المتأمل في أحوال أمة الإسلام يلحظا ضعفا شديدا في الجانب الأخلاقي وتظهر هذه الأزمة الأخلاقية في المبادين الآتية:
(1) محيط الأسرة: فالأولاد إلا ما شاء الله لا يحترمون أباهم ولا يقدرون أمهم وكثيرا ما يعصون أوامرهما ويصدر منهم العقوق من عدم الإستجابة لهما أو التأفف والتثاقل في ذلك وعدم خدمتهما في المنزل ،
(2) التعليم: من الملاحظ جفاء كثير من الطلاب للمعلمين وقلة إحترامهم حتى ذهبت هيبة المعلم لدى طلابه فالطالب يدخل الفصل بلا استئذان ويتحدث أثناء الدرس ويشاغب ويرفع صوته على المعلم ولا يكترث به بل ربما بلغ الأمر إلى منازعته والتعدي عليه ، ومما يؤسف له أن نظرة الطالب إلى المعلم في الغالب نظرة سيئة فيها استهزاء وتصيد للأخطاء والعيوب
(3) المناسبات الإجتماعية: فالصغار والأولاد لم يتربوا على تقدير الكبار في الولائم والمناسبات وتراهم يجلسون في مقدمة المجلس ويزاحمون الكبار ويتحدثون في كل موضوع ولو كان لا يناسبهم ويقاطعونهم في الحديث ولا يشاركون في خدمتهم
(4) الصحبة والصداقة: ومما يلاحظ أيضا أن كثيرا من الشباب والفتيات لا يحسن آداب الصحبة ولا يحترم حقوق الصداقة ويبني علاقاته في الغالب على مجرد المصالح المادية أو الشهرة ، وقل من الأصحاب من يحفظ الود والوفاء ويكافأ المعروف
(5) العلاقة الزوجية: يلاحظ انتشار عادات سيئة وسلوكيات خاطئة في بعض البيوت بين الأزواج كأن يكون الرجل فظا غليظا مع زوجته كثير الشك والغيرة قاس في تصرفاته متسلط في قراراته لا يراعي رغبات المرأة واهتماماتها بخيلا مقترا على أهله سبابا بذيء اللسان داخل بيته فإن خرج ولقي الأصحاب هش وبش وتفرجت أسارير وجهه وبسط يده بالكرم
(6) بيئة العمل: ومما يلاحظ سوء خلق بعض العاملين فبعضهم يحمل الحقد على زميله لموقف شخصي تافه وينصب له العداوة بل ربما يحسده إذا رآه نجح في مشواره وتفوق ،
(7) الأسواق: بعض التجار هداهم الله لا يشكر الله فيما أنعم عليه من المال فتراه يكذب في وصف سلعته ويروجها بالأيمان الكاذبة ويغش المشتري ويسوم ويبيع على أخيه التاجر حسدا منه ولا يلتزم بشروط البيع من الضمان وغيره ويغلب عليه الجشع والبخل في تعامله مع الآخرين ، وقل من التجار من يراعي حدود الله في تجارته ويتحرى الإحسان إلى الخلق من إنظار المعسر وإقالة المشتري والنصح للناس والصدق في التعامل ، وقد كثر الغش في زماننا وقلت الأمانة ،
(8) الإعلام: بعض العاملين في مجال الإعلام يفتقدون أخلاقيات هذه المهنة الخطيرة من الشفافية والوضوح والصدق والأمانة في نقل الأخبار وتحقيق الأهداف السامية من توعية المتلقي ونشر الثقافة الإسلامية والعربية وتوضيح الحقائق وعرض الأحداث عرضا مطابقا للواقع دون تدخل فيه ، ومن المؤسف أن تكون الإثارة هدفا في العمل الإعلامي ولو كان المحتوى تافها ،
(9) السياحة والتنزه: تنتشر سلوكيات وأخلاق سيئة عند بعض المسلمين هداهم الله في المتنزهات والبرامج السياحية تشتمل على إلحاق الضرر بالغير وإيذاءه والإطلاع على خصوصيته ومن ذلك مضايقة الشباب للأسر المسلمة والجلوس بقربها والنظر إليها ومن ذلك تصوير الغير بلا إذنهم ،
(10) وسائل الإتصالات : بعض الناس يسيء إستخدام وسائل الإتصال ويستعملها في أمور سيئة ومقاصد خبيثة تؤذى المسلمين وتنغص عيشهم وتفسد فيما بينهم كاستخدام الهاتف في معاكسة البنات وإيذاء البيوت العفيفة , واستخدام الإنترنت في إشاعة الخلاعة والإباحية ,
(11) الطب: بعض الأطباء هداهم الله لا يحترم مهنة الطب ولا يلتزم بأخلاقيات الطبيب المسلم فتراه متكبرا على غيره ينظر إلى المريض نظرة دونية فيها ازدراء ولا يعطى المريض الإهتمام والإحترام اللائق به ولا يعطيه فرصة كافية لبث شكواه ، بل ربما قصر في الكشوفات والتشخيص للمرض , ومن الأخطاء الأخلاقية الطبية التعجل في إصدار الرأي وتحديد المرض والوصية بالعملية الجراحية والإستهانة برأي غيره من الأطباء مما افقد الكثيرين الثقة في الطبيب المسلم في الوقت الذي يمتاز فيه كثير من أطباء الكفار بالدقة والأمانة واحترام المريض والتأني في إصدار الرأي الطبي ، ولا شك أن صدور تلكم السلوكيات الخاطئة كان سببها ضعف الجانب الأخلاقي لدى الطبيب المسلم.
أسباب الأزمة الأخلاقية :
• ضعف التدين في نفوس المسلمين .
• التصور الخاطئ لشرائع الإسلام و أحكامه وروحه.
• غياب القدوة الصالحة في كثير من المجالات .
• طغيان الجانب المادي و الإهتمامات الدنيوية في العلاقات والأعمال .
• قلة البرامج التوعوية والأنشطة التي تعنى بالجانب الأخلاقي.
• قلة التربية الخلقية في مناهج التعليم على كافة المستويات .
• عدم سن أنظمة وقوانين تحافظ على المبادئ والقيم الأخلاقية العامة وتوقع العقوبات المناسبة على مرتكبي الجرائم الأخلاقية المتجددة .
ولا شك أن هذه الأمة كالغيث لا ينقطع خيرها وفيها خير كثير، ولا ينبغي لأحد أن يحكم على الأمة جمعاء بفقدها الخلق الحسن أو الفساد أو نحو ذلك من الأحكام الجائرة التي تشعر باليأس والإحباط والقنوط , وليس هذا سبيل المؤمن المتبصر في دينه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم ) رواه مسلم. وإنما المؤمن ينبه على الأخطاء ويعالجها ويحسن الظن بربه ولا يقطع الرجاء به , و يتفاءل في نظراته والمقصود هنا هو لفت النظر إلى هذه الظاهرة السيئة ( أزمة الأخلاق) والله من وراء القصد وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين .
(1) محيط الأسرة: فالأولاد إلا ما شاء الله لا يحترمون أباهم ولا يقدرون أمهم وكثيرا ما يعصون أوامرهما ويصدر منهم العقوق من عدم الإستجابة لهما أو التأفف والتثاقل في ذلك وعدم خدمتهما في المنزل ،
(2) التعليم: من الملاحظ جفاء كثير من الطلاب للمعلمين وقلة إحترامهم حتى ذهبت هيبة المعلم لدى طلابه فالطالب يدخل الفصل بلا استئذان ويتحدث أثناء الدرس ويشاغب ويرفع صوته على المعلم ولا يكترث به بل ربما بلغ الأمر إلى منازعته والتعدي عليه ، ومما يؤسف له أن نظرة الطالب إلى المعلم في الغالب نظرة سيئة فيها استهزاء وتصيد للأخطاء والعيوب
(3) المناسبات الإجتماعية: فالصغار والأولاد لم يتربوا على تقدير الكبار في الولائم والمناسبات وتراهم يجلسون في مقدمة المجلس ويزاحمون الكبار ويتحدثون في كل موضوع ولو كان لا يناسبهم ويقاطعونهم في الحديث ولا يشاركون في خدمتهم
(4) الصحبة والصداقة: ومما يلاحظ أيضا أن كثيرا من الشباب والفتيات لا يحسن آداب الصحبة ولا يحترم حقوق الصداقة ويبني علاقاته في الغالب على مجرد المصالح المادية أو الشهرة ، وقل من الأصحاب من يحفظ الود والوفاء ويكافأ المعروف
(5) العلاقة الزوجية: يلاحظ انتشار عادات سيئة وسلوكيات خاطئة في بعض البيوت بين الأزواج كأن يكون الرجل فظا غليظا مع زوجته كثير الشك والغيرة قاس في تصرفاته متسلط في قراراته لا يراعي رغبات المرأة واهتماماتها بخيلا مقترا على أهله سبابا بذيء اللسان داخل بيته فإن خرج ولقي الأصحاب هش وبش وتفرجت أسارير وجهه وبسط يده بالكرم
(6) بيئة العمل: ومما يلاحظ سوء خلق بعض العاملين فبعضهم يحمل الحقد على زميله لموقف شخصي تافه وينصب له العداوة بل ربما يحسده إذا رآه نجح في مشواره وتفوق ،
(7) الأسواق: بعض التجار هداهم الله لا يشكر الله فيما أنعم عليه من المال فتراه يكذب في وصف سلعته ويروجها بالأيمان الكاذبة ويغش المشتري ويسوم ويبيع على أخيه التاجر حسدا منه ولا يلتزم بشروط البيع من الضمان وغيره ويغلب عليه الجشع والبخل في تعامله مع الآخرين ، وقل من التجار من يراعي حدود الله في تجارته ويتحرى الإحسان إلى الخلق من إنظار المعسر وإقالة المشتري والنصح للناس والصدق في التعامل ، وقد كثر الغش في زماننا وقلت الأمانة ،
(8) الإعلام: بعض العاملين في مجال الإعلام يفتقدون أخلاقيات هذه المهنة الخطيرة من الشفافية والوضوح والصدق والأمانة في نقل الأخبار وتحقيق الأهداف السامية من توعية المتلقي ونشر الثقافة الإسلامية والعربية وتوضيح الحقائق وعرض الأحداث عرضا مطابقا للواقع دون تدخل فيه ، ومن المؤسف أن تكون الإثارة هدفا في العمل الإعلامي ولو كان المحتوى تافها ،
(9) السياحة والتنزه: تنتشر سلوكيات وأخلاق سيئة عند بعض المسلمين هداهم الله في المتنزهات والبرامج السياحية تشتمل على إلحاق الضرر بالغير وإيذاءه والإطلاع على خصوصيته ومن ذلك مضايقة الشباب للأسر المسلمة والجلوس بقربها والنظر إليها ومن ذلك تصوير الغير بلا إذنهم ،
(10) وسائل الإتصالات : بعض الناس يسيء إستخدام وسائل الإتصال ويستعملها في أمور سيئة ومقاصد خبيثة تؤذى المسلمين وتنغص عيشهم وتفسد فيما بينهم كاستخدام الهاتف في معاكسة البنات وإيذاء البيوت العفيفة , واستخدام الإنترنت في إشاعة الخلاعة والإباحية ,
(11) الطب: بعض الأطباء هداهم الله لا يحترم مهنة الطب ولا يلتزم بأخلاقيات الطبيب المسلم فتراه متكبرا على غيره ينظر إلى المريض نظرة دونية فيها ازدراء ولا يعطى المريض الإهتمام والإحترام اللائق به ولا يعطيه فرصة كافية لبث شكواه ، بل ربما قصر في الكشوفات والتشخيص للمرض , ومن الأخطاء الأخلاقية الطبية التعجل في إصدار الرأي وتحديد المرض والوصية بالعملية الجراحية والإستهانة برأي غيره من الأطباء مما افقد الكثيرين الثقة في الطبيب المسلم في الوقت الذي يمتاز فيه كثير من أطباء الكفار بالدقة والأمانة واحترام المريض والتأني في إصدار الرأي الطبي ، ولا شك أن صدور تلكم السلوكيات الخاطئة كان سببها ضعف الجانب الأخلاقي لدى الطبيب المسلم.
أسباب الأزمة الأخلاقية :
• ضعف التدين في نفوس المسلمين .
• التصور الخاطئ لشرائع الإسلام و أحكامه وروحه.
• غياب القدوة الصالحة في كثير من المجالات .
• طغيان الجانب المادي و الإهتمامات الدنيوية في العلاقات والأعمال .
• قلة البرامج التوعوية والأنشطة التي تعنى بالجانب الأخلاقي.
• قلة التربية الخلقية في مناهج التعليم على كافة المستويات .
• عدم سن أنظمة وقوانين تحافظ على المبادئ والقيم الأخلاقية العامة وتوقع العقوبات المناسبة على مرتكبي الجرائم الأخلاقية المتجددة .
ولا شك أن هذه الأمة كالغيث لا ينقطع خيرها وفيها خير كثير، ولا ينبغي لأحد أن يحكم على الأمة جمعاء بفقدها الخلق الحسن أو الفساد أو نحو ذلك من الأحكام الجائرة التي تشعر باليأس والإحباط والقنوط , وليس هذا سبيل المؤمن المتبصر في دينه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم ) رواه مسلم. وإنما المؤمن ينبه على الأخطاء ويعالجها ويحسن الظن بربه ولا يقطع الرجاء به , و يتفاءل في نظراته والمقصود هنا هو لفت النظر إلى هذه الظاهرة السيئة ( أزمة الأخلاق) والله من وراء القصد وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين .