إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
لقد انتشرت ظاهرة خطيرة جدا في المجتمع الجزائري خاصة وفي بعض البلدان المسلمة
ألا وهي ظاهرة سب اللله وسب الدين
وقد استهان الكثيرين بها إما جهلا وإما بسبب سوء التربية وسواء هذا أو ذلك فهذا ليس حجة ولايمنع من الحكم على صاحبه والله أعلم
وهذه المالة الخطيرة لاتقتصر على فءة معينة بلتشمل كل الفئات
وقد شب عليها كثير ممن الصغار وشاب عليها الكبار
حتى أني رأيت أناسا ذهبوا للحج وهم يسبون الله والدين والعياذ بالله
ولابد من تكاتف الجهود والتعاون من جميع الأطراف واجهات لمواجهة هذا الآفة الخطيرة التي تجعل صاحبها كافرا ومخلدا في النار إن لم يتب
والتوبة هي ليس قول أستغفر الله بل لابد من تجديد الإسلام والعلم عند لله وإليكم فتاوى اهل العلم
سئل ابن باز رحمه الله تعالى
حكم سب الدين والرب
السؤال: الرسالة التالية وصلت من الأخ الذي رمز إلى اسمه بـ(ح.ع.س.) من عمان الأردن، الرسالة تحتوي على العديد من الأسئلة، والسؤال الأول يقول فيه:
سب الدين أو الرب -أستغفر الله رب العالمين- هل من سب الدين وغيره هل يعتبر كافر أو مرتد وما حكمه، وما هي العقوبة المقررة عليه في الدين الإسلامي الحنيف حتى نكون على بينة من أمر شرائع الدين وهذه الظاهرة متفشية بين بعض الناس في بلادنا، أفيدونا أفادكم الله؟
الجواب: سب الدين من أعظم الكبائر ومن أعظم المنكرات، وهكذا سب الرب U، وهذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام ومن أسباب الردة عن الإسلام، فإذا كان من سب الرب سبحانه أو سب الدين ينتسب للإسلام فإنه يكون مرتدًا عن الإسلام ويكون كافرًا يستتاب، فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي الأمر في البلد، وقال بعض أهل العلم: إنه لا يستتاب بل يقتل؛ لأن جريمته عظيمة ولكن الأرجح هو أنه يستتاب لعل الله يمن عليه بالهداية فيلتزم الحق ولكن لا مانع من تعزيره، ينبغي أن يعزر بالجلد والسجن حتى لا يعود لمثل هذا، هذا هو الصواب الذي قاله جمع من العلم تعزيره ولو استتبناه وقبلنا توبته لكن يعزر عن إجرامه العظيم وإقدامه على هذه الكبيرة العظيمة نسأل الله العافية.
وقال آخرون: لا يستتاب بل يقتل بكل حال وهو قول قوي لكن استتابته اليوم أولى إن شاء الله مع التأديب المناسب والسجن المناسب حتى لا يعود إلى هذا المنكر، وهكذا لو سب القرآن أو سب الرسول ﷺ فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل؛ لأن سب الدين وسب الرسول ﷺ وسب الرب U من نواقض الإسلام وهكذا الاستهزاء بالله أو برسوله أو بالجنة أو بالنار أو بأوامر الله كالصلاة والزكاة، فالاستهزاء بهذه الأمور من نواقض الإسلام، قال الله سبحانه: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66] نسأل الله العافية. نعم.
السب كما عرفة ابن تيمية: "هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف، وهو ما يُفهم منه السبّ في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم، كاللعن والتقبيح ونحوه". ولا ريب أن سب الله عزّ وجلّ يُعد أقبح وأشنع أنواع المكفِّرات القولية، وإذا كان الاستهزاء بالله كفراً سواء استحله أم لم يستحله، فإن السب كفر من باب أولى. يقول ابن تيمية: "إن سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم كفر ظاهراً وباطناً، سواء كان السَّاب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده". وقال ابن راهويه: "قد أجمع المسلمون أن من سب الله تبارك وتعالى أو سب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أنه كافر بذلك، وإن كان مقراً بما أنزل الله". قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا . وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [الأحزاب:57-58] فرَّق الله عزّ وجلّ في الآية بين أذى الله ورسوله، وبين أذى المؤمنين والمؤمنات، فجعل على هذا أنه قد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً، وجعل على ذلك اللعنة في الدنيا والآخرة وأعد له العذاب المهين، ومعلوم أن أذى المؤمنين قد يكون من كبائر الإثم وفيه الجلد، وليس فوق ذلك إلا الكفر والقتل. قال القاضي عياض: "لا خلاف أن ساب الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم". وقال أحمد في رواية عبد الله في رجل قال لرجل: يا بن كذا وكذا -أعني أنت ومن خلقك-: "هذا مرتد عن الإسلام تضرب عنقه". وقال ابن قدامة: "من سب الله تعالى كفر، سواءً كان مازحاً أو جاداً"
وسُئل فضيلة الشيخ محمّد بن عثيمين السؤال التالي: ما حكم الشرع في رجل سبَّ الدين في حالة غضب هل عليه كفَّارة وما شرط التّوبة من هذا العمل حيث أنّي سمعت من أهل العلم يقولون: بأنَّك خرجت عن الإسلام في قولك هذا ويقولون بأنّ زوجتك حُرّمت عليك؟ فأجاب فضيلته: الحكم فيمن سبّ الدين الإسلامي أنه يكفُر، فإن سب الدين والاستهزاء به ردّة عن الإسلام وكفر بالله عزّ وجلّ وبدينه، وقد حكى الله تبارك وتعالى عن قوم استهزؤوا بدين الإسلام، حكى الله عنهم أنهم كانوا يقولون: إنّما كنا نخوض ونلعب، فبين الله عزّ وجلّ أن خوضهم هذا ولعبهم استهزاء بالله وآياته ورسوله وأنهم كفروا به فقال تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّـهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة:65-66] فالاستهزاء بدين الله، أو سبُّ دين الله، أو سبُّ الله ورسوله، أو الاستهزاء بهما، كفر مخرج عن الملّة. أهـ واحذر أخي المسلم من مجالسة هؤلاء القوم حتى لا يصيبك إثم وتخل بدارك العقوبة. • سُئل الشيخ محمّد بن عثيمين السؤال التالي: هل يجوز البقاء لي بين قوم يسبُّون الله عزّ وجلّ؟ فأجاب رحمه الله: لا يجوز البقاء بين قوم يسبون الله عزّ وجلّ لقوله تعالى: { {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء:140]. حكم سب الرسول صلى الله عليه وسلم: للرسول صلى الله عليه وسلم منزلة عظيمة في نفوس أهل الإيمان، فقد بلَّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده، ونحن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم كما أمر، محبةً لا تخرجه إلى الإطراء أو إقامة البدع التي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنها وحذّر منها. بل له المكانة السامية والمنزلة الرفيعة نطيعه فيما أمر، ونجتنب ما نهى عنه وزجر. ولنحذر من سب الرسول صلى الله عليه وسلم فإن ذلك من نواقض الإيمان، التي توجب الكفر ظاهراً وباطناً، سواءً استحل ذلك فاعله أو لم يستحله. وقول ابن تيمية: "إن سب الله تعالى أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم كفر ظاهراً وباطناً، سواء كان السب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً له، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده". والأمر في ذلك يصل إلى حتى مجرد لمز النبي صلى الله عليه وسلم في حكم أو غيره كما قال رحمه الله: "فثبت أن كل من لمز النبي صلى الله عليه وسلم في حكمه أو قَسمه فإنه يجب قتله، كما أمر به صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد موته. فاحذر أخي المسلم من هذا المزلق الخطر والطريق السيء وتجنب ما يغضب الله عزّ وجلّ".
لقد انتشرت ظاهرة خطيرة جدا في المجتمع الجزائري خاصة وفي بعض البلدان المسلمة
ألا وهي ظاهرة سب اللله وسب الدين
وقد استهان الكثيرين بها إما جهلا وإما بسبب سوء التربية وسواء هذا أو ذلك فهذا ليس حجة ولايمنع من الحكم على صاحبه والله أعلم
وهذه المالة الخطيرة لاتقتصر على فءة معينة بلتشمل كل الفئات
وقد شب عليها كثير ممن الصغار وشاب عليها الكبار
حتى أني رأيت أناسا ذهبوا للحج وهم يسبون الله والدين والعياذ بالله
ولابد من تكاتف الجهود والتعاون من جميع الأطراف واجهات لمواجهة هذا الآفة الخطيرة التي تجعل صاحبها كافرا ومخلدا في النار إن لم يتب
والتوبة هي ليس قول أستغفر الله بل لابد من تجديد الإسلام والعلم عند لله وإليكم فتاوى اهل العلم
سئل ابن باز رحمه الله تعالى
حكم سب الدين والرب
السؤال: الرسالة التالية وصلت من الأخ الذي رمز إلى اسمه بـ(ح.ع.س.) من عمان الأردن، الرسالة تحتوي على العديد من الأسئلة، والسؤال الأول يقول فيه:
سب الدين أو الرب -أستغفر الله رب العالمين- هل من سب الدين وغيره هل يعتبر كافر أو مرتد وما حكمه، وما هي العقوبة المقررة عليه في الدين الإسلامي الحنيف حتى نكون على بينة من أمر شرائع الدين وهذه الظاهرة متفشية بين بعض الناس في بلادنا، أفيدونا أفادكم الله؟
الجواب: سب الدين من أعظم الكبائر ومن أعظم المنكرات، وهكذا سب الرب U، وهذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام ومن أسباب الردة عن الإسلام، فإذا كان من سب الرب سبحانه أو سب الدين ينتسب للإسلام فإنه يكون مرتدًا عن الإسلام ويكون كافرًا يستتاب، فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي الأمر في البلد، وقال بعض أهل العلم: إنه لا يستتاب بل يقتل؛ لأن جريمته عظيمة ولكن الأرجح هو أنه يستتاب لعل الله يمن عليه بالهداية فيلتزم الحق ولكن لا مانع من تعزيره، ينبغي أن يعزر بالجلد والسجن حتى لا يعود لمثل هذا، هذا هو الصواب الذي قاله جمع من العلم تعزيره ولو استتبناه وقبلنا توبته لكن يعزر عن إجرامه العظيم وإقدامه على هذه الكبيرة العظيمة نسأل الله العافية.
وقال آخرون: لا يستتاب بل يقتل بكل حال وهو قول قوي لكن استتابته اليوم أولى إن شاء الله مع التأديب المناسب والسجن المناسب حتى لا يعود إلى هذا المنكر، وهكذا لو سب القرآن أو سب الرسول ﷺ فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل؛ لأن سب الدين وسب الرسول ﷺ وسب الرب U من نواقض الإسلام وهكذا الاستهزاء بالله أو برسوله أو بالجنة أو بالنار أو بأوامر الله كالصلاة والزكاة، فالاستهزاء بهذه الأمور من نواقض الإسلام، قال الله سبحانه: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66] نسأل الله العافية. نعم.
السب كما عرفة ابن تيمية: "هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف، وهو ما يُفهم منه السبّ في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم، كاللعن والتقبيح ونحوه". ولا ريب أن سب الله عزّ وجلّ يُعد أقبح وأشنع أنواع المكفِّرات القولية، وإذا كان الاستهزاء بالله كفراً سواء استحله أم لم يستحله، فإن السب كفر من باب أولى. يقول ابن تيمية: "إن سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم كفر ظاهراً وباطناً، سواء كان السَّاب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده". وقال ابن راهويه: "قد أجمع المسلمون أن من سب الله تبارك وتعالى أو سب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أنه كافر بذلك، وإن كان مقراً بما أنزل الله". قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا . وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [الأحزاب:57-58] فرَّق الله عزّ وجلّ في الآية بين أذى الله ورسوله، وبين أذى المؤمنين والمؤمنات، فجعل على هذا أنه قد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً، وجعل على ذلك اللعنة في الدنيا والآخرة وأعد له العذاب المهين، ومعلوم أن أذى المؤمنين قد يكون من كبائر الإثم وفيه الجلد، وليس فوق ذلك إلا الكفر والقتل. قال القاضي عياض: "لا خلاف أن ساب الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم". وقال أحمد في رواية عبد الله في رجل قال لرجل: يا بن كذا وكذا -أعني أنت ومن خلقك-: "هذا مرتد عن الإسلام تضرب عنقه". وقال ابن قدامة: "من سب الله تعالى كفر، سواءً كان مازحاً أو جاداً"
وسُئل فضيلة الشيخ محمّد بن عثيمين السؤال التالي: ما حكم الشرع في رجل سبَّ الدين في حالة غضب هل عليه كفَّارة وما شرط التّوبة من هذا العمل حيث أنّي سمعت من أهل العلم يقولون: بأنَّك خرجت عن الإسلام في قولك هذا ويقولون بأنّ زوجتك حُرّمت عليك؟ فأجاب فضيلته: الحكم فيمن سبّ الدين الإسلامي أنه يكفُر، فإن سب الدين والاستهزاء به ردّة عن الإسلام وكفر بالله عزّ وجلّ وبدينه، وقد حكى الله تبارك وتعالى عن قوم استهزؤوا بدين الإسلام، حكى الله عنهم أنهم كانوا يقولون: إنّما كنا نخوض ونلعب، فبين الله عزّ وجلّ أن خوضهم هذا ولعبهم استهزاء بالله وآياته ورسوله وأنهم كفروا به فقال تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّـهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة:65-66] فالاستهزاء بدين الله، أو سبُّ دين الله، أو سبُّ الله ورسوله، أو الاستهزاء بهما، كفر مخرج عن الملّة. أهـ واحذر أخي المسلم من مجالسة هؤلاء القوم حتى لا يصيبك إثم وتخل بدارك العقوبة. • سُئل الشيخ محمّد بن عثيمين السؤال التالي: هل يجوز البقاء لي بين قوم يسبُّون الله عزّ وجلّ؟ فأجاب رحمه الله: لا يجوز البقاء بين قوم يسبون الله عزّ وجلّ لقوله تعالى: { {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء:140]. حكم سب الرسول صلى الله عليه وسلم: للرسول صلى الله عليه وسلم منزلة عظيمة في نفوس أهل الإيمان، فقد بلَّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده، ونحن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم كما أمر، محبةً لا تخرجه إلى الإطراء أو إقامة البدع التي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنها وحذّر منها. بل له المكانة السامية والمنزلة الرفيعة نطيعه فيما أمر، ونجتنب ما نهى عنه وزجر. ولنحذر من سب الرسول صلى الله عليه وسلم فإن ذلك من نواقض الإيمان، التي توجب الكفر ظاهراً وباطناً، سواءً استحل ذلك فاعله أو لم يستحله. وقول ابن تيمية: "إن سب الله تعالى أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم كفر ظاهراً وباطناً، سواء كان السب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً له، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده". والأمر في ذلك يصل إلى حتى مجرد لمز النبي صلى الله عليه وسلم في حكم أو غيره كما قال رحمه الله: "فثبت أن كل من لمز النبي صلى الله عليه وسلم في حكمه أو قَسمه فإنه يجب قتله، كما أمر به صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد موته. فاحذر أخي المسلم من هذا المزلق الخطر والطريق السيء وتجنب ما يغضب الله عزّ وجلّ".