.... عاونها يا خوها العزيز .....

حلم كبير

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
24 ديسمبر 2016
المشاركات
5,056
نقاط التفاعل
15,515
النقاط
2,256
العمر
39
محل الإقامة
فرنسا الجزائر وطني
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


إخوتي أخواتي مساؤكم مليء بالمسرات بإذن واحد أحد ..


اليوم أتيت لأضع هذا الموضوع بين أيديكم ...أتمنى تفاعلكم


CiB9h3TUkAAuhF5.jpg

من منا ليس أخا وليست أخت إلا الذي كتب الله له أن يكون وحيد أمه فهذا حالة خاصة ...

اليوم حديثي عن الأخ الذي لا يختار زوجا صالحا لأخته ولا يساعدها على الاختيار ،ولا يسأل عن الخاطب الذي تقدم لها جيدا ...
ويقول ...هات تخطي راسي يديرو روسهم ...

فلو أن كل أخ مثلا التقى بشخص جيد السمعة ويرضى دينه ،وهو يعرف أن أخته تناسبه إقترح عليه التقدم لأخته لما كثرت نسب الطلاق بعد شهر او شهرين بسبب تفاجؤ المرأة برجل مثلا يشرب الخمر أو يتعاطى المخدرات ،أو حتى من ذوي الاحتياجات الخاصة وأهله خبأو الموضوع جملة وتفصيلا وهذا لاحظناه كثيرا في مجتمعنا ..

إذا الأخ إما يختار لأخته جيدا ويساعدها على الاستقرار في حياتها جيدا ،أو يتركها تختار لنفسها وهذا مالا يرضاه الرجل الجزائري لأخته وكلنا متفقين عليها ...
وخاصة الذي أخته لا تعمل ولا تدرس ولا تخرج فمن أين للرجال رؤيتها أو معرفة أنها موجودة أصلا ،وياما نساء جلسن في بيت أهلهن لهذا السبب ..

لذا في رأيي إذا كان الأخ يحرم ويحب أخته ،يجب عليه أن يسعى لتزويجها لأنه أقرب إليها من والديها وكبر معها ويعرف من أي جنس هي وما يصلح لها .

أنت أخي
هل تساعد أختك في التحري عن الخاطب؟
هل تقترح على صديقك الذي تعرف أخلاقه أن يتقدم لأختك؟
هل تعطي رأيك في زواج أخواتك ؟
أنت أختي
هل تستشيري أخوك في موضوع خطبتك ؟
هل توافقين على شخص اختاره لك هو ؟
هل تثقين في تحرياته ؟

اليكم الخط إخوتي أخواتي
إحترامي وتقديري
حلم كبير (y)

 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي حليم على الموضوع الحساس
أنا في النهاية لست شابا وكذلك ليس لدي أخ ذكر هههه يعني أنا بعيدة عن الموضوع تماما
لكن هذا لا يمنعني من المشاركة وإبداء رأيي حتى وإن كنت بعيدة عن الموضوع
الأخ صراحة هو سند المرأة أو بعبارة أوضح هو سند أخته وكل مايسعدها يسعده وكل ما يضرها يضره
ولكن اليوم نرى العكس في مجتمعنا هذا، ابتداء من لباس المرأة الذي لا يحرك ولا ذرة واحدة من الغيرة لدى أخيها
ثم الزواج الذي لم يعد يعيره أي أحد من افراد العائلة أهمية وليس الأخ فقط
بصراحة أنا أرى الرأي الأول في اختيار الزوج يعود للأب لأنه صاحب البيت وإذا كان الأب مريض أو ميت
أظن المسؤولية تعود للأخ، ولكن هذا لا يعني أنه بوجود الأب لا يحق للأخ إبداء رأيه في الشخص الذي سيتزوج
أخته خاصة إذا كان فيه عيب، ولا يحق له الوقوف بين أخته وزوجها إذا كان شخصا طيبا وصالحا فيرفضه لوضعه المادي مثلا
لذلك أنا مع تدخل الأخ في حالة كان الأمر يفيد أخته وطبعا بعد رأي والده، إما إذا كان تدخله في غير محله فالأفضل أن لا يتدخل
خاصة إذا كان هذا الأخ ممن يجبرون أخواتهم على الزواج بمن لا ترضاه ويكون شخص سيء الأخلاق مثلا
أما فيما يخص الأسئلة كما قلت سابقا أنا لا أعيش هذا الوضع لذلك لن تكون أجاباتي من الواقع
شكرا أخي على الموضوع
تحياتي
 
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي حليم على الموضوع الحساس
أنا في النهاية لست شابا وكذلك ليس لدي أخ ذكر هههه يعني أنا بعيدة عن الموضوع تماما
لكن هذا لا يمنعني من المشاركة وإبداء رأيي حتى وإن كنت بعيدة عن الموضوع
الأخ صراحة هو سند المرأة أو بعبارة أوضح هو سند أخته وكل مايسعدها يسعده وكل ما يضرها يضره
ولكن اليوم نرى العكس في مجتمعنا هذا، ابتداء من لباس المرأة الذي لا يحرك ولا ذرة واحدة من الغيرة لدى أخيها
ثم الزواج الذي لم يعد يعيره أي أحد من افراد العائلة أهمية وليس الأخ فقط
بصراحة أنا أرى الرأي الأول في اختيار الزوج يعود للأب لأنه صاحب البيت وإذا كان الأب مريض أو ميت
أظن المسؤولية تعود للأخ، ولكن هذا لا يعني أنه بوجود الأب لا يحق للأخ إبداء رأيه في الشخص الذي سيتزوج
أخته خاصة إذا كان فيه عيب، ولا يحق له الوقوف بين أخته وزوجها إذا كان شخصا طيبا وصالحا فيرفضه لوضعه المادي مثلا
لذلك أنا مع تدخل الأخ في حالة كان الأمر يفيد أخته وطبعا بعد رأي والده، إما إذا كان تدخله في غير محله فالأفضل أن لا يتدخل
خاصة إذا كان هذا الأخ ممن يجبرون أخواتهم على الزواج بمن لا ترضاه ويكون شخص سيء الأخلاق مثلا
أما فيما يخص الأسئلة كما قلت سابقا أنا لا أعيش هذا الوضع لذلك لن تكون أجاباتي من الواقع
شكرا أخي على الموضوع
تحياتي
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أهلا بالأخت الكريمة

ما عندكش خاوة راكي كسبت خاوة لهنا نشالله ... لأنك أخت محترمة ما شاء الله
بصح ردك ما شاء الله ملم بجميع الجوانب
صح الأب هو اللي يقرر فالنهاية بصح الأخ هو اللي كبر مع ختو ويعرف عقليتها مثلا تتقلق ثم ثم ما يقدملهاش واحد هو ثاني نار شاعلة لازم يخير لاختو واحد ثقيل حتى وختو تقلقت معاه يعذرها وهكذا ...


والأخ اللي يوڨف في وجه زواج أختو مع إنسان مليح هذاك مايحبهاش للأسف وإلا لكان خلاها تعيش حياتها وتتزوج صغيرة خير وتهنى ميش يزوجها زواج مصلحة
وياما شفنا خاوة بهاذ الصفة إلا من رحم ربك
والاخ لازملو يعاون العايلة فالتحري على الخاطب لأنو الوحيد اللي يقدر يهدر مع الشباب برا ويستطلع آراءهم بطريقة غير مباشرة ،ولو راح الأب يلڤى صعوبة كيفاه يسقسي ...
هاذي وجهة نظري أنا والله أعلم
ننتظر الإخوة والأخوات...

رد ما شاء الله ملم ملم بالجوانب كامل
بارك الله فيك
إحترامي وتقدري
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع مميز كالعادة اخي الكريم
ماشاء الله ولا قوة الا بالله تبارك الدي بيده الملك
دمت ودام تميزك ودامت مواضيعك المميزة اخي الكريم
ومع دلك اسفة، لن استطيع ان اناقش فيه ليس لي اخ نحن ثلاث فتيات والحمد لله على كل حال من الاحوال

لكن استطيع ان اضع هدا :

من حقوق الأخوات على إخوانهن

﴿ الْحَمْدُ لِلهِ الذِي خَلَقَ السمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظلُمَاتِ وَالنورَ ثُم الذِينَ كَفَرُوا بِرَبهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأنعام: 1].
نحمده على ما خَلق وهَدى، ونشكره على ما منَحَ وأعْطَى، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له؛ وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله؛ كان أتقى الناس لربِّه، وأنصحَهم لخَلْقه، وأوصلَهم لرَحمه، دعاهم للإيمان ليرفعَهم، وحذَّرهم من الشرْك لينقذَهم، وصدَعَ بالحقِّ فيهم، وتحمَّل أنواع الأذى في دعوتهم، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدِّين.
أما بعد:
فاتقوا الله - تعالى - وأطيعوه، وعظِّموا حقَّ الرَّحِم كما عظَّمها الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيهَا الناسُ اتقُوا رَبكُمُ الذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَث مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتقُوا اللهَ الذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
أيها الناس، للعلاقات الاجتماعية والروابط الأُسرية في الإسلام مقامٌ عظيم، وعنايةٌ كبيرة، ومن أوصاف النبي - صلى الله عليه وسلم - التي وصفتْه بها خديجة - رضي الله عنها - إبان نزول الوحْي عليه قولُها - رضي الله عنها -: "كَلاَّ والله، ما يُخْزِيكَ الله أبدًا؛ إنك لَتَصِلُ الرحِمَ..."؛ مُتفق عليه.
ومن عظيم ما يدلُّ على أهميَّتها أنَّ الأمر بها مَقْرونٌ بالأمر بالتوحيد، كما أنَّ النهي عنها مقرونٌ بالنهي عن الشِّرْك؛ ففي العهْد المكي، وقبل أن يجهرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالدعوة، وما آمنَ به إلاَّ أبو بكرٍ وبلالٌ - رضي الله عنهما - أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الله - تعالى - ((أرْسَلَه بصِلة الأرْحَام، وكسْرِ الأوْثان، وأن يُوَحَّدَ اللهُ لا يُشْرَك به شيءٌ)؛ رواه مسلم، وفي حديث جعفر بن أبي طالب للنجاشي، وحديث أبي سفيان لهِرَقْل ذكرَا أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرُهم بصلة الرحِم، وينهاهم عن قطيعتها؛ مما يدلُّ على حضور هذا الحقِّ للقرابة في كلِّ مناقشة عن الإسلام، وأنها مِن أوجبِ فرائضه، وأهم خصائصه.
والإخوة والأخوات من أقرب القرابات، وهم أَوْلَى الناس بالصلة بعد الآباء والأُمهات، ولا يحجبُهم في الميراث إلا الآباء والأبناء.
والأخوَّة تكون في الدِّين، وتكون في النَّسَب، وتكون في الرضاع، وكل أخوَّةٍ عداها فهي من اختراع الناس، ولا اعتبار لها في شرْع الله - تعالى - وأعلاها أخوَّةُ الإسلام، وإذا اجتمعتْ معها أخوَّةُ النسب، كان لصاحبها من الحقوق ما ليس لغيره، وللإخوة من الرضاعة حقوقٌ هي أقل من حقوق أخوة النسب.
والأخوات أضعفُ من الإخْوة؛ لأن الذكر أقوى من الأُنثى، فكان لهن من الحقوق على إخوانهنَّ ما يُقَوِّي ضَعفهنَّ، ويُزيل عجزهنَّ، ويوفر الرعاية والحماية لهنَّ؛ سواء كنَّ أخوات شقيقات، أم أخوات لأبٍ، أم أخوات لأُمٍّ، فلكل واحدة منهنَّ حقوقٌ على أخيها.
والأصل أنَّ الأُختَ تحبُّ أخاها وتعتزُّ به، وتحس بالأمْن معه، ترفع به رأْسَها، وتقوي به ركْنَها، تفرح لفَرحه، وتحزن لِمُصابه، وتبكي لفِراقه، ومَن قرأ رثاءَ الخنساء - رضي الله عنها - لأخيها "صخر"، بَانَ له منزلة الأخ في قلب أُخته.
وقد تُقدِّم الأختُ أخاها في حال الخطر على زوجها وولدها؛ من شدة مَحبَّتها له، ووجْدِها عليه، ووفائها لعهْده، وحِفْظِها لعِشرته، وعدم نسيانها لطفولته؛ كما ذكَرَ أهلُ السِّيَر أنَّ الحجاج قال لامرأة أَسَر في بعض حروبه زوجَها وابنَها وأخاها: "اختاري واحدًا منهم، فقالتْ: الزوج موجود، والابن مولود، والأخ مفقود، أختارُ الأخ، فقال الحجاج: عفوتُ عن جماعتهم؛ لحُسْن كلامها".
ولو لم يكنْ بين الأخ وأُخته من رباط إلا أنَّهما من صلبٍ واحد، أو حواهما رَحمٌ واحد، أو رَضَعَا من ثَدي واحدٍ، لكان ذلك حقيقًا بحِفظ حقِّها، ووفور مَودَّتها، ورسوخ مكانتها، فكيف إذا اجتمَع ذلك كلُّه، وأغلب الإخوان والأخوات عاشوا طفولةً واحدة، وكانوا تحت سقفٍ واحد، واشتركوا في الطعام والشراب، وتقَاسَموا الأفراحَ والأحزان.
وكَبِر أخوها وهي لا تحس به من شدة قُربِها منه، وطول عِشرتها له، فو الله لا ينسى العشرة في أروع أيام العُمر إلا مَن باعَدَ عن الوفاء، وتنكَّر لأوثق روابط الإخاء.
عباد الله:
تعرَّفوا إلى عناية الأخت بأخيها، ومَحبَّتها له في خبر ولادة موسى - عليه السلام - وتسريب أُمِّه له في التابوت؛ ليحلَّ في منزل فرعون، فأمرت الأُم أختَه باستطلاع خبره؛ ﴿ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَحَرمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمهِ كَيْ تَقَر عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَن وَعْدَ اللهِ حَق وَلَكِن أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص : 11 - 13].
فما نَعِم موسى - عليه السلام - بلبنِ أُمه وحِجرها وحنانها إلا على يد أخته التي عرفتْ حقَّ أُمِّها وأخيها عليها، حتى إنَّ الله - تعالى - لَما كلَّم موسى - عليه السلام - ذكَّره بسعْي أُخته على مصلحته؛ ﴿ إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمكَ كَيْ تَقَر عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ﴾ [طه: 40].
يا لها من أختٍ عظيمة سَعَتْ في مصلحة أخيها، وجمعتْه بأُمه بعد أَلَمِ الفِراق، ولا يكاد يوجدُ أحدٌ من الناس إلا وله أخوات أو أُخت عظيمة تحس به، وتتمنَّى الخيرَ له، وتسعى فيما يصلحُه، وقد لا يحس بذلك، ولا يشعر به، ولا ينتبه له.
ونبيُّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - كان وحيدَ أَبَوَيه، ولكن كان له إخوة من الرضاعة، ووقَعَ له قصة مع أخته الشيماء بنت الحارث، حين وقعتْ في الأَسْر مع بني سعد، قالتْ: يا رسول الله، إني أُختك من الرضاعة، قال: وما علامة ذلك؟ قالتْ: عضة عضضتَنيها في ظهْري وأنا مُتَوركتُك، فعرَفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العلامة، فبسطَ لها رداءَه، فأجْلَسَها عليه وخيَّرها، وقال: ((إنْ أحببتِ فعندي مُحَببة مُكرمَة، وإنْ أحببتِ أن أُمتِّعك وترجعي إلى قومك فعلتُ))، فقالتْ: بل تُمتِّعني وتردُّني إلى قومي، فنحلَها غلامًا وجارية، وردَّها إلى قومها، وفي رواية قال لها: ((سَلِي تُعْطَي، واشْفَعَي تُشَفَّعي)).
وكل أمرٍ جاء في الشريعة بصلة الأرحام أو نَهْي عن قَطيعتها، فالأخوات من أوائل الداخلات فيه، فلا أحد أقرب منهن إلى إخوانهن، إلا الآباء والأُمهات والزوجات والأولاد.
وإذا انتقلتْ ولاية الأُخت إلى أَخيها بوفاة والدها أو عجزه، وجَبَ عليه أن يُحسنَ إليها، ويتفانَى في خِدْمتها، ويوفِّر احتياجاتها، وأن يكونَ لها كأبيها؛ كما فعَلَ جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - مع أخواته لَما استُشهِدَ أبوه في "أُحد" وخلفهنَّ، وكنَّ ستَّ أخوات، فتزوَّج جابر - رضي الله عنه - امرأة تقوم عليهنَّ، وضحَّى برغبته لأجلهنَّ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تَزَوَّجْتَ؟)) قلتُ: نعم، قال: ((بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟))، قلتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قال: ((أفلا جارية تُلاعِبُها وتُلاعِبك))، قلتُ: إن لي أَخَوَاتٍ فأحببْتُ أنْ أتزوَّجَ امْرأة تَجْمَعهنَّ وتمشطهنَّ، وتقومُ عليهنَّ.
وفي رواية: "إنَّ لي أخوات، فخَشِيتُ أن تدخلَ بَيْنِي وبينهن"؛ رواه الشيخان، فأقره النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما فعَلَ لأجْل أَخَواته.
والغَيرة قد تشتعلُ بين أخت الرجل وزوجته، فعليه أن يكون عدلاً حكيمًا، لا يظلمُ زوجته لأجْل أخته، ولا يبخس أختَه حقَّها إرضاءً لزوجته، ولا يميل مع إحداهما على الأخرى، بل يحفظُ لكلِّ واحدة منهما حقَّها.
وإعالة الأخ لأخواته كإعالته لبناته في الثواب واستحقاقِ الجنة؛ كما في حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: ((لا يكون لأحدٍ ثلاثُ بنات، أو ثلاث أَخَوات، أو ابنتان أو أختان، فيتقي الله فيهن ويُحسن إليهنَّ، إلا دخَلَ الجنة))؛ رواه أحمد.
وصِلة الأخت بالمال والهدية أَوْلَى من الصدَقة على غيرها، ولَمَّا استشارت ميمونة - رضي الله عنها - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جارية تريد عِتْقَها، قال لها: ((أَعْطِيها أُخْتَكِ، وَصِلِي بها رَحِمَكِ، ترعى عليها؛ فإنه خَيْرٌ لَكِ))؛ رواه مالك مُرسلاً.
ورَحِم الله - تعالى - زوجًا أعانَ زوجتَه على صِلة أخواتها، وأمرَها بذلك، ولم يمنعْها منهنَّ.
ومِن إحسانه إلى أخواته أن يحفظَ حقَّهنَّ من ميراثِ أبيه، فلا يحتال لأخْذِه، ولا يفرط في صَرفه، ومنعهن حقَّهنَّ في الميراث هو من أفحشِ الظلم، وأعظم الجُرم؛ لضَعفهنَّ عن أخْذِ حقِّهنَّ، ولثقتهنَّ بأخيهنَّ، ولحاجتهنَّ لميراث أبيهنَّ.
وإذا خطَبَها كفْءٌ فلا يعضلها، ولا يَحُول بينها وبين الزواج؛ طمعًا في مالها، أو عدم مبالاة بحاجتها، أو يبادل بأخته فيقول: "زَوِّجْنِي أُخْتَكَ، وَأُزَوِّجُكَ أُخْتِي"، فهذا الشِّغَار الذي نَهَى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو يساوم عليها الأغنياء، فيُكْرهها على مَن لا تريد لأجْل ماله أو صُحبته، أو يأخذ شيئًا من مَهْرها، فهو لها ولا يحل له شيءٌ منه إلا عن طيب نفْسٍ منها.
فإنْ طُلقتْ أُخْته بعد زواجها، وانتهتْ عِدتها، وعادَ طليقُها يريدها وهي تريده، فلا يقف عثرة في سبيل رغبتها؛ لِمَا روى مَعْقِلُ بن يَسار - رضي الله عنه - أن آية ﴿ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ ﴾ [البقرة: 232] نزلتْ فيه، قال: "زَوَّجْتُ أُخْتًا لي من رجلٍ فطلَّقَها، حتى إذا انقَضَتْ عِدتُها جاء يَخْطُبُها، فقلتُ له: زوَّجْتك وفرشتك وأكرمتُك، فطلَّقتَها، ثم جئتَ تخطبها! لا والله، لا تعود إليك أبدًا، وكان رجلاً لا بأسَ به، وكانتِ المرأة تريد أن ترجعَ إليه، فأنزَلَ الله هذه الآية: ﴿ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ ﴾، فقلتُ: الآن أفعلُ يا رسول الله، فزوَّجها إيَّاه"؛ رواه البخاري.
وكم من أخٍ أحسنَ إلى أخَوَاته، فرفَعَ الله - تعالى - ذِكْرَه، وأعلى شأنَه، وكم من فقيرٍ أغناه الله - تعالى - بسبب قيامه على أخَوَاته بعد أبيهنَّ، وإعالته لهنَّ، وإحسانه إليهنَّ.
وكتبتْ إعلاميَّة أمريكيَّة مشهورة سيرتها الإعلاميَّة الطويلة الناجحة في كتاب سمَّته: "تجربتي مع قادة العالم ومشاهيرهم"، أجمل ما فيه أنَّها أهدتْه لأُختها المتخلِّفة عقليًّا، وقدَّمتْ له بمقدمة ضافية ذكرتْ فيها أنَّها أسْمَت ابنتَها على اسم أُختها، وأنَّ إحساسَها منذ الصغر بمسؤوليتها تجاه أختها حفَّزها للجدِّ والاجتهاد؛ حتى حازتْ هذا النجاح، فتأمَّلوا وفاءَها لأختها رغم تخلُّف عقْلها، ولعلَّها وُفِّقتْ في عملها بسبب قيامها عليها.
وفي الإسلام ما يدعو المؤمنَ إلى أكثر من ذلك؛ لِمَا يرجو المؤمنُ من الثواب في الإحسان إلى أخَوَاته، وقيامه عليهنَّ.
نسأل الله - تعالى - أنْ يجعلَنا من أهْل البرِّ والصِّلة، وأن يُجنِّبَنا العقوقَ والقطيعة؛ ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 22- 24]، باركَ الله لي ولكم في القرآن.



الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا مباركًا فيه، كما يليق بجلال ربِّنا وعظيم سلطانه، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وباركَ عليه، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداهم إلى يوم الدِّين.
أما بعد:
فاتقوا الله - عباد الله - وأطيعوه؛ ﴿ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [آل عمران: 131 - 132].
أيها الناس:
كثيرٌ من الناس ينسَوْن أخواتهم بعد زواجهنَّ، فلا يَصِلونهنَّ في بيوت أزواجهنَّ، وسبب ذلك أنَّهم يرون أخواتهنَّ أثناء زيارتهنَّ لوالديهم، فيغفلون عن عظيم أثرِ اختصاصِهنَّ بالصِّلة، وهذا تقصيرٌ كبير في حقِّهنَّ.
وإكرام الأخ زوجَ أُخته هو إكرامٌ لها؛ لأن زوجَها سيُكْرمها بسبب إكرام أخيها له، ولا تسلْ عن فَرَح الأخت بزيارة أخيها لها في بيت زوجِها، واعتزازها به عند أهْله، وإحساسهم بعنايته بأُخته، فيزداد إكرامُهم لها؛ لما يرون من إكرام أخيها لها، فليستْ عندهم بدار مذلَّة ولا مضيعة، ولم يتخلَّ عنها أهلُها، وكم يفرحُ أولادُها بخالهم، ويعتزون به كما يعتزون بأعمامهم، ولا أجمل من تَكرار صلتها حسب المستطاع.
فإنْ كانت أُخته في بلد غير بلده، فلا أقل من أن يتعاهَدَها بالمهاتفة بين حينٍ وآخر، وإن شدَّ رَحْلَه لزيارتها، فقد أدَّى طاعةً من أجَلِّ الطاعات وأعظمها أجْرًا في الآخرة، وأكثرها أثرًا في الدنيا، ولا تقتصر الصلة على الزيارة والمكالمة، وإن كانتْ أشهرها عند الناس، بل ينبغي أن يَصِلَها بالهديَّة، وبالصَّدَقة إن كانتْ فقيرة، وبالسؤال عنها وعن أولادِها، وبالكلمة الطيبة بحضرتها، والتبسُّم في وجْهها، وأعلى ذلك وأهمُّه الدعاء لها ولذريَّتها.
وبُعْدُ الأخ عن أُخته في طفولتهما لفِراق أبَوَيهما واقتسامهما، أو لقطيعة بين زوجات الأب أو أزواج الأم، كلُّ أولئك يجبُ ألا يكون سببًا في قطيعة الأخ لأخته؛ فإنها ضحيَّة مثله، وجناية أبَوَيهما عليها أشدُّ من جنايتهما عليه، فليُطهِّر قلبَه عليها، ولينسَ الماضي بما فيه من سوء، وليَصِلها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
وعلى الأخ ألاَّ يفرِّقَ في المعاملة والحفاوة بين عيال إخْوَانه وعيال أَخَواته بحجَّة أنَّ عيال إخوانه يحملون لقَبه؛ فإنَّ الأخوات يلْحَظْنَ ذلك، ويُحزنهنَّ ويؤثِّر في قلوبهنَّ، والنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد عدَّ ابن الأخت من القوم؛ فقد دعا الأنصار في شأنٍ خاص فقال: ((هل فيكمْ أحدٌ من غيركم؟)) قالوا: لا، إلا ابن أُخْتٍ لنا، فقال: ((ابن أُخْتِ القومِ منهم))؛ رواه الشيخان.
ومن الإحسان إلى الأخت بعد موتها تفقُّد ولدها وزوجها، والدعاء لها، وإبراء ذِمَّتها مما عليها من الحقوق؛ لما روى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: جاءتْ امرأةٌ إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالت: يا رسول الله، إن أُخْتي ماتتْ وعليها صيام شهْرين متتابعين، قال: ((أرأيْتِ لو كان على أُخْتك دَينٌ أكنْتِ تقْضينه؟))، قالتْ: بلى، قال: ((فَحَقُّ الله أَحَقُّ))؛ رواه ابن ماجه.
ألاَ فاتقوا الله ربَّكم، واعرفوا حقوقَ أخَوَاتكم عليكم، وصِلوهنَّ بما تستطيعون من أنواع الصلة؛ فإن في الصلة بسطًا في الرزق، وطولاً في العمر، مع ما فيها من أجرٍ عظيم في الآخرة، ولا يُحْرَم فضل ذلك إلا محرومٌ.
وصلوا وسلموا على نبيِّكم.

المصدر: منتدى الالوكة

السؤال:

زوجي مسافر وأسكن مع أخي في نفس البيت، كل منا في شقة مستقلة، أنا في الدور الخامس وأخي في الثالث، أخي لا يسأل علي ولا على أولادي مُطلقًا، هو مَستورُ الحال جدًّا وخريج جامعي، ولديه مطعم هو صاحبُه أسفل العمارة التي نسكن فيها، جاء رمضان فلم يزرني وأنا سألتُ عنه تليفونيًّا، جاء العيد ولم يزرني وأنا عيَّدتُ عليه وعلى زوجته وأولاده تليفونيًّا، جاء عيد الأضحى ولم يزرني وأيضًا عيَّدتُ أنا عليه تليفونيًّا، جاءت السنة الهجرية الجديدة ولم يسأل علي، ولا يزورني لمدة ستة أشهر من تاريخ سفر زوجي، أشعر أني وحدي في هذه الدنيا وليس لي ظهير، تعزُّ علي نفسي جدًّا بسببه، أولادي يقولون: نحن ليس لنا أهل، طول النهار واقف في الكافتيريا يَجمع فلوس وناسي صلة الرَّحِم هو عارف أني غير طامعة أن يدخل عليَّ بعلبة حلويات أو فاكهة أو أي حاجة، فقط أنا زعلانة أنه لا يشعرني أني لو احتجتُ حاجة سأجدها في غياب زوجي، هو يفرق في المعاملة بين أخواته البنات؛ أختي أصغر مني: في العيد بعث لها "مسيج" وكأنها مسافرة آخر الدنيا ولم يَقُمْ بزيارتها أو حتَّى تليفون، بينما أختنا الكبيرة يحبها ويعاملها باحترام وهي غنية غنًى فاحشًا، والغنيُّ هو الله لكن أي زيارة منه لها يدخل عليها "بتورته" من أفخر المحلاَّت، ويُناديها بكلمة "ماما" لأنَّ والدي ووالدتي متوفيان -رحِمها الله- بالرَّغْمِ أنَّ بيني وبين أختي الكبيرة سنتيْنِ فقطْ إلا أنني لا أجِدُ منه هذه المعاملة ولا هذا الحب الذي تجده منه أختي الكبيرة، أنا لست أخته فقط أنا أخته وجارته وزوجي غائب، ألا أستحق منه السؤال أكثر والاهتمام؟! في حالة استمراره على عدم السؤال عني وعن أولادي واستخساره فيَّ وفي أولادي أي مُجاملة في أي مناسبة هل يُمكِنُ أن أكفَّ أنا أيضًا عن السؤال عنه نِهائيًّا؛ لأن وجوده ساكنًا بجانبي وجارًا لي وأخًا كعدمه؟ أنا أصوم الاثنين والخميس وثلاث أيام البيض من كل شهر، وملتزمة في صلاتي وأرتدي الخمار وأخاف اللَّه، فهل يُسامحني اللَّهُ على مُقاطعة هذا الأخ نهائيًّا؟
الإجابة:
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فإنَّا للَّه وإنَّا إليه راجعون على ما وصلتْ إليه أحوالُ المسلمين من تردٍّ، ونسأل اللَّه أن يرُدَّهم للتَّمسُّك بدينهم.
ولتَعْلَمِي -رعاك الله- أنَّ الله تعالى أوجَبَ على عباده جميعًا صلةَ الرَّحِم ذُكورًا وإناثًا، والأدلَّة على ذلك أكثرُ من أن تحيط بها فتوى منها قوله سبحانه: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} [النساء: 1].
وجعل الشرع قطيعة الرحم من كبائر الذنوب المتوعد عليها باللعن؛ قال عزَّ وجلَّ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 22 - 23].
فيجب على المسلم الحذر من القطيعة، وخاصة إن كانت مع أقرب الأقارب كالآباء والإخوة ونحوهم، وقسْوَةُ أحَدِ الأرْحَام وقطيعته لرحمه مع تقصيرُه فيما افْتَرَضَهُ اللَّهُ عليْهِ من حُقوقٍ تِجاهَ إخْوانِه لا يُسْقِطُ عن الآخَرين َ ما يَجِبُ عليْهِم نَحْوَه من واجباتٍ، ولا يُبَرِّرُ لَهُم قطيعتَه، فقد قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "ليس الواصِلُ بالمكافِئِ، ولكنَّ الواصلَ الذي إذا قطَعَتْ رَحِمُه وصَلَهَا" (رواه البُخاريُّ)، قال الحافظُ في "الفتح": "أي الذِي إذا مُنِعَ أعْطَى".
فعلى المُسلم أن يَحتَسِبَ الأجْرَ في وَصْلِ مَن قَطَعَهُ، وإعْطَاءِ مَنْ حَرَمَهُ وأنْ يَعْلَمَ أنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ مُعِينُه وناصِرُه ويَزيدُه في أَجْرِ صِلَتِهم ويُسَدِّدُه ويوفِّقه ويكلؤُه؛ ففي "صحيح مُسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجُلا قال: يا رسول الله، إنَّ لي قرابةً أصِلُهم ويَقطعونَنِي، وأُحْسِنُ إليهم ويُسيئونَ إليَّ، وأحلُم عنهم ويَجهلون عليَّ، فقال: "لئن كنتَ كما قُلْتَ فكأنَّما تُسِفُّهم المَلَّ، ولا يَزالُ مَعَكَ من الله ظهيرٌ عليْهِم ما دُمْتَ على ذلك" والمَلُّ الرَّماد الحار.
وفي "مسند أحْمَد" بإسنادٍ حسن: أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال لعُقْبَة: "يا عُقْبة: صِلْ مَن قَطَعَك، وأعْطِ مَن حرَمَك، وأعْرِضْ عمَّن ظَلَمَك".
وليس في تلك الصِّلة مذلَّة ولا إهانةٌ، بَلْ من فَعَلَها تواضُعًا لله تعالى، وابتغاءً للمثوبةِ عِنْدَه، فستكونُ سببًا لرفْعِ القَدْرِ عند الله وعندَ النَّاس.
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سرَّهُ أن يُبْسَطَ له في رِزْقِه وأنْ يُنْسَأَ له في أَثَرِه فَلْيَصِلْ رحِمَه" (رواهُ البُخاريُّ ومسلم).
فما من ذَنْبٍ أَحْرَى أن يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصاحِبِه العُقُوبةَ في الدنيا مع ما يُدَّخَرُ له في الآخِرة من قطيعةِ الرَّحِم والبَغْيِ؛ كما صحَّ عن الصَّادقِ المصدوق.
ولعلَّكِ بالاستمرار في دفع الإساءةِ بالإحسان، والقطيعةِ بالصِّلة يَشْرَحُ اللَّهُ صدْرَ أخيكِ للحَقِّ ويردُّه لرُشْدِه فيترك مقاطعتَكِ، ويتحوَّل إلى صديقٍ ودود؛ فقد قال الله تعالى: {وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ . وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34-35].
كما يَجِبُ عليكِ أن تنصَحي لهذا الأخ وتُبَيِّنِي له بِحِكْمة ولطْفٍ خُطُورَةَ قطيعةِ الرَّحِم، وما ورد في ذلك في القُرآن والسُّنَّة من قوارعَ تَزْجُر مَنْ كان له قَلبٌ، ويُمكِنُكِ الاستعانةُ في ذلك بكُتَيِّب أو شريطٍ، أو بأحدٍ من أَهْلِ العِلْم والصلاح؛ كإمام مَسجدٍ أوْ أحدِ الدُّعاة، أو قريبٍ أو كبيرٍ ذي وجاهةٍ عنْدَهُ،، والله أعلم.

المصدر: طريق الاسلام

ارجو تقبل مروري اخي الكريم
اعتذر مجددا، واتمنى الافاذة ان شاء الله
تحياتي احترامي وتقديري
ارجو تقبل مروري
في امان الله وحفظه
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته أخي و جميع الاهل هنا بلمتنا
اولا اشكرك على الموضوع فعلا موضوع حساس و واقعي و هام
اعتبره حساس لانوا قليل منا من يقتنع به و واقعي لانه فالفعل خير و اقرب رجل للمراة هو اخوها قبل زوجها و اقرب للاخ اخته التي تعرف طباعه و ما يحب و ما يكره اذن لابد من التآخي في مثل هذه الامور الحاسمة كالزواج و تبادل الآراء فيما بينهم فالأخ يرى ما لا تراه البنت و العكس صحيح
اما عن نفسي الحمدلله لدي اربع إخوة اصلب من الجبال و احن مما تتصور ربي يحفضهم،و انا اوسطهم و لست وحيدتهم ههههه عندي اخوات اثنان المهم الامر اولا بدأ مع زواج أخي الاكبر كنت انا من أخبره عن الفتاة التي هي الآن زوجته :sneaky::sneaky: هههه كان هو بعيد و هي كانت اكبر مني و هو حاط عينوا عليها و انا كنت من احرسها له :ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO: هههه المهم انوا كان قريب ليا حتى كتب ربي بينهم و الحمدلله
اما عني أنا في وقت خطبتي اولا خطيبي صديق المقرب لاخي الاكبر مني بعامين لكن ليس اخي من اقترح عليه :LOL::LOL: بل قلق منوا كي قالوا :cautious: لكن بالشوي و كي قعد مع اخي الاكبر خلاص و تشاوروا قبلوا و هوما الي قالوا لوالدي بعد ماجاو عندي :LOL::LOL::LOL: اااه على هذاك النهار انا ندير في العشاء جاو تجملوا عندي في الكوزينة ربطوا الباب و قعدوا و قالولي اقعدي :sick::sick: انا خلعت :eek: قلت كشما صرى ايا قالولي انتي تعرفي فلان قتلهم ايه يخي صحبك قالولي يخي يعجبك ههههه:ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO: انا التم مت بالضحك قتلهم وشبيكم ضحك خويا الكبير قالي عادي قوليلنا يعجبك ولا مهوش من ستيل تعك:cool::cool::cool: انا لثم ديتها في روحي و بقيت نقولهم انا لازملي ولد الجنرال :ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO: ضحكوا عليا و قالولي هيا احنا مناش نتمصخروا او جا خطبك تقبلي ولا لا :unsure::unsure::unsure: مممم انا الثم سكت فهمت الحكاية طاحت عليا الحشمة قتلهم منيش تع زواج:oops::oops::oops::unsure: و خرجت هههه و القلب قال حاجة اخرى :LOL::LOL::LOL::LOL: ولاو قالولي فكري و رجعيلنا بالخبر ...ايا و كتب المكتوب و راهوا زوجي درك يتافق هو و خاوتوا عليا o_O:sneaky:
اما عن اسألتك اخي حليم سأجيب
أنت أختي
هل تستشيري أخوك في موضوع خطبتك ؟
نعم او لازم لانوا بدون رضايتوا منيش راح نقبل
هل توافقين على شخص اختاره لك هو ؟
نعم لما لا ان كانت القلوب متفقة اما في حالة انعدام الارتياح و التوافق الفكري هنا يكون الرفض بعد امور شرعية واضحة
هل تثقين في تحريات لخيك
ههعهه اااا خاوتي منخمش عليهم كونانات كامل ههههه ربي يحفظهم
نتمنى تكون مشاركة ممتعة كوضوعك
دمتم
 
أهلا أخي حلييم مواضعك دائما تلامس الواقع فتتحفنا برقي أفكارك و إبداع أسلوبك
أعتذر لأن إجابتي ستكون مختصرة لأني لا أقدر على الجلوس كثيرا بسبب الألم

هل تساعد أختك في التحري عن الخاطب؟
أكيييد و لله الحمد كنت صاحب الرأي الأول في زواج أخواتي و حتى الكثيرات من العائلة الكبيرة
و حتى أخزات زوجتي
هل تقترح على صديقك الذي تعرف أخلاقه أن يتقدم لأختك؟
لا أقترح لكن أشير بالرأي إن أستشرت
هل تعطي رأيك في زواج أخواتك ؟
أكيييد بل و أتحرى عن الخاطب و أبذل الجهد في ذالك
 
في الحقيقة موضوع حساس بالنسبة لي لانني حرمت من حنان الاخ نحن فقط الاخوات لدى والداي...
المهم لوكان لي اخ اكيد كنت سأثق به كل الثقة واثق باختياره لي بل وكنت ساجعله صديقي المقرب...
شكرا لموضوعك اخي
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخيرا عدت للموضوع الرائع
الأخ هو سند الفتاة بعد أبيها
هو إلى جانب الوالد هو حرمتها الذي يحميها
ويقف بجانبها كيف لا وإن تعلق الأمر
بالزواج
واختيار الزوج
حين يتقدم الخاطب
هناك بعض الجوانب قد تخفى عن الأهل
يتوجب على الأخ أن يتحرى عنها
بخلاف الأصل والمنبت والدين هناك أيضا الأخلاق والسمعة الطيبة بين الناس
و حسن المعاملة
هل هذا الشاب مع جيرانه أصدقاءه فعلا طيب
هل هو بالفعل رجل بمعنى الكلمة يستطيع أن يحترم أخته ويقف الى جانبها في أصعب الأوقات
نعم أنا مع قرار الأخ في الموافقة على الزوج
فهناك جوانب مخفية قد لاتراها الفتاة يراها الأخ
لبعد النظر

بوركت أخي
تحياتي

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع مميز كالعادة اخي الكريم
ماشاء الله ولا قوة الا بالله تبارك الدي بيده الملك
دمت ودام تميزك ودامت مواضيعك المميزة اخي الكريم
ومع دلك اسفة، لن استطيع ان اناقش فيه ليس لي اخ نحن ثلاث فتيات والحمد لله على كل حال من الاحوال

لكن استطيع ان اضع هدا :

من حقوق الأخوات على إخوانهن

﴿ الْحَمْدُ لِلهِ الذِي خَلَقَ السمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظلُمَاتِ وَالنورَ ثُم الذِينَ كَفَرُوا بِرَبهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأنعام: 1].
نحمده على ما خَلق وهَدى، ونشكره على ما منَحَ وأعْطَى، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له؛ وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله؛ كان أتقى الناس لربِّه، وأنصحَهم لخَلْقه، وأوصلَهم لرَحمه، دعاهم للإيمان ليرفعَهم، وحذَّرهم من الشرْك لينقذَهم، وصدَعَ بالحقِّ فيهم، وتحمَّل أنواع الأذى في دعوتهم، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدِّين.
أما بعد:
فاتقوا الله - تعالى - وأطيعوه، وعظِّموا حقَّ الرَّحِم كما عظَّمها الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيهَا الناسُ اتقُوا رَبكُمُ الذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَث مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتقُوا اللهَ الذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
أيها الناس، للعلاقات الاجتماعية والروابط الأُسرية في الإسلام مقامٌ عظيم، وعنايةٌ كبيرة، ومن أوصاف النبي - صلى الله عليه وسلم - التي وصفتْه بها خديجة - رضي الله عنها - إبان نزول الوحْي عليه قولُها - رضي الله عنها -: "كَلاَّ والله، ما يُخْزِيكَ الله أبدًا؛ إنك لَتَصِلُ الرحِمَ..."؛ مُتفق عليه.
ومن عظيم ما يدلُّ على أهميَّتها أنَّ الأمر بها مَقْرونٌ بالأمر بالتوحيد، كما أنَّ النهي عنها مقرونٌ بالنهي عن الشِّرْك؛ ففي العهْد المكي، وقبل أن يجهرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالدعوة، وما آمنَ به إلاَّ أبو بكرٍ وبلالٌ - رضي الله عنهما - أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الله - تعالى - ((أرْسَلَه بصِلة الأرْحَام، وكسْرِ الأوْثان، وأن يُوَحَّدَ اللهُ لا يُشْرَك به شيءٌ)؛ رواه مسلم، وفي حديث جعفر بن أبي طالب للنجاشي، وحديث أبي سفيان لهِرَقْل ذكرَا أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرُهم بصلة الرحِم، وينهاهم عن قطيعتها؛ مما يدلُّ على حضور هذا الحقِّ للقرابة في كلِّ مناقشة عن الإسلام، وأنها مِن أوجبِ فرائضه، وأهم خصائصه.
والإخوة والأخوات من أقرب القرابات، وهم أَوْلَى الناس بالصلة بعد الآباء والأُمهات، ولا يحجبُهم في الميراث إلا الآباء والأبناء.
والأخوَّة تكون في الدِّين، وتكون في النَّسَب، وتكون في الرضاع، وكل أخوَّةٍ عداها فهي من اختراع الناس، ولا اعتبار لها في شرْع الله - تعالى - وأعلاها أخوَّةُ الإسلام، وإذا اجتمعتْ معها أخوَّةُ النسب، كان لصاحبها من الحقوق ما ليس لغيره، وللإخوة من الرضاعة حقوقٌ هي أقل من حقوق أخوة النسب.
والأخوات أضعفُ من الإخْوة؛ لأن الذكر أقوى من الأُنثى، فكان لهن من الحقوق على إخوانهنَّ ما يُقَوِّي ضَعفهنَّ، ويُزيل عجزهنَّ، ويوفر الرعاية والحماية لهنَّ؛ سواء كنَّ أخوات شقيقات، أم أخوات لأبٍ، أم أخوات لأُمٍّ، فلكل واحدة منهنَّ حقوقٌ على أخيها.
والأصل أنَّ الأُختَ تحبُّ أخاها وتعتزُّ به، وتحس بالأمْن معه، ترفع به رأْسَها، وتقوي به ركْنَها، تفرح لفَرحه، وتحزن لِمُصابه، وتبكي لفِراقه، ومَن قرأ رثاءَ الخنساء - رضي الله عنها - لأخيها "صخر"، بَانَ له منزلة الأخ في قلب أُخته.
وقد تُقدِّم الأختُ أخاها في حال الخطر على زوجها وولدها؛ من شدة مَحبَّتها له، ووجْدِها عليه، ووفائها لعهْده، وحِفْظِها لعِشرته، وعدم نسيانها لطفولته؛ كما ذكَرَ أهلُ السِّيَر أنَّ الحجاج قال لامرأة أَسَر في بعض حروبه زوجَها وابنَها وأخاها: "اختاري واحدًا منهم، فقالتْ: الزوج موجود، والابن مولود، والأخ مفقود، أختارُ الأخ، فقال الحجاج: عفوتُ عن جماعتهم؛ لحُسْن كلامها".
ولو لم يكنْ بين الأخ وأُخته من رباط إلا أنَّهما من صلبٍ واحد، أو حواهما رَحمٌ واحد، أو رَضَعَا من ثَدي واحدٍ، لكان ذلك حقيقًا بحِفظ حقِّها، ووفور مَودَّتها، ورسوخ مكانتها، فكيف إذا اجتمَع ذلك كلُّه، وأغلب الإخوان والأخوات عاشوا طفولةً واحدة، وكانوا تحت سقفٍ واحد، واشتركوا في الطعام والشراب، وتقَاسَموا الأفراحَ والأحزان.
وكَبِر أخوها وهي لا تحس به من شدة قُربِها منه، وطول عِشرتها له، فو الله لا ينسى العشرة في أروع أيام العُمر إلا مَن باعَدَ عن الوفاء، وتنكَّر لأوثق روابط الإخاء.
عباد الله:
تعرَّفوا إلى عناية الأخت بأخيها، ومَحبَّتها له في خبر ولادة موسى - عليه السلام - وتسريب أُمِّه له في التابوت؛ ليحلَّ في منزل فرعون، فأمرت الأُم أختَه باستطلاع خبره؛ ﴿ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَحَرمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمهِ كَيْ تَقَر عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَن وَعْدَ اللهِ حَق وَلَكِن أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص : 11 - 13].
فما نَعِم موسى - عليه السلام - بلبنِ أُمه وحِجرها وحنانها إلا على يد أخته التي عرفتْ حقَّ أُمِّها وأخيها عليها، حتى إنَّ الله - تعالى - لَما كلَّم موسى - عليه السلام - ذكَّره بسعْي أُخته على مصلحته؛ ﴿ إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمكَ كَيْ تَقَر عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ﴾ [طه: 40].
يا لها من أختٍ عظيمة سَعَتْ في مصلحة أخيها، وجمعتْه بأُمه بعد أَلَمِ الفِراق، ولا يكاد يوجدُ أحدٌ من الناس إلا وله أخوات أو أُخت عظيمة تحس به، وتتمنَّى الخيرَ له، وتسعى فيما يصلحُه، وقد لا يحس بذلك، ولا يشعر به، ولا ينتبه له.
ونبيُّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - كان وحيدَ أَبَوَيه، ولكن كان له إخوة من الرضاعة، ووقَعَ له قصة مع أخته الشيماء بنت الحارث، حين وقعتْ في الأَسْر مع بني سعد، قالتْ: يا رسول الله، إني أُختك من الرضاعة، قال: وما علامة ذلك؟ قالتْ: عضة عضضتَنيها في ظهْري وأنا مُتَوركتُك، فعرَفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العلامة، فبسطَ لها رداءَه، فأجْلَسَها عليه وخيَّرها، وقال: ((إنْ أحببتِ فعندي مُحَببة مُكرمَة، وإنْ أحببتِ أن أُمتِّعك وترجعي إلى قومك فعلتُ))، فقالتْ: بل تُمتِّعني وتردُّني إلى قومي، فنحلَها غلامًا وجارية، وردَّها إلى قومها، وفي رواية قال لها: ((سَلِي تُعْطَي، واشْفَعَي تُشَفَّعي)).
وكل أمرٍ جاء في الشريعة بصلة الأرحام أو نَهْي عن قَطيعتها، فالأخوات من أوائل الداخلات فيه، فلا أحد أقرب منهن إلى إخوانهن، إلا الآباء والأُمهات والزوجات والأولاد.
وإذا انتقلتْ ولاية الأُخت إلى أَخيها بوفاة والدها أو عجزه، وجَبَ عليه أن يُحسنَ إليها، ويتفانَى في خِدْمتها، ويوفِّر احتياجاتها، وأن يكونَ لها كأبيها؛ كما فعَلَ جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - مع أخواته لَما استُشهِدَ أبوه في "أُحد" وخلفهنَّ، وكنَّ ستَّ أخوات، فتزوَّج جابر - رضي الله عنه - امرأة تقوم عليهنَّ، وضحَّى برغبته لأجلهنَّ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تَزَوَّجْتَ؟)) قلتُ: نعم، قال: ((بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟))، قلتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قال: ((أفلا جارية تُلاعِبُها وتُلاعِبك))، قلتُ: إن لي أَخَوَاتٍ فأحببْتُ أنْ أتزوَّجَ امْرأة تَجْمَعهنَّ وتمشطهنَّ، وتقومُ عليهنَّ.
وفي رواية: "إنَّ لي أخوات، فخَشِيتُ أن تدخلَ بَيْنِي وبينهن"؛ رواه الشيخان، فأقره النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما فعَلَ لأجْل أَخَواته.
والغَيرة قد تشتعلُ بين أخت الرجل وزوجته، فعليه أن يكون عدلاً حكيمًا، لا يظلمُ زوجته لأجْل أخته، ولا يبخس أختَه حقَّها إرضاءً لزوجته، ولا يميل مع إحداهما على الأخرى، بل يحفظُ لكلِّ واحدة منهما حقَّها.
وإعالة الأخ لأخواته كإعالته لبناته في الثواب واستحقاقِ الجنة؛ كما في حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: ((لا يكون لأحدٍ ثلاثُ بنات، أو ثلاث أَخَوات، أو ابنتان أو أختان، فيتقي الله فيهن ويُحسن إليهنَّ، إلا دخَلَ الجنة))؛ رواه أحمد.
وصِلة الأخت بالمال والهدية أَوْلَى من الصدَقة على غيرها، ولَمَّا استشارت ميمونة - رضي الله عنها - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جارية تريد عِتْقَها، قال لها: ((أَعْطِيها أُخْتَكِ، وَصِلِي بها رَحِمَكِ، ترعى عليها؛ فإنه خَيْرٌ لَكِ))؛ رواه مالك مُرسلاً.
ورَحِم الله - تعالى - زوجًا أعانَ زوجتَه على صِلة أخواتها، وأمرَها بذلك، ولم يمنعْها منهنَّ.
ومِن إحسانه إلى أخواته أن يحفظَ حقَّهنَّ من ميراثِ أبيه، فلا يحتال لأخْذِه، ولا يفرط في صَرفه، ومنعهن حقَّهنَّ في الميراث هو من أفحشِ الظلم، وأعظم الجُرم؛ لضَعفهنَّ عن أخْذِ حقِّهنَّ، ولثقتهنَّ بأخيهنَّ، ولحاجتهنَّ لميراث أبيهنَّ.
وإذا خطَبَها كفْءٌ فلا يعضلها، ولا يَحُول بينها وبين الزواج؛ طمعًا في مالها، أو عدم مبالاة بحاجتها، أو يبادل بأخته فيقول: "زَوِّجْنِي أُخْتَكَ، وَأُزَوِّجُكَ أُخْتِي"، فهذا الشِّغَار الذي نَهَى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو يساوم عليها الأغنياء، فيُكْرهها على مَن لا تريد لأجْل ماله أو صُحبته، أو يأخذ شيئًا من مَهْرها، فهو لها ولا يحل له شيءٌ منه إلا عن طيب نفْسٍ منها.
فإنْ طُلقتْ أُخْته بعد زواجها، وانتهتْ عِدتها، وعادَ طليقُها يريدها وهي تريده، فلا يقف عثرة في سبيل رغبتها؛ لِمَا روى مَعْقِلُ بن يَسار - رضي الله عنه - أن آية ﴿ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ ﴾ [البقرة: 232] نزلتْ فيه، قال: "زَوَّجْتُ أُخْتًا لي من رجلٍ فطلَّقَها، حتى إذا انقَضَتْ عِدتُها جاء يَخْطُبُها، فقلتُ له: زوَّجْتك وفرشتك وأكرمتُك، فطلَّقتَها، ثم جئتَ تخطبها! لا والله، لا تعود إليك أبدًا، وكان رجلاً لا بأسَ به، وكانتِ المرأة تريد أن ترجعَ إليه، فأنزَلَ الله هذه الآية: ﴿ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ ﴾، فقلتُ: الآن أفعلُ يا رسول الله، فزوَّجها إيَّاه"؛ رواه البخاري.
وكم من أخٍ أحسنَ إلى أخَوَاته، فرفَعَ الله - تعالى - ذِكْرَه، وأعلى شأنَه، وكم من فقيرٍ أغناه الله - تعالى - بسبب قيامه على أخَوَاته بعد أبيهنَّ، وإعالته لهنَّ، وإحسانه إليهنَّ.
وكتبتْ إعلاميَّة أمريكيَّة مشهورة سيرتها الإعلاميَّة الطويلة الناجحة في كتاب سمَّته: "تجربتي مع قادة العالم ومشاهيرهم"، أجمل ما فيه أنَّها أهدتْه لأُختها المتخلِّفة عقليًّا، وقدَّمتْ له بمقدمة ضافية ذكرتْ فيها أنَّها أسْمَت ابنتَها على اسم أُختها، وأنَّ إحساسَها منذ الصغر بمسؤوليتها تجاه أختها حفَّزها للجدِّ والاجتهاد؛ حتى حازتْ هذا النجاح، فتأمَّلوا وفاءَها لأختها رغم تخلُّف عقْلها، ولعلَّها وُفِّقتْ في عملها بسبب قيامها عليها.
وفي الإسلام ما يدعو المؤمنَ إلى أكثر من ذلك؛ لِمَا يرجو المؤمنُ من الثواب في الإحسان إلى أخَوَاته، وقيامه عليهنَّ.
نسأل الله - تعالى - أنْ يجعلَنا من أهْل البرِّ والصِّلة، وأن يُجنِّبَنا العقوقَ والقطيعة؛ ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 22- 24]، باركَ الله لي ولكم في القرآن.



الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا مباركًا فيه، كما يليق بجلال ربِّنا وعظيم سلطانه، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وباركَ عليه، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداهم إلى يوم الدِّين.
أما بعد:
فاتقوا الله - عباد الله - وأطيعوه؛ ﴿ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [آل عمران: 131 - 132].
أيها الناس:
كثيرٌ من الناس ينسَوْن أخواتهم بعد زواجهنَّ، فلا يَصِلونهنَّ في بيوت أزواجهنَّ، وسبب ذلك أنَّهم يرون أخواتهنَّ أثناء زيارتهنَّ لوالديهم، فيغفلون عن عظيم أثرِ اختصاصِهنَّ بالصِّلة، وهذا تقصيرٌ كبير في حقِّهنَّ.
وإكرام الأخ زوجَ أُخته هو إكرامٌ لها؛ لأن زوجَها سيُكْرمها بسبب إكرام أخيها له، ولا تسلْ عن فَرَح الأخت بزيارة أخيها لها في بيت زوجِها، واعتزازها به عند أهْله، وإحساسهم بعنايته بأُخته، فيزداد إكرامُهم لها؛ لما يرون من إكرام أخيها لها، فليستْ عندهم بدار مذلَّة ولا مضيعة، ولم يتخلَّ عنها أهلُها، وكم يفرحُ أولادُها بخالهم، ويعتزون به كما يعتزون بأعمامهم، ولا أجمل من تَكرار صلتها حسب المستطاع.
فإنْ كانت أُخته في بلد غير بلده، فلا أقل من أن يتعاهَدَها بالمهاتفة بين حينٍ وآخر، وإن شدَّ رَحْلَه لزيارتها، فقد أدَّى طاعةً من أجَلِّ الطاعات وأعظمها أجْرًا في الآخرة، وأكثرها أثرًا في الدنيا، ولا تقتصر الصلة على الزيارة والمكالمة، وإن كانتْ أشهرها عند الناس، بل ينبغي أن يَصِلَها بالهديَّة، وبالصَّدَقة إن كانتْ فقيرة، وبالسؤال عنها وعن أولادِها، وبالكلمة الطيبة بحضرتها، والتبسُّم في وجْهها، وأعلى ذلك وأهمُّه الدعاء لها ولذريَّتها.
وبُعْدُ الأخ عن أُخته في طفولتهما لفِراق أبَوَيهما واقتسامهما، أو لقطيعة بين زوجات الأب أو أزواج الأم، كلُّ أولئك يجبُ ألا يكون سببًا في قطيعة الأخ لأخته؛ فإنها ضحيَّة مثله، وجناية أبَوَيهما عليها أشدُّ من جنايتهما عليه، فليُطهِّر قلبَه عليها، ولينسَ الماضي بما فيه من سوء، وليَصِلها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
وعلى الأخ ألاَّ يفرِّقَ في المعاملة والحفاوة بين عيال إخْوَانه وعيال أَخَواته بحجَّة أنَّ عيال إخوانه يحملون لقَبه؛ فإنَّ الأخوات يلْحَظْنَ ذلك، ويُحزنهنَّ ويؤثِّر في قلوبهنَّ، والنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد عدَّ ابن الأخت من القوم؛ فقد دعا الأنصار في شأنٍ خاص فقال: ((هل فيكمْ أحدٌ من غيركم؟)) قالوا: لا، إلا ابن أُخْتٍ لنا، فقال: ((ابن أُخْتِ القومِ منهم))؛ رواه الشيخان.
ومن الإحسان إلى الأخت بعد موتها تفقُّد ولدها وزوجها، والدعاء لها، وإبراء ذِمَّتها مما عليها من الحقوق؛ لما روى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: جاءتْ امرأةٌ إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالت: يا رسول الله، إن أُخْتي ماتتْ وعليها صيام شهْرين متتابعين، قال: ((أرأيْتِ لو كان على أُخْتك دَينٌ أكنْتِ تقْضينه؟))، قالتْ: بلى، قال: ((فَحَقُّ الله أَحَقُّ))؛ رواه ابن ماجه.
ألاَ فاتقوا الله ربَّكم، واعرفوا حقوقَ أخَوَاتكم عليكم، وصِلوهنَّ بما تستطيعون من أنواع الصلة؛ فإن في الصلة بسطًا في الرزق، وطولاً في العمر، مع ما فيها من أجرٍ عظيم في الآخرة، ولا يُحْرَم فضل ذلك إلا محرومٌ.
وصلوا وسلموا على نبيِّكم.

المصدر: منتدى الالوكة

السؤال:

زوجي مسافر وأسكن مع أخي في نفس البيت، كل منا في شقة مستقلة، أنا في الدور الخامس وأخي في الثالث، أخي لا يسأل علي ولا على أولادي مُطلقًا، هو مَستورُ الحال جدًّا وخريج جامعي، ولديه مطعم هو صاحبُه أسفل العمارة التي نسكن فيها، جاء رمضان فلم يزرني وأنا سألتُ عنه تليفونيًّا، جاء العيد ولم يزرني وأنا عيَّدتُ عليه وعلى زوجته وأولاده تليفونيًّا، جاء عيد الأضحى ولم يزرني وأيضًا عيَّدتُ أنا عليه تليفونيًّا، جاءت السنة الهجرية الجديدة ولم يسأل علي، ولا يزورني لمدة ستة أشهر من تاريخ سفر زوجي، أشعر أني وحدي في هذه الدنيا وليس لي ظهير، تعزُّ علي نفسي جدًّا بسببه، أولادي يقولون: نحن ليس لنا أهل، طول النهار واقف في الكافتيريا يَجمع فلوس وناسي صلة الرَّحِم هو عارف أني غير طامعة أن يدخل عليَّ بعلبة حلويات أو فاكهة أو أي حاجة، فقط أنا زعلانة أنه لا يشعرني أني لو احتجتُ حاجة سأجدها في غياب زوجي، هو يفرق في المعاملة بين أخواته البنات؛ أختي أصغر مني: في العيد بعث لها "مسيج" وكأنها مسافرة آخر الدنيا ولم يَقُمْ بزيارتها أو حتَّى تليفون، بينما أختنا الكبيرة يحبها ويعاملها باحترام وهي غنية غنًى فاحشًا، والغنيُّ هو الله لكن أي زيارة منه لها يدخل عليها "بتورته" من أفخر المحلاَّت، ويُناديها بكلمة "ماما" لأنَّ والدي ووالدتي متوفيان -رحِمها الله- بالرَّغْمِ أنَّ بيني وبين أختي الكبيرة سنتيْنِ فقطْ إلا أنني لا أجِدُ منه هذه المعاملة ولا هذا الحب الذي تجده منه أختي الكبيرة، أنا لست أخته فقط أنا أخته وجارته وزوجي غائب، ألا أستحق منه السؤال أكثر والاهتمام؟! في حالة استمراره على عدم السؤال عني وعن أولادي واستخساره فيَّ وفي أولادي أي مُجاملة في أي مناسبة هل يُمكِنُ أن أكفَّ أنا أيضًا عن السؤال عنه نِهائيًّا؛ لأن وجوده ساكنًا بجانبي وجارًا لي وأخًا كعدمه؟ أنا أصوم الاثنين والخميس وثلاث أيام البيض من كل شهر، وملتزمة في صلاتي وأرتدي الخمار وأخاف اللَّه، فهل يُسامحني اللَّهُ على مُقاطعة هذا الأخ نهائيًّا؟
الإجابة:
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فإنَّا للَّه وإنَّا إليه راجعون على ما وصلتْ إليه أحوالُ المسلمين من تردٍّ، ونسأل اللَّه أن يرُدَّهم للتَّمسُّك بدينهم.
ولتَعْلَمِي -رعاك الله- أنَّ الله تعالى أوجَبَ على عباده جميعًا صلةَ الرَّحِم ذُكورًا وإناثًا، والأدلَّة على ذلك أكثرُ من أن تحيط بها فتوى منها قوله سبحانه: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} [النساء: 1].
وجعل الشرع قطيعة الرحم من كبائر الذنوب المتوعد عليها باللعن؛ قال عزَّ وجلَّ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 22 - 23].
فيجب على المسلم الحذر من القطيعة، وخاصة إن كانت مع أقرب الأقارب كالآباء والإخوة ونحوهم، وقسْوَةُ أحَدِ الأرْحَام وقطيعته لرحمه مع تقصيرُه فيما افْتَرَضَهُ اللَّهُ عليْهِ من حُقوقٍ تِجاهَ إخْوانِه لا يُسْقِطُ عن الآخَرين َ ما يَجِبُ عليْهِم نَحْوَه من واجباتٍ، ولا يُبَرِّرُ لَهُم قطيعتَه، فقد قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "ليس الواصِلُ بالمكافِئِ، ولكنَّ الواصلَ الذي إذا قطَعَتْ رَحِمُه وصَلَهَا" (رواه البُخاريُّ)، قال الحافظُ في "الفتح": "أي الذِي إذا مُنِعَ أعْطَى".
فعلى المُسلم أن يَحتَسِبَ الأجْرَ في وَصْلِ مَن قَطَعَهُ، وإعْطَاءِ مَنْ حَرَمَهُ وأنْ يَعْلَمَ أنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ مُعِينُه وناصِرُه ويَزيدُه في أَجْرِ صِلَتِهم ويُسَدِّدُه ويوفِّقه ويكلؤُه؛ ففي "صحيح مُسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجُلا قال: يا رسول الله، إنَّ لي قرابةً أصِلُهم ويَقطعونَنِي، وأُحْسِنُ إليهم ويُسيئونَ إليَّ، وأحلُم عنهم ويَجهلون عليَّ، فقال: "لئن كنتَ كما قُلْتَ فكأنَّما تُسِفُّهم المَلَّ، ولا يَزالُ مَعَكَ من الله ظهيرٌ عليْهِم ما دُمْتَ على ذلك" والمَلُّ الرَّماد الحار.
وفي "مسند أحْمَد" بإسنادٍ حسن: أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال لعُقْبَة: "يا عُقْبة: صِلْ مَن قَطَعَك، وأعْطِ مَن حرَمَك، وأعْرِضْ عمَّن ظَلَمَك".
وليس في تلك الصِّلة مذلَّة ولا إهانةٌ، بَلْ من فَعَلَها تواضُعًا لله تعالى، وابتغاءً للمثوبةِ عِنْدَه، فستكونُ سببًا لرفْعِ القَدْرِ عند الله وعندَ النَّاس.
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سرَّهُ أن يُبْسَطَ له في رِزْقِه وأنْ يُنْسَأَ له في أَثَرِه فَلْيَصِلْ رحِمَه" (رواهُ البُخاريُّ ومسلم).
فما من ذَنْبٍ أَحْرَى أن يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصاحِبِه العُقُوبةَ في الدنيا مع ما يُدَّخَرُ له في الآخِرة من قطيعةِ الرَّحِم والبَغْيِ؛ كما صحَّ عن الصَّادقِ المصدوق.
ولعلَّكِ بالاستمرار في دفع الإساءةِ بالإحسان، والقطيعةِ بالصِّلة يَشْرَحُ اللَّهُ صدْرَ أخيكِ للحَقِّ ويردُّه لرُشْدِه فيترك مقاطعتَكِ، ويتحوَّل إلى صديقٍ ودود؛ فقد قال الله تعالى: {وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ . وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34-35].
كما يَجِبُ عليكِ أن تنصَحي لهذا الأخ وتُبَيِّنِي له بِحِكْمة ولطْفٍ خُطُورَةَ قطيعةِ الرَّحِم، وما ورد في ذلك في القُرآن والسُّنَّة من قوارعَ تَزْجُر مَنْ كان له قَلبٌ، ويُمكِنُكِ الاستعانةُ في ذلك بكُتَيِّب أو شريطٍ، أو بأحدٍ من أَهْلِ العِلْم والصلاح؛ كإمام مَسجدٍ أوْ أحدِ الدُّعاة، أو قريبٍ أو كبيرٍ ذي وجاهةٍ عنْدَهُ،، والله أعلم.

المصدر: طريق الاسلام

ارجو تقبل مروري اخي الكريم
اعتذر مجددا، واتمنى الافاذة ان شاء الله
تحياتي احترامي وتقديري
ارجو تقبل مروري
في امان الله وحفظه
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أهلا بالأخت الكريمة
نعم هذه حقوق حددها ديننا الحنيف ،وأتيتنا بملخص كل الاحكام ما شاء الله
بارك الله فيك على نقلها لنا للاستفادة
ربي يباركلك في خوياتك ويخليكم لبعضاكم نشالله
ربي يبعثلك الخير اينما كان
بارك الله فيك
إحترامي وتقديري
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع مميز كالعادة اخي الكريم
ماشاء الله ولا قوة الا بالله تبارك الدي بيده الملك
دمت ودام تميزك ودامت مواضيعك المميزة اخي الكريم
ومع دلك اسفة، لن استطيع ان اناقش فيه ليس لي اخ نحن ثلاث فتيات والحمد لله على كل حال من الاحوال

لكن استطيع ان اضع هدا :

من حقوق الأخوات على إخوانهن

﴿ الْحَمْدُ لِلهِ الذِي خَلَقَ السمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظلُمَاتِ وَالنورَ ثُم الذِينَ كَفَرُوا بِرَبهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأنعام: 1].
نحمده على ما خَلق وهَدى، ونشكره على ما منَحَ وأعْطَى، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له؛ وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله؛ كان أتقى الناس لربِّه، وأنصحَهم لخَلْقه، وأوصلَهم لرَحمه، دعاهم للإيمان ليرفعَهم، وحذَّرهم من الشرْك لينقذَهم، وصدَعَ بالحقِّ فيهم، وتحمَّل أنواع الأذى في دعوتهم، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدِّين.
أما بعد:
فاتقوا الله - تعالى - وأطيعوه، وعظِّموا حقَّ الرَّحِم كما عظَّمها الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيهَا الناسُ اتقُوا رَبكُمُ الذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَث مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتقُوا اللهَ الذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
أيها الناس، للعلاقات الاجتماعية والروابط الأُسرية في الإسلام مقامٌ عظيم، وعنايةٌ كبيرة، ومن أوصاف النبي - صلى الله عليه وسلم - التي وصفتْه بها خديجة - رضي الله عنها - إبان نزول الوحْي عليه قولُها - رضي الله عنها -: "كَلاَّ والله، ما يُخْزِيكَ الله أبدًا؛ إنك لَتَصِلُ الرحِمَ..."؛ مُتفق عليه.
ومن عظيم ما يدلُّ على أهميَّتها أنَّ الأمر بها مَقْرونٌ بالأمر بالتوحيد، كما أنَّ النهي عنها مقرونٌ بالنهي عن الشِّرْك؛ ففي العهْد المكي، وقبل أن يجهرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالدعوة، وما آمنَ به إلاَّ أبو بكرٍ وبلالٌ - رضي الله عنهما - أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الله - تعالى - ((أرْسَلَه بصِلة الأرْحَام، وكسْرِ الأوْثان، وأن يُوَحَّدَ اللهُ لا يُشْرَك به شيءٌ)؛ رواه مسلم، وفي حديث جعفر بن أبي طالب للنجاشي، وحديث أبي سفيان لهِرَقْل ذكرَا أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرُهم بصلة الرحِم، وينهاهم عن قطيعتها؛ مما يدلُّ على حضور هذا الحقِّ للقرابة في كلِّ مناقشة عن الإسلام، وأنها مِن أوجبِ فرائضه، وأهم خصائصه.
والإخوة والأخوات من أقرب القرابات، وهم أَوْلَى الناس بالصلة بعد الآباء والأُمهات، ولا يحجبُهم في الميراث إلا الآباء والأبناء.
والأخوَّة تكون في الدِّين، وتكون في النَّسَب، وتكون في الرضاع، وكل أخوَّةٍ عداها فهي من اختراع الناس، ولا اعتبار لها في شرْع الله - تعالى - وأعلاها أخوَّةُ الإسلام، وإذا اجتمعتْ معها أخوَّةُ النسب، كان لصاحبها من الحقوق ما ليس لغيره، وللإخوة من الرضاعة حقوقٌ هي أقل من حقوق أخوة النسب.
والأخوات أضعفُ من الإخْوة؛ لأن الذكر أقوى من الأُنثى، فكان لهن من الحقوق على إخوانهنَّ ما يُقَوِّي ضَعفهنَّ، ويُزيل عجزهنَّ، ويوفر الرعاية والحماية لهنَّ؛ سواء كنَّ أخوات شقيقات، أم أخوات لأبٍ، أم أخوات لأُمٍّ، فلكل واحدة منهنَّ حقوقٌ على أخيها.
والأصل أنَّ الأُختَ تحبُّ أخاها وتعتزُّ به، وتحس بالأمْن معه، ترفع به رأْسَها، وتقوي به ركْنَها، تفرح لفَرحه، وتحزن لِمُصابه، وتبكي لفِراقه، ومَن قرأ رثاءَ الخنساء - رضي الله عنها - لأخيها "صخر"، بَانَ له منزلة الأخ في قلب أُخته.
وقد تُقدِّم الأختُ أخاها في حال الخطر على زوجها وولدها؛ من شدة مَحبَّتها له، ووجْدِها عليه، ووفائها لعهْده، وحِفْظِها لعِشرته، وعدم نسيانها لطفولته؛ كما ذكَرَ أهلُ السِّيَر أنَّ الحجاج قال لامرأة أَسَر في بعض حروبه زوجَها وابنَها وأخاها: "اختاري واحدًا منهم، فقالتْ: الزوج موجود، والابن مولود، والأخ مفقود، أختارُ الأخ، فقال الحجاج: عفوتُ عن جماعتهم؛ لحُسْن كلامها".
ولو لم يكنْ بين الأخ وأُخته من رباط إلا أنَّهما من صلبٍ واحد، أو حواهما رَحمٌ واحد، أو رَضَعَا من ثَدي واحدٍ، لكان ذلك حقيقًا بحِفظ حقِّها، ووفور مَودَّتها، ورسوخ مكانتها، فكيف إذا اجتمَع ذلك كلُّه، وأغلب الإخوان والأخوات عاشوا طفولةً واحدة، وكانوا تحت سقفٍ واحد، واشتركوا في الطعام والشراب، وتقَاسَموا الأفراحَ والأحزان.
وكَبِر أخوها وهي لا تحس به من شدة قُربِها منه، وطول عِشرتها له، فو الله لا ينسى العشرة في أروع أيام العُمر إلا مَن باعَدَ عن الوفاء، وتنكَّر لأوثق روابط الإخاء.
عباد الله:
تعرَّفوا إلى عناية الأخت بأخيها، ومَحبَّتها له في خبر ولادة موسى - عليه السلام - وتسريب أُمِّه له في التابوت؛ ليحلَّ في منزل فرعون، فأمرت الأُم أختَه باستطلاع خبره؛ ﴿ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَحَرمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمهِ كَيْ تَقَر عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَن وَعْدَ اللهِ حَق وَلَكِن أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص : 11 - 13].
فما نَعِم موسى - عليه السلام - بلبنِ أُمه وحِجرها وحنانها إلا على يد أخته التي عرفتْ حقَّ أُمِّها وأخيها عليها، حتى إنَّ الله - تعالى - لَما كلَّم موسى - عليه السلام - ذكَّره بسعْي أُخته على مصلحته؛ ﴿ إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمكَ كَيْ تَقَر عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ﴾ [طه: 40].
يا لها من أختٍ عظيمة سَعَتْ في مصلحة أخيها، وجمعتْه بأُمه بعد أَلَمِ الفِراق، ولا يكاد يوجدُ أحدٌ من الناس إلا وله أخوات أو أُخت عظيمة تحس به، وتتمنَّى الخيرَ له، وتسعى فيما يصلحُه، وقد لا يحس بذلك، ولا يشعر به، ولا ينتبه له.
ونبيُّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - كان وحيدَ أَبَوَيه، ولكن كان له إخوة من الرضاعة، ووقَعَ له قصة مع أخته الشيماء بنت الحارث، حين وقعتْ في الأَسْر مع بني سعد، قالتْ: يا رسول الله، إني أُختك من الرضاعة، قال: وما علامة ذلك؟ قالتْ: عضة عضضتَنيها في ظهْري وأنا مُتَوركتُك، فعرَفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العلامة، فبسطَ لها رداءَه، فأجْلَسَها عليه وخيَّرها، وقال: ((إنْ أحببتِ فعندي مُحَببة مُكرمَة، وإنْ أحببتِ أن أُمتِّعك وترجعي إلى قومك فعلتُ))، فقالتْ: بل تُمتِّعني وتردُّني إلى قومي، فنحلَها غلامًا وجارية، وردَّها إلى قومها، وفي رواية قال لها: ((سَلِي تُعْطَي، واشْفَعَي تُشَفَّعي)).
وكل أمرٍ جاء في الشريعة بصلة الأرحام أو نَهْي عن قَطيعتها، فالأخوات من أوائل الداخلات فيه، فلا أحد أقرب منهن إلى إخوانهن، إلا الآباء والأُمهات والزوجات والأولاد.
وإذا انتقلتْ ولاية الأُخت إلى أَخيها بوفاة والدها أو عجزه، وجَبَ عليه أن يُحسنَ إليها، ويتفانَى في خِدْمتها، ويوفِّر احتياجاتها، وأن يكونَ لها كأبيها؛ كما فعَلَ جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - مع أخواته لَما استُشهِدَ أبوه في "أُحد" وخلفهنَّ، وكنَّ ستَّ أخوات، فتزوَّج جابر - رضي الله عنه - امرأة تقوم عليهنَّ، وضحَّى برغبته لأجلهنَّ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تَزَوَّجْتَ؟)) قلتُ: نعم، قال: ((بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟))، قلتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قال: ((أفلا جارية تُلاعِبُها وتُلاعِبك))، قلتُ: إن لي أَخَوَاتٍ فأحببْتُ أنْ أتزوَّجَ امْرأة تَجْمَعهنَّ وتمشطهنَّ، وتقومُ عليهنَّ.
وفي رواية: "إنَّ لي أخوات، فخَشِيتُ أن تدخلَ بَيْنِي وبينهن"؛ رواه الشيخان، فأقره النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما فعَلَ لأجْل أَخَواته.
والغَيرة قد تشتعلُ بين أخت الرجل وزوجته، فعليه أن يكون عدلاً حكيمًا، لا يظلمُ زوجته لأجْل أخته، ولا يبخس أختَه حقَّها إرضاءً لزوجته، ولا يميل مع إحداهما على الأخرى، بل يحفظُ لكلِّ واحدة منهما حقَّها.
وإعالة الأخ لأخواته كإعالته لبناته في الثواب واستحقاقِ الجنة؛ كما في حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: ((لا يكون لأحدٍ ثلاثُ بنات، أو ثلاث أَخَوات، أو ابنتان أو أختان، فيتقي الله فيهن ويُحسن إليهنَّ، إلا دخَلَ الجنة))؛ رواه أحمد.
وصِلة الأخت بالمال والهدية أَوْلَى من الصدَقة على غيرها، ولَمَّا استشارت ميمونة - رضي الله عنها - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جارية تريد عِتْقَها، قال لها: ((أَعْطِيها أُخْتَكِ، وَصِلِي بها رَحِمَكِ، ترعى عليها؛ فإنه خَيْرٌ لَكِ))؛ رواه مالك مُرسلاً.
ورَحِم الله - تعالى - زوجًا أعانَ زوجتَه على صِلة أخواتها، وأمرَها بذلك، ولم يمنعْها منهنَّ.
ومِن إحسانه إلى أخواته أن يحفظَ حقَّهنَّ من ميراثِ أبيه، فلا يحتال لأخْذِه، ولا يفرط في صَرفه، ومنعهن حقَّهنَّ في الميراث هو من أفحشِ الظلم، وأعظم الجُرم؛ لضَعفهنَّ عن أخْذِ حقِّهنَّ، ولثقتهنَّ بأخيهنَّ، ولحاجتهنَّ لميراث أبيهنَّ.
وإذا خطَبَها كفْءٌ فلا يعضلها، ولا يَحُول بينها وبين الزواج؛ طمعًا في مالها، أو عدم مبالاة بحاجتها، أو يبادل بأخته فيقول: "زَوِّجْنِي أُخْتَكَ، وَأُزَوِّجُكَ أُخْتِي"، فهذا الشِّغَار الذي نَهَى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو يساوم عليها الأغنياء، فيُكْرهها على مَن لا تريد لأجْل ماله أو صُحبته، أو يأخذ شيئًا من مَهْرها، فهو لها ولا يحل له شيءٌ منه إلا عن طيب نفْسٍ منها.
فإنْ طُلقتْ أُخْته بعد زواجها، وانتهتْ عِدتها، وعادَ طليقُها يريدها وهي تريده، فلا يقف عثرة في سبيل رغبتها؛ لِمَا روى مَعْقِلُ بن يَسار - رضي الله عنه - أن آية ﴿ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ ﴾ [البقرة: 232] نزلتْ فيه، قال: "زَوَّجْتُ أُخْتًا لي من رجلٍ فطلَّقَها، حتى إذا انقَضَتْ عِدتُها جاء يَخْطُبُها، فقلتُ له: زوَّجْتك وفرشتك وأكرمتُك، فطلَّقتَها، ثم جئتَ تخطبها! لا والله، لا تعود إليك أبدًا، وكان رجلاً لا بأسَ به، وكانتِ المرأة تريد أن ترجعَ إليه، فأنزَلَ الله هذه الآية: ﴿ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ ﴾، فقلتُ: الآن أفعلُ يا رسول الله، فزوَّجها إيَّاه"؛ رواه البخاري.
وكم من أخٍ أحسنَ إلى أخَوَاته، فرفَعَ الله - تعالى - ذِكْرَه، وأعلى شأنَه، وكم من فقيرٍ أغناه الله - تعالى - بسبب قيامه على أخَوَاته بعد أبيهنَّ، وإعالته لهنَّ، وإحسانه إليهنَّ.
وكتبتْ إعلاميَّة أمريكيَّة مشهورة سيرتها الإعلاميَّة الطويلة الناجحة في كتاب سمَّته: "تجربتي مع قادة العالم ومشاهيرهم"، أجمل ما فيه أنَّها أهدتْه لأُختها المتخلِّفة عقليًّا، وقدَّمتْ له بمقدمة ضافية ذكرتْ فيها أنَّها أسْمَت ابنتَها على اسم أُختها، وأنَّ إحساسَها منذ الصغر بمسؤوليتها تجاه أختها حفَّزها للجدِّ والاجتهاد؛ حتى حازتْ هذا النجاح، فتأمَّلوا وفاءَها لأختها رغم تخلُّف عقْلها، ولعلَّها وُفِّقتْ في عملها بسبب قيامها عليها.
وفي الإسلام ما يدعو المؤمنَ إلى أكثر من ذلك؛ لِمَا يرجو المؤمنُ من الثواب في الإحسان إلى أخَوَاته، وقيامه عليهنَّ.
نسأل الله - تعالى - أنْ يجعلَنا من أهْل البرِّ والصِّلة، وأن يُجنِّبَنا العقوقَ والقطيعة؛ ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 22- 24]، باركَ الله لي ولكم في القرآن.



الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا مباركًا فيه، كما يليق بجلال ربِّنا وعظيم سلطانه، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وباركَ عليه، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداهم إلى يوم الدِّين.
أما بعد:
فاتقوا الله - عباد الله - وأطيعوه؛ ﴿ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [آل عمران: 131 - 132].
أيها الناس:
كثيرٌ من الناس ينسَوْن أخواتهم بعد زواجهنَّ، فلا يَصِلونهنَّ في بيوت أزواجهنَّ، وسبب ذلك أنَّهم يرون أخواتهنَّ أثناء زيارتهنَّ لوالديهم، فيغفلون عن عظيم أثرِ اختصاصِهنَّ بالصِّلة، وهذا تقصيرٌ كبير في حقِّهنَّ.
وإكرام الأخ زوجَ أُخته هو إكرامٌ لها؛ لأن زوجَها سيُكْرمها بسبب إكرام أخيها له، ولا تسلْ عن فَرَح الأخت بزيارة أخيها لها في بيت زوجِها، واعتزازها به عند أهْله، وإحساسهم بعنايته بأُخته، فيزداد إكرامُهم لها؛ لما يرون من إكرام أخيها لها، فليستْ عندهم بدار مذلَّة ولا مضيعة، ولم يتخلَّ عنها أهلُها، وكم يفرحُ أولادُها بخالهم، ويعتزون به كما يعتزون بأعمامهم، ولا أجمل من تَكرار صلتها حسب المستطاع.
فإنْ كانت أُخته في بلد غير بلده، فلا أقل من أن يتعاهَدَها بالمهاتفة بين حينٍ وآخر، وإن شدَّ رَحْلَه لزيارتها، فقد أدَّى طاعةً من أجَلِّ الطاعات وأعظمها أجْرًا في الآخرة، وأكثرها أثرًا في الدنيا، ولا تقتصر الصلة على الزيارة والمكالمة، وإن كانتْ أشهرها عند الناس، بل ينبغي أن يَصِلَها بالهديَّة، وبالصَّدَقة إن كانتْ فقيرة، وبالسؤال عنها وعن أولادِها، وبالكلمة الطيبة بحضرتها، والتبسُّم في وجْهها، وأعلى ذلك وأهمُّه الدعاء لها ولذريَّتها.
وبُعْدُ الأخ عن أُخته في طفولتهما لفِراق أبَوَيهما واقتسامهما، أو لقطيعة بين زوجات الأب أو أزواج الأم، كلُّ أولئك يجبُ ألا يكون سببًا في قطيعة الأخ لأخته؛ فإنها ضحيَّة مثله، وجناية أبَوَيهما عليها أشدُّ من جنايتهما عليه، فليُطهِّر قلبَه عليها، ولينسَ الماضي بما فيه من سوء، وليَصِلها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
وعلى الأخ ألاَّ يفرِّقَ في المعاملة والحفاوة بين عيال إخْوَانه وعيال أَخَواته بحجَّة أنَّ عيال إخوانه يحملون لقَبه؛ فإنَّ الأخوات يلْحَظْنَ ذلك، ويُحزنهنَّ ويؤثِّر في قلوبهنَّ، والنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد عدَّ ابن الأخت من القوم؛ فقد دعا الأنصار في شأنٍ خاص فقال: ((هل فيكمْ أحدٌ من غيركم؟)) قالوا: لا، إلا ابن أُخْتٍ لنا، فقال: ((ابن أُخْتِ القومِ منهم))؛ رواه الشيخان.
ومن الإحسان إلى الأخت بعد موتها تفقُّد ولدها وزوجها، والدعاء لها، وإبراء ذِمَّتها مما عليها من الحقوق؛ لما روى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: جاءتْ امرأةٌ إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالت: يا رسول الله، إن أُخْتي ماتتْ وعليها صيام شهْرين متتابعين، قال: ((أرأيْتِ لو كان على أُخْتك دَينٌ أكنْتِ تقْضينه؟))، قالتْ: بلى، قال: ((فَحَقُّ الله أَحَقُّ))؛ رواه ابن ماجه.
ألاَ فاتقوا الله ربَّكم، واعرفوا حقوقَ أخَوَاتكم عليكم، وصِلوهنَّ بما تستطيعون من أنواع الصلة؛ فإن في الصلة بسطًا في الرزق، وطولاً في العمر، مع ما فيها من أجرٍ عظيم في الآخرة، ولا يُحْرَم فضل ذلك إلا محرومٌ.
وصلوا وسلموا على نبيِّكم.

المصدر: منتدى الالوكة

السؤال:

زوجي مسافر وأسكن مع أخي في نفس البيت، كل منا في شقة مستقلة، أنا في الدور الخامس وأخي في الثالث، أخي لا يسأل علي ولا على أولادي مُطلقًا، هو مَستورُ الحال جدًّا وخريج جامعي، ولديه مطعم هو صاحبُه أسفل العمارة التي نسكن فيها، جاء رمضان فلم يزرني وأنا سألتُ عنه تليفونيًّا، جاء العيد ولم يزرني وأنا عيَّدتُ عليه وعلى زوجته وأولاده تليفونيًّا، جاء عيد الأضحى ولم يزرني وأيضًا عيَّدتُ أنا عليه تليفونيًّا، جاءت السنة الهجرية الجديدة ولم يسأل علي، ولا يزورني لمدة ستة أشهر من تاريخ سفر زوجي، أشعر أني وحدي في هذه الدنيا وليس لي ظهير، تعزُّ علي نفسي جدًّا بسببه، أولادي يقولون: نحن ليس لنا أهل، طول النهار واقف في الكافتيريا يَجمع فلوس وناسي صلة الرَّحِم هو عارف أني غير طامعة أن يدخل عليَّ بعلبة حلويات أو فاكهة أو أي حاجة، فقط أنا زعلانة أنه لا يشعرني أني لو احتجتُ حاجة سأجدها في غياب زوجي، هو يفرق في المعاملة بين أخواته البنات؛ أختي أصغر مني: في العيد بعث لها "مسيج" وكأنها مسافرة آخر الدنيا ولم يَقُمْ بزيارتها أو حتَّى تليفون، بينما أختنا الكبيرة يحبها ويعاملها باحترام وهي غنية غنًى فاحشًا، والغنيُّ هو الله لكن أي زيارة منه لها يدخل عليها "بتورته" من أفخر المحلاَّت، ويُناديها بكلمة "ماما" لأنَّ والدي ووالدتي متوفيان -رحِمها الله- بالرَّغْمِ أنَّ بيني وبين أختي الكبيرة سنتيْنِ فقطْ إلا أنني لا أجِدُ منه هذه المعاملة ولا هذا الحب الذي تجده منه أختي الكبيرة، أنا لست أخته فقط أنا أخته وجارته وزوجي غائب، ألا أستحق منه السؤال أكثر والاهتمام؟! في حالة استمراره على عدم السؤال عني وعن أولادي واستخساره فيَّ وفي أولادي أي مُجاملة في أي مناسبة هل يُمكِنُ أن أكفَّ أنا أيضًا عن السؤال عنه نِهائيًّا؛ لأن وجوده ساكنًا بجانبي وجارًا لي وأخًا كعدمه؟ أنا أصوم الاثنين والخميس وثلاث أيام البيض من كل شهر، وملتزمة في صلاتي وأرتدي الخمار وأخاف اللَّه، فهل يُسامحني اللَّهُ على مُقاطعة هذا الأخ نهائيًّا؟
الإجابة:
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فإنَّا للَّه وإنَّا إليه راجعون على ما وصلتْ إليه أحوالُ المسلمين من تردٍّ، ونسأل اللَّه أن يرُدَّهم للتَّمسُّك بدينهم.
ولتَعْلَمِي -رعاك الله- أنَّ الله تعالى أوجَبَ على عباده جميعًا صلةَ الرَّحِم ذُكورًا وإناثًا، والأدلَّة على ذلك أكثرُ من أن تحيط بها فتوى منها قوله سبحانه: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} [النساء: 1].
وجعل الشرع قطيعة الرحم من كبائر الذنوب المتوعد عليها باللعن؛ قال عزَّ وجلَّ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 22 - 23].
فيجب على المسلم الحذر من القطيعة، وخاصة إن كانت مع أقرب الأقارب كالآباء والإخوة ونحوهم، وقسْوَةُ أحَدِ الأرْحَام وقطيعته لرحمه مع تقصيرُه فيما افْتَرَضَهُ اللَّهُ عليْهِ من حُقوقٍ تِجاهَ إخْوانِه لا يُسْقِطُ عن الآخَرين َ ما يَجِبُ عليْهِم نَحْوَه من واجباتٍ، ولا يُبَرِّرُ لَهُم قطيعتَه، فقد قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "ليس الواصِلُ بالمكافِئِ، ولكنَّ الواصلَ الذي إذا قطَعَتْ رَحِمُه وصَلَهَا" (رواه البُخاريُّ)، قال الحافظُ في "الفتح": "أي الذِي إذا مُنِعَ أعْطَى".
فعلى المُسلم أن يَحتَسِبَ الأجْرَ في وَصْلِ مَن قَطَعَهُ، وإعْطَاءِ مَنْ حَرَمَهُ وأنْ يَعْلَمَ أنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ مُعِينُه وناصِرُه ويَزيدُه في أَجْرِ صِلَتِهم ويُسَدِّدُه ويوفِّقه ويكلؤُه؛ ففي "صحيح مُسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجُلا قال: يا رسول الله، إنَّ لي قرابةً أصِلُهم ويَقطعونَنِي، وأُحْسِنُ إليهم ويُسيئونَ إليَّ، وأحلُم عنهم ويَجهلون عليَّ، فقال: "لئن كنتَ كما قُلْتَ فكأنَّما تُسِفُّهم المَلَّ، ولا يَزالُ مَعَكَ من الله ظهيرٌ عليْهِم ما دُمْتَ على ذلك" والمَلُّ الرَّماد الحار.
وفي "مسند أحْمَد" بإسنادٍ حسن: أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال لعُقْبَة: "يا عُقْبة: صِلْ مَن قَطَعَك، وأعْطِ مَن حرَمَك، وأعْرِضْ عمَّن ظَلَمَك".
وليس في تلك الصِّلة مذلَّة ولا إهانةٌ، بَلْ من فَعَلَها تواضُعًا لله تعالى، وابتغاءً للمثوبةِ عِنْدَه، فستكونُ سببًا لرفْعِ القَدْرِ عند الله وعندَ النَّاس.
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سرَّهُ أن يُبْسَطَ له في رِزْقِه وأنْ يُنْسَأَ له في أَثَرِه فَلْيَصِلْ رحِمَه" (رواهُ البُخاريُّ ومسلم).
فما من ذَنْبٍ أَحْرَى أن يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصاحِبِه العُقُوبةَ في الدنيا مع ما يُدَّخَرُ له في الآخِرة من قطيعةِ الرَّحِم والبَغْيِ؛ كما صحَّ عن الصَّادقِ المصدوق.
ولعلَّكِ بالاستمرار في دفع الإساءةِ بالإحسان، والقطيعةِ بالصِّلة يَشْرَحُ اللَّهُ صدْرَ أخيكِ للحَقِّ ويردُّه لرُشْدِه فيترك مقاطعتَكِ، ويتحوَّل إلى صديقٍ ودود؛ فقد قال الله تعالى: {وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ . وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34-35].
كما يَجِبُ عليكِ أن تنصَحي لهذا الأخ وتُبَيِّنِي له بِحِكْمة ولطْفٍ خُطُورَةَ قطيعةِ الرَّحِم، وما ورد في ذلك في القُرآن والسُّنَّة من قوارعَ تَزْجُر مَنْ كان له قَلبٌ، ويُمكِنُكِ الاستعانةُ في ذلك بكُتَيِّب أو شريطٍ، أو بأحدٍ من أَهْلِ العِلْم والصلاح؛ كإمام مَسجدٍ أوْ أحدِ الدُّعاة، أو قريبٍ أو كبيرٍ ذي وجاهةٍ عنْدَهُ،، والله أعلم.

المصدر: طريق الاسلام

ارجو تقبل مروري اخي الكريم
اعتذر مجددا، واتمنى الافاذة ان شاء الله
تحياتي احترامي وتقديري
ارجو تقبل مروري
في امان الله وحفظه
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أهلا بالأخت الكريمة
نعم هذه حقوق حددها ديننا الحنيف ،وأتيتنا بملخص كل الاحكام ما شاء الله
بارك الله فيك على نقلها لنا للاستفادة
ربي يباركلك في خوياتك ويخليكم لبعضاكم نشالله
ربي يبعثلك الخير اينما كان
بارك الله فيك
إحترامي وتقديري
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أهلا بالأخت الكريمة
نعم هذه حقوق حددها ديننا الحنيف ،وأتيتنا بملخص كل الاحكام ما شاء الله
بارك الله فيك على نقلها لنا للاستفادة
ربي يباركلك في خوياتك ويخليكم لبعضاكم نشالله
ربي يبعثلك الخير اينما كان
بارك الله فيك
إحترامي وتقديري

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تلك غايتي ان شاء الله الاستفاذة والافاذة
وفيك بركة اخي الكريم
اللهم امين يارب هما وكل اخوة واخوات المسلمين، بارك الله فيك وجزاك كل خير
تحياتي القلبية
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته أخي و جميع الاهل هنا بلمتنا
اولا اشكرك على الموضوع فعلا موضوع حساس و واقعي و هام
اعتبره حساس لانوا قليل منا من يقتنع به و واقعي لانه فالفعل خير و اقرب رجل للمراة هو اخوها قبل زوجها و اقرب للاخ اخته التي تعرف طباعه و ما يحب و ما يكره اذن لابد من التآخي في مثل هذه الامور الحاسمة كالزواج و تبادل الآراء فيما بينهم فالأخ يرى ما لا تراه البنت و العكس صحيح
اما عن نفسي الحمدلله لدي اربع إخوة اصلب من الجبال و احن مما تتصور ربي يحفضهم،و انا اوسطهم و لست وحيدتهم ههههه عندي اخوات اثنان المهم الامر اولا بدأ مع زواج أخي الاكبر كنت انا من أخبره عن الفتاة التي هي الآن زوجته :sneaky::sneaky: هههه كان هو بعيد و هي كانت اكبر مني و هو حاط عينوا عليها و انا كنت من احرسها له :ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO: هههه المهم انوا كان قريب ليا حتى كتب ربي بينهم و الحمدلله
اما عني أنا في وقت خطبتي اولا خطيبي صديق المقرب لاخي الاكبر مني بعامين لكن ليس اخي من اقترح عليه :LOL::LOL: بل قلق منوا كي قالوا :cautious: لكن بالشوي و كي قعد مع اخي الاكبر خلاص و تشاوروا قبلوا و هوما الي قالوا لوالدي بعد ماجاو عندي :LOL::LOL::LOL: اااه على هذاك النهار انا ندير في العشاء جاو تجملوا عندي في الكوزينة ربطوا الباب و قعدوا و قالولي اقعدي :sick::sick: انا خلعت :eek: قلت كشما صرى ايا قالولي انتي تعرفي فلان قتلهم ايه يخي صحبك قالولي يخي يعجبك ههههه:ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO: انا التم مت بالضحك قتلهم وشبيكم ضحك خويا الكبير قالي عادي قوليلنا يعجبك ولا مهوش من ستيل تعك:cool::cool::cool: انا لثم ديتها في روحي و بقيت نقولهم انا لازملي ولد الجنرال :ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO::ROFLMAO: ضحكوا عليا و قالولي هيا احنا مناش نتمصخروا او جا خطبك تقبلي ولا لا :unsure::unsure::unsure: مممم انا الثم سكت فهمت الحكاية طاحت عليا الحشمة قتلهم منيش تع زواج:oops::oops::oops::unsure: و خرجت هههه و القلب قال حاجة اخرى :LOL::LOL::LOL::LOL: ولاو قالولي فكري و رجعيلنا بالخبر ...ايا و كتب المكتوب و راهوا زوجي درك يتافق هو و خاوتوا عليا o_O:sneaky:
اما عن اسألتك اخي حليم سأجيب
أنت أختي
هل تستشيري أخوك في موضوع خطبتك ؟
نعم او لازم لانوا بدون رضايتوا منيش راح نقبل
هل توافقين على شخص اختاره لك هو ؟
نعم لما لا ان كانت القلوب متفقة اما في حالة انعدام الارتياح و التوافق الفكري هنا يكون الرفض بعد امور شرعية واضحة
هل تثقين في تحريات لخيك
ههعهه اااا خاوتي منخمش عليهم كونانات كامل ههههه ربي يحفظهم
نتمنى تكون مشاركة ممتعة كوضوعك
دمتم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أهلا بالأخت الكريمة
ههههه نتي خاوتك راهم مرتاحين معاكم الله يبارك ربي يخليكم لبعض نشالله ويدوم المحبة
يجب على الاخ أن يساعد دائما في زواج أخته ،ويسعى الى سعادتها تماما كما تسعى هي لسعادته ،كما ذكرت انت في قصتك مع خطيبة أخيك ....
بارك الله فيك أختي الكريمة حاجة مليحة أنك شاركتينا تجربتك في هذا الموضوع
احترامي وتقديري
 
ما أذكره عندما كنا صغارا، أنني كنت بشكل غريزي أتحول إلى حالة قصوى من العدوانية مع الذي يتعرض بسوء لأختي التي تصغرني بسنتين .. أذكر بالخصوص ثلاثة حالات شجار إنتهت بجروح و إصابات لأطفال تعرّضوا لأختي و إحدى هاته الحالات كانت إصابة بليغة .. هذا و عمري لم يتعدّى آنذاك 08 سنوات .. لم تكن لي غيرة في حياتي مثل تلك .. حتى أنني في مرّة من المرّات بسبب ضرب والدي لأختي كرهته و أصبحت أنظر إليه شزرا لأسابيع.
الآن أختي تزوجت منذ سنوات.

 
آخر تعديل:
سأعود غدا باذن الله لارد على البقية
تعب ونعاس رهيبين يوم شاق حقا
اتلاو في رواحكم
الله يعاونك اخي حليم يحسن عونك الخدمة تقتل بالتعب حتى الواحد يقول بناقص منها خدمة هههه
 
أهلا أخي حلييم مواضعك دائما تلامس الواقع فتتحفنا برقي أفكارك و إبداع أسلوبك
أعتذر لأن إجابتي ستكون مختصرة لأني لا أقدر على الجلوس كثيرا بسبب الألم

هل تساعد أختك في التحري عن الخاطب؟
أكيييد و لله الحمد كنت صاحب الرأي الأول في زواج أخواتي و حتى الكثيرات من العائلة الكبيرة
و حتى أخزات زوجتي
هل تقترح على صديقك الذي تعرف أخلاقه أن يتقدم لأختك؟
لا أقترح لكن أشير بالرأي إن أستشرت
هل تعطي رأيك في زواج أخواتك ؟
أكيييد بل و أتحرى عن الخاطب و أبذل الجهد في ذالك
السلام عليكم

أهلا بالأخ الكريم
ربي يشافيك ويعافيك ،والله تدعيلك دائما بالشفاء العاجل ،ربي معاك
مرورك رغم حالتك الصحية شرف كبير ...

الأخ هو في مكان الأب ويعوض الحنان الناقص لأخته ..يرعاها يواسيها ،يتفقدها ...هذا هو الأخ
إجابتك رائعة كما توقعتها ،نعم هو كذلك يجب التحري وإلا لا ينفع الندم فيما بعد خاصة إذا أنجبت أطفالا هناك تبقى تتحمل ظلم زوجها من أجلهم ....
حدث أن تزوجت إحدى قريباتي ولم يسأل أحد من إخوتها جيدا ولم يكلف نفسه العناء لأنها يتيمة ...وفي نهاية المطاف وجدت أنه شبه مجنون ....كارثة... بقيت شهرين وتطلقت المسكينة وهي الآن تعاني مع ابنتها وحيدة ...إيييييه يا الخاوة
شكرا لمرورك الكريم
إحترامي وتقديري
 
في الحقيقة موضوع حساس بالنسبة لي لانني حرمت من حنان الاخ نحن فقط الاخوات لدى والداي...
المهم لوكان لي اخ اكيد كنت سأثق به كل الثقة واثق باختياره لي بل وكنت ساجعله صديقي المقرب...
شكرا لموضوعك اخي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أهلا بالأخت الكريمة
بارك الله فيك على المرور الطيب
الأخ يجب أن يسند أخته في جميع حالاتها ،ولا يتركها تعارك الدنيا وحدها
ولك إخوة في الله هنا ،إن شاء الله نكون عند حسن الظن
شكرا على المشاركة المفيدة
إحترامي وتقديري
 
وضع ختم التميز
ولي عودة ان شاءالله للمناقشة
موضوع رائع :)


شكرا جزييييل الشكر على الختم أختي الكريمة ،هذا من لطفك وكرمك
بارك الله فيك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخيرا عدت للموضوع الرائع
الأخ هو سند الفتاة بعد أبيها
هو إلى جانب الوالد هو حرمتها الذي يحميها
ويقف بجانبها كيف لا وإن تعلق الأمر
بالزواج
واختيار الزوج
حين يتقدم الخاطب
هناك بعض الجوانب قد تخفى عن الأهل
يتوجب على الأخ أن يتحرى عنها
بخلاف الأصل والمنبت والدين هناك أيضا الأخلاق والسمعة الطيبة بين الناس
و حسن المعاملة
هل هذا الشاب مع جيرانه أصدقاءه فعلا طيب
هل هو بالفعل رجل بمعنى الكلمة يستطيع أن يحترم أخته ويقف الى جانبها في أصعب الأوقات
نعم أنا مع قرار الأخ في الموافقة على الزوج
فهناك جوانب مخفية قد لاتراها الفتاة يراها الأخ
لبعد النظر

بوركت أخي
تحياتي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أهلا أختي الكريمة برأيك السديد
الأخ لا يسعى فقط للسؤال عن الخاطب ،بل يسعى في نظري الى تزويج أخته الماكثة في البيت أيضا ،لأنه إن كان يحبها يحب لها أن تهنأ أيضا ،نجد للأسف الشديد حتى الإخوة يعير أخته بعدم الزواج فيما هو الذي كان بيده المساعدة أن تستقر
أعرف أحدا من أقاربي ...والله زوج أخواته الأربع بهذه الكلمة " أرواح نعطيك الطفلة " عندما يخالط رجلا جيدا ويرى أخلاقه مباشرة يقترح عليه أخته ومن بعد أخواته زوج بنات العائلة ههه ...

ونعرف انسان كبير راه جد ضرك ،عندو أختو وصلت خمسين سنة ما تزوجتش ڨعدت مع الوالدة نتاعها ،وكي ولات تروح لصلاة التراويح للجامع بدل الجامع ڤالها ملي عدت نتي تصلي أنا نبدل الجامع ...لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الله يهديه ويهدينا يا رب آمين
بارك الله فيك على المشاركة الرائعة
شكرا مرة أخرى على الوسام
إحترامي وتقديري

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top