انتصار ميلان في الديربي لم يخرجه من الأزمة وكوتروني يحرج الصفقات الجديدة
رغم ما يحمله تاريخه من إنجازات، لا يزال ميلان يعاني ويواجه صعوبة بالغة في استعادة مكانته بين الكبار في ظل الديون المتراكمة على ملاكه الجدد وكذلك نقص الخبرة لدى جينارو جاتوسو المدير الفني للفريق.
وتنفس ميلان الصعداء من خلال الانتصار الثمين على جاره إنتر ميلان 1 / صفر أمس الأول الأربعاء في ديربي ميلانو الذي جمع بينهما ضمن منافسات دور الثمانية ببطولة كأس إيطاليا، في الوقت الذي تستمر فيه معاناة ميلان بالدوري الإيطالي حيث يحتل المركز الحادي عشر بجدول المسابقة بعد 18 مرحلة حصد خلالها 24 نقطة فقط.
وشارك اللاعب الشاب باتريك كوتروني من مقعد البدلاء خلال مواجهة الديربي ليخطف هدف الفوز لميلان في شباك الإنتر خلال الوقت الإضافي بعد أن انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، ليعبر ميلان إلى المربع الذهبي بعد أن قدم عرضا يعد هو الأكثر إقناعا منذ تولي جاتوسو تدريب الفريق.
وقال جاتوسو 39/ عاما/ لاعب خط وسط ميلان السابق والذي ترك تدريب فريق الشباب بالنادي ليحل مكان فينتشينزو مونتيلا في تدريب الفريق الأول في أوائل كانون أول/ديسمبر الجاري "كان الفوز في الديربي مهما لهؤلاء اللاعبين من أجل الانتعاش"، وأضاف "هذا الفوز لا يغير الكثير من الأمور، ولكنه مهم لرفع المعنويات".
وجاء الانتصار في بطولة الكأس بعد هزيمتين متتاليتين مني بهما ميلان في الدوري الإيطالي، الذي توج ميلان بلقبه 18 مرة في تاريخه.
ويواجه ميلان شبح الغياب للموسم الخامس على التوالي عن دوري أبطال أوروبا ، الذي توج به سبع مرات في تاريخه.
ففي الوقت الحالي، يتأخر ميلان في جدول الدوري الإيطالي بسبعة مراكز و14 نقطة عن أقرب المراكز المؤهلة لدوري الأبطال في الموسم المقبل، لكن يتبقى الأمل أمامه من خلال مشاركته في الدوري الأوروبي، المسابقة التي يتأهل بطلها إلى دوري الأبطال في الموسم التالي.
وفي ظل الوضع الصعب لميلان داخل المستطيل الأخضر، تبدو أزمته أكثر سوءا فيما يتعلق بالنواحي المالية، وهو ما يهدده بالحرمان من قبل الاتحاد الأوروبي (يويفا) من المشاركة في المنافسات القارية، حتى في حالة التأهل، إلى جانب غرامات مالية محتملة.
وكان رجل الأعمال الصيني يونجهونج لي قد بدأ في آب/أغسطس 2016 مفاوضاته مع سيرفيو برلسكوني ، الذي استمرت ملكينه لنادي ميلان طوال عقدين، قد أبرم صفقة الاستحواذ على النادي مقابل 740 مليون يورو (883 مليون دولار) في نيسان/أبريل الماضي، لتنتقل ملكيته إلى شركة "روسونيري سبورت إنفستمنت لوكس".
ومع ذلك، أبقى اليويفا نادي ميلان تحت المجهر في ظل حقيقة أن 300 مليون يورو من قيمة الصفقة، تم اقتراضه من صندوق "إليوت منيدجمنت" الأمريكي.
ومن المفترض أن يجرى سداد القرض بحلول تشرين أول/أكتوبر 2018 ، مضافا إليه 50 مليون يورو قيمة الفوائد.
ومع استمرار المراقبة المفروضة من لجنة اللعب النظيف والمسؤولية الاجتماعية باليويفا، قدم ميلان طلبا لليويفا لدراسة مدى أحقيته بالإعفاء من الالتزام بقواعد اللعب المالي النظيف استنادا إلى ما يطلق عليه مبدأ "الاتفاق الطوعي"، ولكن الطلب قوبل بالرفض في منتصف كانون أول/ديسمبر الجاري.
وذكر اليويفا في بيان " لا يزال الغموض يكتنف قدرة النادي على سداد القروض في أكتوبر 2018، والضمانات التي قدمها حامل الأسهم الرئيسي"، وأضاف اليويفا "سيستمر خضوع ميلان للمراقبة الحالية، على أن يتم تقييم الوضع مجددا في الأشهر الأولى من عام 2018".
وتأكدت مخاوف اليويفا من خلال تحقيقات وسائل الإعلام حول الملاءة المالية لرئيس النادي، الذي أنفق خلال تموز/يوليو وآب/أغسطس نحو 240 مليون يورو على شراء لاعبين جدد.
وأثارت صحيفة "نيويورك تايمز" في تشرين ثان/نوفمبر الشكوك حول الأصول المعلنة من قبل يونجهونج لي رئيس النادي، والتي يتردد أن ملكيتها تغيرت أربع مرات خلال آخر عام، كما ربطت الصحيفة الأمريكية بين لي وعدد من الصفقات التجارية المشبوهة.
وإلى جانب ذلك، أثيرت الشكوك لدى الجماهير والخبراء إثر تحركات النادي في سوق انتقالات اللاعبين حيث جلب ميلان 12 لاعبا جديدا.
وعن الصفقات الجديدة، جاء تعليق سلبي من فابيو كابيللو، الذي كان لاعبا بميلان ثم درب الفريق في التسعينيات وقاده لأربعة ألقاب محلية إلى جانب لقب في دوري أبطال أوروبا.
وقال كابيللو في تصريحات لشبكة "سكاي سبورتس "لقد اشتروا عدة لاعبين ليسوا على مستويات عالية، كان عليهم التعاقد مع اثنين أو ثلاثة من نجوم العالم، فهؤلاء هم من يحدثون الفارق".
ولم يقدم نيكولا كالينيتش وأندري سيلفا وفابيو بوريني العروض المنشودة في هجوم الفريق، وقد أبدى كابيللو أيضا تحفظات على المدافع ليوناردو بونوتشي الذي انضم للفريق قادما من يوفنتوس مقابل 42 مليون يورو.
وقال كابيللو "عندما يتعلق الأمر ببدء الانطلاقات الهجومية من الدفاع، هو يعد من أفضل ثلاثة في العالم،ولكن هناك مشكلة: فهو لا يستطيع الدفاع، لديه مشكلات كبيرة في هذا الجانب".
وازداد الوضع سوءا بالنسبة لبونوتشي خلال مباراة الديربي يوم الأربعاء حيث سجل عددا كبيرا من التمريرات الخاطئة، ولكن ما ضاعف الانتقادات للصفقات الجديدة، كان هدف كوتروني.
فقد صعد كوتروني 19/ عاما/ ، الذي شارك من مقعد البدلاء مكان كالينيتش المصاب، من قطاعات الناشئين بنادي ميلان وعادة ما يشارك من مقعد البدلاء رغم أنه سجل تسعة أهداف خلال 23 مباراة شارك بها هذا الموسم.
وبالتالي ربما شكل هدف كوتروني نبأ سيئا لماركو فاسوني المدير العام للنادي ماسيميليانو ميرابيلي مدير الكرة، اللذين قادا تحركات النادي في إبرام الصفقات الجديدة قبل أشهر قليلة.
كووورة