irised7
:: عضو منتسِب ::
رابط الجزء الأول :
https://www.4algeria.com/forum/t/473284/#post-6610709
إنتهت المداهمة , و عاد مجتمع الدجاج الذي اعتاد على مثل هذه الهجمات إلى حالته الطبيعية , و بدأ النسر الصغير بنسج الأفكار , و إعمال العقل , و محاولة الفهم , فقد اختلطت أوراق حياته و أراد أن يعرف الحقيقة مهما كلفه الثمن.
بدأ النسر الصغير يتجول بين أصدقائه , و يسألهم واحدا تلو الآخر " لماذا أنا أعيش معكم ؟ و ترعرعت معكم ؟ و تعلمت منكم كيف يكون الدجاج في مجتمعه , لكني لا أشبهكم ؟ " , لكنه كان يتلقى نفس الرد , إما مراوغة , أو "لا أعلم" , أو لماذا تنبش في الماضي ؟ .
هذه الردود هي التي جعلته يتيقن أن في الأمر ريبة , واصل البحث و السؤال , إلى أن باح له أحد الديكة بالحقيقة .
كان الأمر صادما بالنسبة له لما أخبره حقيقة تواجده مع الدجاج , و كأنه لم يعد هو , خرج من ذاته , ليجد نفسه من دون ذات تؤويه , خرج منها بعد أن فهم من كلام الديك أن هذه الذات التي تحويه ليست ذاته الحقيقية , و هذا "النسر الدجاجة" ما كان ليكون على ما هو عليه الآن لولا المجتمع الذي عاش فيه , المجتمع الذي رباه على الخوف , على الإختباء , و علمه أن يكتفي بالقليل الذي يسد رمقه و يجعله على قيد الحياة , علّمه أن لا يجازف و لا يدافع عن نفسه , و لا يخوض غمار الحياة , و أن هذه الصعوبات أكبر منه , و أقوى منه , هو مجرد دجاجة , مجرد جبان يبحث عن ما يأكله و لا يواجه الصعوبات و المحن .
لكن .. شيء ما بداخله يحدثه بالخروج من هذه القوقعة , بالعودة إلى ما يجب أن يكون عليه , فهو في باطنه نسر , رغم اكتسابه لعادات الدجاج , فطرته كانت محفورة بداخله , قرر بثبات أن لا يعود إلى "ذاته الدجاجية" حتى يستعيد "ذاته النسرية" و لو بقي بلا ذات دهرا , فلن يعود إلى ضعفه حتى يجد قوته
( و أنا أكتب هذه القصة ضرب زلزال طفيف في الجزائر العاصمة , نسأل الله أن يرحمنا و يهدينا و يرفع مقته و غضبه عنا , إن شاء الله سالامات )
https://www.4algeria.com/forum/t/473284/#post-6610709
إنتهت المداهمة , و عاد مجتمع الدجاج الذي اعتاد على مثل هذه الهجمات إلى حالته الطبيعية , و بدأ النسر الصغير بنسج الأفكار , و إعمال العقل , و محاولة الفهم , فقد اختلطت أوراق حياته و أراد أن يعرف الحقيقة مهما كلفه الثمن.
بدأ النسر الصغير يتجول بين أصدقائه , و يسألهم واحدا تلو الآخر " لماذا أنا أعيش معكم ؟ و ترعرعت معكم ؟ و تعلمت منكم كيف يكون الدجاج في مجتمعه , لكني لا أشبهكم ؟ " , لكنه كان يتلقى نفس الرد , إما مراوغة , أو "لا أعلم" , أو لماذا تنبش في الماضي ؟ .
هذه الردود هي التي جعلته يتيقن أن في الأمر ريبة , واصل البحث و السؤال , إلى أن باح له أحد الديكة بالحقيقة .
كان الأمر صادما بالنسبة له لما أخبره حقيقة تواجده مع الدجاج , و كأنه لم يعد هو , خرج من ذاته , ليجد نفسه من دون ذات تؤويه , خرج منها بعد أن فهم من كلام الديك أن هذه الذات التي تحويه ليست ذاته الحقيقية , و هذا "النسر الدجاجة" ما كان ليكون على ما هو عليه الآن لولا المجتمع الذي عاش فيه , المجتمع الذي رباه على الخوف , على الإختباء , و علمه أن يكتفي بالقليل الذي يسد رمقه و يجعله على قيد الحياة , علّمه أن لا يجازف و لا يدافع عن نفسه , و لا يخوض غمار الحياة , و أن هذه الصعوبات أكبر منه , و أقوى منه , هو مجرد دجاجة , مجرد جبان يبحث عن ما يأكله و لا يواجه الصعوبات و المحن .
لكن .. شيء ما بداخله يحدثه بالخروج من هذه القوقعة , بالعودة إلى ما يجب أن يكون عليه , فهو في باطنه نسر , رغم اكتسابه لعادات الدجاج , فطرته كانت محفورة بداخله , قرر بثبات أن لا يعود إلى "ذاته الدجاجية" حتى يستعيد "ذاته النسرية" و لو بقي بلا ذات دهرا , فلن يعود إلى ضعفه حتى يجد قوته
_________________ يتبع
( و أنا أكتب هذه القصة ضرب زلزال طفيف في الجزائر العاصمة , نسأل الله أن يرحمنا و يهدينا و يرفع مقته و غضبه عنا , إن شاء الله سالامات )