يجلس مع أخته و أمه في تَرقّبٍ وانتظار ...
طَرْقُ حِذاء يوحي له بقدوم امرأة تَقترب إلى حجرة الاستقبال وتجلِسُ على الأريكة المقابِلة لهُ يزيد من طأطأة الرؤوس وغضِّ الابصار
إلا من نظراتٍ خجولةٍ لا تصلُ أعلى الاقدام ليست كافية للقيام بالمهمة القادم لأجلها
يحاول النظر من جديد بدقةٍ اكثر مستعملا حيلته المعهودة
سيحدِّقُ في أنوار الثريّا المزركشةِ اعلى السَّقفِ ثم ينزِل بنظره على وجهها فيخطٌِف صورةً لملامحها وينهي مهمّته دون مزيدٍ من الانتظار هذه هي الخطة .
لكنَّ ضبابة النور السّاطع من مصابيح الثريّا العشرة تحجبُ عنه الرؤية الواضحة وكأنها اولى لحظاتِ الإغماء
وتبقى صورة المرأة في مخيلته كرؤيا سرابْ .
يعود الى حيرته وخجله من جديد اذا لم ينهي المهمة لن يستطيع الخروج بقرار الموافقة او الرفض
<< يالهذا الخجلِ اللعين في غيرِ أوانهِ >> يردّد متحسِّراً
يفاجؤه صوت المرأةِ الجالسةِ أمامه
فتَتَفتحُ عيناه صوبها دون شعورٍ أو ٱختيار ككاشِف أضواء
<< مرحبا بيك وليدي زارنا السَّعد الطفَيْلة دوك تجي وتشوفها >>
يشخصُ بصره
يتصبَّبُ العرَق على جبينه
تشتعِل ُ النَّار في جنبه المجاور ِ لأمه وأخته
يرد بتأتأتة ٍعلى العجوز : << السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أهلاً الحاجَّة >>
يتمتمُ داخِلهُ
يعني كلُّ ما فات كان مجرد تهيئات
يا لَلْخجَلْ
سلامي