- إنضم
- 7 أفريل 2015
- المشاركات
- 17,454
- الحلول
- 1
- نقاط التفاعل
- 50,960
- النقاط
- 1,886
- محل الإقامة
- الجزائر الحبيبة
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، سبحانه لا إله إلا هو، نحمده ونشكره
ونشهد أنه لا إله إلا هو سبحانه وتعالى. ونشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، و من سار
على هداه و أفضلهم أسيادنا الصحابة خير القرون
تركونا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك أما بعد
مواصلة لسلسلتنا البسيطة في سرد أسماء و سير هؤلاء النبلاء العظام نقف اليوم عند شخصية بارزة في التاريخ الإسلامي
الشخصية التي نتذكرها دائما حين ذكر الصبر و الآذان
سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه
مدخل
بلال بن رباح الحبشي ( أبو عبد الله ) ، الشديد السمرة النحيف الناحل المفرط الطول
الكث الشعر ، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه اليه ، الا ويحني رأسه ويغض
طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل انما أنا حبشي كنت بالأمس عبدا )
ذهب يوما -رضي الله عنه- يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما أنا بلال
وهذا أخي ، عبدان من الحبشة ، كنا ضالين فهدانا الله ، وكنا عبدين فأعتقنا الله ، ان
تزوجونا فالحمد لله ، وان تمنعونا فالله أكبر )
إسلامه
انه حبشي من أمة سوداء ، عبدا لأناس من بني جمح بمكة ، حيث كانت أمه احدى امائهم وجواريهم ، ولقد بدأت أنباء
محمد تنادي سمعه ، حين أخذ الناس في مكة يتناقلوها ، وكان يصغي الى أحاديث سادته وأضيافهم ، ويوم إسلامه كان
الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر معتزلين في غار ، إذ مرّ بهما بلال وهو في غنمِ عبد بن جُدعان
فأطلع الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأسه من الغار وقال يا راعي هل من لبن ؟)
فقال بلال ما لي إلا شاة منها قوتي ، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم )
فقال رسول الله إيتِ بها )
فجاء بلال بها ، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقعبه ، فمسكها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحلب
في اناء حتى ملأه ، فشرب حتى روي ، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر ، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالاً حتى روي ، ثم أرسلها وهي أفضل من حالها بدءا
ثم قال يا غلام هل لك في الإسلام ؟ فإني رسول الله )
فأسلم ، وقال اكتم إسلامك )
ففعل وانصرف بغنمه ، وبات بها وقد أضعف لبنها ، فقال له أهله لقد رعيت مرعىً طيباً فعليك به )
فعاد إليه ثلاثة أيام يسقيهما ، ويتعلّم الإسلام سرا
معرفة المشركين بأمر بلال بن رباح
دخل بلال يوماً الكعبة وقريش في ظهرها لا يعلم أنه على مرأى من قريش، فالتفتَ فلم يرَ أحداً
أتى الأصنام وجعل يبصُقُ عليها ويقول خابَ وخسرَ من عبدكُنّ )
فطلبته قريش فهرب حتى دخل دار سيده عبد الله بن جُدعان فاختفى فيها ، ونادَوْا عبد الله بن جدعان فخرج فقالوا أصبوتَ ؟!)
قال ومثلي يُقال له هذا ؟! فعليَّ نحرُ مئة ناقةٍ للاَّتِ والعُزّى )
قالوا فإنّ أسْوَدَك صنَع كذا وكذا )
فدعا به فالتمسوه فوجدوه ، فأتوهُ به فلم يعرفه ، فدعا راعي ماله وغنمه فقال من هذا ؟ ألم آمُرْك أن لا يبقى بها أحد من مولّديها إلا أخرجته ؟)
فقال كان يرعى غنمك ، ولم يكن أحد يعرفها غيره )
فقال لأبي جهل وأمية بن خلف شأنكما به فهو لكما ، اصنَعا به ما أحببتُما )
وتجثم شياطين الأرض فوق صدر أمية بن خلف الذي رأى في اسلام عبد من عبدانهم لطمة جللتهم بالخزي والعار
ويقول أمية لنفسه ان شمس هذا اليوم لن تغرب الا ويغرب معها اسلام هذا العبد الآبق !!)
تعذيب المشركين لسيدنا بلال رضي الله عنه
وبدأ العذاب فقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها الى جهنم قاتلة ، فيطرحونه على حصاها
الملتهب وهو عريان ، ثم يأتون بحجر متسعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال ويلقون به فوقه ، ويصيح به جلادوه اذكر اللات والعزى )
فيجيبهم : أحد أحد .
واذا حان الأصيـل أقاموه ، وجعلوا في عنقـه حبلا ، ثم أمروا صبيانهـم أن يطوفوا به جبال مكـة وطرقها ، وبلال -رضي اللـه عنه- لا يقول سوى أحد أحد )
قال عمّار بن ياسر كلٌّ قد قال ما أرادوا -ويعني المستضعفين المعذّبين قالوا ما أراد المشركون- غير بلال )
ومرَّ به ورقة بن نوفل وهو يعذب ويقول أحد أحد)
تحرير سيدنا أبابكر لسيدنا بلال رضي الله عنهما
ويذهب اليهم أبوبكر الصديق وهم يعذبونه ، ويصيح بهم : ( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟؟ )
ثم يصيح في أمية خذ أكثر من ثمنه واتركه حرا )
وباعوه لأبي بكر الذي حرره من فوره ، وأصبح بلال من الرجال الأحرار
عاش بلال مع الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- يشهد معه المشاهـد كلها ، وكان يزداد قربا من قلب الرسـول الذي وصفه بأته ( رجل من أهل الجنة )
وجاء فتح مكة ، ودخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الكعبة ومعه بلال ، فأمره أن يؤذن ، ويؤذن بلال فيا لروعة الزمان والمكان والمناسبة
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إني دخلتُ الجنة ، فسمعت خشفةً بين يديّ ، فقلتُ يا جبريل ! ما هذه الخشفة ؟).. قال بلال يمشي أمامك )
وقد سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- بلال بأرْجى عمل عمله في الإسلام فقال لا أتطهّرُ إلا إذا صليت بذلك الطهور ما كتِبَ لي أن أصلّيَ )
كما قال -عليه أفضل الصلاة والسلام- اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة : إلى علي ، وعمّار وبلال )
بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم رأى بلال النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه
وهو يقول ما هذه الجفوة يا بلال ؟ ما آن لك أن تزورنا ؟)
فانتبه حزيناً ، فركب الى المدينة ، فأتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه ، فأقبل
الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له نشتهي أن تؤذن في السحر !)
فعلا سطح المسجد فلمّا قال الله أكبر الله أكبر )
ارتجّت المدينة فلمّا قال أشهد أن لا آله إلا الله )
زادت رجّتها فلمّا قال أشهد أن محمداً رسول الله )
خرج النساء من خدورهنّ ، فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم
قصة محزنة
وكان آخر آذان له يوم توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وعندما زار الشام أمير المؤمنين عمر-رضي الله عنه- توسل
المسلمون اليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة واحدة ، ودعا أمير المؤمنين بلالا ، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها ، وصعد بلال وأذن
فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبلال يؤذن ، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا ، وكان عمر أشدهم بكاء
وفاته رضي الله عنه و أرضاه
ومات بلال في الشام مرابطا في سبيل الله كما أراد ورفاته تحت ثرى دمشق
على الأغلب في سنة عشرين للهجرة
ونشهد أنه لا إله إلا هو سبحانه وتعالى. ونشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، و من سار
على هداه و أفضلهم أسيادنا الصحابة خير القرون
تركونا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك أما بعد
مواصلة لسلسلتنا البسيطة في سرد أسماء و سير هؤلاء النبلاء العظام نقف اليوم عند شخصية بارزة في التاريخ الإسلامي
الشخصية التي نتذكرها دائما حين ذكر الصبر و الآذان
سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه
مدخل
بلال بن رباح الحبشي ( أبو عبد الله ) ، الشديد السمرة النحيف الناحل المفرط الطول
الكث الشعر ، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه اليه ، الا ويحني رأسه ويغض
طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل انما أنا حبشي كنت بالأمس عبدا )
ذهب يوما -رضي الله عنه- يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما أنا بلال
وهذا أخي ، عبدان من الحبشة ، كنا ضالين فهدانا الله ، وكنا عبدين فأعتقنا الله ، ان
تزوجونا فالحمد لله ، وان تمنعونا فالله أكبر )
إسلامه
انه حبشي من أمة سوداء ، عبدا لأناس من بني جمح بمكة ، حيث كانت أمه احدى امائهم وجواريهم ، ولقد بدأت أنباء
محمد تنادي سمعه ، حين أخذ الناس في مكة يتناقلوها ، وكان يصغي الى أحاديث سادته وأضيافهم ، ويوم إسلامه كان
الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر معتزلين في غار ، إذ مرّ بهما بلال وهو في غنمِ عبد بن جُدعان
فأطلع الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأسه من الغار وقال يا راعي هل من لبن ؟)
فقال بلال ما لي إلا شاة منها قوتي ، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم )
فقال رسول الله إيتِ بها )
فجاء بلال بها ، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقعبه ، فمسكها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحلب
في اناء حتى ملأه ، فشرب حتى روي ، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر ، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالاً حتى روي ، ثم أرسلها وهي أفضل من حالها بدءا
ثم قال يا غلام هل لك في الإسلام ؟ فإني رسول الله )
فأسلم ، وقال اكتم إسلامك )
ففعل وانصرف بغنمه ، وبات بها وقد أضعف لبنها ، فقال له أهله لقد رعيت مرعىً طيباً فعليك به )
فعاد إليه ثلاثة أيام يسقيهما ، ويتعلّم الإسلام سرا
معرفة المشركين بأمر بلال بن رباح
دخل بلال يوماً الكعبة وقريش في ظهرها لا يعلم أنه على مرأى من قريش، فالتفتَ فلم يرَ أحداً
أتى الأصنام وجعل يبصُقُ عليها ويقول خابَ وخسرَ من عبدكُنّ )
فطلبته قريش فهرب حتى دخل دار سيده عبد الله بن جُدعان فاختفى فيها ، ونادَوْا عبد الله بن جدعان فخرج فقالوا أصبوتَ ؟!)
قال ومثلي يُقال له هذا ؟! فعليَّ نحرُ مئة ناقةٍ للاَّتِ والعُزّى )
قالوا فإنّ أسْوَدَك صنَع كذا وكذا )
فدعا به فالتمسوه فوجدوه ، فأتوهُ به فلم يعرفه ، فدعا راعي ماله وغنمه فقال من هذا ؟ ألم آمُرْك أن لا يبقى بها أحد من مولّديها إلا أخرجته ؟)
فقال كان يرعى غنمك ، ولم يكن أحد يعرفها غيره )
فقال لأبي جهل وأمية بن خلف شأنكما به فهو لكما ، اصنَعا به ما أحببتُما )
وتجثم شياطين الأرض فوق صدر أمية بن خلف الذي رأى في اسلام عبد من عبدانهم لطمة جللتهم بالخزي والعار
ويقول أمية لنفسه ان شمس هذا اليوم لن تغرب الا ويغرب معها اسلام هذا العبد الآبق !!)
تعذيب المشركين لسيدنا بلال رضي الله عنه
وبدأ العذاب فقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها الى جهنم قاتلة ، فيطرحونه على حصاها
الملتهب وهو عريان ، ثم يأتون بحجر متسعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال ويلقون به فوقه ، ويصيح به جلادوه اذكر اللات والعزى )
فيجيبهم : أحد أحد .
واذا حان الأصيـل أقاموه ، وجعلوا في عنقـه حبلا ، ثم أمروا صبيانهـم أن يطوفوا به جبال مكـة وطرقها ، وبلال -رضي اللـه عنه- لا يقول سوى أحد أحد )
قال عمّار بن ياسر كلٌّ قد قال ما أرادوا -ويعني المستضعفين المعذّبين قالوا ما أراد المشركون- غير بلال )
ومرَّ به ورقة بن نوفل وهو يعذب ويقول أحد أحد)
تحرير سيدنا أبابكر لسيدنا بلال رضي الله عنهما
ويذهب اليهم أبوبكر الصديق وهم يعذبونه ، ويصيح بهم : ( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟؟ )
ثم يصيح في أمية خذ أكثر من ثمنه واتركه حرا )
وباعوه لأبي بكر الذي حرره من فوره ، وأصبح بلال من الرجال الأحرار
عاش بلال مع الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- يشهد معه المشاهـد كلها ، وكان يزداد قربا من قلب الرسـول الذي وصفه بأته ( رجل من أهل الجنة )
وجاء فتح مكة ، ودخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الكعبة ومعه بلال ، فأمره أن يؤذن ، ويؤذن بلال فيا لروعة الزمان والمكان والمناسبة
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إني دخلتُ الجنة ، فسمعت خشفةً بين يديّ ، فقلتُ يا جبريل ! ما هذه الخشفة ؟).. قال بلال يمشي أمامك )
وقد سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- بلال بأرْجى عمل عمله في الإسلام فقال لا أتطهّرُ إلا إذا صليت بذلك الطهور ما كتِبَ لي أن أصلّيَ )
كما قال -عليه أفضل الصلاة والسلام- اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة : إلى علي ، وعمّار وبلال )
بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم رأى بلال النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه
وهو يقول ما هذه الجفوة يا بلال ؟ ما آن لك أن تزورنا ؟)
فانتبه حزيناً ، فركب الى المدينة ، فأتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وجعل يبكي عنده ويتمرّغ عليه ، فأقبل
الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له نشتهي أن تؤذن في السحر !)
فعلا سطح المسجد فلمّا قال الله أكبر الله أكبر )
ارتجّت المدينة فلمّا قال أشهد أن لا آله إلا الله )
زادت رجّتها فلمّا قال أشهد أن محمداً رسول الله )
خرج النساء من خدورهنّ ، فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم
قصة محزنة
وكان آخر آذان له يوم توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وعندما زار الشام أمير المؤمنين عمر-رضي الله عنه- توسل
المسلمون اليه أن يحمل بلالا على أن يؤذن لهم صلاة واحدة ، ودعا أمير المؤمنين بلالا ، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها ، وصعد بلال وأذن
فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبلال يؤذن ، بكوا كما لم يبكوا من قبل أبدا ، وكان عمر أشدهم بكاء
وفاته رضي الله عنه و أرضاه
ومات بلال في الشام مرابطا في سبيل الله كما أراد ورفاته تحت ثرى دمشق
على الأغلب في سنة عشرين للهجرة