منزلة التقوى

عاشق الاقصى

:: عضو مُتميز ::
إنضم
27 جانفي 2018
المشاركات
797
نقاط التفاعل
1,322
نقاط الجوائز
593
محل الإقامة
غزة
الجنس
ذكر
هي اسم جامع للحذر من جميع ما أمر الله أن يحذر منه، فتارة يحذر العبد تضييع الواجبات، أو المندوبات، فيتقيه، وتارة يحذر ارتكاب المحرمات، أو المكروهات، فيتقيه، وتارة يحذر فوات أعالي الدرجات، فيتقيه، بألا يشتغل بأدونها، واتفقت الأمة على فضيلتها وطلبها، قال الله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} (الحجرات: 13)، وقال تعالى: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله} (النساء: 131)، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً} (الأحزاب: 70).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله أوصني. فقال: (عليك بتقوى الله فإنه جماع كل خير، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية المسلم، وعليك بذكر الله فإنه نور لك).
وعن أنس رضي الله عنه قال: قيل : يا نبي الله، من آل محمد؟ قال (كل تقي).
التقوى جماع الخيرات، وحقيقة التقوى التحرز بطاعة الله تعالى من عقوبته، يقال: اتقى فلان بترسه: أي: تحرز به عما يضره من عدوه، وأصل التقوى اتقاء الشرك، ثم بعده المعاصي والسيئات، ثم بعده الشبهات، ثم يدع بعده الفضلات، كخلاف الأولى.

وجاء في تفسير قوله عز وجل: {اتقوا الله حق تقاته} (آل عمران: 102)، أن معناه أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر، وهذا أعلى درجات التقوى، إذ حق التقوى أن يتقي العبد الغفلات عن ذكر ربه، ويتقي مكره، وهذا عزيز ربما يعجز عنه.
ولهذا لما سمع الصحابة رضي الله عنهم ذلك خافوا العجز عن القيام به، فأنزل الله تخفيفاً عليهم: {فاتقوا الله ما استطعتم} (التغابن: 16).

وقال سهل: لامعين إلا الله تعالى، ولا دليل إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا زاد إلا التقوى، ولا عمل إلا الصبر عليه.
وقال الكتاني: قسمت الدنيا على البلوى، وقسمت الآخرة على التقوى.
وقال الجريري: من لم يحكم بينه وبين الله عز وجل التقوى والمراقبة لم يصل إلى الكشف والمشاهدة.
وقال ابن عطاء: التقوى ظاهر وباطن، فظاهره محافظة الحدود، وباطنه النية والإخلاص.
وقيل: يُستدل على تقوى الرجل بثلاث خصال، بحسن التوكل فيما لم ينل، وحسن الرضا فيما قد نال، وحسن الصبر على ما قد فات.
وقال الزنجاني: من كان رأس ماله التقوى كلّت الألسن عن وصف ربحه.
ويُحكى عن أبي حنيفة رحمه الله أنه كان لا يجلس في ظل شجرة غريمه، ويقول: قد جاء في الخبر: (كل قرض جر نفعاً فهو ربا).

* كرامات المتقين:

1- العلم، قال تعالى: }واتقوا الله ويعلمكم الله{ (البقرة: 282).
2- محبة الله لهم، قال تعالى: {إن الله يحب المتقين{ (التوبة: 4).
3- نصره تعالى لهم، قال تعالى: {إن الله مع الذين اتقوا{ (النحل: 128).
4- الكرامة، قال تعالى: }إن أكرمكم عند الله أتقاكم{ (الحجرات: 13).
5- المخرج، قال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب{ (الطلاق: 2-3).
6- الرحمة، قال تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون{ (الأعراف: 156).
 
العودة
Top