سلسلة {وَقفَة مع آية} التاسع من رمضان

لؤلؤة قسنطينة

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
13 أفريل 2013
المشاركات
14,618
نقاط التفاعل
54,537
النقاط
1,756
العمر
31
محل الإقامة
قسنطينة
الجنس
أنثى
84586

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي أنزل إلينا كتابه العظيم رحمة وذكرى وهدى وبشرى، فأنار به السبيل، وأقام به الحجة،
وفرق به بين الحق والباطل، ورفع به من شاء من عباده، وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا

والصلاة والسلام على إمام المتقين وأسوة المؤمنين، نبينا الأمين، الذي بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين
أما بعد: فإن علم التفسير من أشرف العلوم وأجلها، وأعظمها بركة، وأوسعها معرفة، وحاجة الأمة إليه ماسة،
وقد شرف الله أهل التفسير ورفع مكانهم وجعلهم مرجعاً لعباده في فهم كلامه ومعرفة مراده وكفى بذلك فضلاً وشرفاً
ولهذا نطرح اليوم بإذن الله تعالى العدد التاسع من سلسلة

do.php

فكرة هذه السلسلة تتمثل في طرح كل يوم من أيام الشهر الفضيل آية من آيات القرآن الكريم
مضافا إليها تفسيرا وشرحًا مبسطا يساعدنا في فهم هذه الآية الكريمة
سلسلتنا هذه ستقطف لكم كل يومٍ آية كريمة نستضيء بنورها ونفسر حروفها معا

ونتمنى أن نستفيد منها جميعا

84587


اليوم التاسع من رمضان اخترنا لكم سورة يونس
واقتبسنا لكم منها الآية الكريمة (27) لنقرأ حروفها معا
بعد بسم الله الرحمان الرحيم

{وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (27)}

do.php


[تفسير الآية الكريمة]

لما أخبر تعالى عن حال السعداء الذين يضاعف لهم الحسنات ، ويزدادون على ذلك ، عطف بذكر حال الأشقياء ، فذكر عدله تعالى فيهم ، وأنه يجازيهم على السيئة بمثلها ، لا يزيدهم على ذلك ، ( وترهقهم ) أي : تعتريهم وتعلوهم ذلة من معاصيهم وخوفهم منها ، كما قال تعالى : ( وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي ) [ الشورى : 45 ] ، وقال تعالى : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب ) [ إبراهيم : 42 - 44 ] ، وقوله ( ما لهم من الله من عاصم ) أي : من مانع ولا واق يقيهم العذاب ، كما قال تعالى : ( يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر ) [ القيامة : 10 - 12 ] .
وقوله : ( كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما ) إخبار عن سواد وجوههم في الدار الآخرة ، كما قال تعالى : ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون ) [ آل عمران : 106 ، 107 ] ، وكما قال تعالى : ( وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة ) [ عبس : 38 - 42] الآية .



84587

أتمنى أن تنال الفكرة استحسانكم وأن يجعلها الله في ميزان حسناتنا وحسناتكم
ومن يريد أن يضيف تفسيرًا آخر في الردود فلا بأس بذلك
فهدفنا هو تبادل المنفعة
نلتقي غدا بحول الله مع سورة أخرى وآية أخرى

تقبّل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال
في أمان الله وحفظه
 
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على الموضوع القيم
 
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على الموضوع القيم

وبارك فيك الرحمان وجزاك الله بالمثل وزيادة
شكرا لكرم مرورك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top