ركن نفحات رمضانية (من هدي القرآن والسنة )
سلسلة قصص الأنبياء
الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام دينا ،ونصب لنا الدلائل على صحته برهانا مبينا ، وأوضح السبيل الى معرفته وإعتقاده حقا يقينا .
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا ضد ولا ند له تعالى عن إفك المبطلين وخرص الكاذبين وأشهد انا محمدا عبده ورسوله وصفوته من خلقه وخيرته من بريته وأمينه على وحيه
فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
فكرة السلسلة
أحبابنا أعضاء وروّاد المنتدى الأعزاء،ستكون السلسلة بإذن الله يومية وسيكون لها أثر طيب في هذا السرح المبارك .نجتمع من خلالها يوميا لكي نتعض ونأخذ العبر من أخبار السالفين ولكي لا أطيل فمن قصصهم تقرير للايمان بالله وتوحيده .وعبرة للمؤمنين .
والتي جعلتُ مرجعي فيها إلى كتاب الله عز وجل وصحيح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم
واعتمدتُ فيها على كُتب التّفاسير كتفسير ابن كثير والسّعدي وكذلك محاضرات متفرّقة للمشايخ الدّعاة
كالشيخ عثمان الخميس وناصر الأحمد وغيرهم من الفضلاء.
نسب إبراهيم عليه الصلاة والسلام:
هو إبراهيم بن تارخ (وهو ءازر) بن ناخور بن ساروغ بن ارغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه الصلاة والسلام، وقيل: إنّ إبراهيم عليه السلام كان يكنى أبا الضيفان لأنه كان مضيافًا كثير الكرم لمن استضافه.
كان أهل بابل في العراق يتنعمون برغد العيش ويتفيئون ظلال النعم الكثيرة التي أنعمها الله عليهم، ولكنهم كانوا يتخبطون في الظلام، ويتردّون في وهاد الضلال والكفر، فقد نحتوا بأيديهم الأصنام واتخذوها من دون الله ءالهةً وعكفوا على عبادتها، وقيل: كان قوم إبراهيم يعبدون الكواكب السبعة وكان لهم أصنام بشكل الشمس والقمر وأصنام بشكل الكواكب.
• انتسب الى ابراهيم عليه السلام ثلاث طوائف , المسلمون واليهود والنصارى بل انتسب اليه المشركون ايضا,
• انتسب الى ابراهيم عليه السلام ثلاث طوائف , المسلمون واليهود والنصارى بل انتسب اليه المشركون ايضا,
فبين الله تعالى من هو المستحق بالانتساب الى امام الحنيفية عليه السلام فقد قال الله تعالى عن ذلك : "ام تقولون ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط كانوا هودا او نصارى قل أأنتم أعلم أم الله "
وقال عز وجل :"ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين" ,
فكان عليه السلام متحنّفا عن الشرك أي بعيدا منحرفا عنه.وبين من أحق بابراهيم عليه السلام من غيره
فقال عز وجل : " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين "
ويبين الله تعالى حقيقة دعوة ابراهيم في قوله :" إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين *
ويبين الله تعالى حقيقة دعوة ابراهيم في قوله :" إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين *
شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم * وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين *
ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين" وقال عز وجل : " قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما
ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين"وقال تعالى : " قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين"وقال تعالى :
"وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم هو سماكم المسلمين "
فأكد الله عز وجل واخبر ان ابراهيم كان حنيفا مسلما بريئا من الشرك وأهله.ولما فتح الله عز وجل مكة لنبيه
فأكد الله عز وجل واخبر ان ابراهيم كان حنيفا مسلما بريئا من الشرك وأهله.ولما فتح الله عز وجل مكة لنبيه
عليه السلام دخل الكعبة فوجد انهم قد رسموا ابراهيم واسماعيل وهما يستقسمان بالازلام , روى الامام البخاري
في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنها:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم ، أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة ، فأمر بها فأخرجت ، فأخرجوا صورة
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم ، أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة ، فأمر بها فأخرجت ، فأخرجوا صورة
إبراهيم فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الآزلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قاتلهم الله
أما والله قد علموا أنهما لم يستقسما بها قط"
مولد إبراهيم عليه السلام:
في وسط هذه البيئة المنحرفة وفي زمن وعهد هذا الملك الجبار الكافر النمرود كان مولد إبراهيم عليه الصلاة والسلام ولد إبراهيم عليه السلام بأرض بابل في. وكان أب ابراهيم وهو ازر نجارا وينحت الأصنام ويبيعها.
ولما شبّ إبرهيم عليه السلام تزوج امرأة اسمها "سارة" وكانت عقيما لا تلد.ولد لازر ابراهيم عليه السلام وهاران
وولد لهاران لوط عليه السلام. ولم يذكر لنا شئ في الكتاب والسنة عن نشأة ابراهيم في قومه وكيف كان حاله مع قومه في الصغر بل أول ما ذكر لنا هو مخاطبة ابراهيم لقومه ومجادلتهم في الهتهم التي يعبدونها من دون الله.
قال أهل التواريخ والسير: إنه لما أراد الله عز وجل أن يبعث إبراهيم عليه السلام وأن يجعله حجة على قومه ونبيًا رسولًا إليهم، ولم يكن فيما بين نوح وإبراهيم عليهما السلام من نبي قبله إلا هود وصالح عليهما السلام.
ولما تقارب زمان ابراهيم أتى المنجمون إلى هذا الملك نمرود وقالوا له: اعلم أنا نجد في علمنا أنَّ غلاماً يولد في قريتك هذه يقال له إبراهيم، يفارق دينكم ويكسر أوثانكم في شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا.
فلما دخلت السنة التي وصف أصحاب النجوم لنمرود، بعث نمرود هذا إلى كل امرأة حبلى بقريته، فحبسها عنده إلا ما كان من أم إبراهيم زوجة ءازر والد ابراهيم عليه السلام فإنه لم يعلم بحبلها، وذلك أنها كانت جارية لم يعرف الحبل في بطنها، فجعل هذا الملك الطاغية لا تلد امرأة غلامًا في ذلك الشهر من تلك السنة إلا أمر به فذبح، فلما وجدت أم إبراهيم عليه السلام الطلق، خرجت ليلًا إلى مغارة كانت قريبة منها، فولدت فيها إبراهيم عليه السلام وأصلحت من شأنه ما يُصنع بالمولود، ثم سدت عليه المغارة ورجعت إلى بيتها، كانت تزوره وتطالعه في المغارة لتنظر ما فعل.
فكان يشِب في اليوم ما يشِب غيره في الشهر وكانت تأتي فتجده حيًا يمص إبهامه، فقد جعل رزق إبراهيم عليه السلام في إبهامه فيما يجيئه من مصه، ولم يمكث إبراهيم عليه السلام في المغارة إلا خمسة عشر شهرًا، ثم ترعرع وكبر واصطفاه الله لحمل رسالته وإبانة الحق ودعاء قومه إلى عبادة الله وحده وإلى العقيدة الصافية من الدنس والشرك، وإلى ترك عبادة الكواكب والأصنام وإلى الدخول في دين الاسلام الذي هو دين جميع الأنبياء.
عدد المرات الذي ذكر فيها إبراهيم عليه السلام في القرءان:
عدد المرات الذي ذكر فيها إبراهيم عليه السلام في القرءان:
ذكرت قصة إبراهيم في عدة مواضع من القرءان، تارة باختصار وتارة بالتطويل وتارة بذكر شأن من شئونه في سورة أخرى.
وقصة إبراهيم عليه السلام ترتبط بها قصص أخرى كقصة لوط، لأن إبراهيم ولوطاً كانا متعاصرين، ونبي الله لوط هو ابن أخي إبراهيم عليه السلام، وقد ءامن لوط بعمه إبراهيم كما قال تعالى:{فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي}سورة العنكبوت.
في كتاب الله تعالى :
• الاصطفاء : " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين"
• واتمّ نعمته عليه : " ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم"
• نبي صدّيق : " واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا"
• ونعته ربه بالصلاح : "وانه في الاخرة لمن الصالحين"
• ووصفه بانه حليم أواه منيب :"إن إبراهيم لحليم أواه منيب"
• وأخبر عن سلام القلب : " وإن من شيعته لإبراهيم * إذ جاء ربه بقلب سليم"
• واتاه الله رشده وهو صغير فضلا من الله ومنّة :" ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين" أي : أعطيناه رشده،
في كتاب الله تعالى :
• الاصطفاء : " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين"
• واتمّ نعمته عليه : " ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم"
• نبي صدّيق : " واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا"
• ونعته ربه بالصلاح : "وانه في الاخرة لمن الصالحين"
• ووصفه بانه حليم أواه منيب :"إن إبراهيم لحليم أواه منيب"
• وأخبر عن سلام القلب : " وإن من شيعته لإبراهيم * إذ جاء ربه بقلب سليم"
• واتاه الله رشده وهو صغير فضلا من الله ومنّة :" ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين" أي : أعطيناه رشده،
واختصصناه بالرسالة والخلة، واصطفيناه في الدنيا والآخرة، لعلمنا أنه أهل لذلك، وكفء له، لزكائه وذكائه،
• ورفع الله درجته في الدنيا والاخرة في ان اتاه الله العلم وفقه الدعوة الى توحيد الواحد العلاّم والدعوة الى دار السلام :
• ورفع الله درجته في الدنيا والاخرة في ان اتاه الله العلم وفقه الدعوة الى توحيد الواحد العلاّم والدعوة الى دار السلام :
" وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم" (فائدة : قال ابن مسعود :
ليس العلم بكثرة الرواية ; وإنما هو خشية الله تعالى)
واتخذه الله خليلا : "واتخذ الله ابراهيم خليلا"
• وزكّى الله دعوته بالرسالة وأنه قد وفّى ما عليه عليه السلام : "وابراهيم الذي وفى"
أي بلغ الرسالة على أتمّ وجه.
الخليل إبراهيم في السنة المطهرة
واتخذه الله خليلا : "واتخذ الله ابراهيم خليلا"
• وزكّى الله دعوته بالرسالة وأنه قد وفّى ما عليه عليه السلام : "وابراهيم الذي وفى"
أي بلغ الرسالة على أتمّ وجه.
الخليل إبراهيم في السنة المطهرة
كما أن لسيدنا إبراهيم - عليه السلام - حضورا متميزا في القرآن الكريم، ففي السنة النبوية أيضا يتمثل فيها سيدنا إبراهيم - عليه السلام - نموذجاً حاضراً متميزاً في جوانب شتى، أهمها ما يلي:
أولا: سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - أشبه شيء بجده سيدنا إبراهيم - عليه السلام -:
وذلك لما رواه البخاري بسنده عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رَأَيْتُ مُوسَى فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ ضَربٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ رَبْعَةٌ أَحْمَرُ كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيماسٍ، وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ - عليه السلام – بِهِ))[1].
ولعل النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أشبه به خَلقا وخُلقا، ولما لا، وهو من نسله المبارك، وعلى ملته ونهجه القويم، يؤكد هذا ما رواه مسلم بسنده عن واثلة بن الأسقع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشاً مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ))[2].
ولما أورده الألباني من حديث عبادة بن الصامت أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أنا دعوة أبي إبراهيم، و كان آخر من بشر بي عيسى بن مريم))[3].
ويزيد هذا تأكيدا أن سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - يشبه أباه خليل الله إبراهيم - عليه السلام - أن الله - تعالى - اتخذه أيضا خليلاً؛ لما رواه مسلم بسنده عن جندب بن جنادة - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى الله أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ، فَإِنَّ الله - تعالى -قَدِ اتَّخَذَنِي خَلِيلاً، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذاً مِنْ أُمَّتِي خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً))[4].
ثانيا: سيدنا إبراهيم - عليه السلام - وزوجته سارة والملك الظالم:
من الابتلاءات الحادة التي فصَّلتها السُنة وأجملها القرآن الكريم ما تعرض له سيدنا إبراهيم - عليه السلام - مع الملك الظالم في زمانه وتعامل معه تعاملا يَتسمُ بأمرين:
1- تمام الإيمان بالله - تعالى -.
2- كمال الحكمة في التعامل مع هذا الملك الظالم.
ويُبيِّن ذلك الحديث الذي رواه البخاري بسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قَالَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: ((هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ - عليه السلام - بِسَارَةَ فَدَخَلَ بِهَا قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنْ الْمُلُوكِ أَوْ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ فَقِيلَ: دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بِامْرَأَةٍ هِيَ مِنْ أَحْسَنِ النِّسَاءِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ مَنْ هَذِهِ الَّتِي مَعَكَ؟، قَالَ: أُخْتِي، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا فَقَالَ: لا تُكَذِّبِي حَدِيثِي فَإِنِّي أَخْبَرْتُهُمْ أَنَّكِ أُخْتِي وَاللَّهِ إِنْ عَلَى الأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُكِ، فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ فَقَامَ إِلَيْهَا فَقَامَتْ تَتوَضَّأُ وَتُصَلِّي فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلا عَلَى زَوْجِي فَلا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ، فقالت: اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ فَيُقَالُ هِيَ قَتَلَتْهُ» فَأُرْسِلَ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ مَا أَرْسَلْتُمْ إِلَيَّ إِلا شَيْطَانًا ارْجِعُوهَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَعْطُوهَا هاجَرَ فَرَجَعَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ - عليه السلام - فَقَالَتْ: أَشَعَرْتَ أَنَّ اللَّهَ كَبَتَ الْكَافِرَ وَأَخْدَمَ وَلِيدَةً))[5].
وفي هذه القصة ما يدل على أهمية الإيمان والحكمة في التعامل مع هذه الأحداث الخطيرة حيث يُبتلى سيدنا إبراهيم - عليه السلام - بأن حاشية الملك قد رفعوا إليه أن رجلا وافدا على البلد عنده امرأة من أجمل النساء، فأراد أن يأخذها منه ظلما وعدوانا، فاختار سيدنا إبراهيم - عليه السلام - هذه الحيلة الشرعية، وتعاملت سارة مع الموقف بحسن التوكل على الله - تعالى - ودعت ربها بإخبات وتضرع: ((اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلا عَلَى زَوْجِي فَلا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ)).
فاستجاب الله دعاءها في الأولى فأغشي عليه، فلما خشيت أن تقتل به دعت الله - عز وجل - أن يعافيه حتى لا تقتل به من حاشيته، لكنه لمَّا أفاق أراد أن يعاود محاولة الاعتداء عليها، فكررت الدعاء وتكرر الإغشاء حتى ظن أنها شيطان؛ فردها إلى زوجها إبراهيم - عليه السلام - مع أجرٍ وغنيمةٍ كانت أكبر الغنائم هي الوليدة والجارية هاجر أم سيدنا إسماعيل - عليه السلام -، وهكذا تحولت المحنة إلى منحة بالتعفف والتضرع والحكمة والصبر الجميل.
نبوة إبراهيم ورسالته ونشأته على الإيمان وعدم شكه بالله تعالى وبقدرته
نبوة إبراهيم ورسالته ونشأته على الإيمان وعدم شكه بالله تعالى وبقدرته
اختار الله تبارك وتعالى ابراهيم عليه السلام وجعله نبيًا ورسولًا واصطفاه لهداية قومه، ودعوتهم إلى دين الإسلام، وتوحيد الله وترك عبادة الكواكب والأصنام التي لا تخلق شيئًا ولا تستحق العبادة، لأن الذي يستحق العبادة وحده هو الله تبارك وتعالى خالق كل شيء.
وقد كان إبراهيم عليه الصلاة والسلام كغيره من الأنبياء منذ صغره ونشأته مسلمًا مؤمنًا عارفًا بربه معتقدًا عقيدة التوحيد منزهًا ربه عن مشابهة المخلوقات، ومدركًا أن هذه الأصنام التي يعبدها قومه لا تغني عنهم من الله شيئًا، وأنها لا تضر ولا تنفع لأن الضار والنافع على الحقيقة هو الله تعالى وحده. يقول الله تبارك وتعالى في حق إبراهيم:{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}سورة ءال عمران، وقال الله تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ}سورة الأنبياء.
ولقد كان نبي الله إبراهيم عليه السلام مفعم النفس بالإيمان بربه وعارفًا به، ممتلىء الثقة بقدرة الله وأن الله تعالى قادر على كل شيء لا يعجزه شيء، وكان غير شاك ولا مرتاب بوجود الله سبحانه مؤمنًا بما أوحي إليه من بعث الناس بعد موتهم يوم القيامة، وحسابهم في الحياة الأخرى على أعمالهم وما قدموا في هذه الحياة الدنيا.
دعوة إبراهيم عليه السلام قومه إلى عبادة الله وحده وإقامة الحجة على قومه في أن الكواكب والأصنام التي يعبدونها لا تصلح للعبادة وبيان أن إبراهيم لم يكن يعبد الكواكب
هذه الغلظة والاستكبار من والد إبراهيم عليه السلام لم تقعده وتمنعه من متابعة دعوته إلى الله سبحانه وتعالى، ولم تُثنه عدم استجابة أبيه لنصحه ودعوته إلى عبادة الله وحده عن متابعة دعوته لقومه إلى هذا الدين الحق وترك عبادة الكواكب والأصنام.
وأراد إبراهيم عليه السلام أن يبين لقومه أنّ عبادة الكواكب باطلة، وأنها لا تصلح للعبادة أبدًا لأنها مخلوقة مسخرة متغيرة تطلع تارة وتغيب تارة أخرى، وأنها تتغير من حال إلى حال، وما كان كذلك لا يكون إلهًا، لأنها بحاجة إلى من يغيرها وهو الله تبارك وتعالى الدائم الباقي الذي لا يتغير ولا يزول ولا يفنى ولا يموت، لا إله إلا هو ولا رب سواه.
فبين إبراهيم لقومه أولًا أن الكوكب لا يصلح للعبادة ثم انتقل إلى القمر الذي هو أقوى ضوءًا منه وأبهى حسنًا، ثم انتقل إلى الشمس التي هي أشد الأجرام المشاهدة ضياء ونورًا، فبين أنها ذات حجم وحدود وأنها متغيرة تشرق وتغرب وإذا كانت متغيرة فلا تصلح للألوهية، لأنها بحاجة إلى من يغيرها ويحفظ عليها وجودها وهو الله تبارك وتعالى خالق كل شيء ومدبر أمر هذا العالم.
مع تحيات فريق العمل و طاقم الإشراف و مراقبيه
بمنتدى
مع تحيات فريق العمل و طاقم الإشراف و مراقبيه
بمنتدى
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه ,,