سياسة زيدان تفضح قصر نظر فالفيردي
أظهرت السياسة الناجحة التي يتبعها زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد، سوء تقدير إرنستو فالفيردي، نظيره في برشلونة، قبل أمتار من نهاية الموسم الجاري.
واتبع زيدان هذا الموسم نظام المداورة، بإراحة عدد من نجوم الفريق الملكي في المباريات الأقل أهمية، وأتت هذه السياسة بثمارها، خصوصا بالنسبة لكريستيانو رونالدو، الذي توهج في النصف الثاني من الموسم.
بينما فضل فالفيردي الاعتماد كليا على نجمه ليونيل ميسي في البطولات التي شارك فيها البارسا هذا الموسم، ما أدى لاستنزف طاقة البرغوث الأرجنتيني مبكرا.
وفيما يلي نستعرض كيف تعامل زيدان وفالفيردي مع نجميهما هذا الموسم:بداية بطيئة.. وتوهج
بدأ رونالدو موسمه في الليجا بالغياب عن أول 4 مباريات بعد عقوبة الإيقاف في كلاسيكو السوبر، ورغم أن ذلك منحه الفرصة للاستعداد بشكل أفضل على المستوى البدني، لكن يبدو أنه أيضا أثّر على معنوياته.
فبعد عودته، احتاج الدون 355 دقيقة كي يزور الشباك لأول مرة، وكان ذلك أمام خيتافي في الجولة الثامنة، ثم جاء هدفه الثاني في الجولة 13 أمام مالاجا، في وقت كان غريمه ميسي يغرد بعيدا في صدارة الهدافين.
البداية البطيئة لرونالدو لم تدفع زيدان لمنح نجمه فرصة اللعب في كل المباريات لتعويض الفارق بينه وميسي، ولكنهما حققا ذلك بطريقة مختلفة.
وأدرك زيزو أن صاحب الـ33 عاما، وأكبر لاعبي ريال مدريد سنا، لن يستطيع خوض كل مباريات الموسم بنفس الكفاءة، فقرر إراحته في 4 مباريات بالليجا أمام ليجانيس، وإسبانيول، ولاس بالماس، ومالاجا، فضلا عن المباريات الست التي خاضها الفريق في كأس الملك.
إلى جانب ذلك لم يخض رونالدو مباريات إشبيلية، وليفانتي، وخيتافي، وأتلتيكو مدريد كاملة، حيث فضل زيدان استبداله.
ومن المتوقع أن يغيب الدون عن لقاء ليجانيس، غدا، السبت، لمنحه فرصة الاستعداد لموقعتي بايرن ميونخ يوم الثلاثاء في دوري أبطال أوروبا، ثم برشلونة في الليجا يوم الأحد.
ولا شك أن الظروف ساعدت زيزو للقيام بذلك، فريال مدريد خرج عمليا من سباق الليجا بنهاية العام الماضي - رغم التصريحات الملكية التي تؤكد عكس ذلك - ثم ودع بطولة الكأس، ما منح المدرب الفرصة لإراحة نجمه من أجل الدفع به في دوري الأبطال.
ويحسب لزيدان أنه أقنع أفضل لاعب في العالم 5 مرات بالجلوس احتياطيا لصالح لاعبين أقل منه في المستوى، لكن عند النظر للأرقام نجد أن كريستيانو مدين بالشكر لمدربه.
وتألق رونالدو بشكل ملفت منذ بداية العام الجاري، وسجل 26 هدفا، وصنع 5 آخرين في 18 مباراة بكل البطولات، ليصل مجموع أهدافه هذا الموسم إلى 42 هدفا في 40 مباراة حتى كتابة هذه السطور، متفوقا على ميسي.
واستفاد زيدان من تألق رونالدو كثيرا هذا الموسم، حيث كان صاحب القميص 7 حاسما في المواعيد المهمة، وله الفضل الأكبر في بلوغ الميرينجي نصف نهائي دوري الأبطال، ما أبقى المدرب الفرنسي في منصبه.
خطأ كبير
على الجانب الآخر، ارتكب فالفيردي ربما أكبر أخطائه هذا الموسم عندما بنى خططه بشكل شبه كامل على ميسي، وبالتالي كان طبيعيا عندما يغيب النجم الأرجنتيني عن مستواه، فإن الأداء العالم للبلوجرانا يتأثر.
ولم يحسن فالفيردي استغلال قدرات ميسي، ويتضح ذلك من تذبذب معدله التهديفي مع مرور الوقت، فالمدرب الإسباني فضل الاعتماد على اللاعب بصورة كبيرة منذ البداية، إذ رأى أن غياب نجمه الأرجنتيني عن التشكيلة في ظل رحيل نيمار دا سيلفا قد يؤثر سلبا على مستوى الفريق.
وخاض ليو 50 مباراة حتى الآن بقميص البارسا منذ بداية الموسم في 4 بطولات مختلفة، ولم يغب في الليجا سوى أمام مالاجا في الجولة 28.
صحيح أن فالفيردي حقق نجاحا كبيرا في الدوري بمساعدة ميسي، إلا أنه افتقده في اللحظات الحاسمة بدوري الأبطال، فقد ظهر جليا تأثر نجم التانجو بلعب مباراتين في أسبوع واحد.
واختفى تأثير ميسي في إياب الدور ربع النهائي أمام روما، ما كان السبب الرئيس في إقصاء البارسا عن البطولة التي يسعى لاستعادة لقبها الغائب منذ 2015.
وعلى المستوى الفردي، لم يتمكن ميسي، صاحب الأهداف الستة في دوري الأبطال، من مجاراة المعدل التهديفي للمتصدر رونالدو بـ15 هدفا، قابلة للزيادة.
كما أن جائزة "البيتشيشي" التي اعتقد الجميع أن نجم برشلونة حسمها مبكرا، بات بإمكان رونالدو الانقضاض عليها في المباريات الأخيرة بعد "الريمونتادا" التي حققها، فمع تبقي 5 مباريات لكل فريق تقلص الفارق بين النجمين إلى 5 أهداف فقط، في ظل النسق التصاعدي للدون.