إلى أين بأخلاقنا ؟؟؟ يا أنت ....أرجو منك الدخول...

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

sousano05

:: عضو مُشارك ::
إنضم
10 ماي 2008
المشاركات
427
نقاط التفاعل
1
نقاط الجوائز
7
العمر
41
27eo7.gif

585a92ba38.gif

apu-2-gt2sg3n4vjyv11tt2ztih2ej.gif


الحمد لله رب العالمين الذي خلق فسوى وقدر فهدى والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي أعلى ربُّه قدره ورفع بين العالمين ذكره وأثنى على أخلاقه فقال ( وإنك لعلى خلق عظيم )صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وترسّم خطاه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا

أما بعد :

فإن سلفنا الصالح قد عرفوا حسن الخلق بتعاريف كثيرة و لكنها تصب كلها في مصبٍّ واحد فقد ذكر الإمام ابن رجب رحمه الله أقوال بعض الأئمة في تعريفه فقال في كتابه جامع العلوم والحِكم : عن الحسن قال : حسن الخلق الكرم والبذل والاحتمال .

وعن ابن المبارك قال : هو بسط الوجه ، وبذل المعروف ، وكف الأذى .

وقال الإمام أحمد : حسن الخلق أن لا تغضب ، ولا تحتد وأن تحتمل ما يكون من الناس .
قال ابن القيم رحمه الله : وجِماعه ( أي حسن الخلق ) أمران : بذل المعروف قولا وفعلا ، وكف الأذى قولا وفعلاً ، وهو إنما يقوم على أركان خمسة : العلم والجود والصبر وطيب العود وصحة الإسلام.

أحاديث في حسن الخلق

قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عنها في وَصْفِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمْ: "لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلا مُتَفَحِّشًا وَلا سَخَّابًا في الأَسْوَاقِ وَلا يَجْزِي بِالسَّيِّئةِ السَّيِّئَةَ ولكن يَعْفُو وَيَصْفَحُ" وَمِنْ خُلُقِ النبيِّ العربيِّ الكريمِ صلى الله عليه وسلم ما قالَهُ عليهِ الصَّلاةُ والسلامُ يُعَلِّمُنا وَيُؤَدِّبُنا: "مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَهُوَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَفِّذَهُ دَعَاهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَه فِي أَيِّ الْحُورِ مَا شَاءَ".

قال عليه الصلاة والسلام: { أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق } [رواه الترمذي والحاكم].
وأوصى النبي صلى اللّه عليه وسلم أبا هريرة بوصية عظيمة فقال: { يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق }. قال أبو هريرة رضي اللّه عنه: وما حسن الخلق يا رسول اللّه؟قال: { تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك} [رواه البيهقي].
قال
article_salla.gif
: { إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم } [رواه أحمد]. وعدَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم حسن الخلق من كمال الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام:{ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً } [رواه أحمد وأبوداود].
وعليك بقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: { أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً } [رواه الطبراني].
قال عليه الصلاة والسلام: { والكلمة الطيبة صدقة } [متفق عليه].
{ وتبسمك في وجه أخيك صدقة } [رواه الترمذي ].

كلام السلف في حسن الخلق

- قال علي رضي الله عنه : - ( حسن الخلق في ثلاث خصال : اجتناب المحارم وطلب الحلال والتوسعة على العيال ) إحياء علوم الدين ( 3/57 ).
- عن الحسن رضي الله تعالى عنه قال : ( حسن الخلق : الكرم والبذلة والاحتمال ) جامع العلوم الحكم ( 160 )
- قال الإمام احمد – رحمه الله : ( حسن الخلق أن لا تغضب ولا تحقد ) المرجع السابق نفسه والصفحة نفسها.
- قال ابن القيم – رحمه الله : ( جمع النبي صلى الله عيه وسلم بين تقوى الله وحسن الخلق لان تقوى الله بينه وبين خلقه فتقوى الله توجب له محبة الله وحسن الخلق يدعو الناس إلى محبتـــــــه ) الفوائد ( 75 ).


من فوائد حسن الخلق :

1- حسن الخلق من افضل ما يقرب العبد إلى الله تعالى.
2- إذا أحسن العبد خلقه مع الناس أحبه الله والناس .

3- حسن الخلق يألف الناس ويألفه الناس.
4- لا يكرم العبد نفسه بمثل حسن الخلق ولا يهينها بمثل سوئه .
5- حسن الخلق سبب في رفع الدرجات وعلو الهمم.
6- حسن الخلق سبب في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرب منه يوم القيامة.
7- حسن الخلق يدل على سماحة النفس وكرم الطبع .
8- حسن الخلق يحول العدو إلى الصديق.
9- حسن الخلق سبب لعفو الله وجالب لغفرانه.
10- يمحو الله بحسن الخلق السيئات.
11- يدرك المرء بحسن خلقه درجة الصائم القائم.
12- حسن الخلق من أكثر ما يدخل الناس الجنة.
13- حسن الخلق يجعل صاحبه ممن ثقلت موازينه يوم القيامة .
14- حسن الخلق يحرم جسد صاحبه على النار.
15- حسن الخلق يصلح ما بين الإنسان وبين الناس.
16- وبالخلق الحسن يكثر المصافون ويقل المعادون.
مجالات حسن الخلُق

حسن الخلق يكون مع الله كما يكون مع الناس ، فأما حسن الخلق مع الله فيكون بالرضا بحكمه شرعا وقدرا ، وتلقي ذلك بالانشراح وعدم التضجر ، فإذا قدر الله على المسلم شيئا يكرهه رضي بذلك واستسلم كما قال تعالى ( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) قال علقمة رحمه الله : هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم .
كما أن من حسن الخُلق مع الله طاعة أوامره واجتناب نواهيه، واللهَج بحمده والثناء عليه وشكره على نعمه الظاهرة والباطنة .
وأما حسن الخُلق مع الخَلق فيكون بما تقدم من تعريف حسن الخلق .
ولذلك فقد جمع الله عز وجل حسن الخلق في آية هي جماع الأخلاق في سورة الأعراف قال تعالى : ( خذ العفو وأمُر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) . يقول الإمام ابن قتيبة : جمع الله في هذه الآية كل خلق عظيم ؛ لأن في العفو : صلة القاطعين ، والصفح عن الظالمين ، وإعطاء المانعين .
وفي الأمر بالعرف : تقوى الله وصلة الأرحام وصون اللسان .
وفي الإعراض عن الجاهلين : الصبر والحلم وتنزيه النفس عن مماراة السفيه

وسائل عملية لتحسين الأخلاق

أخي الكريم بعدما تقدم نذكر بعض الوسائل العملية في تحسين الأخلاق ونعني بها الأمور التي إن فعلها الإنسان تحسنت أخلاقه ، فمن كانت هذه الصفات فيه فليحمد الله وليحافظ عليها ، ومن كان يفتقد شيئا منها فليحاول شيئا فشيئا كما مرّ بك – أخي الكريم – أن الصفات الحميدة يمكن اكتسابها بالممارسة التعوّد ، ولا شك أن هذا الأمر ليس بالأمر السهل بل لا بد فيه من المجاهدة كما قال ابن القيم رحمه الله :
إن أصعب ما على الطبيعة الإنسانية تغيير الأخلاق التي طُبعت النفوس عليها .. ثم قال رحمه الله : فإذا جاء سلطان تلك الأخلاق وبرز كسر جيوش الرياضة وشتتها ، واستولى على مملكة الطبع . ويعني بقوله ( سلطان الأخلاق ) الدين والإسلام حيث قال في موضع آخر : وأما صحة الإسلام فهو جماع ذلك والمصحح لكل خلق حسن ، فإنه بحسب قوة إيمانه وتصديقه بالجزاء وحسن موعود الله وثوابه يسهل عليه تحمل ذلك ، ويلذ له الاتصاف به .

1) ضبط اللسان فيبتعد المسلم عن السب والشتائم والسخرية واللمز بالناس .
لسانك لا تذكر به عورة امرئ ### فكلُّـك عورات وللناس ألسن.
ولو حصل من الناس سب لك وأذيّة فاعتبر هذا امتحان لك لاختبار صبرك وتحملك ، فكن من الصابرين الذين أثنى الله عليهم بقوله جل ذكره (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم () وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍ عظيم ) سورة فصلت . مع أنه لا تثريب عليك أن ترد بقدر ما اعتدي عليك به لكن العفو والصبر هو أكمل وأجر فاعله على الله قال تعالى ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) وقال سبحانه ( ولَمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور ). سورة الشورى .

2) عند الغضب ، وهي أشد ما يقع فيه الناس ، فحالة الغضب حالة هيجان فيحاول أن يُسكّن نفسه ، فمن ذلك :

أ‌) أن يذكر الله ويستعيذ به من الشيطان الرجيم فقد جاء في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلين يستبان فأحدهما احمرّ وجهه وانتفخت أوداجه فقال صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعلم كلمة لو قالها لأذهب الله عنه ما يجد : أعوذ بالله من الشيطان )

ب‌) أن يغير الحالة التي هو عليها وقت الغضب فإن كان قائما جلس وإن كان جالسا اضطجع كما جاء التوجيه من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، أو يغير المكان الذي فيه وقت الغضب.

ج) أن يتذكر ما يؤول إليه الغضب من الندم والخسارة والهم والغم، فكم من بيوت هُدمت ، وأُسر شتِّـت وعلاقات قُـطِّـعت كل ذلك بسبب لحظة غضب !!

د) أن يتذكر الغاضب قُبح صورته حال الغضب من انتفاخ الأوداج وبحلقة العينين واحمرار الوجه .

هـ) أن يتذكر ثواب العفو والصفح فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من كظم غيظا وهو قادر على أن يُنفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور ما شاء ) رواه أبو داود .

3) ومن الوسائل العملية في تحسين الأخلاق محبة الخير للناس ، ومعاملتهم كما تحب أن يعاملوك ؛ قال صلى الله عليه وسلم : ( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس ألذي يحب أن يؤتى إليه ) رواه مسلم

4) طلاقة الوجه مع الناس فيقابلهم بوجه مبتسم غير عبوس ، فإن هذا من المعروف قال صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرنَّ من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) رواه مسلم . كما أن هذه الابتسامة من الصدقة قال صلى الله عليه وسلم ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة ) رواه الترمذي وهو حديث صحيح .

وبعد - أخي القارئ الكريم ( و بالأخص أخي السلفي )– فهذا ما تيسر جمعه حول موضوع الأخلاق وقد عرفت أنه ضرورة شرعية اجتماعية ؛ لكن يبقى كلمات عابرة وحبر على ورق ما لم يصادف همة العظماء وعزم الرجال ليستفاد منه في الواقع أسأل الله تعالى أن يُحسّن أخلاقنا كما حسّن خُلقنا وأن يعيينا على أنفسنا، وأن يتولانا برحمته وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

اللهم اجعل ماكتبناه خالصاً لوجهك الكريم..
نرجوا منه مغفرتاً ورحمتاً منك ياكريم يارحيم..
اللهم اغفر لي وارحمني ولوالداي والمسلمين والمسلمات
الأحياء منهم والأموات..اللهم تب على التائبين واقض دين المدينين
وأعز الإسلام والمسلمين..وأذل الشرك والمشركين..
وانصر المجاهدين في كل مكان..واستر عورات المسلمين..
وصلى اللهم وسلم على أشرف الأنبياء سيدنا محمد وعلى

آله وصحبه أجمعين
اللهم اعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

163951sx6.gif

عثمــــان سليم
6285884880he8.gif

 
رد: إلى أين بأخلاقنا ؟؟؟ يا أنت ....أرجو منك الدخول...

بارك الله فيك أخي على الموضوع القيم و الشرح المستوفي جعله الله في موازين حسناتك يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
 
رد: إلى أين بأخلاقنا ؟؟؟ يا أنت ....أرجو منك الدخول...

بارك الله فيك اخ سليم جزاك الله خير

51218059sl5.gif
 
رد: إلى أين بأخلاقنا ؟؟؟ يا أنت ....أرجو منك الدخول...

بارك الله فيك جعله الله في ميزان حسناتك وجزاك خيرا
 
رد: إلى أين بأخلاقنا ؟؟؟ يا أنت ....أرجو منك الدخول...

بارك الله فيك أخي على الموضوع
 
رد: إلى أين بأخلاقنا ؟؟؟ يا أنت ....أرجو منك الدخول...

جزاك الله عنا كل خير وجعلها في ميزان حسناتك اللهم اهدينا واغفر لنا امين
 
رد: إلى أين بأخلاقنا ؟؟؟ يا أنت ....أرجو منك الدخول...

بارك الله فيك أخي على الموضوع القيم و الشرح المستوفي جعله الله في موازين حسناتك يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم أبيات شعر عن الأخلاق الحميدة
الأدب عنوان الكمال, يرفع الوضيع الى درجة الرفيع, ويعلو بالعامة الى مرتبة الخاصة,
وبالخدم الى مصاف الامراء. لذلك سأتناول معظم ان لم يكن كل ما يتعلق بمكارم الأخلاق.
قال أحد الحكماء: الأدب صورة العقل فصور عقلك للناس كيف شئت.
لكل شيئ زينة في الورى * وزينة المرء تمام الأدب
قد يشرفُ المرء بآدابه * فينا وان كان وضيع النسب
كن ابن من شئت واكتسب أدباً * يغنيك محموده عن النسبِ
إن الفتى من يقول ها أنا ذا * ليس الفتى من يقول كان أبي
نبدأ الآن بالخصال الحميدة ولن أطيل عليكم سأرفق من ثلاثة الى أربعة أبيات لكل صفة تقريباً
(1) الحلم
واستشعر الحلم في كل الأمور ولا * تسرع ببادرةٍ يوماً الى رجلِ
وإن بُليت بشخص لا خلاق له * فكن كأنك لم تسمع ولم يقلٍ
وللكف عن شتم اللئيم تكرماً * أضر له من شتمه حين يشتم
(2) الصدق
وما شيئٌ اذا فكرت فيه * بأذهب للمروءة والجمالٍ
من الكذب الذي لاخير فيه * وأبعد بالبهاء من الرجالٍ
عليك بالصدق ولو أنه * أحرقك الصدق بنار الوعيدٍ
وابغٍ رضا المولى فأغبى الورى * من أسخط المولى وأرضى العبيدٍ
(3) الحياء
ورُبَّ قبيحة ماحال بيني * وبين ركوبها إلا الحياءُ
فكان هو الدواء لها ولكن * اذا ذهب الحياء فلا دواءُ
اذا لم تصن عٍرضاً ولم تخش خالقاً * وتستحي مخلوقاً فما شئت فاصنعٍ
(4) التواضع
وأقبح شيئ أن يرى المرء نفسه * رفيعاً وعند العالمين وضيعُ
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر * على صفحات الماء وهو رفيعُ
ولاتكن كالدخان يعلو بنفسه * على طبقات الجو وهو وضيعُ
(5) الصبر
ولرُبٌّ نازلةٍ يضيق بها الفتى * ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها * فُرجت وكان يظنها لا تُفرجُ
اصبر ففي الصبر خيرٌ لو علمت به * لكنت باركت شكراً صاحب النعم
واعلم بأنك إن لم تصطبر كرماً * صبرت قهراً على ما خُطَّ بالقلمِ
(6) الاقتصاد
أنفق بقدرٍ ما استفدت ولا * تسرف وعش فيه عيش مقتصدِ
من كان فيما استفاد مقتصداً * لم يفتقر بعدها إلى أحدِ
(7) العدل
وما من يدٍ إلا ويد الله فوقها * وما من ظالمٍ إلا وسيُبلى بأظلمِ
لا تظلمنّ اذا ما كنت مقتدراً * فالظلم آخره يفضي الى الندمِ
تنام عيناك والمظلوم منتبه * يدعو عليك وعين الله لم تنمِ
(8) العفو
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم * ومن لك بالحر أن يحفظ اليدا
اذا أنت أكرمت الكريم ملكته * وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
فوضع الندى في موضع السيف بالعلا * مضرُّ كوضع السيف في موضع الندى
اذا ماالذنب وافى باعتذار * فقابله بعفوٍ وابتسام
ولاتحقد وان ملئت غيظاً * فإن العفو من شيم الكرام
(9) المروءة
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه * فكن طالباً في الناس أعلى المراتب
واذا كانت النفوس كبار * تعبت في مرادها الأجسام
وقيل المروءة أن لا تعمل عملا ً في السر تستحي منه في العلانية
(10) القناعة
أفادتني القناعة كل عـــز *وأي غنى أعز من القناعة
فصيرها لنفسك رأس مال * وصير بعدها التقوى بضاعة
اقنع بأيسر رزق أنت نائله * واحذر ولا تتعرض للزيادات
فما صفا البحر إلا وهو منتقص * ولا تعكر إلا في الزيادات
(11) العفة
إن القناعة والعفــــــــاف * ليغنيان عن الغنى
فإذا صبرت عن المنى * فاشكر فقد نلت المنى
(12) المشورة
الرأي كالليل مسودّ جانبه * والليل لا ينجلي إلا بإصباحِ
فاضمم مصابيح آراء الرجال إلى * مصباح رأيك تزدد ضوء مصباحِ
شاور سواك إذا نلبتك نائبة * يوماً وان كنت من أهل المشوراتِ
فالعين تنظر منها ما دنا ونأى * ولا ترى نفسها إلى بمرآةِ
(13) الروية والتؤدة
استأنِ تظفر في أمورك كلها * واذا عزمت على الهدى فتوكلِ
من لم يـتــئــــد في كل أمر * تخطاه التدارك والمنال
تأنّ ولا تضق للأمر ذرعاً * فكم بالنجح يظفر من تأنى
(14) الاتحاد والتعاون
إن القداح اذا اجتمعن فرامها * بالكسر ذو حنق(شدة وصعوبة) وبطش أيّدِ ( شديد)
عزّت ولم تُكسر وان هي بددت * فالهون والتكسير للمتبددِ
تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسراً * واذا افترقن تكسرت آحادا
(15) الأمانة
واذا اؤتمنت على الأمانة فارعها * ان الكريم على الأمانة راعِ
من خان مان ( كذب) , ومن مان هان, وتبرأ من الاحسان
(16) الرفق
من يستعن بالرفق في أمره * يستخرج الحية من وكرها
ورافق الرفق في كل الأمور فلم * يندم رفيقٌ ولم يذممه انسانُ
ولا يغرنّك حظٌّ جره خُرقٌ * فالخُرقُ هدمٌ ورفق المرء بنيانُ
(17) بر الوالدين
لأمك حق عليك كبيــــرُ * كثيرك يا هذا لديه يسيرُ
فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي * لها من جواها أنّةٌٌ وزفيرُ
وفي الوضع لا تدري عليها مشقةٌ * فمن غُصصٍ منها الفؤاد يطيرُ
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها * وما حجرها إلا لديك سريرُ
وتفديكَ مما تشتكيه بنفسها * ومن ثديها شرب لديك نميرُ
وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها * حناناً واشفاقاً وأنت صغيرُ
فضيعتها لما أسنّت جهالةً * وطال عليك الأمر وهو قصيرُ
فآهاً لذي عقلٍ ويتبع الهوى * وآهاً لأعمى القلب وهو بصيرُ
فدونك فارغب في عميم دعائها * فأنت لما تدعو إليه فقيرُ
(18) صلة الرحم
وحسبك من ذلّ وسوء صنعةٍ * معاداة القربى وإن قيل قاطعُ
ولكن أواسيه وأنسى ذنبه * لترجعه يوماً إليّ الرواجعُ
ولا يستوي في الحكم عبدان : واصلٌ * وعبد لأرحام القرابة قاطعُ
(19) الكرم والمعروف والإحسان
ويُظهرُ عيبَ المرءِ في الناس بخلُه * ويستره عنهم جميعاً سخاؤهُ
تغطَّ بأثواب السخاء فإنني * أرى كل عيب والسخاء غطاؤهُ
أرى الناس خُلاّن الجواد ولا أرى * بخيلاً له في العالمين خليلُ
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم * فلطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
***وللمعروف ثلاث خصال: تعجيله, وتيسيره, وستره, فمن أخلَّ بواحدة فقد
بخَسَ المعروف حقه.***
(20) الشكر
شكر الإله بطول الثناءِ * وشكر الولاة بصدق الولاءِ
وشكر النظير بحسن الجزاءِ * وشكر الدنيء بحسن العطاءِ
أوليتني نعماً أبوح بشكرها * وكفيتني كل الأمور بأسرها
فلأشكرنّك ما حييت وإن أمت * فلتشكرنّك أعظمي في قبرها
من لم يشكر الإنعام فاعدُدهُ من الأنعام
من أُعطيَ أربعاً لم يُمنع من أربع , من أُعطي الشكر لم يُمنع من المزيد,
ومن أعطي التوبة لم يمنع من القبول, ومن أعطي الإستخارة لم يمنع من
الخِيَرة, ومن أعطي الاستشارة لم يُمنع من الصواب.
اشكر لمن أنعم عليك, وأنعم على من شكرك, فإنه لا بقاء للنعم إذا كُفرت
, ولا زوال لها إذا شُكرت.
(21) الصراحة
عِـــدايَ لهم فضلٌ عليّ ومنّةٌ * فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا
هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها * وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
لا خير في وُدِّ امرئٍ متملقٍ * حلو اللسان وقلبه يتلهبُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوةً * ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ
(22) الأمل
لا خير في اليأس, كل الخير في الأملِ * أصل الشجاعة والإقدام في الرجلِ
أعلّلُ النفس بالآمال أرقبُها * ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ
وللنفوس وإن كانت على وجلٍ * من المنية آمالٌ تقويها
فالصبر يبسطها, والدهر يقبضها * والنفس تنشرها, والموت يطويها
(23) الجِدّ والعمل
من أراد العلا عفواً بلا تعبٍ * قضى ولم يقض من إدراكها وَطَرَا
لا يُبلغُ السؤال إلا بعد مؤلمة * ولا يتم المنى إلا لمن صبرا
دعِ التكاسل في الخيرات تطلبها * فليس يسعد بالخيرات كسلانُ
لقد هاج الفراغ عليك شغلاً * وأسباب البلاء من الفراغِ
(24) الألفة والأخوّة
هموم رجال في أمور كثيرة * وهمي في الدنيا صديقٌ مساعدُ
نكون كروح بين جسمين قُسِّمت * فجسماهما جسمان والروح واحدُ
ومــــــا المرء إلا بإخـــــــوانه * كما تقبض الكف بالمعصمِ
ولا خير في الكفّ مقطوعةً * ولا خير في الساعد الأجذمِ
(25) إختيار الأصدقاء
إنّ أخاك الصدقَ من يسعى معك * ومن يضرُّ نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صَدَّعك * شتَّت فيك شمله ليجمعك
ليس الصديقُ الذي إن زلّ صاحبُه * يوماً, رأى الذنب منع غير مغفورِ
وإن أضاع له حقاً فعاتبه * فيه أتاه بتزويقِ المعاذيرِ
إن الصديق الذي تلقاه يَعذُرُ في * ما ليس صاحبه فيه بمعذورِ
(26) المعاتبة
إذا كنت في كل الأمور معاتباً * صديقك لم تلق الذي لا تعاتبُه
وإن أنت لم تشرب مراراً على القذى * ظمئت وأي الناس تصفو مشاربُه
فعش واحداً أو صِل أخاك فإنه * مقارف ذنب مرةً ومجانبُه
(27) الكلام
إن القليل من الكلام بأهله * حَسَنٌ وإن كثيره ممقوتُ
مازل ذو صمتٍ , وما من مكثر * إلا يزلُّ , وما يعاب صموتُ
إن كان ينطق ناطق من فضة * فالصمت درٌّ زانه الياقوتُ
(28) المزاح والضحك
أفد طبعك المكدود بالجِدّ راحةً * يَجِمُِ وعلله بشيء من المزحِ
ولكن إذا أعطيته المزح فليكن * بمقدار ما يُعطى الطعام من الملحِ
إن المزاح بدؤه حلاوة * لكنما آخره عداوة
يحتدُّ منه الرجل الشريف * ويجتري بسخفه السخيف
(29) الإعتبار
الدهر أدبني , والصبر رباني * والقوت أقنعني , واليأس أغناني
وحنكتني من الأيام تجربةً * حتى نهيتُ الذي قد كان ينهاني
(30) قمع النفس عن الهوى
يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته * لتطلب الربح مما فيه خُسرانُ
أقبل على النفس واستكمل فضائلها * فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ
(31) كتمان السر
لا يكتم السر إلا ذي ثقة * والسر عند خيار الناس مكتومُ
فالسر عندي في بيت له غلق * ضاعت مفاتيحه , والباب مختومُ
ومستودعي سراً تضمنت سره * فأودعته من مستقر الحشا قبرا
ولكنني أُخفيه عني كأنني * من الدهر يوماً ما أحطت به خُبرا
وما السر في قلبي كميت في حفرة * لأني أرى المدفون ينتظر النشرا
(32) السؤال
لا تحسبنّ الموتَ موتَ البلى * لكنما الموتُ موتُ السؤال
كلاهما موتٌ ولكنّ ذا * أشَرٌّ من ذاك لذلّ السؤال
ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله * عوضاً, ولو نال الغنى بسؤاله
وإذا السؤال مع النوال وزنته * رجح السؤال, وخف كل نوالِهِ
(33) الغيبة والنميمة
لا تلتمس من مساوي الناس ما ستروا * فيهتك الله ستراً عن مساويكا
واذكر محاسن مافيهم اذا ذُكروا * ولا تَعِب أحداً فيهم بما فيكا
(34) تجنب الحقد والحسد
أعطيت كل الناس مني الرضا * إلا الحسود فإنه أعياني
ما إنّ لي ذنباً إليه علمتُه إلا تظاهر نعمةِ الرحمنِ
وأبى فما يرضيه إلا ذلتي * وذهاب أموالي وقطعُ لساني
أيا حاسداً لي على نعمتي * أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في حكمه * لأنك لم ترض لي ما وهب
فأخزاك ربّي بأن زادني * وسدّ عليك وجوه الطلب

وأخيراً محاسن الأخلاق
واحذر مساوئ أخلاق تُشانُ بها * وأسوأ السوء سوء الخلق والبَخَلِ
وكم من فتى أزرى به سوء خُلُقه * فأصبح مذموماً قليل المحامدِ
 
رد: إلى أين بأخلاقنا ؟؟؟ يا أنت ....أرجو منك الدخول...

بوركت أخي
على الطرح المميز

موضوع يستحق وسام التميز

تقبل مروري بين سطورك الطيبة

داعية الله تعالى
أن يثبتك

ويزيدك رفعة وسموا

ويرزقك صحبة الأخيار في الجنان

ياااااااارب
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top