أحسن الله إليك أمير، موقف عظيم من أناس عظماء مع أعظم البشر قدرا و فضلا، رسول الهدى محمد بأبي هو و أمي عليه الصلاة و السلام، لي مشاركة سابقة في سلسلة الدروس والمواعظ من حجة الوداع أرى أنه من المناسب إعادة وضعها هنا.
قال العبد الضعيف:
كلماتك هزت كياني و جعلتني أعيش اللحظة و العِبرة و العِظة، و أأسى على نفسي و تقصيرها في حب المصطفى عليه الصلاة و السلام و الاقتداء به، و الاقتفاء لأثره و إحياء سيرته، فاللهم عفوا و مغفرة فإنا مقصرون.
إن المطالع لسيرة صحبه الكرام عليهم الرضوان ليعرف قدر الحب الذي كانوا يضمرونه له، و لأنهم فعلا عرفوا قدره و من يكون، محمد الأزهر المبشر المنذر من حُق لكل من أمن به أن يفديه بنفسه و عرضه و أهله و ماله.
تمنيت والله لو كنت مع الصحب الكرام العشرة الذين أستشهدوا في أحد فداءا له بأنفسهم ليحي و ينجو بأبي هو و أمي عليه الصلاة و السلام، فكنت الحادي العشر ليكون ظهري و رأسي و جميع جوارحي ترسا له تقع النبال علي دونه و السيوف تلحمني إلحاما، تمنيت لو أني كذلك، لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم، تمنيت لو أني في محل خباب بن الأرت حين قتل، لأنه قتل قتلة الرجال الشجعان الذين أحبوا الله و رسوله و أبوا أن يصيبه عليه الصلاة و السلام شوكة في محله و هم في العذاب و الأسر و القتل... تمنيت، لكن ليست النفوس سواء، فأنا العبد الضعيف المقصر الذي يعلم الله ضعفه و تقصيره فما كان الله ليُحَمِلني مثل ذلك، يقينا إن كنت مكانهم ما كنت لأصبر صبرهم و لا لأثبت ثباتهم.
كلمتك جلعت عبارتي تختلط بعَبَاراتي، فانطلق الكلام بلا زمام، فعساني لم اخلط و المقام مقام إعظم، إعظم لقدره و ما أدرك ما قدره عليه الصلاة و السلام.