتفي ..سأشتري بثمنه تيساً صغيرا و أربيه ليكون مواطنا صالحا في المستقبل ...
لم أجد ما أفعله فكان فراشي من أجده دوما بجانبي وقت الشدة ..تدثّرتُ و تدثّرَت بجانبي كومة الملل تلك و غفوت .
حتى جاء الفرج ..و أبغض الحلول للقضاء على الضجر وصل ...كانوا قد اصطفوا أمام باب غرفتي فعلا
يا ربي ! وصول أول فرقة من قبائل الزولو لقضاء العطلة في بيتنا ..
خفق قلبي الصغير بسرعة في مكانه من هول ما سمعت و رحتُ أبحث عن كراساتي و أوراقي لأخبئها عن البرائة التي تركل الباب خارجاً..
فتحته ببطئ و أنا أقرأ ما تيسر من الاذكار في نفسي حتى اجتاح الغرفة أربعة مسوخ صغيرة تصرخ بأعلى صوتها و تركض هنا و هناك أكبرهم "مروى" ذات العشر سنوات ..قبّلتني على مضض ثم التحقت باخوتها تنهاهم عن العبث بجهاز الكمبيوتر ..
نَظرتُ إليهم نظرة المغلوب على أمره و تلوتُ دعاء المظلوم في نفسي و خرجت أرحب بعمتي و ابنتها ..
سألتني عمّتي منذ متى و انا هنا فأخبرتُها أني قد قدمتُ قبل العطلة بأسبوع و اذا بابنتها تقول لي بكل فخر :" اووو دوماج كون قلتيلي راكي هنا كون جيت ..مروى ثان مقراتش السمانة التالية " -__- فأجبتها "شفتي خساارة !!!!" ..
لابد أنها تمزح !! يعني حقيقة يجب أن تكون مازحة ! هل هي بكامل قواها العقلية !؟ ..
و أنا أحدث نفسي هكذا حتى يأتي ابنها "المكوّر"حاملا هاتفي و يصرخ "ايماااان ديريلي ليجوي" ...حدّقتُ في أمه ففهِمت أنني لستُ في وضع يسمح لي بتحمل صيصانها هاته, فنَهرته و اخذت الهاتف من يده ..أخذتُه و رحت الى المطبخ احضر القهوة تاركة اياهم مع أمي و جدتي يتساءلون لم عمتي الاخرى لم تأت بعد !! تأكّدتُ حينها أنهم يريدون اخراج عقلي المسكين من مكانه ...
و أنا في طريقي الى المطبخ التقيت ب "كابة" ضخمة في الممر كانت كفيلة بجعلي أتخيل كيف ستمر علي الأيام المقبلة في أمن و استقرار -_-
تذكّرت مقولة الشاعر القدير حميد عاشوري "لو يعلم الضيوف ما يُقال عنهم في المطبخ لما عادوا مجددا"..
تبا! في أيام باردة كهذه و في اقطار متفرقة من العالم أكاد أجزم ان أشباهي ال39 يقضون آخر أيام السنة في احدى المخيمات الشتوية ..
احداهن تقضي اليوم في اللعب بالثلوج و التقاط صور لطيفة مع رجل الثلج الذي قامت بصنعه مع أصدقاءها ...
و أخرى تقرأ روايتها المفضلة أمام مدفئة عتيقة في جو هادئ يدعو الى الطمأنينة و السلام الداخلي ...
أما ايمان رقم 40 -_- فانتهى بها الامر جليسة أربعة أفراد من الهنود الحمر في انتظار ما تبقى من أوباش ..
لم أبتلع الغصة بعد حتى دخلت "مروى" تبكي و تحمل اختها الصغيرة و قد اختنقت بنصف حبة بسكوبت "بيمو" ..
ذُهِلتُ لوجه الفتاة و قد أصبح لونه بين أزرق و أحمر ..يا الهي اذهبي موتي عند أمك !! اسرعتُ نحوها بكأس من الماء و بعد لحظات من شربه بدأت تعود الى لونها الطبيعي و التقطت انفاسها شيئا فشيئا ...افزعتني ايتها الشقية
خخخ كان بامكاني تركها تموت اختناقا و تصبح طائرا صغيرا في الجنة و انتهي انا من وجع الرأس لكنني فتاة طبية في النهاية
في تلك الاثناء صدح هاتفي بموسيقى "faded"
و اذا بخالتي تكلمني ..اخبرتني انها لا تستطيع القدوم في هذه العطلة فقد تغير جدولها ..ثم عرضت عليّ ان اذهب أنا لامضي الاجازة هناك في بيتها ..لكني لم استطع مقاومة بن زيمة الصغير الذي بداخلي و ضيعتُ فرصة الهروب من هؤلاء "الكتاكيت" وفضّلتَ أن اقضي ما تبقى من ايام في الركض وراء هذا لاستعادة هاتفي و محاولة اسكات تلك بعد ان تشاجرت مع اختها و أبرحتها أمّها ضربا ..
عطلة سعيدة !