﷽
و السلام عليكم و رحمۃ ﷲ بركاته ~ﻗﺎل ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻷﺩﻳﺐ المُربِّي ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﺍﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻤﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻟﻴﺤﺬﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠّﻤﻮﻥ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ :
ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻙ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﻌﻠّﻤﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﻭﻫﻲ ﺃﺧﺬ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻘﺴﻮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﻓﺈﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﺴﺪﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﻭﻏﺮﺳﺖ ﻓﻴﻪ ﺭﺫﺍﺋﻞ ﻣﻬﻠﻜﺔ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ،
ﻭﺗﻐﺮﺱ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺠﺒﻦ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ،
ﻭﺗُﺒﻐﺾ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ .
ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﺪﻭﺩ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠّﻤﻴﻦ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻦ ﺑﺄﺻﻮﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ .
ﻭﻟﻴﺪﺭﺱ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻣﻴﻮﻝ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﺎﻻﺧﺘﻼﻁ ﺑﻬﻢ ، ﻭﻟﻴﻜﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻛﺄﺥ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻬﻢ :
ﻳﻔﻴﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﻄﻔﻪ ،
ﻭﻳﻮﺯّﻉ ﺑﺸﺎﺷﺘﻪ ﻭﻳﺰﺭﻉ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻧﺼﺎﺋﺤﻪ ،
ﻭﻳﺮﺩّ ﺍﻟﻨﺎﺩ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺠﺔ ﺑﺮﻓﻖ .
ﺇﻥ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻤﻴﻮﻝ:
ﻳﻤﻜّﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻭﻣﻦ ﻏﺮﺱ ﺃﺿﺪﺍﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ . ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺮﺑّﻲ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻓﺎﺿﻠًﺎ ... ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﺻﻼﺣﻬﻢ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺻﺎﻟﺤًﺎ ، ﻷﻧﻬﻢ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻘﺪﻭﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﺘﻠﻘﻴﻦ . )
ﺍﻵﺛﺎﺭ (2 ﺍ 113)