قصيدة: شكوى كتاب
للشاعر: محمد أبو حفص السماحي
⊙0⊙
أبكي و لا أحد درى ببكائي
موتى وأحسبهم من الأحياء !
⊙0⊙
أبكي مصيري؟ أم مصير الضّاد؟
أم أبكي مصير الأمة البلهاء ؟
⊙0⊙
أبكي عقولا فارغاتِ المحتوى
عمياء تفخر جهرة بعَماء
⊙0⊙
أبكي قلوبا أُشربت ما أُشربت
من حالك الأهواء و الأدواء
⊙0⊙
قومي..و لا قوم كقومي قد نسوا
أن القراءة مدرج العلياء
⊙0⊙
باعوا ثقافتهم ببخسٍ واشتروا
-جهلا- فتات ثقافة عرجاء
⊙0⊙
وأنا الكتاب فهل علمتم من أنا
سند الثقات وعمدة الحكماء
⊙0⊙
بي خلّد النبغاء ذكر نبوغهم !
حتى غدتْ أسماؤهم أسمائي
⊙0⊙
أنا كنت نبراس السداد لأمة
حين استضاء روادها بضيائي
⊙0⊙
وأنا الذي قدتُ التقدّم حيثما
سار التقدّم سار تحت لوائي
⊙0⊙
"اقرأ" تُجلجل في المسامع إنما
قد حِيل بين السمع والإصغاء
⊙0⊙
"اقرأ" تُنادي لا يكلّ خطابها
قدسية أبدية الأصداء
⊙0⊙
والغافلون عن النداء وجُلُّهم
نُخبٌ! و لكن لم تُصخْ لنداء
⊙0⊙
والعالمون إذا همو لم يقرؤوا
جهلوا.. وتلك نهايةُ العلماء
⊙0⊙
والعالمون إذا همو لم يقرؤوا
خسروا الرهان فكيف بالجهلاء ؟
⊙0⊙
فِيئوا إلى ظلّي فظلّي عزّكم
بي كان أدناكم... من العظماء
⊙0⊙
فأنا إناء العلم من يشربْ به
يشربْ به شرفًا بخير إناء
⊙0⊙
أهلي وجلّاسي أساطين النُّهى
بلغوا بفضلي قمّة الجوزاء
⊙0⊙
باتوا على ضوء الشموع عيونهم
لهفى تُسامر في الدجى آرائي
⊙0⊙
ظلّوا وباتوا لا يقرّ قرارهم
إلا مقابل وجهي الوضّاء
⊙0⊙
ذهب الذين أحبّهم وأجلّهم
بذلوا نفيس كنوزهم لشرائي
⊙0⊙
يا ليتني -دُفنتْ رُفاتي- يوم أن
دُفنتْ رُفاتُ أولئك النبلاء
⊙0⊙
واليوم أُرمى في الرفوف مُحنّطًا
في خانةِ الإهمال والإزراء
⊙0⊙
وأنا الغريبُ أنا الكئيبُ فلم أعدْ
مهوى القلوب ومرفأ الأحجاء
⊙0⊙
قد كان يبحث -مُستميتًا- قارئي
عني! وأبحثُ..أين هم قُرّائي ؟
⊙0⊙
فلمن تصوغون الكلام جواهرًا
يا معشر الكتاب و الشعراء ؟
آخر تعديل: