بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( الأيامُ دولٌ ))
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
•يعجب المرء من تقلبات الزمان، وتغيّر الأحوال- لحكمة يعلمها سبحانه – مريض يصح، وصحيح يسقم، عزيز يُذلّ، وذليل يُعزّ، مظلوم يُنصر، وظالم يُخذل، قوي يضعُف، وضعيف يقوى، غني يفتقر، وفقير يغتني،.. وصدق الله: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ).
الدِّولة: الانتقال من حال إلى حال.
فيوم علينا ويوم لنا •• ويوم نُساء ويوم نُسر
•قال ابن خلكان: (من أعجب ما يؤرخ من تقلبات الدنيا بأهلها ما ورد عن ابن عبدالرحمن الهاشمي قال: “دخلتُ على والدتي في يوم عيد أضحى، فوجدتُ عندها امرأة في ثياب رثّة، فقالت لي والدتي. “أتعرف هذه؟ قلت: لا، قالت: هذه أم جعفر البرمكي!، فقلت: يا أم جعفر، ما أعجب ما رأيتِ في هذه الحياة؟ قالت: لقد أتى علي يا بني عيدٌ مثل هذا، وعلى رأسي أربعمائة وصيفة، وإنّي لأعدُّ ابني جعفر عاقاً لي، ولقد أتى علي هذا العيد، وما مُناي إلا جلدا شاتين أفترشُ أحدهما، والتحف بالآخر!، فدفعتُ إليها خمسمائة درهم، فكادت تموت فرحاً بها).
-ويذكر أنّ الوزير يحيى البرمكي قال له بعض بنيه وهم في السجن والقيود: “يا أبت، بعد الأمر والنهي والنعمة صرنا إلى هذه الحال! فقال: “يا بني، دعوة مظلوم سرت بليل ونحن عنها غافلون”.
وما من يدٍ إلا يد الله فوقها.. وما ظالمٌ إلا سيبلى بظالمِ.
•سبحان الله!
رأينا في هذا الزمان عبراً؛ مَن هو في تمام الصحة والعافية فإذا هو طريح الفراش، ومن كانت له الصولة والجولة فإذا هو بين عشية وضحاها قد سُلب من كل شيء، ومن كان بيده القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، فإذا بيده (صك إعسار) يستجدي به معونة أهل الإحسان!
• كان نبينا صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من تغير الأحوال إلى الأسوأ: (اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك).
•إنّها من سنن الله الكونية؛ قد تتغير فجأة من الأسوأ إلى الأحسن فلا تبطر، وقد تتغيّر من الأحسن إلى الأسوأ فلا تجزع.
•وإليك وصية جامعة هي أصل السلامة في جميع الأحوال:-
قال ابن الجوزي: “اعلم أن الزمان لا يثبت على حال فتارة فقر، وتارة غنى، وتارة ذلّ، وتارة غنى، وتارة يفرح الموالي، وتارة يشمت الأعادي…، فالسعيد من لازم أصلاً واحداً على كل حال؛ وهو تقوى الله عزّ وجلّ، فإنه إن استغنى زانته، وإن افتقر فتحت له أبواب الصبر، وإن عوفي تمت النعمة عليه، وإن ابتلي حملته، ولا يضره إن نزل به الزمان أو صعد، أو أعراه أو أشبعه أو أجاعه؛ لأن جميع تلك الأشياء تزول وتتغير، والتقوى أصل السلامة”.
بتقوى الإله نجا مَن نجا.. وفاز وصار إلى ما رجا
ومَن يتق الله يجعل له.. كما قال “من أمره مخرجا”
•نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة، وصلّ اللهم وسلم على نبينا محمد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( الأيامُ دولٌ ))
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
•يعجب المرء من تقلبات الزمان، وتغيّر الأحوال- لحكمة يعلمها سبحانه – مريض يصح، وصحيح يسقم، عزيز يُذلّ، وذليل يُعزّ، مظلوم يُنصر، وظالم يُخذل، قوي يضعُف، وضعيف يقوى، غني يفتقر، وفقير يغتني،.. وصدق الله: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ).
الدِّولة: الانتقال من حال إلى حال.
فيوم علينا ويوم لنا •• ويوم نُساء ويوم نُسر
•قال ابن خلكان: (من أعجب ما يؤرخ من تقلبات الدنيا بأهلها ما ورد عن ابن عبدالرحمن الهاشمي قال: “دخلتُ على والدتي في يوم عيد أضحى، فوجدتُ عندها امرأة في ثياب رثّة، فقالت لي والدتي. “أتعرف هذه؟ قلت: لا، قالت: هذه أم جعفر البرمكي!، فقلت: يا أم جعفر، ما أعجب ما رأيتِ في هذه الحياة؟ قالت: لقد أتى علي يا بني عيدٌ مثل هذا، وعلى رأسي أربعمائة وصيفة، وإنّي لأعدُّ ابني جعفر عاقاً لي، ولقد أتى علي هذا العيد، وما مُناي إلا جلدا شاتين أفترشُ أحدهما، والتحف بالآخر!، فدفعتُ إليها خمسمائة درهم، فكادت تموت فرحاً بها).
-ويذكر أنّ الوزير يحيى البرمكي قال له بعض بنيه وهم في السجن والقيود: “يا أبت، بعد الأمر والنهي والنعمة صرنا إلى هذه الحال! فقال: “يا بني، دعوة مظلوم سرت بليل ونحن عنها غافلون”.
وما من يدٍ إلا يد الله فوقها.. وما ظالمٌ إلا سيبلى بظالمِ.
•سبحان الله!
رأينا في هذا الزمان عبراً؛ مَن هو في تمام الصحة والعافية فإذا هو طريح الفراش، ومن كانت له الصولة والجولة فإذا هو بين عشية وضحاها قد سُلب من كل شيء، ومن كان بيده القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، فإذا بيده (صك إعسار) يستجدي به معونة أهل الإحسان!
• كان نبينا صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من تغير الأحوال إلى الأسوأ: (اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك).
•إنّها من سنن الله الكونية؛ قد تتغير فجأة من الأسوأ إلى الأحسن فلا تبطر، وقد تتغيّر من الأحسن إلى الأسوأ فلا تجزع.
•وإليك وصية جامعة هي أصل السلامة في جميع الأحوال:-
قال ابن الجوزي: “اعلم أن الزمان لا يثبت على حال فتارة فقر، وتارة غنى، وتارة ذلّ، وتارة غنى، وتارة يفرح الموالي، وتارة يشمت الأعادي…، فالسعيد من لازم أصلاً واحداً على كل حال؛ وهو تقوى الله عزّ وجلّ، فإنه إن استغنى زانته، وإن افتقر فتحت له أبواب الصبر، وإن عوفي تمت النعمة عليه، وإن ابتلي حملته، ولا يضره إن نزل به الزمان أو صعد، أو أعراه أو أشبعه أو أجاعه؛ لأن جميع تلك الأشياء تزول وتتغير، والتقوى أصل السلامة”.
بتقوى الإله نجا مَن نجا.. وفاز وصار إلى ما رجا
ومَن يتق الله يجعل له.. كما قال “من أمره مخرجا”
•نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة، وصلّ اللهم وسلم على نبينا محمد.