الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد
فبعد غياب لعدة أسباب عدنا إلى سلاسلنا الطيبة، التي نغدق من معينها الزلال أفضل الفوائد و خير الأثار، فمن عقيدة أثرية إلى فقه متين إلى سير عطرة إلى منهج راسخ بأصوله و قواعده المتينة، إخترنا لكم هذه المرة فقه الأذكار اليومية التي لا غنى للمسلم عنها البتة، سواء منها المقيدة أو المطلقة، المحدودة بزمان أو التي لا يحدها ذلك، أعني مما يأتي بها المرء في أي وقت على أي حالته الطيبة المباركة سواءا ذكرها و هو قائم أو قاعدا أو على جنب و الله تعالى يقول (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ )، جاء في تفسير السعدي رحمه الله لهذ الجزء من الأية العظيمة من أواخر سورة أل عمران قوله: (ثم وصف أولي الألباب بأنهم { يذكرون الله } في جميع أحوالهم: { قياما وقعودا وعلى جنوبهم } وهذا يشمل جميع أنواع الذكر بالقول والقلب، ويدخل في ذلك الصلاة قائما، فإن لم يستطع فقاعدا، فإن لم يستطع فعلى جنب)أهـ.
فأنت ترى هنا تحري أهل الايمان لذكر الرحمان على كل حال، حتى و إن إعتراهم المرض أو غشيهم التعب أو حل بهم ما قد يقعدهم، فلهم في ديننا فسحة أن يذكروا الله على الحال التي تلائمهم من غير تكليف بما لا يطاق و لا تحميل للمشاق التي وضع الله برحمته عن الأمة إسرها، و في هذا أيضا أن المؤمن لا يزال لسانه رطب بذكر الله عملا بوصية الهادي البشير عليه من ربي أفضل الصلاة و أزكى التسليم، فهو يذكر الله في كل حين، و لما كان ديدن المؤمنين المفلحين ذكر الله على كل حال و في كل حين، إنبغى لهم أن يعو معاني ما يذكرون من تسبيح و تهليل و تحميد و تكبير، من ذكر أناء الليل و أطراف النهار بالغدو و الأصال، حتى يحيو بالذكر ويزول عن القلب الصدئ و تنقشع عنه الظُلَم، لذا جاءت هذه السلسلة المنيفة مقتبسة من أصلها كتاب فقه الأدعية و الأذكار لمؤلفه الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله و قد قدم للكتاب العلامة إبن باز رحمه الله، و مقدمته كالأتي:
المملكة العربية السعودية
رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء
مكتب المفتي العام
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الابن الكريم صاحب الفضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن بن حمد العباد البدر وفقه الله لكل خير وزاده من العلم والإيمان، آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد وصلني كتابكم الكريم وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق، وما أشرتم إليه حول ما وفقكم الله له من القيام ببرنامج نافع للمسلمين وهو (( فقه الأدعية والأذكار )) كان معلوماً، وقد اطلعت على جملة من ذلك فسررت بها كثيرا لما تضمنته من شرح الأدعية والأذكار، وبيان فوائدها ومعانيها وما ورد فيها من الآيات والأحاديث، وجملة ما اطلعت عليه خمسة وخمسون موضوعاً، آخرها الكلام على كلمة لا حول ولا قوة إلا بالله، والذي أوصيكم به هو طبع ما تمَّ من ذلك ونشره بين الناس ليعمَّ النفع به مع مواصلة الجهود والعمل في هذا البرنامج المفيد النافع للمسلمين، ضاعف الله مثوبتكم وأمدَّكم بعونه وتوفيقه، ونفع بجهودكم جميع المسلمين، إنَّه سميع قريب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدراة البحوث العلمية والإفتاء
فبعد غياب لعدة أسباب عدنا إلى سلاسلنا الطيبة، التي نغدق من معينها الزلال أفضل الفوائد و خير الأثار، فمن عقيدة أثرية إلى فقه متين إلى سير عطرة إلى منهج راسخ بأصوله و قواعده المتينة، إخترنا لكم هذه المرة فقه الأذكار اليومية التي لا غنى للمسلم عنها البتة، سواء منها المقيدة أو المطلقة، المحدودة بزمان أو التي لا يحدها ذلك، أعني مما يأتي بها المرء في أي وقت على أي حالته الطيبة المباركة سواءا ذكرها و هو قائم أو قاعدا أو على جنب و الله تعالى يقول (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ )، جاء في تفسير السعدي رحمه الله لهذ الجزء من الأية العظيمة من أواخر سورة أل عمران قوله: (ثم وصف أولي الألباب بأنهم { يذكرون الله } في جميع أحوالهم: { قياما وقعودا وعلى جنوبهم } وهذا يشمل جميع أنواع الذكر بالقول والقلب، ويدخل في ذلك الصلاة قائما، فإن لم يستطع فقاعدا، فإن لم يستطع فعلى جنب)أهـ.
فأنت ترى هنا تحري أهل الايمان لذكر الرحمان على كل حال، حتى و إن إعتراهم المرض أو غشيهم التعب أو حل بهم ما قد يقعدهم، فلهم في ديننا فسحة أن يذكروا الله على الحال التي تلائمهم من غير تكليف بما لا يطاق و لا تحميل للمشاق التي وضع الله برحمته عن الأمة إسرها، و في هذا أيضا أن المؤمن لا يزال لسانه رطب بذكر الله عملا بوصية الهادي البشير عليه من ربي أفضل الصلاة و أزكى التسليم، فهو يذكر الله في كل حين، و لما كان ديدن المؤمنين المفلحين ذكر الله على كل حال و في كل حين، إنبغى لهم أن يعو معاني ما يذكرون من تسبيح و تهليل و تحميد و تكبير، من ذكر أناء الليل و أطراف النهار بالغدو و الأصال، حتى يحيو بالذكر ويزول عن القلب الصدئ و تنقشع عنه الظُلَم، لذا جاءت هذه السلسلة المنيفة مقتبسة من أصلها كتاب فقه الأدعية و الأذكار لمؤلفه الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله و قد قدم للكتاب العلامة إبن باز رحمه الله، و مقدمته كالأتي:
بسم الله الرحمن الرحيم
المملكة العربية السعودية
رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء
مكتب المفتي العام
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الابن الكريم صاحب الفضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن بن حمد العباد البدر وفقه الله لكل خير وزاده من العلم والإيمان، آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد وصلني كتابكم الكريم وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق، وما أشرتم إليه حول ما وفقكم الله له من القيام ببرنامج نافع للمسلمين وهو (( فقه الأدعية والأذكار )) كان معلوماً، وقد اطلعت على جملة من ذلك فسررت بها كثيرا لما تضمنته من شرح الأدعية والأذكار، وبيان فوائدها ومعانيها وما ورد فيها من الآيات والأحاديث، وجملة ما اطلعت عليه خمسة وخمسون موضوعاً، آخرها الكلام على كلمة لا حول ولا قوة إلا بالله، والذي أوصيكم به هو طبع ما تمَّ من ذلك ونشره بين الناس ليعمَّ النفع به مع مواصلة الجهود والعمل في هذا البرنامج المفيد النافع للمسلمين، ضاعف الله مثوبتكم وأمدَّكم بعونه وتوفيقه، ونفع بجهودكم جميع المسلمين، إنَّه سميع قريب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدراة البحوث العلمية والإفتاء