♡♡ سعادتك بين يديك ...!!!!

ربي اغفرلي

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
24 أفريل 2010
المشاركات
3,554
نقاط التفاعل
3,023
النقاط
491
محل الإقامة
خالة بنات أختي
الجنس
أنثى
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ،
والصَّلاةُ والسَّلامُ على مُحمَّدٍ سيِّدِ البَشَرِ،
وعلى آلهِ وأصحابِه المصابيحِ الغُرَرِ،
ومَن تَبِعَهم مِن بعدِهم مَنِ اقتَفى
نهجَهم وهديَهم من أهلِ الحديثِ والأثَرِ؛أمَّا بعدُ :
images (2).jpeg
إنَّ النِّساءَ الكاسِياتِ العارِياتِ، المائِلاتِ المُمِيلاتِ، المُتبرِّجاتِ، السَّافِراتِ، الواصِلاتِ المُستَوصِلاتِ، النَّامِصاتِ المُتنَمِّصاتِ، الواشِماتِ المُستَوشِماتِ، المُتفَلِّجاتِ للحُسنِ، المُغيِّراتِ خلقَ اللهِ، الواشِراتِ -في هذا الزَّمَنِ- لم -ولن- يلدنَ جِيلاً يُعيدوا المُقدَّساتِ، ولا جَيلاً يُعيدوا الأراضي المُغتصبةَ إلى أهلِها، ولا جِيلاً يُعيدوا المسجدَ الأقصى، ولا جِيلاً يُعيدوا للإسلامِ عِزَّه ومجدَه، ولا جِيلاً يدحرونَ الكُفرَ وأهلَه، بل؛ كيفَ سيدحرونَ الكُفرَ وأهلَه وهم يحملونَ سَنَهُم حذوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ ؟!! ولا جِيلاً يُحْيُونَ السُّنَّةَ، ويُقيمونَ شرعَ اللهِ، ويقطعونَ دابرَ أهلِ البِدَعِ والضَّلالِ.
images (2).jpeg
قالَ رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -: كلُّكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّتِه، والإمامُ راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّتِه، والرجلُ راعٍ في أهلِه ومسؤولٌ عن رعيَّتِه، والمرأةُ في بيتِ زوجِها راعِيةٌ ومسؤولةٌ عن رعيَّتِها، والخادمُ في مالِ سيِّدِه راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّتِه.
images (2).jpeg
قالَ الإمامُ أبو زكريَّا النَّوويُّ: قالَ العُلَماءُ: "الرَّاعي هو الحافظُ المُؤتَمَنُ المُلتَزِمُ صَلاحَ ما قامَ عليهِ وما هو تحتَ نَظَرِهِ".

فإذا كانَ هذا حالُ الرَّاعي من تبرُّجٍ وسُفورٍ وغيرِ ذلك؛ فكيفَ ستكونُ حالُ الرَّعيَّةِ ؟؟!!
images (2).jpeg
إنَّهنَّ لن يُنجبنَ إلَّا جِيلاً يعشقُ الشَّهواتِ، والتَّرَفَ، والتُّرُّهاتِ، والهَوى، والنَّيلَ من عَرَضِ الحياةِ الدُّنيا ودَنَسِها.

( إلَّا مَن عَصَمَ اللهُ ).

فإذا كانَ هذا حالُ هؤلاءِ النِّساءِ وهذا حالُ أبنائِهنَّ؛ فمَن سيُعيدُ لنا الإسلامَ وعزَّه ؟!!
images (2).jpeg
مَن لها.. ؟!!

فيا حفيداتِ الصَّحابيَّاتِ، يا أيُّها الثَّابِتاتُ كثَباتِ الجِبالِ الشَّامِخاتِ الشُّمِّ الرَّواسي في زمنٍ كثُرت فيهِ الفِتَنُ، الصَّابِراتُ على دِينهنَّ القابِضاتُ على الجمرِ، المُؤمِناتُ، القانِتاتُ، الصَّادِقاتُ، الحافِظاتُ فُروجَهنَّ، الذَّاكِراتُ اللهَ كثيرًا، الجوهَراتُ المصونةُ كالجُمانةِ، اللَّآلِئُ المكنونةُ، العفيفاتُ أنتُنَّ لها، إي وربِّي.. لكن كيفَ ؟
images (2).jpeg
ربِّينَ أبناءَكُنَّ مُنذ الصِّغَرِ على العقيدةِ النَّقِيَّةِ، السَّليمةِ، الصَّافيةِ، الخاليةِ من الشَّوائبِ، الخاليةِ من البِدَعِ والضَّلالَاتِ والتَّحريفاتِ.
images (2).jpeg
علِّمنَ أبناءَكُنَّ مُنذ الصِّغَرِ على الالتِزامِ بالشَّعائرِ التَّعبُّديَّةِ، واللهَ اللهَ في الصَّلاةِ؛ فَلْيُحافِظُوا عليها مُنذ الصِّغَرِ حتَّى لا يُضيِّعُوها في الكِبَرِ؛ فقد قالَ رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -: "مُرُوا أولادَكُم بالصَّلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سِنينَ، واضربُوهم عليها وهم أبناءُ عشرٍ، وفرِّقُوا بينهم في المضاجعِ".
images (2).jpeg
والقُرآن! اللهَ اللهَ في القُرآنِ.. علِّمنَ أبناءَكُنَّ القُرآنَ حِفظًا وفَهمًا، وتفسيرًا، وتَدبُّرًا.

قالَ المُؤرِّخُ أبو زيدٍ عبدُ الرَّحمنِ ابنُ خلدونَ: "..وأنَّ المُقدَّمَ هو دِراسةُ القُرآنِ الكريمِ وحِفظُه؛ لأنَّ الولدَ ما دامَ في الحِجرِ ينقادُ للحُكمِ، فإذا تجاوزَ البُلوغَ؛ صَعُبَ جبرُه".
images (2).jpeg
وعلِّمنَ أبناءَكُنَّ حُبَّ الصَّحابةِ، واللهَ اللهَ في محبَّةِ أبي بكرٍ وعُمرَ؛ فهذا الإمامُ أبو بكرٍ الخلَّالُ يروي عنِ الإمامِ مالكِ بنِ أنسٍ أنَّه قالَ: "كانَ السَّلفُ يُعلِّمُونَ أولادَهُم حُبَّ أبي بكرٍ وعُمرَ كما يُعلِّمُونَ السُّورةَ من القُرآنِ".
images (2).jpeg
وقد جاءَ في تفسيرِ أبي جعفرٍ الطَّبريِّ عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ - رضيَ اللهِ عنهُ - في قولِه تعالى: ( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) قالَ عليٌّ: "علِّمُوهُم، وأدِّبُوهُم".
images (2).jpeg
وقالَ التَّابعيُّ الجليلُ الإمامُ أبو الحجَّاجِ مُجاهِدُ بنُ جبرٍ في قولِ اللهِ: ( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ) قالَ: "اتَّقُوا اللهَ، وأوصُوا أهلِيكُم بتَقوى اللهِ".
images (2).jpeg
وقالَ التَّابعيُّ الجليلُ أبو الخطَّابِ قَتادةُ في قولِه: ( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ) قالَ: "مُرُوهُم بطاعةِ اللهِ، وانهَوهُم عن معصيتِه".
images (2).jpeg
وفي مُصنَّفِ الحافظِ الإمامِ أبي بكرِ بنِ أبي شيبةَ في كتابِ الصَّلاةِ في أبوابِ صفةِ صلاةِ النَّبيِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - في ما يُستَحبُّ أن يُعلَّمهُ الصَّبيُّ أولَ ما يتعلمُ أوردَ أبو بكرٍ ثلاثةَ آثارٍ منها :
images (2).jpeg
عنِ التَّابعيِّ الجليلِ الإمامِ زينِ العابدينَ عليِّ بنِ الحُسَينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبِ أنَّه كانَ يُعلِّمُ ولدَه؛ قُل: "آمنتُ باللهِ وكفرتُ بالطَّاغوتِ".
images (2).jpeg
 
( والطَّواغيتُ كثيرونَ، ورُؤوسُهم خمسةٌ كما ذكرهُم الإمامُ ابنُ القيِّمِ والإمامُ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ ).
IMG_20180129_114630_988.jpg
إنِ استَطعتُنَّ أن تُطعِمنَ أبناءَكُنَّ التَّوحيدَ الخالصَ، والعقيدةَ الخالصةَ -عقيدةَ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ- فافعلنَ وإيَّاكنَّ والتَّلهي عنهُ -عنهُ: أي: التَّعليم-.
IMG_20180129_114630_988.jpg
واقرأنَ سِيَرَ السَّلَفِ الصَّالحِ كيفَ كانوا يزجُّون أبناءَهم في مجالسِ وحلقاتِ العلمِ زجًّا، فإن كنا حُرِمنا من تلك المجالسِ؛ فلم نُحرَم من الكُتُبِ فإنَّها مُتوفِّرةٌ غايةَ التَّوفُّرِ وللهِ الحمدُ.
IMG_20180129_114630_988.jpg
ثلاثةُ الأصولِ، القواعدُ الأربعةُ، كتابُ التَّوحيدِ، كشفُ الشُّبُهاتِ، تعليمُ الصِّبيانِ التَّوحيدَ، نواقضُ الإسلامِ، جميعُها لشيخِ الإسلامِ ومُجدِّدِ الإسلامِ مُحمَّدِ بنِ عبدِ الوهَّابِ رحمهُ اللهُ.
IMG_20180129_114630_988.jpg
وأيسرُهم كتابُ تعليمِ الصِّبيانِ التَّوحيدَ فقد صاغهُ - رحمهُ اللهِ - سُؤالاً وجوابًا، ثم الأصولُ الثَّلاثةُ وأدِلَّتُها، ثم فتحُ المجيدِ لشرحِ كتابِ التَّوحيدِ للإمامِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ حسنِ بنِ مُحمَّدِ بنِ عبدِ الوهَّابِ رحمهمُ اللهُ.
IMG_20180129_114630_988.jpg
وهُناك أيضًا سُؤالٌ وجوابٌ في أهمِّ المُهمَّاتِ للعلَّامةِ عبدِ الرَّحمنِ السَّعديِّ رحمهُ اللهُ.

أطعمنَ أبناءَكُنَّ تِلك الكُتُبَ التي ذكرتُ إطعامًا؛
فإن تمَّ ذلك، لتخرجنَّ لنا أشبالاً وليسَ أبناءًا في الاسمِ فقط! أشبالاً تقودُ الأُمَّةَ بأسرِها!
IMG_20180129_114630_988.jpg
أخرجنَ لنا أشبالاً يُعيدوا لنا مجدًا تليدًا، لا أبناءًا يُدخلونا في ذِلَّةٍ عنيدةٍ!! -كما هو حالُنا اليومَ- أنظُرنَ إلى أربابِ الشَّهَواتِ -في هذا الزَّمنِ- أنَّى يرجعُ عزُّ الإسلامِ من هؤلاءِ ؟!!
IMG_20180129_114630_988.jpg
رحمكنَّ اللهُ فقد حرصَ السَّلفُ على غرسِ العقيدةِ الخالصةِ النَّقيَّةِ، والتَّوحيدِ الخالصِ النقيِّ في نُفوسِ أبنائِهم مُنذ الصِّغَرِ؛ فبُهداهُم اقتَدِينَ.
IMG_20180129_114630_988.jpg
ولا تُقصرنَ ذلك على الذُّكورِ فقط، بل والإناث؛ علِّموهنَّ على الطُّهرِ، والعَفافِ، والعِفَّةِ والحَصانةِ، والرَّزانةِ، والحياءِ، والوقارِ مُنذ الصِّغَرِ ليفعلنَ - كما ستفعلنَ -.
IMG_20180129_114630_988.jpg
واللهَ اللهَ في الحياءِ! فهذَه أُمُّكُنَّ عائِشةُ - رضيَ اللهُ عنها - تقولُ: كنتُ أدخلُ بيتي الذي دُفن فيهِ رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - وأبي، فأضعُ ثَوبي، وأقولُ : إنَّما هو زَوجي وأبي، فلمَّا دُفِنَ عُمرُ معهم فواللهِ ما دخلتُه إلَّا وأنا مشدودةٌ عليَّ ثِيابي؛ حياءً من عُمرَ.
IMG_20180129_114630_988.jpg
- وصيَّةٌ أخيرةٌ؛
فيا حفيداتِ الصَّحابيَّاتِ إيَّاكُنَّ والتَّرفَ! فإنَّ التِّرفَ تلفٌ للنُّفوسِ، واحذرنَ الكَماليَّاتِ، واكتفينَ بالضَّروريَّاتِ، ولتكُن بيوتُكنَّ عرينًا للأسودِ والأشبالِ، واغرسنَ في أبنائِكنَّ ما ذكرتُ تفلحنَ ويَفلحوا ونفلحُ! فابذُلنَ وقدِّمنا الغاليَ والرَّخيصَ في تريبتِهم، وشمِّرنَ عن ساعدِ الجِدِّ، واقدَحنَ لتربيةِ أبنائِكنَّ الزَّندَ، واستفرغنَ لذلك الطَّاقةَ والجُهدَ.
IMG_20180129_114630_988.jpg
ولستُ أُخرجُ من هذه المسؤوليةِ الرِّجالَ، فإنَّه عليهم كما على النِّساءِ، بل قد تكونُ مسؤوليتُهم أكبرَ، وأعظمَ.
IMG_20180129_114630_988.jpg
والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ على سيِّدِ المُرسَلينَ مُحمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ.
_________
IMG_20180129_114630_988.jpg
كتبهُ: أبو عبدِ اللهِ الأثريُّ.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top