الحمد لله الذي لا يعجزه شيئ في الأرض و لا في السماء، و الصلاة و السلام على صفوة الرسل و خير الأنبياء من كانت حياته و سيرته و هديه و خلقه و ما زلت و لن تزل معيار الأولياء و نبراس الأتقياء و بعد.
لزلنا في فصلنا الثالث بعد الأول و الثاني لم نأتي على العجيب في القصة و الأية التي تبهر العقول و تحير الألباب، لتعلم بعدها أن الله على كل شيئ قدير و بالإجابة جدير، متى طرق العبد بابه مضطرا، مُلحََا عليه بالدعاء رجيا، ذليلا بين يديه مستكينا، رئ منه سبحانه اللطف و القرب و كشف الكرب أشد ما يكون الحال حلكة و المرء على شفى هلكة، فإذ بالمغيث الرحيم يريه من آيه ما لا يستطيعه جن أو إنس و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا، ذلك أنه (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12) )، خلق الخلق من السماوات السبع ومن فيهن والأرضين السبع ومن فيهن، وما بينهن، وأنزل الأمر، وهو الشرائع والأحكام الدينية التي أوحاها إلى رسله لتذكير العباد ووعظهم، وكذلك الأوامر الكونية والقدرية التي يدبر بها الخلق، كل ذلك لأجل أن يعرفه العباد ويعلموا إحاطة قدرته بالأشياء كلها، وإحاطة علمه بجميع الأشياء فإذا عرفوه بأوصافه المقدسة وأسمائه الحسنى وعبدوه وأحبوه وقاموا بحقه، فهذه الغاية المقصودة من الخلق والأمر معرفة الله وعبادته، فقام بذلك الموفقون من عباد الله الصالحين، وأعرض عن ذلك، الظالمون المعرضون (1).
لا شك هي رحمة الرحمان الرحيم، السميع المجيب، الودود الكريم، قد يكون سببها دعوة مضطر أصابه الضر، و ربك يكشف عن عباده الضراء و يعقبهم بعدها بالسراء، تماما كما كشف ضر ذا النون في بطن الحوت، و ضر أيوب بعد مرضه الشديد، و ضر يعقوب بعد فقد البصر إذ إمتلئ القلب حزنا على فراق يوسف و بعده يفقد بنيامين (صلى الله عليهم و سلم و على جميع رسل الله المصطفين).
رجعة على ذي بدء، تركنا عبد الجبار في الفصل الثاني مغمى عليه في مستشفى قسنطينة الجامعي، و الأطباء يقررون أن عدد الكريات البيضاء في الدم طفح به الكيل، وطغى به السيل حتى صارت هي نفسها تهاجم الجسم بدلا أن تدافع عنه، خاصة إذا علمنا أن ورم عبد الجبار هو من النوع الليمثاوي الذي يتعلق بالنخاع الشوكي فلا يغني عنه إستبدال دم أو إعطاء صفائح اللهم إلا على وجه التخفيف من أثار المرض الذي إنتشر في جسم الإبن إنتشار النار في الهشيم، فلا جلسات العلاج التي أجراها في المستشفى أغنت، و لا الأدوية التي وصفت و قدمت نجعت ، بدئ المرض يزداد حدة، قرر الأطباء فقد الصغير للبصر بعد إنتقال الورم إلى الرأس بعد أن طغى على الرئة و لعله بلا شك مس الكبد، ثم يقرر الأطباء بعدها إستحالة العلاج و يسلمون الأمر لله (عزَّ في علاه)، بل الأدهى و الأمر أنهم حقنوه بحقنة الموت الرحيم (كما يسمونه)، و يخبرون أنه بعد هذه الحقنة لن يطول الأمد و بعدها سيفقد، بدئت حالة الطفل تتدهور، عدد النبض يقل و مستوى التنفس ينخفض، و الإبن في الإنعاش تحت أجهزة المراقبة، و في ساعة متأخرة من الليل يأتي الطبيب المعاين ليطل إطلالته المعتادة، و يخبر أمَّهُ تتجهز لفراق فلذة كبدها، فمتى سمعت توقف صوت الطنين و رئت في جهاز رسم النبض الخط المستقيم بدلا عن الاهتزازت التي إرتخت و قل عددها، ذلك علامة الوفاة.
و هي كذلك تتنظر الأجل يحل، و توقن أن الفراق صار أقرب و أقرب، فإذ بالصغير يفتح عينيه و ينادي أمه ... أمي جُعت، ذهلت الأم و أصابها الصمم لتستفيق بعدها تنادي على الأطباء، إلى هنا نهاية فصلنا الثالث من قصتنا التي هي من واقع الحياة لا من نسج الخيال.
إنتظرونا في الفصل الرابع و لن يكون الأخير بإذن الله الكبير.
لزلنا في فصلنا الثالث بعد الأول و الثاني لم نأتي على العجيب في القصة و الأية التي تبهر العقول و تحير الألباب، لتعلم بعدها أن الله على كل شيئ قدير و بالإجابة جدير، متى طرق العبد بابه مضطرا، مُلحََا عليه بالدعاء رجيا، ذليلا بين يديه مستكينا، رئ منه سبحانه اللطف و القرب و كشف الكرب أشد ما يكون الحال حلكة و المرء على شفى هلكة، فإذ بالمغيث الرحيم يريه من آيه ما لا يستطيعه جن أو إنس و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا، ذلك أنه (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12) )، خلق الخلق من السماوات السبع ومن فيهن والأرضين السبع ومن فيهن، وما بينهن، وأنزل الأمر، وهو الشرائع والأحكام الدينية التي أوحاها إلى رسله لتذكير العباد ووعظهم، وكذلك الأوامر الكونية والقدرية التي يدبر بها الخلق، كل ذلك لأجل أن يعرفه العباد ويعلموا إحاطة قدرته بالأشياء كلها، وإحاطة علمه بجميع الأشياء فإذا عرفوه بأوصافه المقدسة وأسمائه الحسنى وعبدوه وأحبوه وقاموا بحقه، فهذه الغاية المقصودة من الخلق والأمر معرفة الله وعبادته، فقام بذلك الموفقون من عباد الله الصالحين، وأعرض عن ذلك، الظالمون المعرضون (1).
لا شك هي رحمة الرحمان الرحيم، السميع المجيب، الودود الكريم، قد يكون سببها دعوة مضطر أصابه الضر، و ربك يكشف عن عباده الضراء و يعقبهم بعدها بالسراء، تماما كما كشف ضر ذا النون في بطن الحوت، و ضر أيوب بعد مرضه الشديد، و ضر يعقوب بعد فقد البصر إذ إمتلئ القلب حزنا على فراق يوسف و بعده يفقد بنيامين (صلى الله عليهم و سلم و على جميع رسل الله المصطفين).
رجعة على ذي بدء، تركنا عبد الجبار في الفصل الثاني مغمى عليه في مستشفى قسنطينة الجامعي، و الأطباء يقررون أن عدد الكريات البيضاء في الدم طفح به الكيل، وطغى به السيل حتى صارت هي نفسها تهاجم الجسم بدلا أن تدافع عنه، خاصة إذا علمنا أن ورم عبد الجبار هو من النوع الليمثاوي الذي يتعلق بالنخاع الشوكي فلا يغني عنه إستبدال دم أو إعطاء صفائح اللهم إلا على وجه التخفيف من أثار المرض الذي إنتشر في جسم الإبن إنتشار النار في الهشيم، فلا جلسات العلاج التي أجراها في المستشفى أغنت، و لا الأدوية التي وصفت و قدمت نجعت ، بدئ المرض يزداد حدة، قرر الأطباء فقد الصغير للبصر بعد إنتقال الورم إلى الرأس بعد أن طغى على الرئة و لعله بلا شك مس الكبد، ثم يقرر الأطباء بعدها إستحالة العلاج و يسلمون الأمر لله (عزَّ في علاه)، بل الأدهى و الأمر أنهم حقنوه بحقنة الموت الرحيم (كما يسمونه)، و يخبرون أنه بعد هذه الحقنة لن يطول الأمد و بعدها سيفقد، بدئت حالة الطفل تتدهور، عدد النبض يقل و مستوى التنفس ينخفض، و الإبن في الإنعاش تحت أجهزة المراقبة، و في ساعة متأخرة من الليل يأتي الطبيب المعاين ليطل إطلالته المعتادة، و يخبر أمَّهُ تتجهز لفراق فلذة كبدها، فمتى سمعت توقف صوت الطنين و رئت في جهاز رسم النبض الخط المستقيم بدلا عن الاهتزازت التي إرتخت و قل عددها، ذلك علامة الوفاة.
و هي كذلك تتنظر الأجل يحل، و توقن أن الفراق صار أقرب و أقرب، فإذ بالصغير يفتح عينيه و ينادي أمه ... أمي جُعت، ذهلت الأم و أصابها الصمم لتستفيق بعدها تنادي على الأطباء، إلى هنا نهاية فصلنا الثالث من قصتنا التي هي من واقع الحياة لا من نسج الخيال.
إنتظرونا في الفصل الرابع و لن يكون الأخير بإذن الله الكبير.
آخر تعديل: