بسم الله الرّحمان الرّحيم
و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين, محمّد بن عبد الله النبيّ الأمين,
المرسل رحمة للعالمين , وعلى آله و صحبه الطيبين الطاهرين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين, محمّد بن عبد الله النبيّ الأمين,
المرسل رحمة للعالمين , وعلى آله و صحبه الطيبين الطاهرين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أحبتي في الله , إخواني و أخواتي في هذا المنتدى الطيب , سلام الله عليكم جميعا ورحمته و بركاته ,يسرني أن أقدم موضوعي الجديد سائلا الله العلي القدير أن يجعله خيرا و إفادة لكل من يقرأه و أن يجزي خيرا كل من يثريه و يسدده ,
و لقد اخترت له كعنوان : نحن و رمضـــان هل يكـــون لنا مــن فضــلك نصـــيب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
رواه مسلم(760)
فلا شك ولا ريب في أهمية هذا الشهر و فضله العميم , ومنافعه الجمة على المسلمين الطائعين العابدين ,وخيره على كل المستغفرين و التائبين , جعلنا الله منهم و رزقنا من نعمه و فضائله .
و أمام كثرة الملهيات و تنامي أبواق الشياطين , أصبح هذا الشهر مجرد شهر عادي لدى الكثيرين خصوصا في تزامنه مع فصل الصيف و كأس العالم , ولذلك كان لا بد من التذكير فإن الذكرى تنفع المؤمنين و كان لا بد من نقاش رزين يعيدنا إلى الطريق السليم و الله المستعان .
قد يظن البعض أن التظاهرات الرياضية الكبرى كالألعاب الأولمبية و و كأس العالم لكرة القدم وكذا الكؤوس القارية هي مناسبة للاضطلاع على ثقافات الناس و اكتشاف عاداتهم وتقاليدهم , وهي بذلك فرصة للتقارب بين شعوب العالم و أممه , وهذا بالضبط ما يروج له منظموا تلك التظاهرات الرياضية و قد يظن آخرون أنه زيادة على ذلك فإن هؤلاء المنظمون يرومون أهداف اقتصادية كبرى و دعائية كبرى و في بعض الأحيان أهداف تنموية للبلد المضيف ما دامت تلك التظاهرات تخلق الآلاف من فرص الشغل الظرفية .
لكن الحقيقة الصارخة هي ليست تلك ولا تلك ,فتلك التظاهرات هي مناسبة رائعة لصناع القرار في العالم لترويج الثقافة الغربية و إيصالها إلى كل أقطار العالم , وحتى لا يكون ما قلناه هنا أمرا نظريا فسنمر على أهم مظاهر هذه الدعاية و الترويج بشكل سريع :
1°لا احترام لثقافات الغير:إذا كان ما يدعيه منظموا تلك التظاهرات العالمية هو تسخيرهم لها لخدمة التعارف الثقافي و التقارب و الانفتاح مع احترام كل الثقافات و التعريف بها هو أمر تضليلي لا أساس له , فإنه من جهة و على مدار سبعة عقود كاملة أو يزيد لم يتم تنظيم هذه التظاهرات الرياضية الكبرى غالبا إلا في الدول الأوربية و الأمريكية مما يدل على توجه ثقافي محدد وواضح للغاية و من جهة أخرى فإنه لا يتم أبدا اعتبار ثقافات الآخرين و خصوصا المسلمين عند تنظيم تلك التظاهرات لا من حيث توقيتها ولا من حيث ما يعرض في خلالها , ع بث القرعة رغم أن المنتخب المصري والمغربي والتونسي مشاركون في البطولة.
2*دعاية و إشهار للإباحية في العالم: سيكون من الصعب جدا على العائلات المسلمة متابعة مباريات كأس العالم القادمة في روسيا , و إذا كانت القرعة قدمت شابة عارية فتأكدوا تماما من أن هذا البلد لن يضيع فرصة مثل كأس العالم من أجل الترويج للسياحة الجنسية التي تعتبر روسيا رائدة فيها عالميا , مع ما يعنيه ذلك من أن حفل الافتتاح سيمتلء بالدعاية لمسابح روسيا و شواطئها وما فيها من إباحية و قلة أخلاق و أدب .. ثم أن المباريات نفسها سيتم تطعيمها بمشجعات اوروبيات من نوع ممثلات الأفلام الخليعة للترويج لما ذكرناه سابقا بل و أكثر من ذلك فسيتم التركيز على هذا إعلاميا و في إخراج تلك المباريات ,مما سيجعل مشاهدة تلك المباريات أمرا مستحيلا مع عموم الناس فبالأحرى مع العائلة بل قد يخجل الانسان من نفسه وهو يتابعها وحيدا فيفضل الانسحاب , أما من هم مهووسون بكرة القدم فلا نعلم لهم حالا .
ما قلناه إذن هو دليل واضح على أن هذه المناسبات ليست إلا مراحل من خطط كبرى لغزو العالم ثقافيا و نشر مبادئ الرذيلة و انعدام الأخلاق خصوصا , و ما قلناه أيضا هو دعوة للجميع للحذر ثم الحذر ثم الحذر , من السقوط في هذه الفخاخ المنصوبة بإحكام للإجهاز علينا تماما . و إذا كان هذا هو الحال مع تلك التظاهرات الرياضية الكبرى في سائر أيام العام ,
فكيف ونحن في رمضان , شهر العبادة و الطاعة , شهر التوبة و الغفران..
و إذا كان الصيف هو الموسم السنوي للسينما العربية و العالمية , و إذا كنت شياطين الانس من مديري تلك القنوات التي تحاول جر أكبر عدد من المسلمين نحو الادمان على تلك الأفلام و المسلسلات و الابتعاد رويدا رويدا عن المساجد و المراكز الوعظية و عن البرامج الاسلامية , فيسخرون لذلك مليارات المليارات , و كل ما هو جديد في عوالم التقنية , فإن هذا الصيف القادم سيكون قاسيا على كل المسلمين , هؤلاء الذين يريدون رضوان الله في شهر الصيام , ويريد كثيرا منهم أن يجعله شهرا للعبادة و الطاعة و التقرب إلى الله لعلهم بذلك يفوزون بمغفرة و توبة نصوح , لكن مع اقتران موسم الصيف السينمائي و موسم كأس العالم فربما يكون لسان حال غالبية المسلمين :أ لم يكن من الممكن تأجيل شهر رمضان لبضعة أشهر؟
و لأننا أمة متهمة على الدوم بكثرة الكلام و قلة الفعل , فإننا نريد إجراءات واضحة من كل الناس في هذا الاتجاه و خصوصا أعضاء وزوار هذا المنتدى الطيب و هي في المجمل كما يلي :
1* تقليل نسبة مشاهدة الأفلام و المباريات كي لا تتجاوز ساعة واحدة يوميا خلال شهر رمضان, والابتعاد عن كل ما من شأنه تعطيل العبادة و إبعاد الناس عن ذكر الله و طاعته .
2*الاقبال على القنوات الاسلامية و الانضباط لإقامة الصلوات في المساجد وعدم التفريط في أي منها لأي سبب كان , و الالتزام بكل ما من شأنه تذكير الناس بواجباتهم الدينية و سنن الحبيب المصطفى في الشهر الفضيل .
أيها الأحبة في الله , لا يسعني في ختم هذا الموضوع الذي أرجو أن يكون ذا خير على كل من يقرأه و يثريه ,إلا شكركم على طيب المتابعة و أطرح السؤال التالي :
يا رمضان جئتنا بما ينفعنا ولا يضرنا , وجاؤونا بما يضرنا ولا ينفعنا , فهل يكون لنا من فضلك نصيب ؟
تحية لكم جميعا و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
----------------------------------------------------------------------------------------------
منقول