هل يستطيع كانتي إيقاف ميسي؟
تجتهد مختلف الفرق التي تواجه برشلونة، في محاولة إيقاف النجم ليونيل ميسي الذي يعتبر مركز الخطر الأول، وتشيلسي لن يشذ عن القاعدة عندما يواجه الفريق الكتالوني مساء الثلاثاء، في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا.
وستكون الأنظار موجّهة على وجه الخصوص، نحو لاعب الوسط الفرنسي نجولو كانتي الذي اكتسب شهرة واسعة من خلال قدراته الفائقة على تعطيل مفاتيح لعب الخصم، على مدار السنوات الثلاث الأخيرة.
هل يتمكّن كانتي من إيقاف ميسي؟ سؤال يدور في ذهن العديد حاليا، لكن وقبل طرحه، يتوجّب علينا إلقاء نظرة تفصيلية على أسلوب لعب تشيلسي، لمعرفة ما إذا كان يتوجّب على النجم الفرنسي التركيز بشكل كامل على مراقبة الأسطورة الأرجنتينية.
ينتهج مدرب تشيلسي أنطونيو كونتي طريقة اللعب 3-4-3، الأمر الذي يعني وجود 3 لاعبين في الدفاع لا يتقدّمون للأمام إلّا نادرا، تاركين هذه المهمّة لظهيري الجنبين اللذين تسند لهما أدوارا هجومية أكثر منها دفاعية.
انطلاق الظهيرين نحو الأمام بشكل متواصل، يحتّم على لاعب الوسط المتأخر مساندة الخط الخلفي، لا سيما عند تنفيذ الخصم للهجمات المرتدة، وهذا الدور يقوم به كانتي على أكمل وجه، مستفيدا من لياقته البدنية العالية، وقدرته على الجري لفترة طويلة، لتشعر بأنه متواجد في كافة أنحاء الملعب تقريبا.
نظريا، يبدو كانتي مناسبا للقيام بدور المراقب لميسي، إلا أنّ ذلك يتطلب في المقابل وجود لاعب إلى جانبه، قادر على أداء مسؤولياته في منطقة المناورة على أكمل وجه، لأن عدم تحمّل ذلك اللاعب لمسؤولياته، سيؤدي إلى امتلاك برشلونة لمنتصف الملعب، لا سيما وأنه يعتمد طريقة اللعب 4-4-2 هذا الموسم.
أمام كونتي 3 خيارات لهذا الدور، ويبدو لاعب برشلونة السابق سيسك فابريجاس الأنسب، نظرا لامتلاكه التوازن المطلوب هجوما ودفاعا، إضافة إلى تميّزه في المناولات الطويلة الدقيقة نحو ثلاثي المقدّمة.
ويمكن للمدرّب الإيطالي أيضا أن يشرك داني درينكووتر لاستغلال تفاهمه الكبير مع كانتي عندما كانا يلعبان في صفوف ليستر سيتي، أما الفرنسي الآخر تيموي باكايوكو فلا يبدو خيارا محبّبا، لأنه لم يقدم المستوى المأمول منه منذ انتقاله للفريق قادما من موناكو، كما أنه يفقد الكرة كثيرا ويتواجد عادة في المكان الخاطئ.
إذن، سيكون كانتي قادرا على أداء دور دفاعي بحت، في حال شارك فابريجاس إلى جانبه، إلّأ أن تركيزه على ميسي وحده، قد يؤدّي إلى عواقب وخيمة.
في الآونة الأخيرة، تميّز برشلونة بوجود 4 لاعبين في خط الوسط، يتقدّمهم صانع اللعب وقائد الفريق أندريس إنيستا، والكرواتي إيفان راكيتيتش، والبرازيلي باولينيو، إضافة إلى لاعب الارتكاز سيرجيو بوسكيتس، وهو ما جعل الـ"بلوجرانا" يسيطر على منطقة المناورة في أغلب مبارياته.
وفي حال تفرّغ كانتي لمطاردة وميسي في محاولة منه لعزله، فإن باولينيو سيمارس هوايته في التقدم نحو منطقة الجزاء دون عوائق، والأمر نفسه ينطبق على إنيستا أيضا.
وإذا نجح كانتي في عزل ميسي، فإن واحدا من المدافعين الثلاثة ستكون مهمّته مراقبة لويس سواريز رجل لرجل، وهو الأمر الذي يقلّص خطورة برشلونة ويجعلها تقتصر في محاولات عبر الطرفين مع تقدّم لاعبي الوسط في محاولة دعم الخط الأمامي وتحرير ميسي وسواريز من الرقابة، إلاّ في حال عمد إلى مدرب برشلونة إرنستو فالفيردي إلى تغيير خطته في الشوط الثاني عبر إشراك الفرنسي عثمان ديمبلي.
كووورة