من الأشياء التي تضع الإنسان في مواقف ضبابية هي الصعوبة في اتخاذ القرارات سواء كانت صغيرة أو مصيرية وهذه الصعوبة
لها عالمها المزدحم بالايديلوجيا و المبادئ و المحيط الذي نعيش فيه فينتج عن ذلك منطقة رمادية لا استقرار فيها
أين لا يشعر المرء بأنه سعيد ولا حزين بل يحاصره الملل لان اللجوء إلى الحلول الوسطية تضعه في مفترق الطرق سواء
كان بسبب إرضاء الغير على حساب نفسه أو لكثرة الخيارات وهذا ما يخلق التردد في الإقدام وبالتالي الضياع .
قد نواجه في حياتنا تعدد في الاختيارات ونعجز في انتقاء المناسب منها بسبب إرهاق العقل ، و كدراسة أجريت من باحثين
حيث فتحوا دكان ووضعوا فيه ستة أنواع من العسل فكان 40 بالمائة من المشاة يتوقفون و يسألون عن الأنواع وثلاث أرباع
أي 75 بالمائة من المتوقفين يشترون ، أعادوا التجربة مرة أخرى لكن هذه المرة وضعوا 24 نوع من العسل فكانت النتيجة
أن 60 بالمائة من المشاة توقفوا للسؤال عن الاختلافات أما الذين اشتروا فكانوا 5 بالمائة من الذين توقفوا.
هذه هي نتيجة ما يحصل عندما يكون هناك تعدد الخيارات أو بما يسمى Overchoice الذي يؤثر على نشاط العقل
فيصيب الأفكار بالإنهاك وصولا إلى إلغاء الفكرة من الأساس ، كمثال في ذلك عندما تكون خزانة البنت مليئة بالملابس تشعر
وكأنها ليس لديها ملابس وأيضا الرجل يحدث له ذلك بينما العباقرة مثل مارك زوكربيرج و ستيف جوبز يحاولون الاعتياد على لباس واحد
كي لا ينهك تفكيرهم في تعدد الخيار وبهذا يستخدموا طاقاتهم العقلية في قرارات أكثر أهمية تخص حياتهم وشركاتهم.
فتقليل الخيارات في الأشياء الغير مهمة أمر ضروري كي لا نرهق أنفسنا ونوفر الطاقة العقلية في أمور أكثر أهمية
ومن اجل أن نحسم الأمور في حياتنا لابد أن يكون هناك إدراك الذي يؤسس قرار الناتج عن دراسات التي تحدد الصواب من الخاطئ .
- فما هو رأيك في تعدد الخيارات وصعوبة اتخاذ القرار ؟ .
آخر تعديل بواسطة المشرف: