خطر التطاول على العلماء وتتبع زلاتهم

قناة السبيل

:: عضو منتسِب ::
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ ظاهرةً منحرفةً لمست عند بعض الشَّباب المستَعجِلين للحُصول على المكانة والسُّمعة العلميَّة... فقد اطَّلعتُ على كلامٍ مكتوب أملاه الغرورُ والتعالُم، يتطاوَل فيه أحدُهم على أئمَّةٍ كبارٍ مُتقدِّمين، وعُلَماء أعلام مُعاصِرين أفنَوْا عمرهم في البحث والعِلم، يتسقَّط ما يعدُّه أخطاء لهم، ويشنع عليهم بها، ويسلُبهم بكلامه هذا فضلَهم الكبير، وخِدمتَهم للعلم والدِّين، يفعَلُ ذلك ليُثبِت تقدُّمه في العلم وتحصيله للمعرفة، وقد يكون هو المُخطِئ!

والتطاوُل على العلماء تشكيكٌ للناس بأئمَّة الدِّين ونقَلَة الشريعة، ولا يُخفِّف من عظمة الجريمة أنْ يُغلِّف هذا المتطاوِل هُجومَه بالثناء على مَن يتطاوَل عليه؛ ليجعل ذلك مقدمة لطَعنِه، وليدَّعي أنَّه قال ما له وما عليه، وهو في الحقيقة لم يفعلْ.

والعلماء بشَر من البشَر مُعرَّضون للوُقوع في الخطأ بِحُكم بشريَّتهم، ونحن - أهلَ السنَّة والجماعة - ليس عندنا معصومٌ إلا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما يُبلِّغ عن ربهِّ، والمحقِّقون من أهل العلم يغتَفِرون خطأَ العالم لكثرة صَوابه، ولا يتَّبعونه إلا فيما أصاب فيه، وهو مأجورٌ فيما أخطأ به.

فأنت - أيُّها الإنسان - إذا ذكرتَ عالمًا فاضلاً، فتجاهلتَ فضائلَه ومحاسنَه، وقلبتَها إلى مَساوِئ، وافترَيْت عليه الكَذِبَ، أو هوَّنت من فضائله، وضخَّمت عيوبه... إنَّك إذًا من الظالمين؛ لأنَّك بخستَه حقَّه، وقد يكونُ هذا أشدَّ من تطفيف الميزان والمكيال في السلع التجارية.

فلنُحاسِب أنفُسَنا، ولنكفَّ عن تتبُّع أغلاط العلماء.. والحمد لله ربِّ العالمين.​
 
المنصف من اغتفر قليل خطإ المرء في كثير صوابه
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


أولا: أود من صاحب القناة أن يعرفنا بنفسه كرما، حتى نعلم من نخاطب، و ليوثق لنا المعلومات حول ذلك و قد قال الأمام إبن سرين رحمه الله : إن هذا العلم دين فاعرفوا عمن تأخذون دينكم، و القناة كما هو معلوم تنقل لنا أشياء من الدين، و الناقل فيها مسئول أمام الله رب العالمين، و نحن كذلك كمشرفين مسئولون كمثل مسؤوليته، لذا انبغى لنا أن نعرف حال صاحب القناة و مَن العلماء الذين يعتد بالنقل عنهم.


ثانيا: الكلام المجمل في المسائل المنهجية لا ينبغي، لذا لزمك أخي الكريم أن تبين لنا من المتطاول و من المتطاول عليه.


ثالثا: بين لنا ما سبق من الطعن المبهم بالدليل و البرهان و التعليل حتى لا نظلم أحدا حفظك الله.


رابعا: ليس مطلقا تغفل أخطاء من ينتسب إلى العلم و أهله، فثمة خطأ من خطأ، فالخطأ في الأصول ليس كالخطأ في الفروع، و الواحد في الفروع ليس كالكثير، و المخطئ المصر ليس كالتائب من الخطأ، و كذلك الخطأ المعلن ليس كالمسر، وهلم جر، فتبصر في ذلك بكلام الشاطبي في كتابه الاعتصام، و لعلي أنقل كلامه حول ذلك فيما بعد (بإذنه تعالى).


خامسا: الناقل عن أهل العلم تجريحهم للمخالف لا يسمى طاعنا و لا مجترئا، و ليس ممن لم يعرف للكبار مكانتهم هذا إن كانوا حقا كبار.


سادسا: بيان حال المخالف من خيرية الأمة و به تحفظ حرمات الدين و يذاد عن حياضه، و هو من الأمر بالمعروف و النهي المنكر الذي أمرنا به.


سابعا: ديدننا كما قلت فيما سبق النقل عن الكبار و الثقات من أهل العلم، و لنا فيهم غنية و كفاية، هذا أسلم لديننا و أزكى لنفوسنا فلسنا في حاجة للأخذ بالوعظ من المجاهيل ممن قد يدسون السم في العسل.


و أخير، الله أسأل أن يوفقني و يوفقك إلى الخير و الرشاد، و أن يجنبني و يجنبك الزلل و الضلال، إنه ولي ذلك و القادر عليه.

 
توقيع ابو ليث
زلات العلماء في امور الاجتهاد
لا في تحليل الغناء و التفصيل فيه
افق وفقك الله
 
الحلال بين و الحرام بين
 
العودة
Top Bottom