صراع فارغ ! إلى أين ؟

حلم كبير

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
24 ديسمبر 2016
المشاركات
5,056
نقاط التفاعل
15,515
النقاط
2,256
العمر
39
محل الإقامة
فرنسا الجزائر وطني
1525093502009.png


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

صباح الانوار صباح الإشراق الذي يلف أرواحكم الطيبة يا طيبين ويا طيبات
96591901_razdelitel31.gif



اليوم أحضرت موضوع للنقاش

11439.jpg

صراع فارغ !!! الى أين ؟؟؟



الاسلام أحق أن نعتز به مهما كانت أصولنا ومهما كانت خلفياتنا الحضارية ....
أسلمت بطون مكة وكانت من أقوى القبائل واعتزت في النهاية بالاسلام ...
اسلمت قبائل لا تعد تحصى ، وحضارات اندثرت امام هيبة الحضارة الاسلامية ....
الاسلام في حد ذاته حضارة عظمى تستحق أن نرفع رؤوسنا بها ....
وماذا نرى اليوم جاهلية جديدة لاحت في الافق رائحتها ،بل انها تظهر للعيان ظهور القمر في ليلة هادئة لا غيوم فيها ....
الاعتزاز بالأنساب بين الدول العربية وخاصة خاصة بين الجزائريين والمغربيين
الاعتزاز بلباس رخيص ما إن يمت الانسان حتى ينتهي عمل تلك الخرقة مهما كانت مرصعة
لاحظت في الاونة الاخيرة صراعا بين صغار العقول من الدولتين الشقيقتين الجزائر والمغرب حول من هم أقدم في التواجد ،ومن هم أصل اللباس التقليدي المرصع والذي يبدي فتنة المرأة
فانساقت معهم فئة كبيرة وراحت البنات يلبسن هذا اللباس وتظهر للعلن دون خجل او حياء يذكر لتدافع عن خرقة !!!!!
قد تقولون انه تدخل في امر نسوي بحت ،لكن والله إن للرجال فيه نصيب كبير من الاعتزاز وهذا ما لاحظته ،وحتى انهم يحضرون خرائط للمغرب العربي قبل مئات السنين ليثبت الطرفان تواجده قبل الاخر ،ويحظرون مرسومات من اليونيسكو او شيء من هذا القبيل تعترف فيه ان هذا اللباس للدولة الفلانية ....عجييييب زرع الفتنة والشباب نائم .
تبا ...تبا ...لشرذمة من العرب صار همها الوحيد الدفاع عن خرق بالية ونسو الاهم وهو الحفاظ عن الاسلام ...
هاهي فرنسا تتجرأ على آيات القرآن يا مسلمين وأنتم تدافعون عن الشيخة الرميتي والراي وهذا أخذ اغنية ڤوماري وهذا نسب اغنية حسني اليه .....
تبا تبا
أجل أتابع في اليوتيوب لأرى الى أي مستوى وصل اليه شباب اليوم من الفطنة وماذا فعلو بالتحرر والتكنولوجيا
وهل ستعتمد الامة الاسلامية على مثل هؤلاء ....سؤال يطرح نفسه ليجيب نفسه للاسف .


فشاهدت ما عصر القلب وزرع فيه الالم على شباب انطلت عليهم الحيلة وانساقو خلف الترهات وتركو حبل الله حبل الاسلام الذي هو أقوى الحبال ...
ألم يقل في كتابه الكريم: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)} صدق الله العظيم
الاية 103 من سورة آل عمران
أهكذا نجازي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي نزف وتحمل من أجل أن يوصل لنا هذا الدين صافيا ،وأمرنا أن نعتز به ويكون تاجا على رؤوسنا حتى نموت ،الذي أحبنا دون أن يرانا
بأبي أنت وأمي يا رسول الله ،صلوات الله عليه وأزكى التسليم .


وفي الاخير إن القلب حزين على حال شباب الإسلام الذي أخذه الهوى وصار شغله الشاغل الدفاع عن مغنيين والالبسة التقليدية ،والشتم والسب فيما بينهم عبر مواقع التواصل والغرب سعيد يتفرج بابتهاج ...

هدى الله شباب أمتنا الى جادة الطريق ،وأعان أولياءهم على تربيتهم .....

آمين


هل يجب أن نعتز بأشياء تافهة كهذه كثيرا ،لدرجة غليان الدم ونعود الى عصر الجاهليه، أين كان الاعتزاز بالنسب هو كل ما يملكون ؟
أم من المفترض أن نعتز بالاسلام ؟
نعم التقاليد جزء من الشعوب .لكن هل يجب أن نولي هذه الامور الحجم الاكبر من اهتمامنا كمسلمين أم أن ننهض بالحضارة الاسلامية ونعيد إحيائها؟
لماذا انساق الناس خلف هذه الجاهلية ،ونسو الاهم ؟ ماذا تغير ؟
ماذا فاتني يا ناس حتى يصبح الوضع بهذا السوء ؟


أرجو منكم نقاشا لهذا الموضوع وتحليل عميق
تقبلو مني إخوتي أخواتي فائق الإحترام والتقدير


حلم كبير (y)
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
قلبي حزين لأجل الدولتين الجزائر و المغرب معا
فئة صغيرة من الجهتين هي التي تنشر الفتنة بينهما
أما المغربي و الجزائري الذين تعايشو بينهم يعرفون معنى الاسلام جمعنا و العربية لغتنا و الأرض فقط نسكنها
- - - -
نرجو عدم اسعمال اي كلمة تدل على الانحياز او الكراهية او الحقد او اتهام لاي غرض كان
 
السلام عليكم
موضوعك مميز و مهم و يسنحق النقاش
لطالما سمعت و رايت على ليوتوب تلك الملاسنات و السب و الشتم بين الجزائلريين و المغربيين
و كل واحد يقول هذا لنا و ليس لكم
حول اللباس التقليدي و الاكلات الشعبية و حتى الموسيقى و التراث
و لم يفهموا ان هناك تشابه كبير بينهما بسبب الجيرة و الاستعمار الذي هو نفسه و الحضارة الاندلسية التى عمت البلدين
و لم يفهموا ان هناك تراث مشترك فيه اختلاف خفيف فقط و جعلوا من هذا الامر حربا كلامية تشمئز منها النفوس
و الله قد حللت الموضوع بدقة بارك الله فيك
للاسف المسلمون في كل البلاد الاسلامية نسوا شريعتهم و نسوا هدفهم في هذه الحياة
فبدلا ان يتحدوا ليحاربوا دعاة الكفر داخل البلاد و خارجها انشغلوا باتفه الاشياء الزائلة
و بدلا من ان يستعملوا التكنولوجيا في اشياء مفيدة يقضون الساعات خلف اجهزتهم ليملؤوا فراغ اوقاتهم بما لا يرضي الله و رسوله
و لكن من هي الفئة التي تقوم بهكدا اشياء اكيد انهم ليس لديهم لا شغل و لا عمل و عقولهم فارغة
بالله عليكم كيف ينصر الله المسلمين و هم في هذه الحال
الاعداء يكيدون لنا و يبيتون الليل يفكرون كيف يعروننا من مبادئنا حتى انهم وصلوا الى كتاب الله العزيز و نحن في سبات عميق

نحن أمة أعزنا الله بالإسلام. فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله .( عمر بن الخطاب ) .
شكرا على موضوعك القيم
 
سلام موضوع مميز ويستحق الختم
لو اعتصمو العرب بحبل الله لاماوصلنا إلى هذه الحال غريبة هي الدنيا وعجيبة!!!تجمعنا كلمة (لا إله إلا الله ) ولكن لسنا متوحدين مع بعضنا البعض كل له رأيه الكل يحب فرض رأييه عن الشخص الآخر ...فالحبل إذا شد من الطرفين بقوة انقطع ...لذا أساس الحوار هو احترام رأي الشخص الآخر ..كي لانخرج بحوار عقيم ...هذا هو حالنا للأسف الكل يفرض رأييه عن الآخر ...
أما عن تقليد الغرب فكلنا نقلدهم في اللباس في الكلام وووو حتى نتعلم لغتهم لي نتبهى!!!ولغتنا العربية نسيناها !!!هي لغة القرإن واعظم لغة
صحيح أن من تعلم لغة قوم أمن شرهم
لكن لاتتحدث بها مع شخص أمي!!!أو تتحدث بها كل يوم وكأنك تريد أن تستعرض عضلاتك الثقافية!!!لا يا عزيزي هذه ليست ثقافة هذا تكبر ورياء بما تحفظه ...
ربي يعدل الأحوال من الأحسن إلى الأحسن..انشاء الله
 
فعلا أخي الكريم
نقاش بزنطي حول البيضة و الدجاجة بين فئتين و من الطرفين
وصل حد الجدال عن أغنية الراي لمن هي و من كان السباق فيها
و وصل الجدال حتى حول اللاعبين في كرة القدم
و زاد هته الفتنة أبواق في القنوات المحرضة و المشعلة للفتنة
و بعض الإعلاميين العملاء للغرب و لأجندات غربية
بينما الأصل هو أننا شعب واحد ما يجمعنا و يوحدنا و يقربا أكثر بكثير
مما يفرقنا
فلغتنا و ديننا و مناخنا و تاريخنا واحد و مشترك و حتى الشبه في الخلقة سبحان الله
لا فرق بيننا
 
السلام عليكم
موضوع قيم أخي حليم، مع أنني لست بارعة في التحدث حول الأمور السياسية
ولست أهلا للمشاركة في مثل هكذا مواضيع، ولكن لا بأس بالمشاركة ولو بالقليل
بصراحة الوضع تطور والعداوة بين البلدين زادت فجوتها حتى هذه المواضيع السخيفة التي تمس اللباس والأكل والغناء
أصبحت تعتبر مواضيع مهمة مقارنة بما يحدث اليوم، أضحى تبادل الشتائم والسب والقذف أمرا هيّنا
لدرجة يكفي أن تقول أنا جزائري أو أنا مغربي لتتلقى كل أنواع السب والشتم من طرف البلد الآخر (طبعا ممن يفتقر للأخلاق)
وإن وقفت ضد ما يحدث وحاولت إرجاع المياه لمجاريها وأردت التخفيف من حدة الصراع وكنت شخصا حيادي
ستتلقّى أضعاف السب والشتم الذي يتلقاه أطراف الشجار، لا أدري ما يحدث بالضبط
يكفي أن تدخل لأي موقع من مواقع التواصل سواء فايسبوك أو يوتيوب وستجد تعليقات عجيبة وغريبة
تكسب القارىء لها فقط ذنوبا فكيف بمن كتبها؟ اصبح قذف عرض أخيك المسلم كشربة ماء تسب فلان وأنت لا تعرفه
وتقذف عرضه وشرفه وشرف أجداده وتحمل أوزارهم على كتفيك فقط لأنهم سرقوا تقاليدك؟
ألا يكفي أن الغرب سرق هويتنا وسرق أخلاقنا؟ ولكننا لا ننتبه لمثل هذه الأمور ونتبع مايزيد من الفتن
وكما قالت السيدة الكريمة أم منير، هؤلاء هم اشخاص لديهم فراغ في حياتهم يلجؤون للعالم الافتراضي ويختبئون
خلف حواسيبهم وهواتفهم ويفرغون الشحنات السلبية في سب الغير فلا يجدون الراحة إلا في أذية غيرهم
ربي يهدينا أجمعين، وإذا فعلا شخص قام بسبك أو تعدّى عليك أو على بلدك يكفي قول حسبي الله ونعم الوكيل
بدلا من قذف الناس جميعا أومعاملة المخطىء بأخلاقه لا بأخلاقك
بارك الله فيك أخي حليم على الموضوع وهنالك في هذا العالم ماهو اسوء ويحتاج انتفاضة منا كما ذكرت
ولكن للأسف مازلنا عقولا نائمة

تحياتي


 
هل يجب أن نعتز بأشياء تافهة كهذه كثيرا ،لدرجة غليان الدم ونعود الى عصر الجاهليه، أين كان الاعتزاز بالنسب هو كل ما يملكون ؟
أم من المفترض أن نعتز بالاسلام ؟
سلام عليكم اخي

والله كي ندخل مواقع تواصل اجتماعي كل يوم نلقاهم يتجاشرون على اتفه اشياء ولا يوجد لها معنى
ومش من ضروري ان لازم نعتز بهذه اشياء تافهة
فنجد انهم يتجاشرون على مغني من اين اصله وماهي اخر اغنية وضعها
او نجد اول شخص من لبس هذا حذاء او هذا سروال مقطع الذي لا معنى له او اول من قام بهذه تسريحة
وعيب الوحيد انهم لايتجاشرون في امور دينة او يتنافسون بمعنى اخر في دين او حفظ قرآن بين دولتين

نحسهم قط وفأر يتشاجران يوميا لأتفه اسباب لا معنى لها

نعم التقاليد جزء من الشعوب .لكن هل يجب أن نولي هذه الامور الحجم الاكبر من اهتمامنا كمسلمين أم أن ننهض بالحضارة الاسلامية ونعيد إحيائها؟
كما قلت اخي تقاليد جزء من حياتنا وحق ان نعبر عن ذالك لكن ليس الى حد بقيام شجار حول اولية لمن قام بها او من اخترعها او ابتكرها وهي في غالب يجب ان نرجع اهتام اكبر لديننا ففقدنا هته امور ولم يعد احد يهتم
لماذا انساق الناس خلف هذه الجاهلية ،ونسو الاهم ؟ ماذا تغير ؟
تعود هذه الجاهلية من طرف اجانب فهم من زرعوها فينا وشعبنا فقط يتبع امور
والله اخي كل شيئ تغير لم يبقى شي على حاله لا اقدر على قولها لأنها كبيرة ولا تنتهي
ماذا فاتني يا ناس حتى يصبح الوضع بهذا السوء ؟
كما يقول بعض من شعبنا جاهل يجب ان تصبح عصري وتقوم بما نقوم به هكذا تكون عصري وغير متخلف

والحمد الله انني لا اتبع بما يقمون به من افعال واقوال واتركهم لوحدهم يقمون ما يفعلون
 
قلبي حزين لأجل الدولتين الجزائر و المغرب معا
فئة صغيرة من الجهتين هي التي تنشر الفتنة بينهما
أما المغربي و الجزائري الذين تعايشو بينهم يعرفون معنى الاسلام جمعنا و العربية لغتنا و الأرض فقط نسكنها
- - - -
نرجو عدم اسعمال اي كلمة تدل على الانحياز او الكراهية او الحقد او اتهام لاي غرض كان

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أهلا بالأخ الكريم
مشكور على التنويه إلى هكذا أمور
نعم هو كذلك الجزائر والمغرب أرض واحدة تفصلها حدود وفي كلا الطرفين شعبين يكنان الاحترام والحب للآخر ولا مجال للنقاش ....


أما ما يحدث من فتنة فالله وحده أعلم بمصدرها ومصبها ،اللهم أبعد الفتنة عن الشعبين واجعل كيد الفتانين في نحورهم
بوركت أخي على الرد والمرور

إحترامي وتقديري
 
السلام عليكم
موضوعك مميز و مهم و يسنحق النقاش
لطالما سمعت و رايت على ليوتوب تلك الملاسنات و السب و الشتم بين الجزائلريين و المغربيين
و كل واحد يقول هذا لنا و ليس لكم
حول اللباس التقليدي و الاكلات الشعبية و حتى الموسيقى و التراث
و لم يفهموا ان هناك تشابه كبير بينهما بسبب الجيرة و الاستعمار الذي هو نفسه و الحضارة الاندلسية التى عمت البلدين
و لم يفهموا ان هناك تراث مشترك فيه اختلاف خفيف فقط و جعلوا من هذا الامر حربا كلامية تشمئز منها النفوس
و الله قد حللت الموضوع بدقة بارك الله فيك
للاسف المسلمون في كل البلاد الاسلامية نسوا شريعتهم و نسوا هدفهم في هذه الحياة
فبدلا ان يتحدوا ليحاربوا دعاة الكفر داخل البلاد و خارجها انشغلوا باتفه الاشياء الزائلة
و بدلا من ان يستعملوا التكنولوجيا في اشياء مفيدة يقضون الساعات خلف اجهزتهم ليملؤوا فراغ اوقاتهم بما لا يرضي الله و رسوله
و لكن من هي الفئة التي تقوم بهكدا اشياء اكيد انهم ليس لديهم لا شغل و لا عمل و عقولهم فارغة
بالله عليكم كيف ينصر الله المسلمين و هم في هذه الحال
الاعداء يكيدون لنا و يبيتون الليل يفكرون كيف يعروننا من مبادئنا حتى انهم وصلوا الى كتاب الله العزيز و نحن في سبات عميق

نحن أمة أعزنا الله بالإسلام. فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله .( عمر بن الخطاب ) .
شكرا على موضوعك القيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أهلا بالأخت الفاضلة أم منير
بارك الله فيك وشكرا جزيلا على الختم ،هذا من لطفك
تشجيعكم يزيدني رغبة في تقديم المزيد
مشكورين
المغرب والجزائر دولتين وشعبين ،دخلهما الاسلام وأصبحو لحمة واحدة بالإسلام
وما نراه اليوم شرذمة باعت الغالي بالرخيص والدائم بالفاني
يا للعجب نتشاجر على خرقة ،نحن كشعبين مثقفين نتبرأ من هذه الشرذمة
ربي يهدي الجميع ،ويرجع الشباب إلى جادة الصواب
آمين
بارك الله فيك أختي مجداا
ولك مني كل الاحترام والتقدير

 
سلام موضوع مميز ويستحق الختم
لو اعتصمو العرب بحبل الله لاماوصلنا إلى هذه الحال غريبة هي الدنيا وعجيبة!!!تجمعنا كلمة (لا إله إلا الله ) ولكن لسنا متوحدين مع بعضنا البعض كل له رأيه الكل يحب فرض رأييه عن الشخص الآخر ...فالحبل إذا شد من الطرفين بقوة انقطع ...لذا أساس الحوار هو احترام رأي الشخص الآخر ..كي لانخرج بحوار عقيم ...هذا هو حالنا للأسف الكل يفرض رأييه عن الآخر ...
أما عن تقليد الغرب فكلنا نقلدهم في اللباس في الكلام وووو حتى نتعلم لغتهم لي نتبهى!!!ولغتنا العربية نسيناها !!!هي لغة القرإن واعظم لغة
صحيح أن من تعلم لغة قوم أمن شرهم
لكن لاتتحدث بها مع شخص أمي!!!أو تتحدث بها كل يوم وكأنك تريد أن تستعرض عضلاتك الثقافية!!!لا يا عزيزي هذه ليست ثقافة هذا تكبر ورياء بما تحفظه ...
ربي يعدل الأحوال من الأحسن إلى الأحسن..انشاء الله

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أهلا بالأخت الكريمة
أجل هو كذلك من الأسباب المؤدية إلى الانحطاط الفكري والأخلاقي هو التقليد ، فعندما يبدأ الشاب بالتقليد فهذا يعني أن ما رباه عليه والديه لا يقنعه ولا يراه جيدا في نظره وهذا كله عائد الى المجتمع والى القنوات التي تبث السم ليل نهار ....
ومن جهة أخرى
الشاب يفتخر بما وجد عليه مجتمعه مفتخرا ،أما إذا وجد أما تعبد اللباس والمكياج وأبا سيارته أهم عنده من ابنه فهذا سيكبر فيه خلل في توجيهه الفكري وسيكبر بمفاهيم مغلوطة ....
وسيدافع في النهاية عن المفاهيم الخاطئة
بارك الله فيك على الإظافة الراقية

إحترامي وتقديري
 
فعلا أخي الكريم
نقاش بزنطي حول البيضة و الدجاجة بين فئتين و من الطرفين
وصل حد الجدال عن أغنية الراي لمن هي و من كان السباق فيها
و وصل الجدال حتى حول اللاعبين في كرة القدم
و زاد هته الفتنة أبواق في القنوات المحرضة و المشعلة للفتنة
و بعض الإعلاميين العملاء للغرب و لأجندات غربية
بينما الأصل هو أننا شعب واحد ما يجمعنا و يوحدنا و يقربا أكثر بكثير
مما يفرقنا
فلغتنا و ديننا و مناخنا و تاريخنا واحد و مشترك و حتى الشبه في الخلقة سبحان الله
لا فرق بيننا

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أهلا بالاخ الكريم أبو إسلام
نعم نقاش عقيم على تفاهة عقيمة
الجزائري والمغربي هنا في الغربة جنبا إلى جنب وكتف الى كتف ضد المحن ما استطاعوا لذلك سبيلا وفي اوطانهم متصاهرين ومتعاملين ومتزاورين
لست أدري لما هذه الفئة انساق خلفها حتى أناس محترمين وراحو يخلطون الحابل بالنابل .
من المفترض أننا نتسابق لحفظ القرآن وتفسيره
نتسابق في بناء المدارس ومحو الأمية
نتسابق في المساهمة في نشر الوعي بين الأوساط ...
لكن للاسف
بارك الله فيك أخي الكريم على المرور والرد الكافي

إحترامي وتقديري
 
السلام عليكم
موضوع قيم أخي حليم، مع أنني لست بارعة في التحدث حول الأمور السياسية
ولست أهلا للمشاركة في مثل هكذا مواضيع، ولكن لا بأس بالمشاركة ولو بالقليل
بصراحة الوضع تطور والعداوة بين البلدين زادت فجوتها حتى هذه المواضيع السخيفة التي تمس اللباس والأكل والغناء
أصبحت تعتبر مواضيع مهمة مقارنة بما يحدث اليوم، أضحى تبادل الشتائم والسب والقذف أمرا هيّنا
لدرجة يكفي أن تقول أنا جزائري أو أنا مغربي لتتلقى كل أنواع السب والشتم من طرف البلد الآخر (طبعا ممن يفتقر للأخلاق)
وإن وقفت ضد ما يحدث وحاولت إرجاع المياه لمجاريها وأردت التخفيف من حدة الصراع وكنت شخصا حيادي
ستتلقّى أضعاف السب والشتم الذي يتلقاه أطراف الشجار، لا أدري ما يحدث بالضبط
يكفي أن تدخل لأي موقع من مواقع التواصل سواء فايسبوك أو يوتيوب وستجد تعليقات عجيبة وغريبة
تكسب القارىء لها فقط ذنوبا فكيف بمن كتبها؟ اصبح قذف عرض أخيك المسلم كشربة ماء تسب فلان وأنت لا تعرفه
وتقذف عرضه وشرفه وشرف أجداده وتحمل أوزارهم على كتفيك فقط لأنهم سرقوا تقاليدك؟
ألا يكفي أن الغرب سرق هويتنا وسرق أخلاقنا؟ ولكننا لا ننتبه لمثل هذه الأمور ونتبع مايزيد من الفتن
وكما قالت السيدة الكريمة أم منير، هؤلاء هم اشخاص لديهم فراغ في حياتهم يلجؤون للعالم الافتراضي ويختبئون
خلف حواسيبهم وهواتفهم ويفرغون الشحنات السلبية في سب الغير فلا يجدون الراحة إلا في أذية غيرهم
ربي يهدينا أجمعين، وإذا فعلا شخص قام بسبك أو تعدّى عليك أو على بلدك يكفي قول حسبي الله ونعم الوكيل
بدلا من قذف الناس جميعا أومعاملة المخطىء بأخلاقه لا بأخلاقك
بارك الله فيك أخي حليم على الموضوع وهنالك في هذا العالم ماهو اسوء ويحتاج انتفاضة منا كما ذكرت
ولكن للأسف مازلنا عقولا نائمة

تحياتي



السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أهلا بالأخت الكريمة
ليست سياسة أختي وإنما هي لعبة فتنة
استغلوا العقول المشتتة والاناس الفارغة ليحققوا هذه الفتنة بين الدولتين الشقيقتين .
والفتنة أشد من القتل
نعم قرأت ورأيت وآلمني قلبي على أمة إسلامية ،وحضارة راقية أصبح شبابها يهتمون لهذه الأمور الرخيصة
كان الصحابة رضوان الله عليهم يلبسون بردة مرقعة والواحد فيهم تراه مكتبة تسير على وجه الارض وفيه من العلم ما يوازي علماء الدنيا في يومنا
لم يتمسكو بالجاهلية ولا بتعصبها بل رمو الرخيص وتمسكو بالغالي كتاب الله عز وجل وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ...
تدخلك في محله
بارك الله فيك

إحترامي وتقديري
 
ربي يلطف بينا
شكرااا موضوع يستحق التقدير

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أهلا بالأخت الكريمة
اللهم آمين اللهم آمين
شكرا على المرور والمشاركة

إحترامي وتقديري
 

سلام عليكم اخي
والله كي ندخل مواقع تواصل اجتماعي كل يوم نلقاهم يتجاشرون على اتفه اشياء ولا يوجد لها معنى
ومش من ضروري ان لازم نعتز بهذه اشياء تافهة
فنجد انهم يتجاشرون على مغني من اين اصله وماهي اخر اغنية وضعها
او نجد اول شخص من لبس هذا حذاء او هذا سروال مقطع الذي لا معنى له او اول من قام بهذه تسريحة
وعيب الوحيد انهم لايتجاشرون في امور دينة او يتنافسون بمعنى اخر في دين او حفظ قرآن بين دولتين

نحسهم قط وفأر يتشاجران يوميا لأتفه اسباب لا معنى لها


كما قلت اخي تقاليد جزء من حياتنا وحق ان نعبر عن ذالك لكن ليس الى حد بقيام شجار حول اولية لمن قام بها او من اخترعها او ابتكرها وهي في غالب يجب ان نرجع اهتام اكبر لديننا ففقدنا هته امور ولم يعد احد يهتم

تعود هذه الجاهلية من طرف اجانب فهم من زرعوها فينا وشعبنا فقط يتبع امور
والله اخي كل شيئ تغير لم يبقى شي على حاله لا اقدر على قولها لأنها كبيرة ولا تنتهي


كما يقول بعض من شعبنا جاهل يجب ان تصبح عصري وتقوم بما نقوم به هكذا تكون عصري وغير متخلف
والحمد الله انني لا اتبع بما يقمون به من افعال واقوال واتركهم لوحدهم يقمون ما يفعلون

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أهلا بالاخ الكريم
ردك شافي وكافي
شكرا للإجابة على الأسئلة
نعم وهو كذلك
لمن أراد محاربة الشر يجب أن يغوص في وسائله ويعطلها
ويكتشف الثغرات التي يخرج منها ويغلقها
ويكون مواكبا للعصر لكي يطلع ويستطيع المساعدة بقدر الإمكان ولو بنشر كلمة لينتبه الأولياء لأولادهم
مرورك رائع كعادتك
بارك الله فيك

احترامي وتقديري
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أهلا بالأخت الفاضلة أم منير
بارك الله فيك وشكرا جزيلا على الختم ،هذا من لطفك
تشجيعكم يزيدني رغبة في تقديم المزيد
مشكورين
المغرب والجزائر دولتين وشعبين ،دخلهما الاسلام وأصبحو لحمة واحدة بالإسلام
وما نراه اليوم شرذمة باعت الغالي بالرخيص والدائم بالفاني
يا للعجب نتشاجر على خرقة ،نحن كشعبين مثقفين نتبرأ من هذه الشرذمة
ربي يهدي الجميع ،ويرجع الشباب إلى جادة الصواب
آمين
بارك الله فيك أختي مجداا
ولك مني كل الاحترام والتقدير

اهلا بك اخي الكريم
موضوعك يستحق اكثر من ختم التميز
لانه فعلا مميز و مهم جدا و نشكرك على مجهودك و على حسن الطرح
فعلا و هو كذلك كما قلت
نحن كفئة مثقفة وواعية دينيا و اخلاقيا نتبرأ من هذه التصرفات الصبيانية و الغير مسؤولة
بارك الله فيك و الاحترام متبادل
 
شيئ مؤسف أن نرى أبناء الأمة الاسلامية يزرعون الفتنة على أتفه الامور و يحاولون جر الدولتين الى امور لا تحمد عقباها ليست المرة الاولى التي يحدث فيها تقاذف العبارات و محاولةالجر للصراع ،شباب طائڜ و تافه و يحاسب عند الله لاشعاله نار الفتنة
يبقى الشعب الجزائري و المغربي الاصلين أشقاء يجمعهم التقارب الجغرافي و العروبة و الاسلام مهما حاول المفسدون افساد هذه العلاقة
 
شيئ مؤسف أن نرى أبناء الأمة الاسلامية يزرعون الفتنة على أتفه الامور و يحاولون جر الدولتين الى امور لا تحمد عقباها ليست المرة الاولى التي يحدث فيها تقاذف العبارات و محاولةالجر للصراع ،شباب طائڜ و تافه و يحاسب عند الله لاشعاله نار الفتنة
يبقى الشعب الجزائري و المغربي الاصلين أشقاء يجمعهم التقارب الجغرافي و العروبة و الاسلام مهما حاول المفسدون افساد هذه العلاقة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أهلا بالأخت الفاضلة نورت الموضوع
أعذريني على تأخر الرد ،آسف حقا ...
نعم هناك من يحاول زرع الفتنة واستغلال الفرص ليدخلو بين الشعبين الشقيقين
هي شرذمة من صغار العقول ،قد تناحرت على قطعة قماش ،أو تسببو بها ليحاولو زرع الفتنة
اللهم يارب أمحي جذور الفتنة من أصولها ولا تدع لها طريقا الى بلادنا ...آمين
بارك الله فيك على الرد الرائع
إحترامي وتقديري
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله لا قوة الا بالله تبارك الدي بيده الملك
كالعادة مميز ومتميز دمت ودام تميزكك اخي الكريم بارك الله فيك وجزاك كل خير وجعل ل حرف في ميزان حسناتك
نسال الله ان لا نكون منهم وان كنا منهم عن قصد او عن غير قصد فنسال الله الهداية والثبات لنا ولكل العالمين
اجابة على تساؤلاتك :



إخواننا الكرام: حقيقة أضعها بين أيديكم لا يوجد مؤمن على وجه الأرض إذا ساقا الله له بلية أو مصيبة غلا ويعلم علم اليقين أن الله عادل ، وأنه فعل قبل أن تصيبه المصيبة ما يستحق هذه المصيبة ، إلا أن الإنسان أحياناً يظن الظن بغيره ، أما كل إنسان على حدا ، لو كان صادقاً مع نفسه وساق الله له مصيبة يعلم علم اليقين أن هذه المصيبة ما ساقها الله له إلا وهي محض عدل ! هذا كلام مقطوع به ، لكن نحن قد نسمع آلاف القصص عما يصيب الناس لجهل أو نقص معلومات نقول: لا يستحق ، فلان مغضوب ، لكن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((ما من اختلاج عرق ولا خدش عود ولا نكبة حجر إلا بذنب ولما يعفو الله عنه أكثر))

(الإصدار للإمام القرطبي)

لذلك قال عليه الصلاة والسلام: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( لَنْ يَهْلَكَ النَّاسُ حَتَّى يَعْذِرُوا ، أَوْ يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ ))

يقول لك الإنسان: والله يستحق ، إن الذي ساقه الله لي أقل ما فعلت ،
(( لَنْ يَهْلَكَ النَّاسُ حَتَّى يَعْذِرُوا ، أَوْ يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِم ))

وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((عن مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ، وَاللَّهُ الْمُعْطِي وَأَنَا الْقَاسِمُ ، وَلا تَزَالُ هَذِهِ الأُمَّةُ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ))

(صحيح البخاري)

محفوفة برعاية الله ومشمولة بعطفه ومحفوفة بألطاف الله محفوظة بتوفيق الله محروسة بعين الله.
حديث "لا تزال هذه الأمة تحت يد الله وكنفه ما لم يمالئ قراؤها أمراءها"
((أخرجه أبو عمرو الداني في كتاب الفتن من رواية الحسن مرسلا ورواه الديلمي في مسند الفردوس من حديث علي وابن عمر بلفظ "ما لم يعظم أبرارها فجارها ويداهن خيارها شرارها" وإسنادهما ضعيف))

(تخريج أحاديث الإحياء للحافظ العراقي)

ممكن أن يكون الدخل حرام ، ولديه ملهى أو مسبح مختلط وعمل حفلة مولد ويدعي أناس ليلقوا كلمات يشيدون بفضله ممكن ! أو عقد قران يجري في نادي ويقوم الخطباء فيسمون على الأسرتين الكريمتين الورعتين الطاهرتين ثم يكون العرس في فندق من الفنادق الضخمة توزع فيها الخمور وتحضر النساء كاسيات عاريات وترقص الراقصات والأسرتان كريمتان طاهرتان تقيتان من أعرق أسر دمشق ، وكتب على بطاقة الدعوة الطيبون للطيبات !
دقق في الحديث:
((لا تزال هذه الأمة تحت يد الله وفي كنفه مالم يمالئ قراءها أمراءها ، ومالم يزكي صلحاءها فجارها ، وما لم يهن خيارها أشرارها ))

إذا الأشرار أهانوا الخيار ، إذا الصلحاء زكوا الفجار ، إذا القراء لم يلقوا الأمراء ، رفعت عنها يد الله ، أي هانت على الله ! سيان أعزت أم ذلت ، قويت أم ضعفت.
قلت لكم في بداية الدرس: المسلم أحياناً يحتاج إلى تفسير مقنع لأنه يقرأ كتاب الله.
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾

(سورة النور)

إقرأوا كتاب الله.
﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا﴾

(سورة الحج)

﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)﴾

(سورة آل عمران)

يقرأ حديث رسول الله:
((عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَيْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُ مِائَةٍ وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلافٍ وَلَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ ))

(سنن أبي داوود)

ينظر إلى ما حوله وإلى من حوله ، الوضع مختلف ، هو الآن بحاجة إلى تفسير هذا هو التفسير الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام ما أطلعه الله به على الخلق.
يقول لك: الرزق قليل ، هل فتشت عن المعاصي والآثام ؟ هل فتشت عن الكذب والتدليس ؟ عن إخفاء العيوب ؟ عن بضاعة لا ترضي الله ؟ وعن الخداع في البيع والشراء ؟ يقول عليه الصلاة والسلام:
(( عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ ، وَلا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلا الدُّعَاءُ وَلا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلا الْبِرُّ))

(مسند الإمام أحمد)

مكان عمل ، صاحب المحل يملأ عينيه من الحرام ، وينزل حديثاً رقيقاً مع من في المحل من النساء ، ويقول لك: الرزق قليل.
إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ ، أضع بين أيديكم أحاديث رسول الله الصحيحة ، التي نرجو الله سبحانه وتعالى أن نبتعد بعد الأرض عن السماء عن أن تنطبق علينا ، إن لم تنطبق علينا لم تنطبق نتائجها علينا ، إن نجونا منها حصلنا ما وعدنا به ربنا.
عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ ، كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ ، وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ ، وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ قَالَ: قُلْنَا وَمَا الْوَهْنُ ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ))

(مسند الإمام أحمد)

من كل أفق ثلاثين دولة أحياناً ،
((يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ ، كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ (مليار ومائتا مليون ) وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ ، وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ قَالَ: قُلْنَا وَمَا الْوَهْنُ ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ))

تفسير ثالث ، النبي عليه الصلاة والسلام كما قلت في مطلع الدرس نُصِر بالرعب مسيرة شهر ، إذا خالفت أمته سنّته ربما تهزم بالرعب مسيرة سنة !
(( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمَّا عَرَجَ بِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ ، يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ))

(مسند الإمام أحمد)

ألست معي أن كثيراً من مجالس المسلمين من ندواتهم ولقاءاتهم وحفلاتهم وولائهمهم ومآسيهم ، تنطلق الألسنة لنشر أعراض الآخرين ، أليست الغيبة محرمة وأنها من الكبائر ؟ ومع ذلك يفعلها الناس
((عن أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ السُّكَّرِ ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ فَبِي حَلَفْتُ لأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ مِنْهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانًا ))

(سنن الترمذي)

أحياناً نتوصل إلى الدنيا من خلال الدين ، نداخل بين الدين وبين الدنيا ، نلبس الدنيا لبوس الدين ، نلبس الدين لبوس الدنيا ، الدنيا هي الأصل ، نجعل الدين في خدمتها ، وطريقاً إليها ، هذا هو ختل الدين بالدين ، لذلك: يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ.
نعوم رقة لسان لطيف ابتسامة مشرقة ،
((يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ السُّكَّرِ ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ.))

هذه النماذج أليست موجودة في حياتنا ؟ مجاملات مدح ثناء ، فإذا ذهب بعد مترين تكلمنا عكس ما قلناه في حضرته !
((أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ السُّكَّرِ ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ فَبِي حَلَفْتُ لأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ مِنْهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانًا ))

أضع لكم نماذج من حديث رسول الله الصحيح عن حالة المسلمين في آخر الزمان ، فإن لم تجدوا استخلافاً ولا تمكيناً ولا دفاعاً ولا حفظاً ولا نصراً ولا تأييداً ولا توفيقاً بأسنا بيننا ، إن وجدتم شيئاً حرتم في تفسيره هذا هو التفسير !
((ذكر ابن ابي الدنيا من حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أنه قال: قال علياً كرم الله وجهه: يأتي على الناس زمان لايبق من الإسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه ))

أعرف رجل مسلم ولد في هذه البلدة الطيبة وعمل بالتجارة وذهب غلى مصر ، وسأل أحد أصدقائه هناك: أين قبر محمد ؟ من محمد ؟ قال لهم: النبي الكريم ، قالوا له: في مصر قبره ؟ مسلم من أسرة مسلمة ما عرف عن الدين شيئاً.
((يأتي على الناس زمان لايبق من الإسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه))

هناك أخطاء كبيرة جداً ، لا يعرف شيء عن الدين ولا عن فرائض الدين وواجباته ، يرتكب كل الموبقات وكأنها مشروعة ، لم يعلمه أحد ، أبوه لم يحرص على تربيته ، هذا من علامات آخر الزمان.
ومن مراسيل الحسن إذا أظهر الناس العلم وضيعوا العمل.
مكتبات ضخمة ومكتبات مقروءة ومكتبات مسموعة ومكتبات مشاهدة ، موجود كل شيء، رسائل محاضرات جامعات كليات كتب ملخصات تدريبات كل شيء موجود ، أما التطبيق فلا يوجد !
لذلك إذا أظهر الناس العلم وضيعوا العمل ، تحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب ، هذا شيء والله ملاحظ ، تجد المديح من أرقى مستوى ، أحلى من العسل ، فإذا سُؤل عن هذا الذي مدحه في حضرته بعد ساعة ، مط شفتيه أو رفع حاجبيه أو تكلم كلاماً قبيحاً وهذا من علامات آخر الزمان ، أنا أعطيكم مبررات لما يجري حولنا ، المسلم يتساءل أين وعد الله ؟ ألسنا مسلمين ومؤمنين ؟ ما هذا الذي يجري في كل بقاع الأرض ؟

أنا في هذا الدرس أردت أن أجيب عن سؤال واحد: لماذا نحن هكذا ؟ أين استخلاف الله لنا ؟ أين تمكين الله لديننا ، أين تطمين الله لنا ؟ اين دفاعه عنا ؟ أين نصره وقوله تعالى:
﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)﴾

(سورة الروم)

هذه الأحاديث وتلك الوقائع تقدم لكم التفسير المقنع ، الموقف العملي أن تنجو أنت بطاعة الله وبالتطبيق لا بالحديث والفلسفة وبالإقبال على الله والاتصال به وبالمداومة على ذكره.
إذا أظهر الناس العلم وضيعوا الجهل وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا بالأرحام.
يقول: من سنة لم أزور أختي ، تفتخر بهذا الكلام ؟ أختك من لها غيرك ؟ تقاطعوا بالأرحام ، أحياناً بين أخوين دعاوى ، أعرف رجل له أخت كانت يتيمة توفي والده فحرص على تعليمها والعناية بها إلى أن نالت ليسانس في الحقوق وأصبحت محامية ، الآن تكيد له في القضاء ! هو وإياها في القضاء من أجل أن تأخذ منه بيتاً ! أخ وأخت من أم وأب واحد في القضاء ، كم دعوة في القضاء بين الأهل ؟ بين الآباء وأبنائهم ، وبين الأخوات وأخوانهم ، بين الأم وابنها ، دعوة نفقة وابنها غني لا يعطيها ، مثل هؤلاء المسلمين يحتاجون أكثر من ذلك.
الحديث الصحيح المشهور الذي يحل بعض المشكلات وهذا الحديث من دلائل نبوة النبي:
((عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلافِهِمِ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ ، وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ))

(سنن ابن ماجة

((يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ ))
يستعيذ النبي بالله أن يدرك أصحابه هذه الحال.
((لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلافِهِمِ الَّذِينَ مَضَوْا ))

أحدث إحصاء لمرضى الإيدز خمس وثلاثون مليون ! أنا قبل ستة أشهر ألقيت خطبة إذاعية عن الإيدز ، وكان تحت يدي أحدث إحصاء عشرين مليون ! منذ أيام قرأت خمس وثلاثين مليون مصاب بالإيدز ، في كل عشر ثواني يموت إنسان في الإيدز ! كل ثلاث ثواني يموت إنسان من الدخان ! إحصاءات رسمية ، قبل أسبوعين كان مناسبة مكافحة التدخين ، وزير الصحة تلقى مكالمة هاتفية من صديق له من أحد علماء أمريكا ، يقول هذا الصديق لوزيرنا: إن علبة الدخان التي تأتيكم هي من أسوأ أنواع الدخان بالعالم ، ولو كانت الماركات فخمة ، العلبة الواحدة فيها من الأذى والضر ما يساوي خمس علب تباع في بلادهم ! ذكرت هذا في خطبة جمعة ، وأحد علماء مصر ذهب بنفسه إلى أميركا فرأى بأم عينه كيف ينقع ورق التبغ بالخمر ! الذي يتحدثون عنها نكهة التبغ ، وعندي كتاب اشتريته من معرض الكتاب السابق ، وقبل أسابيع قرأته، وذكرت بعض مافيه في إحدى خطب الجمعة ، وهذا الذي يظهر في الدعايات كما قيل لي شاب وسيم الطلعة ، يرتدي ثياب الكايبوي يقول تعال إلى حيث النكهة ، هذا الشاب مات بمرض السرطان في الرئة ! وقال قبل موته: كنت أكذب عليكم فالدخان هو الذي قتلني ، ماذا يقول عليه الصلاة والسلام ؟
(( لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلافِهِمِ الَّذِينَ مَضَوْا ))

أليست هذه الفقرة من الحديث من دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام ؟

(( وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ ))

قال لي: يملأ الكازية على التمام مثلاً ثلاث وعشرين ليتر ، الثانية على التمام تسعة عشرة ليتر ، معنى هذا يوجد تلاعب في العداد

.(( وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ ، وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ))

يقال بعض الحروب الحديثة خمسمائة وثلاث وسبعين مليار نقلت من بلاد الشرق إلى بلاد الغرب عقب هذه الحرب.
(( وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ))

كل بأس المسلمين على بعضهم ، كل شدتهم وقوتهم على بعضهم ، هذا الحديث وحده من دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام.
((وذكر أبو عمر بن عبد البر عن أبي عمران قال: بعث الله عز وجل ملكين إلى قرية أن دمرا من فيها فوجدا فيها رجلاً قائماً في المسجد يصلي فقال: يا ربي إن فيها عبدك فلان يصلي، فقال الله عز وجل دمراها ودمراه معهم إنه ماتنعر وجهه في قط ))

أب صالح يصلي ، ابنته تسير بثياب ضيقة تبدي كل مفاتنها ، يقول لك: صبية وهو يصلي ، ليس له علاقة هذه ابنته ، تثير الشباب تظهر مفاتنها ، زوجته في الشرفة بثياب متبذلة ، مرتاح تماماً وبراءة الأطفال في عينيه ، لا مشكلة ابداً.
قال: ما تنعر وجهه فيّ ، دمراه معهم ، صلاح ونعومة ، في المسجد درس لطيف ، جزاه الله خيراً للأستاذ ، والبيت ليس فيه شيء من الدين ، لا الزوجة ولا البنات ولا الأولاد ، موبقات وأجهزة لهو ، مرتاح لا مشكلة ، ويجلس في الصف أول في المسجد ! هذه النماذج بها أهلكنا الله عز وجل ، أين الغيرة على الدين ، هذه التي تسير في الطريق أليس لها أب أو أخ إلى هذه الدرجة ! ما بقي شيء للزوج إطلاقاً ، كل شيء في الطريق.
في رواية أخرى
((ذكر الحميدي عن سفيان بن عمينة قال: حدثني سفيان بن سعيد عن مسعد أن ملكاً أمر أن يخسف بقرية فقال: يا ربي إن فيها فلاناً العابد فأوحى الله عز وجل أن به فإبدأوا ! لماذا يا ربي ؟ قال: لأنه لم يتنعر وجهه في ساعة قط ))

نحن نريد حركة إلى الله ، نريد موقف عملي ، وبيت مسلم ، محل إسلامي لا كذب فيه تدليس لا يوجد ، أما نحن مع الناس، صرعاتهم نأخذ بها أخلاقهم نأخذ بها ، ونحن مسلمون ونصلي في المسجد ونؤدي واجباتنا الدينية وكأن شيئاً لم يكن.
مثل هؤلاء المسلمين لن ينصروا ولم يأخذ الله بيدهم ولن يدافع عنهم.
((عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا يَعْنِي ضَنَّ النَّاسُ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَتَبَايَعُوا بِالْعَيْنِ ، وَاتَّبَعُوا أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَتَرَكُوا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِمْ بَلاءً فَلَمْ يَرْفَعْهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينَهُمْ ))

(مسند الإمام أحمد)

العينِ أسلوب ربوي بغلاف شرعي ، وكم من اسلوب في البيع والشراء أساسه الربا ومظهره إسلامي ، سجادة في هذا المحل يأتي طالب قرض الربا يشتري هذه السجادة بألف ديناً ، ثم يبيعها للبائع نقداً بثمانمائة ! بيع وشراء ، اشتراها مسيئة بألف ثم باعها نقداً بثمانمائة ، ويقول لك هذا بيع ، هذا هو بيع العينَ ، أسلوب في البيع ربوي مغلف بغلاف شرعي ، وهذه من حيل المنافقين.
(( ذَا يَعْنِي ضَنَّ النَّاسُ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَتَبَايَعُوا بِالْعَيْنِ ، وَاتَّبَعُوا أَذْنَابَ الْبَقَر))

طبعاً النبي عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة جداً حض على الزراعة ، وجعل كل من يزرع كل ما يؤكل من زرعه صدقة ، لأنه قدم للناس خدمات جلّ ، إلا أن هذا الحديث يعني شيء آخر ، الإنسان ركن إلى مزرعة لا يريد ولا يطلب العلم ولا يعلم أحد ، يريد مسبح وفيلة ومسرور ، فواكه لدي وجو لطيف ، نقي لا تلوث فيه ، الحياة رسالته أن يكون مسرور ، ليس له هم أبداً.
((وَاتَّبَعُوا أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَتَرَكُوا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِمْ بَلاءً فَلَمْ يَرْفَعْهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينَهُمْ ))

الحياة الرخاء يعيش ليسر ويتنعم وليحقق ملذاته فقط لا رسالة ولا هدف ولا طلب علم ولا تعليم علم ولا يهمه المسلمون ، لا يهتم إلا بمصالحه فقط ، هذا النموذج هو سبب البلاء.
يقال أن بختنصر الذي أجلى اليهود عن أرضهم وشردهم في الآفاق قال لبعض أنبيائهم: ما الذي سلطني على قومك ؟ قال: عظم خطيئتك وظلم قومي أنفسهم.
ومرة سوئل تيمر لند من أنت ؟ قال: أنا غضب الرب ! إذا غضب الله عز وجل أنزل بهم ، والحديث القدسي الذي أرويه لكم كثيراً:
(( أنا ملك الملوك ، أنا الله ملك الملوك ومالك الملوك ، قلوب الملوك بيدي فإن العباد أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة ، وإن هم عصوني حولتها عليهم بالسخطة والنقمة ، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك وادعوا لهم بالصلاح فإن صلاحهم لصلاحكم ، وإذا أراد الله بقوم خيراً جعل أمرهم إلى حلمائهم ، وجعل أغنيائهم اسخيائهم ، وجعل أمرهم شورى بينهم ، أما إذا غضب على قوم كان أمرهم إلى نسائهم وأمرائهم شرارهم وأغنيائهم بخلائهم ))
((قال يونس: يارب أنت في السماء ونحن في الأرض فما علامة غضبك من رضاك ؟ كيف ترضى عنا وكيف تغضب ؟ قال: فأوحى إلي إذا استعملت عليكم خياركم فهو علامة رضائي عنكم ، وإذا استعملت عليكم شراركم فهو علامة سخطي عليكم ))

مقياس دقيق ، النبي عليه الصلاة والسلام استعاذ من إمام سوء إن أحسنت لم يقبل ، وإن أسأت لن يغفر ، استعاذ من رجال سوء إن رأى خيراً كتمه ، وإن رأى شراً أذاعه.
(( وفي معجم الطبراني من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال عليه الصلاة والسلام: ما طفف قوم كيلاً ولا بخسوا ميزاناً إلا منعهم الله عز وجل القطر من السماء ، وماظهر في قوم الزنا إلا ظهر فيهم الموت.))

بعض الإذاعات الأجنبية أجرت مقابلة مع طالبات في الجامعة في معظم الدول العربية ، الأسئلة تمارسي الجنس ؟ قالت: نعم ، تسعة من عشرة يمارسون الجنس قبل الزواج ! ببساطة ، الإنسان يحتار شيوع الزنا إلى درجة غير مقبولة ، طبعاً في بلاد الغرب جريمة الزنا كأنك تشرب كأس ماء !

حدثني أخ كريم كان هناك في كل دورات المياه في التعليم الثانوي إرشادات للطلاب والطالبات في ممارسة الجنس ، يمارس في دورات المياه أثناء الدوام ! شيء طبيعي.
لذلك النبي الكريم قال: ما ظهر في قوم الزنا إلا ظهر فيهم الموت ، وما ظهر في قوم الربا إلا سلط الله عليهم الجنون ، وما ظهر في قوم القتل إلا سلط الله عليهم عدوهم ، ولا ظهر في قوم عمل قوم لوط إلا ظهر فيهم الخسف ، وما ترك قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا لن ترفع أعمالهم ولم يسمع دعائهم.
اخترت لكم هذه الأحاديث من اجل أن تعطينا تفسيراً مقنعاً لماذا تخلى الله عنا ، والله عز وجل يقول: وإن تعودوا نعود.
وقد حدثنا عليه الصلاة والسلام في إحدى خطبه بعد أن صعد المنبر ، حمد الله وأثنى عليه وقال:
((عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ أَنْ قَدْ حَفَزَهُ شَيْءٌ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ خَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا ، فَدَنَوْتُ مِنَ الْحُجُرَاتِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْعُونِي فَلا أُجِيبُكُمْ وَتَسْأَلُونِي فَلا أُعْطِيكُمْ وَتَسْتَنْصِرُونِي فَلا أَنْصُرُكُمْ ))

(مسند الإمام أحمد)

أنا أعرف معرفة يقينية أن رواد المساجد وطلاب العلم والذين يرجون رحمة الله بعيدون عن هذه الأحاديث كلياً لكن أنا أحذر إخوتنا أن الإنسان إذا تساهل ربما تسللت الفتنة إلى بيته ، من أجل أن نبقى يقظين وحذرين المؤمن كيس فطن حذر.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ﴾

(سورة النساء)

كان عندي أخ والده ركب صحن ، وبعد أن ركبه قال له: أجربه فشاهد مناظر غير معقولة ، قال له: الآن تأخذه ! قال: عجيب قال: عندي بنت وابن أغلى علي من هذا الجهاز إنزعه وخذ أجرتك ، لم يكن يعلم أنه موجود شيء لا يرى ، إذا كان أولادك غاليين عليك هل تضحي بأخلاقهم من أجل أن ترى أنت ما في العالم كله ؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولكُ
((مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْعُونِي فَلا أُجِيبُكُمْ وَتَسْأَلُونِي فَلا أُعْطِيكُمْ وَتَسْتَنْصِرُونِي فَلا أَنْصُرُكُمْ))

ومن أحاديث رسول الله في آخر الزمان:
((إذا خفيت الخطيئة لا تضر إلا صاحبها، وإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة ))

(الجامع لجلال الدين السيوطي)

أحياناً الإنسان يغلق بابه ويرتكب معصية ، من الذي تضرر ؟ واحد هو الذي اقترف المعصية ، إذا خفيت الخطيئة لن تضر إلا صاحبها ، وإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة.
كثير من الناس يقولون: أقمنا في مكة والمدينة أسبوعين لم ارى وجه إمرأة شيء مريح جداً ، لا يأتيه ولا خاطر نسائي ، مع العلم أن هناك معاصي كثيرة في البيوت ، لكن هذ المعاصي التي في البيوت لا تضر إلا أصحابها ، أما إذا انتشر الفساد في الطرقات هذا الفساد يجذب النفوس المريضة ، ممكن إنسان بريء يفتن بهذا الفساد ، هذه النقطة دقيقة جداً ، إذا خفيت الخطيئة لن تضر إلا صاحبها ، وإذا غفرت فلن تغير وضرت العامة.
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي حدثنا بها عن حالات آخر الزمان أنه قال
:(( يأتي على الناس زمان يستخفي المؤمن فيهم كما يستخفي المنافق فيكم اليوم ))

(للمتقي الهندي)

أحياناً الإنسان يحاول إخفاء أنه دين ، يحاول أن لا يظهر بمظهر ديني ، وأن لا يصلي أمام الناس ، هذه من علامات آخر الزمان.
(( يأتي على الناس زمان يستخفي المؤمن فيهم كما يستخفي المنافق فيكم اليوم))

لكن هذه البلدة والحمد لله أخبر عنها النبي قبل خمس وألف مائة عام !
((عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ ، أَلا وَإِنَّ الإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ))

(مسند الإمام أحمد)

المساجد عامرة ، والدعوة إلى الله نشيطة ، ورواد المساجد شباب ، مقبلين على الدين ، هذه نعمة صدقوني لا تجدوها في أية بلدة أخرى وأنا متأكد مما أقول: عليكم بالشام في آخر الزمان
.((رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ ))

يوجد ألف دليل على ذلك: في رمضان يوجد أعراس في الشام ، كل مسجد فيه عرس ، الناس كلها إلى المساجد ولصلوات التراويح يقفون ساعات طويلة يستمعون إلى كتاب الله ، مالذي يحدوهم إلى ذلك ؟
والله بلاد أخرى كل الناس وراء أجهزة اللهو يتابعون المسلسلات وقت صلاة التراويح ، أما عندنا فلا وهذه نعمة كبيرة.
أنا أحب أن أكون واقعي أبرز الخير الإيجابيات والسلبيات ، نحن بخير نصلي في المساجد ونستمع إلى خطب ونحضر دروس مرتاحون هذه نعمة حافظوا عليها واشكروا الله عليها، في بلاد أخرى لا تستطيع أن تستمع إلى مجلس علم ولا أن تدخل إلى مسجد ، هذه نعمة من نعم الله وأنا أعني ما أقول ، نعمة اشكروا الله عليها ، المساجد مليئة بالمصليين ، دروس العلم في كل مكان.
((عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي على الناس زمان يذوب فيه قلب المؤمن كما يذوب الملح في الماء ، قيل: مم ذاك ؟ قال: مما يرى من المنكر لا يستطيع يغيره.))

(للمتقي الهندي)

وفي حديث دقيق جداً يجب ان نعيه وعياً جيداً:
((عَنْ خَالِدٍ وَإِنَّا سَمِعْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ ، و قَالَ عَمْرٌو عَنْ هُشَيْمٍ وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا ثُمَّ لا يُغَيِّرُوا إِ لا يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ))

(سنن أبي داوود)

الأقوياء والأغنياء صالحون وقلة تعمل المعاصي ، الأقوياء والأغنياء بإمكانهم أن يمنعوا هؤلاء القلة من أن تعمل المعاصي فلن يفعلوا ذلك إلا عمهم الله بالعقاب ، أنت أب وهذه ابنتك مصروفها منك ، أنت رجل يجب أن لا تتدخل ولاتفرض رأيك على لباسها في الطريق ؟ لماذا سلبي ؟
((مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا ثُمَّ لا يُغَيِّرُوا إِ لا يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ))

ويجاء يوم القيامة وهذا الحديث في صحيح البخاري:
((عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قِيلَ لأُسَامَةَ لَوْ أَتَيْتَ فُلانًا فَكَلَّمْتَهُ قَالَ: إِنَّكُمْ لَتُرَوْنَ أَنِّي لا أُكَلِّمُهُ إِلا أُسْمِعُكُمْ إِنِّي أُكَلِّمُهُ فِي السِّرِّ دُونَ أَنْ أَفْتَحَ بَابًا لا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ ، وَلا أَقُولُ لِرَجُلٍ أَنْ كَانَ عَلَيَّ أَمِيرًا إِنَّهُ خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالُوا وَمَا سَمِعْتَهُ ؟ يَقُولُ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ ، فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ أَيْ فُلانُ مَا شَأْنُكَ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلا آتِيهِ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ ))

(صحيح البخاري)

قبل أن تتكلم كلمة للناس عد للمليون هل أنت مطبق لها ؟ ألا تستحي من الله ؟ ابن آدم عظ نفسك ، فإن وعظتها فعظ غيرك وإلا فاستحي مني.
نقطة دقيقة في الدرس: معظم المسلمين لا يقتلون ولا يشربون الخمر ولا يزنون الأكثرية، بيوت هذا البلد ، خمسين بناء ، كل بناء فيه خمس طوابق ، كل طابق أربع شقات ، أكثر البيوت لا يوجد فيها قتل ولا زنا ولا خمر ، بيوت المسلمين تقريباً ، ما الذي يهلكهم ؟ محقرات الذنوب اختلاط غيبة نميمة نظر إطلاق بصر ، شبهات في الدخل.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلا ، كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلاةٍ فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ ، وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا ، فَأَجَّجُوا نَارًا ، وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا ))

(مسند الإمام أحمد)

عود واثنان وثلاثة اصبحت النار عظيمة ، فالذنب الصغير كمصافحة وهذه أختي وهذه سامحنا الله وهذه الله يغفر لنا وهذه ماذا نفعل نحن ضعاف أمام الله وسوف لن يعاقبنا إن شاء الله.. اجمعهم تجدهم شكلوا نار عظيمة إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ ، فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ ،
وفي صحيح البخاري:
عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ:
((إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ ، إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُوبِقَاتِ))

(صحيح البخاري)

((ومرة ثانية في صحيح البخاري: عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ: إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ ، إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُوبِقَاتِ))

كلما استعظمت الذنوب الصغيرة كنت عند الله عظيماً ، وكلما استصغرت الذنوب العظيمة كنت عند الله صغيراً ، علامة إيمانك أنك تستعظم الذنب ، أما المنافق ذنبه كالذبابة لا يستعظمه أبداً.
مثلاً:
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ قَالَ فَقَالَ: وَاللَّهُ أَعْلَمُ لا أَنْتِ أَطْعَمْتِهَا وَلا سَقَيْتِهَا حِينَ حَبَسْتِيهَا وَلا أَنْتِ أَرْسَلْتِهَا ، فَأَكَلَتْ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ ))

(صحيح البخاري)

إنسانة تدخل إلى النار من اجل هرة حبستها ! حدثني شخص: يوجد موظف عنده رغبة وهواية أن يعذب الناس ، يأتيه مراجع يضع له عقبة ، في اليوم الثاني عقبة ثانية ، على خمس أو ست أيام ، أسبوعين ثلاثة ، تجد هذا الإنسان بدأ يغلي ، يقول له: استويت هذا يكفيك فيوقعها له، وكان ممكن أن ينجز له عمله من اليوم الأول وأول ساعة ، القضية واضحة ، لكن يحب أن يبرز أهميته في وضع عقبات ، ما مات هذا الإنسان إلا بورم خبيث وعان منه سنتين ، أحياناً الإنسان يقول لك: أنا أصلي ، هل تعامل الناس بالحسنى ؟ وتسهل أمور المسلمين ؟ أم تعقدها ، الله عز وجل المقياس الذي يقيس به عباده من نوع خاص ، مدى نفع هذا العبد لعباد الله ومدى طاعته لله، هذان المقياسان هم اللذان يحاسب الله بهما الناس.
أردت من هذا الدرس أن يكون تفسيراً مقنعاً للحالة التي يحاول الإنسان في تفسيرها.
إن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر ما سيجري في آخر الزمان ، فلعل هذا الذي يجري ، نبتعد عنه بعد الأرض عن السماء ، فننجو بديننا وأهلنا من هذه الأخطاء


والحمد لله رب العالمين

المصدر: أحاديث شريفة عن آخر الزمان .

ارجو تقبل مروري
تحياتي احترامي وتقديري
في امان الله وحفظه
 
أحاديث آخر الزمان بين الفضل والذم

الحمـد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا مزيدًا إلى يوم الدين.

وبعـد:
فإن حديثنا في افتتاحية هذا العدد المبارك من مجلة التصفية والتربية عن أحاديث آخر الزمان، ولم نقصد بطرح مثل هذا الموضوع التسلية بما يتشوف له كثيرٌ من الناس من أخبار المستقـبل، بل ولم نقصد أيضًا اجترار الكلام المكرر عن مستقبل الأمة، أو تجرع الغصص المتكررة عن آلامها وأحزانها، لكن قصدنا من طرحه أمور، منها:
1) أن نتعرف جميعًا على حال الأمة في زمانٍ نعيش كثيرًا من تفاصيله بما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم، من خـلال التنبـه لما ذكره عليه الصلاة والسلام من صفات، وسرده من حوادث، وما علق عليه من أحكام.

2) أن نجتهد في وضع وسطية بين طرفين؛ طرف سيئ الظن يجعل من أحاديث ذم الزمان عكازًا يتسلق به إلى تبرير موقفه السلبي من عدم العمل للدين أو لنصرته، وطرف آخر مغرور بواقع الحال يحمل أحاديث فضل آخر الزمان على حال المداهنة الذي أقنع نفسه الدنيئة به، وجهد المقـل الذي يتمنن به ! وكلا قصد طرفي الأمور ذميم.

3) لتستبين سبيل المجرمين، وتتضح مسالكهم، ويبين منهاج المؤمنين، وتعرف حقيـقتهم، والله المستعان.

1- تكالب الناس على الدنـيا:
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساجد حلقا حلقا، إمامهم الدنيا (في رواية أمانيهم الدنيا، وفي أخرى: ذكرهم الدنيا وحب الدنيا)، فلا تجالسوهم فإنه ليس لله فيهم حاجة، سلسلة الأحاديث الصحيحة/ المجلد الثالث/ 1163، وحسنه في إصلاح المساجد.

ويقول عليه الصلاة والسلام أيضًا: "ليأتين على الناس زمان قلوبهم قلوب الأعاجم، حب الدنيا، سنتهم سنة الأعراب، ما أتاهم من رزق جعلوه في الحيوان، يرون الجهاد ضررا، والزكاة مغرما". سلسلة الأحاديث الصحيحة/ المجلد السابع 2/ 3357.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي على الناس زمان ما يبالي الرجل من أين أصاب المال من حلال أو حرام"، رواه البخاري، صحيح الجامع الصغير، المجلد الثاني، 5344.

ويقول عليه الصلاة السلام أيضًا: "إن بين يدي الساعة: تسليم الخاصة، وفشو التجارة؛ حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور، وكتمان شهادة الحق، وظهور القـلم"، سلسلة الأحاديث الصحيحة، المجلد الثاني، 647.

• ويظهر جليًا: أن تكالب الناس على الدنيا، وانفـتاح الدنيا على الناس الذي ذمه النبي صلى الله عليه وسلم اتصف بأمور:
1) أن الدنيا تصبح غاية الإنسان وإمامه وأمنـيته؛ فلا يتخذها مطية للآخرة.
2) أنهم يزداد فيهم طول الأمل والتصابي، ويعمرون الدنيا، ويفرطون في الواجبات الشرعية، بل يستكرهونها، والعياذ بالله.
3) أن انفـتاحهم على الدنيا لم يضبط بضوابط الشرع، بل لا يبالون بحرمة الكسب من حله، أو يراعون حقـوقًا أخرى ومصالح غير التجارات، فبمثل هذه الأوصاف أو بعضها ذم حال الناس من هذه الجهـة.

• لكن جاء أن من فضائل آخر الزمان:
ما رواه أحمد في مسنده مسلم في صحيحه عن أبي سعيد وجابر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال، ولا يعده"، وفي رواية: قال:"يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيًا، ولا يعده عدًا".

وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا".

بل، ويقـول صلى الله عليه وسلم: "ثم يلبث الناس بعده سنين سبعاً، ليس بين اثنين عداوة، ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك، ورُدّي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرّمانة، ويستظلون بقحفها، ويُبارك في الرِّسْل؛ حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفـئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، وتكون الفرس بالدريهمات". وقال صلى الله عليه وسلم: "طوبى لعيش بعد المسيح، طوبى لعيش بعد المسيح، يؤذن للسماء في القطر، ويؤذن للأرض في النبات، فلو بذرت حبك على الصفا لنبت، ولا تشاح، ولا تحاسد، ولا تباغض، وتنزع حمة كل ذات حمة، وتقع الأمنة على الأرض؛ حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم، حتى يدخل الوليد يده في الحية فلا تضره، وتـُـفـرُّ الوليدة الأسد فلا يضرّها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها"، صححه الألباني رحمه الله في قصة المسيح الدجال.

• فتـبين من هذا أن من فضائل آخر الزمان انفـتاح الدنيا على الناس، لكن وهم على الحق قائمون بأمر الله، فرخاء العيش وشدته ليست دليل على محبة الله أو بغضه؛ إلا أنه ينظر لحال الناس من جهة تمسكهم بما يحبه الله، وتركهم لما يبغضه سبحانه.


ولكن مع ذلك: ينبغي أن لا يفرح كثيرًا بذاك الزمان ونحمد الله على ما نحن فيه:
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجوع في وجوه أصحابه، فقال: "أبشروا؛ فإنه سيأتي عليكم زمان يغدى على أحدكم بالقصعة من الثريد ويراح عليه بمثلها"، قالوا: يا رسول الله، نحن يومئذٍ خير؟ قال: "بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ"، صحيح الترغيب والترهيب، المجلد الثالث، 3308، (صحيح لغيره).

وقال عليه الصلاة والسلام: "تلقى الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة؛ فيجيء القاتل فيقول: في هذا قتلت، ويجيء القاطع فيقول: في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئًا، رواه مسلم عن أبي هريرة.

• وينبغي علينا أن نكثر من الصدقات:
ففي الصحيحين من حديث حارثة بن وهب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تصدقوا فإنه يأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته، فلا يجد من يقـبلها، يقول الرجل: لو جئت بها بالأمس لقبلتها، فأما اليوم فلا حاجة لي بها، وقال: ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب، ثم لا يجد أحدا يأخذها منه"، صححه الألباني في تخريج أحاديث مشكلة الفقر، 130.

2 سوء العمـال:
في حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال معهم سياط كأنها أذناب البقـر، يغدون في سخط الله، ويروحون في غضبه"، سلسلة الأحاديث الصحيحة، المجلد الرابع، 1893.

وعن أبي هريرة مرفوعًا: "يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة، ووزراء فـسقة، وقضاة خونة، وفقهاء كذبة؛ فمن أدرك منكم ذلك الزمان فلا يكونن لهم كاتبًا، ولا عريفـًا، ولا شرطيًا"، رواه الطبراني، وصححه الألباني في إرواء الغليل، 2665.

وعن الزبير بن عدي، قال: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال:"اصبروا؛ فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده أشر منه حتى تلقوا ربكم"، سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم، رواه البخاري.

وعند أحمد من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة: "أعاذك الله من إمارة السفهاء"، قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: "أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهديي، ولا يستنون بسنتي؛ فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا مني، ولست منهم، ولا يردون على حوضي، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك مني، وأنا منهم، وسيردون على حوضي، يا كعب بن عجرة: الصيام جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، والصلاة قربان، أو قال: برهان، يا كعب بن عجرة: الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها وبائع نفسه فموبقها"، رواه أحمد، واللفظ له، والبزار، ورواتهما محتج بهم في الصحيح، وراجع صحيح الترغيب والترهيب 2/ 2242.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عند الإمام أحمد: "سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة"، قيل: وما الرويبضة؟ قال: "الرجل التافه؛ يتكلم في أمر العامة"، راجع سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 1887.

فتـبين:
1) أن ظلم الولاة والعـمال من فساد آخر الزمان، وأن الواجب على المسلم عدم إعانتهم على ظلمهم، أو تصديقهم على باطلهم؛ إن لم يستطع نصحهم، وإرشادهم للخير وترك الشر.
2) أن المسلم مأمور بالصبر على ما يصيبه، فلا ينزع يدًا من طاعة، ولا يخضع للباطل أو يتبعه، وعليه كذلك الإكثار من طاعة الله عز وجل، وعدم الاغترار بالدنيا.
3) أن وجه هذا الذم متجه لمن خالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وسـنته.

• وقد جاء في فضائل آخر الزمان:
من حديث أنس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يأتي على أمتي زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر"، سلسلة الأحاديث الصحيحة/ المجلد الثاني 957.

فهذا والذي قبله يؤكدان أن على المسلم المعتصم بأمر الله وهدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يثبت عليهما، ولو اتجهت الرئاسات والمناصب لأهل الباطل والظلم، ولمن أعانهم على ذلك، أو داهنهم فيه.

ولكن مع ذلك: ينبغي أن لا يفـهم هذا الأمر خطـأ:
فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم"، رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن ابن عمر، انظر صحيح الجامع الصغير 2/ 6651.

وهكـذا يحفظ لهم حقـهم في الطاعة والنصيحة وجمع الكلمة:
فعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:"خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم"، قيل: يا رسول الله! أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال: "لا؛ ما أقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه؛ فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يدًا من طاعة"، رواه مسلم.

3- قلة العـلم ونقصـانه ورفعـه:
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "إنكم أصبحتم في زمان كثير فقهاؤه، قليل خطباؤه، قليل سؤاله، كثير معطوه، العمل فيه خير من العلم، وسيأتي زمان قليل فقهاؤه، كثير خطباؤه، كثير سؤاله، قليل معطوه، العلم فيه خير من العمل"، سلسلة الأحاديث الصحيحة، المجلد السابع، 1/ 3189.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يتقارب الزمان، وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح، ويكثر الهرج"، قيل: يا رسول الله، أية هو؟ قال: "القتل القتل"، أخرجه أبو داود في أول كتاب الفتن والملاحم، 4255.

ومن حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عته قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن بين يدي الساعة الهرج"، قالوا: وما الهرج؟ قال: "القتل، إنه ليس بقتلكم المشركين، ولكن قتل بعضكم بعضًا، حتى يقتل الرجل جاره، ويقتل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه"، قالوا: ومعنا عقـولنا يومئذ؟ قال: "إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس، يحسب أكثرهم أنهم على شيء، وليسوا على شيء"، سلسلة الأحاديث الصحيحة، المجلد الرابع، 1682.

ومنه يظهر لك:
1) أن نقصان العلم ورفعـه في آخر الزمان سببٌ لوقوع الفتن والقتل والقتال بين الناس؛ فما دام العلم في النـاس والعـلماء بينـهم فهم في عافية من الفتـن.

2) أن أهل العلم طائفة عرفت بالعلم والتعليم، والتفـقه في الوحيين، والعمل والدعوة بهما، وليسوا كل خطيب مفـوه أو واعظ أو قاص أو عابد عمل بغير علم..

وجاء من فضـائل آخر الزمان:
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنكم اليوم في زمان كثير علماؤه، قليل خطباؤه، من ترك عشر ما يعرف فقد هوى، ويأتي من بعد زمان كثير خطباؤه، قليل علماؤه، من استمسك بعشر ما يعرف فقد نجا"، سلسلة الأحاديث الصحيحة، المجلد السادس، 1/ 2510.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك، ثم يأتي زمان من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا"، وقد تراجع الشيخ الألباني رحمه الله, عن تضعيفه وأخرجه في الصحيحة برقم ( 2510 ).

• فهذا دليـلٌ على خيرية العـلم في آخر الزمان، وأهمية الالتفاف على أهله، وعدم ترك طلبه بحجة ضعف العمل به، بل يجازي الله كل أهل زمان ٍ بحسب علمهم، وقدرتهم على العمل.

ولكن ينـبغي ألا نعـجب بهذا العـلم:
فعن أم الفضل أم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام ليلة بمكة من الليل، فقال: "اللهم هل بلغت ؟"، ثلاث مرات، فقام عمر بن الخطاب وكان أواهًا، فقال: اللهم نعم، وحرضت، وجهدت، ونصحت، فقال: "ليظهرن الإيمان حتى يرد الكفر إلى مواطنه، ولتخاضن البحار بالإسلام، وليأتين على الناس زمان يتعلمون فيه القرآن يتعلمونه ويقرؤونه، ثم يقولون قد قرأنا وعلمنا، فمن ذا الذي هو خير منا؟ فهل في أولئك من خير؟"، قالوا: يا رسول الله، من أولئك؟ قال: "أولئك منكم، وأولئك هم وقود النار"، رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن إن شاء الله تعالى، راجع صحيح الترغيب والترهيب1/ 137.

بل لا بد من حسـن الخـلق في تلقي العلم، وفي تعليم الناس ودعوتهم:
ففي أثر ابن مسعود رضي الله عنه السابق قال: ".... اعلموا أن حسن الهدي - في آخر الزمان- خير من بعض العمل"، انظر صحيح الأدب المفرد/304.

4- انتـشار الشـر وأهـله:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كيف بكم وبزمان" أو "يوشك أن يأتي زمان يغربل الناس فيه غربلة، تبقى حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فكانوا هكذا"، وشبك بين أصابعه، فقالوا: كيف بنا يا رسول الله؟ قال: " تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقـبلون على أمر خاصتكم، وتذرون أمر عامتكم"، قال أبو داود: هكذا روي عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، أخرجه أبو داود في أول كتاب الملاحم/4342.

وقال عليه الصلاة والسلام: "سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ، إذا ظهرت المعازف والقـينات، واستحلت الخمر"، راجع صحيح الجامع الصغير برقم 3665.
وفيما سبق بيان انتشار أهل الشر في آخر الزمان بحيث:
1) تبقى حثالة من الناس لا عهود لهم ولا أمانات، يختلفـون ويتنازعون.
2) وتنتشر المعاصي، وتظهر ويعلن عنها، بل قد يستحل بعضها، والعياذ بالله.

ولكن مع هذا كله، فقد جاء في فضائل آخر الزمان:
ما تواتر من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك"، رواه مسلم وغير عن ثوبان.

وما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسًا، يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة"، رواه أحمد وابن ماجه عن أبي عنبة الخولاني، وانظر صحيح الجامع الصغير برقم7962.

وعند ابن ماجه بسند صحيح عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من ورائكم زمان صبر، للمتمسك فيه أجر خمسين شهيدًا منكم"، راجع صحيح الجامع الصغير برقم 2234.

• فيتعين على كل مسلم أن يكون من الطائفة المنصورة التي تقـوم بأمر الله عند فساد الناس، فأجره عند الله عظيم، وطوبى للغرباء.

• ولكن لا ينبغي مع ذلك أن يتمنى الواحد منا البـلاء، بل يدعـو الله بدفعـه عنه، وعدم وقوعه فيه:
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتني مكانه، ما به حب لقاء الله عز وجل"، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/ 578.

5 تكالب أعـداء الله على أمة الإسلام، ومقاتلتهم لهذه الأمة:
جاء في صحيح البخاري رحمه الله من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اعدد ستـًا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطـًا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر؛ فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفـًا".

وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقـوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك، قومًا وجوههم كالمجان المطرقة، يلبسون الشعر، ويمشون في الشعر".

• فتجمع أهل الكفـر والشرك من يهود ونصارى وترك وعجم - كما جاءت به الأحاديث الصحيحة - مما يكون آخر الزمان.

• ولكن مما يسـتبشر المؤمن به، ما جاء أن من فضائل آخر الزمان:
ألا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء؛ لا حجر، ولا شجر، ولا حائط، ولا دابة - إلا الغرقدة؛ فإنها من شجرهم لا تنطق- إلا قال يا عبد الله المسلم! هذا يهودي ورائي فتعال فاقتله، والحديث أصله في الصحيحين من حديث أبي هريرة.

وعن أبي هريرة أيضًا في ملاحم المسلمين مع الروم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله، لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية..."، رواه مسلم.

ولكن ننـبه هنا أنه يجب:
ألا تفسـر بعض الحـوادث والنكبات التي تقـع في هذا الزمان، أو بعض الفتوحات الجزئية على مثل هذه الأحـاديث، لأن تنزيلها على الوقائع من باب الرجم بالغيب، ويؤدي إلى إضعاف إيمان الأمـة بمصداقية مثل هذه الأحاديث؛ بالتشكك فيها أو بتشـوه صورتها عند عامة الناس، وينبغي أيضًا أن لا نعتمد على بعض المنامات أو التخمينات في تفسيرها، وألا يعبث بعقـول الأمة وإيمانها من أجل دراهم معدودة تكسب من مثل هذه الروايات التي تستغلها بعض الجهـات لترويج منتجاتها.

6 كثرة الفـتن: فتن الشـبهات:
عن سويد بن غـفلة قال رضي الله عنه: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن أخر من السماء أحب إلىّ من أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن حدثتكم عن غيره فإنما أنا رجل محارب، والحرب خدعة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقـتلوهم؛ فإن لمن قتلهم أجرا يوم القيامة"، سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1124.

وقال أيضًا: "أُخر الكلام في القـدر لشرار أمتي في آخر الزمان"، سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1127.

وقال عليه الصلاة والسلام: "إن أخوف ما أتخوفه على أمتي آخر الزمان ثلاثا: إيمانا بالنجوم، وتكذيبًا بالقـدر، وحيف السلطان"، سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1539.

وعند مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يضلونكم، ولا يفـتنونكم".

• فاتضح أن كثيرًا من أهل هذه الأمـة في آخر الزمان تفـسد عقائدهم، ويخوضوا في المتشابهات في أبواب الأسماء والصفات، والقـدر، والإيمان، وألوهية الله وربوبيته سبحانه، فينبغي على المسلم أن يتعلم عقـيدته، وأن يقوم على الجزم في معتقده؛ لئلا تفسده فتن آخر الزمان.

ومما جاء من فضائل آخر الزمان:
"إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها"، رواه أبو داود والحاكم والبيهقي من حديث أبي هريرة، راجع صحيح الجامع الصغير برقم 1874.

وعند أبي داود والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة أيضًا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله"، وعند أحمد والترمذي من حديث أنس:"مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره"، راجع صحيح الجامع الصغير برقم 5854.

• فلا يزال الله يبعث أئمة هذا الدين، يجـددون ما اندرس من تعاليمه، ويوضحون للناس ما خفي عليهم من فرائضه، ولا يزال الخير باق ٍفي شباب الأمة، يتجهون إلى رياضه، وينهلون من مشاربه، يتمنى أحدهم برؤية النبي صلى الله عليه وسلم لو ضحى بماله وأهله، جعلنا الله وإياكم منهم، ولعل في هذا القـدر كفاية، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


رابط الموضوع: أحاديث آخر الزمان بين الفضل والذم
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top