سعد عطية الساعدي
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 24 جويلية 2016
- المشاركات
- 38
- نقاط التفاعل
- 39
- النقاط
- 3
ماذا يريد المواطن العربي من الثقافة
سعد عطية الساعدي
منشور في عدة مواقع عربية
نحن نقف حيارى أمام ضبابية خصوصيات ثقافة المواطن العربي لا وضوح في توجهه الثقافي العام لكي يعمل الكاتب والمثقف على ضوءه لمد أواصر التواصل ؟
لا وضوح ولهذا حصل الانفصام تقريبا والتباعد فالمعادلة الحاصلة طالما المواطن لا يقرأ المثقف لا ينتج لحدوث الإحباط
والمشكلة هي أن المثقف والمبدع العربي وكأنه مواطن غريب في زمن غريب لا يعيشه الآخرون في مجتمعه العربي فلا يسمع له --- ولا يهتم به --- وليس له مستقبل ضامن ولو من باب التكريم والاحتفاء فنراه منسيا ويرحل في نسيان وكأنه لم يكن فاعلا في ساحة التطوير والإبداع أو الإنتاج والبذل ؟ ونرى المواطن في واد والمثقف في واد لا يلتقيان وكأن لا مشترك جامع بينهما
ما هي المشكلة ؟ هل العرب تنكروا لثقافتهم وماضيهم الإبداعي الضخم المتواصل عبر قرون عديدة ؟ أم أن الغرب مسح من ذاكرتهم مجد موروثهم وجعلهم منقطعين عنه كأنهم بلا جذور غائرة في عمق التاريخ حيارى في متاهات الثقافات المستوردة الغريبة عن قيمه وأصوله وبناءه الفكري والثقافي الذي عمل عليه الأجداد قرون بذلوا من أجله وأعطونا عصارة فكرهم وإبداعهم وجدهم وجهدهم ولكن تنكرنا لهم ولهثنا وراء غيرهم نقلدهم وكأننا دمى تحركنا أصابع خفية فنحفظ ونتغنى بأسماء فلاسفتهم وكأنها ضرورتنا أو هويتنا الثقافية ومن لم يحفظهم فهو جاهل متخلف وأن كانت بعض فلسفتهم مجرد عبث أو فوضى تحلل فكري أو وجودية إلحادية أو محض مادية لا تعني بالقيم الإنسانية وننسى أسماء فلاسفتنا ومفكرينا العقليون العظام ؟ ماذا فعل بنا هؤلاء هل نحن خطرين إلا هذا الحد حتى يغسلوا أدمغتنا كل هذا الغسل وجعلونا انتكالين متقاعسين وبأيدينا كل الوسائل ؟ أنا لا أعرف
أم السبب الصراعات السياسية وأجندات المخططات لخلق المشاكل المرسومة المترادفة والحروب الاستعمارية المدمرة للإنسان والأوطان وفشل الحكومات المتواطئة على مدى أجيال سبب خلق كل هذا التردي والضياع ؟
أو ضعف المناهج التربوية والاجتماعية والثقافية وتقاعس الحكومات وفشلها في هذا الجانب السبب الأول والأهم ؟
المسألة في ظاهر حقيقتها كبيرة وخطيرة لأنها مركبة ومعقدة تبادلت بين الحكومات والمواطن العربي نفسه كان من المتاح أن يبني المواطن العربي ثقافته طالما عنده مورث ضخم حي وكتاب ومثقفون غير منقطعين وهذه هي من أهم الوسائل المتاحة بيسر ولا سلطة للحكومات الفاشلة لإيقافها بل كان ممكنا جدا تحقيق الاستمرارية من خلالهما والمضي نحو المستقبل تواصلا وتطورا فالموروث قاعدة ارتكاز وانطلاق كونه الهوية التي يجب أن لا تنتزع مهما فعل وعمل المستعمر الغربي ومريدوه ومهما صدر لنا بوسائله ومروجي ثقافته المتقلبة وفكره المفكك والمتناقض ومن الممكن الأكيد يتحقق التواصل والاستمرار من خلال مبدعي الوطن والمفكر والعالم والكاتب والمثقف كلهم أداة وصل بين الماضي كموروث علمي وفكري وثقافي رصين والحاضر كتطوير وتجديد وإبداع وعمل مستمر في الحاضر المبهم- -
ولكن من يميل إلى التقاعس متحججا بالظروف هذه حجج المتقاعسين نعم الظرف ألمعاشي له تأثير ولكن الإرادة والهمة لا تقتل كم من مبدع وعالم نهض من ركام مآسي وفقر وعوز بل أغلب مبدع الشعوب من علماء أفذاذ ومخترعين وكبار الكتاب العالمين هم من الفقراء ولكن هناك فرق كبير بين التقاعس والإرادة بين الرغبة والخمول الوجداني في تحبيب الأشياء والسعي إليها مهما كانت الموانع
ماذا عسانا أن نفعل ؟؟؟؟ هو أن نعمل ونعمل عسى من صحوة مواطنة توقض الشعب العربي العريق صاحب الماضي المخلد في أزمنة التاريخ من السبات والتخلف والإحباط مهما نسونا ---- فعلينا واجب ورسالة لابد أن نؤديها كل في مجاله وقدرته واختصاصه كي نعطي ونكون مبادرين لا متراجعين حاضرين لا غائبين من أجل الخير والإنسانية و المواطنة فالشعب يستحق البذل والعطاء والوطن مهما نقدم له نحن مقصرون وخدمة العلم والفكر والثقافة الراقية هي خدمة جمالية ترقي بالإنسان نحو الفضيلة وتحقق ذاته في ذاكرة الواقع الإنساني الفعلي وفي موروث الأوطان ونترك النسيان للمتقاعسين ولا بد وأن تصحو الشعوب وتزدهر الأوطان وإن بعد حين
سعد عطية الساعدي
منشور في عدة مواقع عربية
نحن نقف حيارى أمام ضبابية خصوصيات ثقافة المواطن العربي لا وضوح في توجهه الثقافي العام لكي يعمل الكاتب والمثقف على ضوءه لمد أواصر التواصل ؟
لا وضوح ولهذا حصل الانفصام تقريبا والتباعد فالمعادلة الحاصلة طالما المواطن لا يقرأ المثقف لا ينتج لحدوث الإحباط
والمشكلة هي أن المثقف والمبدع العربي وكأنه مواطن غريب في زمن غريب لا يعيشه الآخرون في مجتمعه العربي فلا يسمع له --- ولا يهتم به --- وليس له مستقبل ضامن ولو من باب التكريم والاحتفاء فنراه منسيا ويرحل في نسيان وكأنه لم يكن فاعلا في ساحة التطوير والإبداع أو الإنتاج والبذل ؟ ونرى المواطن في واد والمثقف في واد لا يلتقيان وكأن لا مشترك جامع بينهما
ما هي المشكلة ؟ هل العرب تنكروا لثقافتهم وماضيهم الإبداعي الضخم المتواصل عبر قرون عديدة ؟ أم أن الغرب مسح من ذاكرتهم مجد موروثهم وجعلهم منقطعين عنه كأنهم بلا جذور غائرة في عمق التاريخ حيارى في متاهات الثقافات المستوردة الغريبة عن قيمه وأصوله وبناءه الفكري والثقافي الذي عمل عليه الأجداد قرون بذلوا من أجله وأعطونا عصارة فكرهم وإبداعهم وجدهم وجهدهم ولكن تنكرنا لهم ولهثنا وراء غيرهم نقلدهم وكأننا دمى تحركنا أصابع خفية فنحفظ ونتغنى بأسماء فلاسفتهم وكأنها ضرورتنا أو هويتنا الثقافية ومن لم يحفظهم فهو جاهل متخلف وأن كانت بعض فلسفتهم مجرد عبث أو فوضى تحلل فكري أو وجودية إلحادية أو محض مادية لا تعني بالقيم الإنسانية وننسى أسماء فلاسفتنا ومفكرينا العقليون العظام ؟ ماذا فعل بنا هؤلاء هل نحن خطرين إلا هذا الحد حتى يغسلوا أدمغتنا كل هذا الغسل وجعلونا انتكالين متقاعسين وبأيدينا كل الوسائل ؟ أنا لا أعرف
أم السبب الصراعات السياسية وأجندات المخططات لخلق المشاكل المرسومة المترادفة والحروب الاستعمارية المدمرة للإنسان والأوطان وفشل الحكومات المتواطئة على مدى أجيال سبب خلق كل هذا التردي والضياع ؟
أو ضعف المناهج التربوية والاجتماعية والثقافية وتقاعس الحكومات وفشلها في هذا الجانب السبب الأول والأهم ؟
المسألة في ظاهر حقيقتها كبيرة وخطيرة لأنها مركبة ومعقدة تبادلت بين الحكومات والمواطن العربي نفسه كان من المتاح أن يبني المواطن العربي ثقافته طالما عنده مورث ضخم حي وكتاب ومثقفون غير منقطعين وهذه هي من أهم الوسائل المتاحة بيسر ولا سلطة للحكومات الفاشلة لإيقافها بل كان ممكنا جدا تحقيق الاستمرارية من خلالهما والمضي نحو المستقبل تواصلا وتطورا فالموروث قاعدة ارتكاز وانطلاق كونه الهوية التي يجب أن لا تنتزع مهما فعل وعمل المستعمر الغربي ومريدوه ومهما صدر لنا بوسائله ومروجي ثقافته المتقلبة وفكره المفكك والمتناقض ومن الممكن الأكيد يتحقق التواصل والاستمرار من خلال مبدعي الوطن والمفكر والعالم والكاتب والمثقف كلهم أداة وصل بين الماضي كموروث علمي وفكري وثقافي رصين والحاضر كتطوير وتجديد وإبداع وعمل مستمر في الحاضر المبهم- -
ولكن من يميل إلى التقاعس متحججا بالظروف هذه حجج المتقاعسين نعم الظرف ألمعاشي له تأثير ولكن الإرادة والهمة لا تقتل كم من مبدع وعالم نهض من ركام مآسي وفقر وعوز بل أغلب مبدع الشعوب من علماء أفذاذ ومخترعين وكبار الكتاب العالمين هم من الفقراء ولكن هناك فرق كبير بين التقاعس والإرادة بين الرغبة والخمول الوجداني في تحبيب الأشياء والسعي إليها مهما كانت الموانع
ماذا عسانا أن نفعل ؟؟؟؟ هو أن نعمل ونعمل عسى من صحوة مواطنة توقض الشعب العربي العريق صاحب الماضي المخلد في أزمنة التاريخ من السبات والتخلف والإحباط مهما نسونا ---- فعلينا واجب ورسالة لابد أن نؤديها كل في مجاله وقدرته واختصاصه كي نعطي ونكون مبادرين لا متراجعين حاضرين لا غائبين من أجل الخير والإنسانية و المواطنة فالشعب يستحق البذل والعطاء والوطن مهما نقدم له نحن مقصرون وخدمة العلم والفكر والثقافة الراقية هي خدمة جمالية ترقي بالإنسان نحو الفضيلة وتحقق ذاته في ذاكرة الواقع الإنساني الفعلي وفي موروث الأوطان ونترك النسيان للمتقاعسين ولا بد وأن تصحو الشعوب وتزدهر الأوطان وإن بعد حين