- إنضم
- 29 أوت 2013
- المشاركات
- 13,902
- نقاط التفاعل
- 36,723
- النقاط
- 1,806
- محل الإقامة
- فلسطين إليها أنتمي
- الجنس
- أنثى
قبل حوالي يومين سمعت أبي يتغنى ببعض الأبيات الشعرية والتي شدت إنتباهي
فطلبت من والدي أن يعيدها علي ففعل
وحين سألته عن صاحب تلك الأبيات إذ به يخبرني أنها لشاعر إسمه أبن زيدون وتلك الأبيات
التي قالها ..
{ أضحى التنائي بديلا من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا
عليك مني سلام الله ما بقيت صبابة منك تخفيها فتخفينا }
ما هي إلا أبيات قالها أبن زيدون في الحب الذي كان بينه وبين ولادة بنت المستكفي
بحثت في الشبكة ووجدت مختصر لما حصل بين العاشقين
فأحببت مشاركتكم إياها
.
.
كثيرات هن النساء اللاتي تمهدت لهن أسباب المجد ، ونلن شهرة واسعة لعدة عوامل فمنها السياسية ،
أو الموهبة الشعرية الكبرى ، أو الإبداع المتميز ، ويتخطى صيتهن صفوة المجتمع إلى عامته ،
فيكتسبن شعبية هائلة ، وتتناول المخيلة الشعبية سيرتهن بانبهار ، وكثير من الأساطير .
من هي الشاعرة ولادة بنت الخليفة المستكفي :
أشهر نساء الأندلس ، وإحدى الأميرات من بني أمية ، وهي واحدة من النساء النابغات في الشعر وفنون القول ،
تبوأت مكانة عالية في مجتمعها ، وحازت صيتًا واسعًا بسبب ثقافتها ، وجمالها وفتنتها وزينتها ،
تميزت الأميرة بتحررها ، فهي أول من رفعت الحجاب في الأندلس ، وكانت بعد وفاة أبيها ،
تقيم ندوة في منزلها يحضرها الشعراء والأدباء ومنهم ابن زيدون ، فبادلته حبا بحب .
من هو الشاعر ابن زيدون :
نشأ الشاعر في بيت حسب ، ونسب ، وعلم ، ومال ، لأب من أصاحب الأموال ، يعمل بالقضاء والفقه ،
اهتم بابنه ، فأحضر له الأدباء لتعليمه ، كان صغيرًا في العمر عندما توفي والده ،
فانكب بعدها ينهل من المعارف والعلوم حتى أصبح واحدًا من أشهر الشعراء العرب في الأندلس .
شعر ابن زيدون :
يعد من أعظم شعراء الأندلس ، وأجلهم مقامًا ، لموهبته الشعرية الفذة ، وتنوعت أشعاره ، وأغراضها فمنها الغزل ،
والمدح ، والرثاء ، والاستعطاف ، ووصف الطبيعة ، والهجاء ، وقد كان في مدحه لحكام الأندلس ،
يركز على معانٍ محددة هي الشجاعة والقوة ، وكان يضع نفسه في مصاف ممدوحيه ، وهيبتهم على طريقة المتنبي .
فقد كان يتميز بعزة النفس ، ورفعة الشأن ، وكذلك الأمر نراه في قصائد الاستعطاف التي كتبها أثناء بؤسه ،
وسجنه أو فراره من قرطبة ، فقد كانت تعبر عن نفس أبية وقوية ، لم تستطع القيود والسجون والتشرد أن تهزمها.
قصة الحب بين ولادة وابن زيدون :
إن قصة حبهما هي واحدة من أجمل قصص الحب والهيام التي خلدها الأدب العربي في عصر الأندلس بصفة خاصة ،
وكان لهذا الحب فضلٌ فيما وصل إلينا من هذا الشعر الجميل لهما فهما يتميزان بمقدرة شعرية متفردة ،
وارتبط حبهما بحدائق مدينة قرطبة الساحرة ، حين بدأ اللقاء الأول بينهما فهوى الفتى الشاب العاشق ،
وهي الأُنثى الرائعة ، ومما أنشدها :
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقًا والأفق طلق ومرأى الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصائله كأنما رق لي فاعتل إشفاقا ..
الخلاف بين الحبيبين ابن زيدون وولادة بنت المستكفي:
اختلفت الأقوال في سبب انفصال الحبيبين على عدة أقوال منها أنه غازل جاريتها ،
وهي أحست بالإهانة ، إذ كيف يتركها ، وينظر لمن هي في خدمتها ، فانفصلت عنه ،
ونظمت الشعر الذي يعبر عن هذا الحدث ، حيث قالت:
لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا لم تهو جاريتي ولم تتخير
وتركت غصنا مثمـرا بجمـاله وجنحت للغصن الذي لم يثمر
من الأقوال التي قيلت أيضًا في سبب هذا الفراق ، هو تعرضها للنقد الشعري منه ،
فقد انتقد أبيات لها ، فأحست بالإهانة ، والانتقاص ، وبعدها انفصلت عنه ، انتصارًا لإحساسها بمقدرتها الشعرية .
دور الوزير ابن عبدوس في القطيعة بين ابن زيدون :
من المؤرخين من يرى أن الوزير هو سبب من أسباب القطيعة بينهما ، وبالفعل فعندما انفصل الحبيبان ، ارتبطت به ولادة ،
واختارته ، مع علمها بالعداء بينه وبين حبيبها ، دفع ذلك بعض المتطرفين إلى تصويرها وكأنها إحدى فتيات الهوى والمتعة
ودسُّوا عليها بعض النصوص التي تثار حول الفاتنات الغانيات ، غير أن بعض الباحثين وصفوها بالعفة والطهارة .
محاكمة ابن زيدون وسجنه :
وبعد مدة قُدم إلى المحاكمة ، بسبب المؤامرات التي دبرها الوزير وأعاونه له ، وحكم عليه بالسجن ،
ومن سجنه أخذت الذكرى تعذبه ، ويكتب الكثير من القصائد الخالدة عن حبه الذي كان ،
ولكنها لم تعره انتباهًا ، ولم تحاول التواصل معه ، بينما دلت قصائده على إخلاصه وحبه.
هروب ابن زيدون من السجن :
وبعد فترة من السجن ، هرب من سجنه وعفا عنه الخليفة لكبر سنه ،
وذُكر أنه ذهب بعد هروبه من السجن إلى الحديقة المشهورة ،
التي كان يجالس بها محبوبته ونشد فيها أبياتًا مشهورة منها :
أضحى التنائي بديلا من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا
عليك مني سلام الله ما بقيت صبابة منك تخفيها فتخفينا
علمت أنه هرب ، وأنشدها تلك الأبيات المشهورة ،
ولكن لم تلق هذه الأبيات أي قبول في قلبها حيث أصبحت قصة حبه وغرامها به مجرد ذكرى ،
رغم ما خلفه هذا الحب العنيف من أثر في نفسيهما ، والذي بقي مستعراً عنده ، وظلت هي دون زواج حتى موتها .
..
بارك الله فيكم على المتابعة
في أمان الله