بوح الاقلام

ايناس TN

:: عضو منتسِب ::
إنضم
5 ماي 2018
المشاركات
3
نقاط التفاعل
13
النقاط
3
العمر
29
محل الإقامة
Tunis
الجنس
أنثى
بقلمي...
مقتطف من روايتي الجديدة التي أنا بصدد كتابتها ان شاء الله.....?

ليس لدي انتصارات مدهشة لكن يمكنني ادهاشك بهزائم خرجت منها حية...
ليست بالقدر الذي يمكن لعقلك الساذج أن يتخيله...يمكن أننا بنفس العمر و مررنا بذات الفترة الحياتية و ربما الاجتماعية لكن بالكاد لسنا من نفس العجينة و لا هي ذاتها القضية التي ولدنا لأجلها...لم تجبرك الحياة أن تحب أشياء لا تحبها و أن تكره أشياء لطالما احببتها و تمنيتها في احدى الأيام... لم تخنك الذاكرة حين احتجتها و لم يزرك ملك الموت على حين غفلة و أنت قد دعوته ان يذهب البلاء عن أمك المرمية على فراش الموت و تمنيته أن يزورك...هذا بالكاد لم يحدث لك و لكنه حدث مرات معي...أتعلم أنت لم تجبر ايضا أن تنام و في داخلك واحد و عشرون ألف صراع بين ان تتخلى عن حلمك و دراستك و مستقبل لطالما نسجت خيوطه بآهات و مقاومة و بين أن تنساق مع اقاويلهم العفنة و أمانيهم الراقدة منذ زمن...بين أن تفضل اندثار أشلائك و ذبول زهرات شبابك على ان تمحوك قاعدة الاغلبية ...كل هذا و مازلت تقول اننا مثل بعض ؟
حسنا أذكرك في عام مر منذ سنوات و في يوم كالأيام ...لم نحظى بذات التمييزات فكل منا ولد في جوه العائلي الخاص...لكني كنت أختلف عليك و لا أزال... ولادتي كانت طبيعية جدا و اسمي كان هو الأخير طبيعيا و لم يسبق له تحضيرات و لا طال فيه التفكير ...كان احدى التقاليد و وراثة عن عمتي و عمة ابي حنينا ربما...أو محبة في تلك الصبية التي فقدوها ذات يوم في ريعان شبابها فاختروه لي اسما مثلها....و روضتك التي تربيت لم يسبق لي ان تمدرست فيها و لا حظيت بفرصة ان أجوب جوانحها الطفولية بين اترابي من مثلك،لكن روضتي الخاصة صنعتها امي من بقايا ما تربت عليه في صغرها و كثيرا كثيرا من ألعاب تعلمت صنعها من جدتي الحنون ،روضتي كانت مزيجا من فوازير شعبية مدني بها جدي الوقور ذات صغر من تحف و حكايات و تجارب لن و لم تنساها الذاكرة المتواضعة لدي... روضتي ايضا أسلوب حياة و منهج بناء و تكوين لا ينفد هي ذالك الكتاب الذي اهداني اياه والدي في احدى الليالي حين كنت أخلد للنوم و أوصاني ان افتك المعرفة من رحم المعاناة و الفقر...طفولتي كانت رسالات متبادلة بيني و بين ابي...طفولتي كانت قصائد ود و رواية طفلة أحبت الحياة بصدق لكن ما استطاعت اليه سبيلا...
اختلافنا ...كونك كنت تجتهد لتنال علامات جيدة و تفوز برحلة في اخر السنة للبحر او ربما دراجة هاتفا او حاسوب...لا ألومك فأنا ايضا كانت تلك اغلب أنتظاراتي بالرغم من نجاحي المستمر...لكن أمنيتي ان يكون ليا الحق في ان اواصل دراستي الى ابعد حد دون أن تجبرني الحياة أن أتوقف عن هذا الحلم.... و الى الآن لم تأتي الرحلة و لا الدراجة و لا.... كمكافأة عن تميزي طوال هذه السنوات...
طفولتي بعيدة كل البعد عن طفولتك التي اعتدت أن أسمعها في شاشات التلفزيون و التي يعيشها أنبل أطفال العالم بل الكثير منهم.... أتعلم لماذا لأنني مررت بأروع فترات حياتي في تلك الفترة ،طفولتي المتشردة و المتميزة في أعماقها...أكتب عن طفولتي كمن يراوده حنين الى وطن غائب في زحمة الايام....لأنني عرفت في تلك السنوات القريبة البعيدة التي لم أنساها قط،كيف أحول الحزن و السقوط الى شرط من شروط الفرح...لذلك مازلت ،و انا ابنة الواحدة و العشرين أحس بقلب تلك الصبية التي كنتها ، ينبض في صدري و بدمه يسري في شراييني المتعبة،و بخيالها الشاسع يفتح في وجهي بوابات الفرح السرية،فيزيد من اقبالي على الحياة ، حبا في العطاء و اصرارا على مواصلة ما بدأت...
سبق و أخبرتك اننا لسنا متشابهين البتة،سبق و أخبرتك عن حجم الهزائم التي واجهت منذ نعومة اظافري و مع هذا لم أخبرك عن قمة الروعة التي احسست بها عند الخروج من كل هزيمة...عن ذاك الشعور الرائع حين تجبر انت بنفسك الحياة أن تخشع لك اكراما ...عن حلاوة الانتصارات الخفية و الامتحانات التي اعتدنا أن نفشل فيها و نضحك بدل الحداد...عن لحظاتي المفعمة بالحياة بين ارجوحة و رسالة و كثيرا من الحب...
أنا ممتنة للحظة...للوقت ...للأيام التي صنعت مني فتاة مختلفة على الأقل...ممتنة لأبوي...لمعلم ساند ضعفي و أخ شاركني كل هذه الذكريات البسيطة العفوية بعض الشيء....ممتنة لطفولة حسبتها هينة و هي عند الله عظيمة ...و هي لي اليوم كتاب لا امل أن أقرأه على المبصر و الكفيف..على الصاغي و الأصم...على المهتم و الذي لا يهتم...
و مع هذا لم ينتهي المشوار بعد...♥️?
*جميع-الحقوق-محفوظة
 
السلام عليكم ،بداية جميلة ويتخللها بعض الحزن ،فحكايتك تشبه حكايتي نوعا ما، متشوقة لقراءة المزيد...شكرا لك
 
تبدو الرواية جيدة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top