جميلة أنا
:: عضو مُشارك ::
....كانت عائلة ككل العائلات والد كنزة مقاول معروف بين الناس يبني مستقبل منزله المتواضع بين أحضان بناته الثلاثة و زوجته المحبة....حتى جاء ذلك اليوم الشنيع ..كانت الأم عند بيت أهلها الذي لا يبعد كثيرا عن بيتها زيارة لأبيها المتعب دائما معها ابنتها الصغيرة سلوى.....في وقت الظهر حيث كانت كنزة نائمة كعادتها في غرفتها اذ بها تسمع صوتا خفيفا و منبها لشيء لا يسر...خرجت من غرفتها تتخاتل و اذا بالصوت يأتي من غرفة أبويها....تسارعت خطاها و فتحت الباب دون استأذان و هذا ليس من طبعها...لكن الصوت كان يخيفها و يجعل الدموع تتراكم بعينيها .....كانت آنذاك كنزة في عمر الزهور قريبا ميلادها السابع عشر...فتحت الباب فرأت مالم تتوقعه أبدا ...تلك الأفعى متدلية في فراش أمها و أبوها قد احمر وجهه و انتفض قادما اليها ....و اذ بها تركظ دون وعيي منها نحو بيت جدها.....لا خمار على رأسها و لا عباءة على جسدها و لا حذاءا يحمي أرجلها.....ركظت دون الرؤية الى خلفها ...فتحت الباب دون استأذان و كأنها تقول في نفسها لم يبقى شيء من آداب الاستأذان في حياتي.....و اذ بجدها واقفا أمامها على عصاه تلك التي يشتري منها قوته كل صباح .....قالت دون وعيي منها و قد انقطعت أنفاسها و انجرحت جوارحها قبل ارجلها....انه يخون أمي ....أبي يخون أمي....و بعدها سقطت بين أحضان جدها منهارة تماما ....سقطت العصا من الجد و حمل كنزة و يداه ترتجفان و منذ ذلك اليوم نسي تلك العصا و ماعادت تصبح جزءا منه.....
الأم واقفة بدهشة لا تحرك ساكنا....اجتمعت الجدة و خالة كنزة الصغيرة الى كنزة و جمعوا أطرافها و رشوا الماء على وجهها...فتحت عينيها و تمنت ان لا يفتحا بعد اليوم....لكنهما تفتحا على واقع أليم و مر.........
يتبع
الأم واقفة بدهشة لا تحرك ساكنا....اجتمعت الجدة و خالة كنزة الصغيرة الى كنزة و جمعوا أطرافها و رشوا الماء على وجهها...فتحت عينيها و تمنت ان لا يفتحا بعد اليوم....لكنهما تفتحا على واقع أليم و مر.........
يتبع