إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه، و بعد
فقد جرت سنة الله على خلقه بإمتحانهم بجمع من المحن، فمن محنة في الدين (و أعظم بها من محنة) إلى محنة في الدنيا، سواء كانت هذه الأخيرة في النفس أو في المال أو في الولد، و قد تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)، قال أبو جعفر: وهذا إخبار من الله تعالى ذكره أتباعَ رَسوله صلى الله عليه وسلم، أنه مبتليهم وممتحنهم بشدائد من الأمور، ليعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه, كما ابتلاهم فامتحنهم بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة, وكما امتحن أصفياءَه قَبلهم. ووَعدهم ذلك في آية أخرى فقال لهم: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ [سورة البقرة: 214]، وبنحو الذي قلنا في ذلك كان ابن عباس وغيرُه يقول.(1)
و في المحن من الفوائد ما لو علمه العبد ما كان ليجزع على ما أصابه، و لا ليحزن على ما فاته، بل لن يكون منه إلا التلسيم للقضاء و الرضا بالقدر عند جلل المصاب، خاصة فيما يتعلق بالأنفس، فثمَّة إمتحان لا يفلح فيه إلا من ثبته الله تعالى، سواءا كانت هذه النفس إبنا أم بنت، أبا أَم أُم، أخا أم أخت، قريبا أم بعيد؛ جعل الله له في نفس العبد و قلبه من المقام و التبجيل ما هو به عليم، و من هنا نطرق قصة إبننا عبد الجبار مع أبويه و ما أدرك ما هي، فإلى قصتنا رحمكم الله.
عبد الجبار ذلك الفتى اليافع، الذي كان أبواه يعلقان عليه كثيرا من الأمال، صاحب الذكاء المميز و الحافظة الفذَّة، تراه صغير لكن صاحب قلب كبير، كان ينمو و يربو معه الأمل لكن مع إقتراب الأجل، لطلما كان يلعب من غير أن يتعب أو يُعتب، فهو الذكر الوحيد بين إختيه الصغيرتين، أمه تعمل في الإرشاد، و أبوه يمتهن الحجامة و يتطوع بالرقية، حال العائلة فقير لكن هم باستغنائهم عن الخلق و فقرهم إلى الخالق في غنى كبير، زاد من المعناة أنهم بين الفترة و الأخرى ينتقلون من بيت إلى أخر حال من لا يملك بيتا خاصا يضمن معه القرار و الإسقرار، أعطي أبوه بيتا كان فعلا من حقه ثم سُلبَه بطعن أو بشيئ أخر، فسلم و رضي، ترى أمه حين تحل ضيفة بالبيت تدعو بالبركة و التيسير لأهله، و تخفض طرفها عما ليس عندها (لا كحال كثير من النساء و الله المستعان ممن غشي قلوبهم الصدأ جراء ما امتلئت به هذه القلوب من حسد ينمو عن قلة الديانة و فساد المعتقد)، تخفض الجناح و تحسن الخلق، صحيح كل إمراة فيها ما فيها، لكن هذا يحسب لها لا عليها.
تبدأ المعناة حين بلغ الإبن عبد الجبار سن الرابعة و الأعين تشهد حسن الخلق و التربية، فمن أذان بصوته الندي إلى حفظ لسور من القرأن إلى ترديد لصحيح الأذكار، في ظل تبجيله لأبويه و إحترامه لأختيه و لكل من حقه الإحترام، و في خضم الفقر و المعناة الذي كانت تحياهما الأسرة تظهر أثار كدمات و نتوء في جسم الإبن الوحيد، مما أثَارَ الشك في حالته الصحية، خاصة و أن الوهن بدأ يدك نشاطه و يحد من حيويته، و أثناء الفحص و بعد التحاليل تبين أن عبد الجبار الصغير مصاب بسرطان الدم و أن حالته متقدمة، و لابد من المسارعة في العلاج الكيماوي و إلا فات الأجل، إلى هنا ينتهي الفصل الأول من قصتنا، هذا لتتبعونا في الفصل الثاني و الثالث و ربما الرابع منها.
إلى ذلكم الحين أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه، و بعد
فقد جرت سنة الله على خلقه بإمتحانهم بجمع من المحن، فمن محنة في الدين (و أعظم بها من محنة) إلى محنة في الدنيا، سواء كانت هذه الأخيرة في النفس أو في المال أو في الولد، و قد تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)، قال أبو جعفر: وهذا إخبار من الله تعالى ذكره أتباعَ رَسوله صلى الله عليه وسلم، أنه مبتليهم وممتحنهم بشدائد من الأمور، ليعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه, كما ابتلاهم فامتحنهم بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة, وكما امتحن أصفياءَه قَبلهم. ووَعدهم ذلك في آية أخرى فقال لهم: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ [سورة البقرة: 214]، وبنحو الذي قلنا في ذلك كان ابن عباس وغيرُه يقول.(1)
و في المحن من الفوائد ما لو علمه العبد ما كان ليجزع على ما أصابه، و لا ليحزن على ما فاته، بل لن يكون منه إلا التلسيم للقضاء و الرضا بالقدر عند جلل المصاب، خاصة فيما يتعلق بالأنفس، فثمَّة إمتحان لا يفلح فيه إلا من ثبته الله تعالى، سواءا كانت هذه النفس إبنا أم بنت، أبا أَم أُم، أخا أم أخت، قريبا أم بعيد؛ جعل الله له في نفس العبد و قلبه من المقام و التبجيل ما هو به عليم، و من هنا نطرق قصة إبننا عبد الجبار مع أبويه و ما أدرك ما هي، فإلى قصتنا رحمكم الله.
عبد الجبار ذلك الفتى اليافع، الذي كان أبواه يعلقان عليه كثيرا من الأمال، صاحب الذكاء المميز و الحافظة الفذَّة، تراه صغير لكن صاحب قلب كبير، كان ينمو و يربو معه الأمل لكن مع إقتراب الأجل، لطلما كان يلعب من غير أن يتعب أو يُعتب، فهو الذكر الوحيد بين إختيه الصغيرتين، أمه تعمل في الإرشاد، و أبوه يمتهن الحجامة و يتطوع بالرقية، حال العائلة فقير لكن هم باستغنائهم عن الخلق و فقرهم إلى الخالق في غنى كبير، زاد من المعناة أنهم بين الفترة و الأخرى ينتقلون من بيت إلى أخر حال من لا يملك بيتا خاصا يضمن معه القرار و الإسقرار، أعطي أبوه بيتا كان فعلا من حقه ثم سُلبَه بطعن أو بشيئ أخر، فسلم و رضي، ترى أمه حين تحل ضيفة بالبيت تدعو بالبركة و التيسير لأهله، و تخفض طرفها عما ليس عندها (لا كحال كثير من النساء و الله المستعان ممن غشي قلوبهم الصدأ جراء ما امتلئت به هذه القلوب من حسد ينمو عن قلة الديانة و فساد المعتقد)، تخفض الجناح و تحسن الخلق، صحيح كل إمراة فيها ما فيها، لكن هذا يحسب لها لا عليها.
تبدأ المعناة حين بلغ الإبن عبد الجبار سن الرابعة و الأعين تشهد حسن الخلق و التربية، فمن أذان بصوته الندي إلى حفظ لسور من القرأن إلى ترديد لصحيح الأذكار، في ظل تبجيله لأبويه و إحترامه لأختيه و لكل من حقه الإحترام، و في خضم الفقر و المعناة الذي كانت تحياهما الأسرة تظهر أثار كدمات و نتوء في جسم الإبن الوحيد، مما أثَارَ الشك في حالته الصحية، خاصة و أن الوهن بدأ يدك نشاطه و يحد من حيويته، و أثناء الفحص و بعد التحاليل تبين أن عبد الجبار الصغير مصاب بسرطان الدم و أن حالته متقدمة، و لابد من المسارعة في العلاج الكيماوي و إلا فات الأجل، إلى هنا ينتهي الفصل الأول من قصتنا، هذا لتتبعونا في الفصل الثاني و الثالث و ربما الرابع منها.
إلى ذلكم الحين أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
آخر تعديل: