- إنضم
- 13 أفريل 2013
- المشاركات
- 14,618
- نقاط التفاعل
- 54,537
- النقاط
- 1,756
- العمر
- 31
- محل الإقامة
- قسنطينة
- الجنس
- أنثى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي أنزل إلينا كتابه العظيم رحمة وذكرى وهدى وبشرى، فأنار به السبيل، وأقام به الحجة،
وفرق به بين الحق والباطل، ورفع به من شاء من عباده، وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا
والصلاة والسلام على إمام المتقين وأسوة المؤمنين، نبينا الأمين، الذي بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين
أما بعد: يقول الله تعالى في كتابه الكريم بعد
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180]
أسماء الله الحسنى وصفاته العلا لها فوائدُها العظيمة، ومنافعها الكريمة، التي لا يستطيع أحدٌ إحصاءها، وحسْبُك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك)) رواه مسلم
ومعرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا هي الطريق الرئيسي إلى معرفة الله كما أنها أصل كل عبادة وسبيل إلى النجاة من الذنوب والمعاصي والإقبال على الطاعات
إضافة إلى أنه من أعظم الأسباب لإجابة الدعاء
ففارقٌ كبير بين أن تدعو وتقول: اللهم اغفر لي، وبين أن تقول: اللهم يا غفار اغفر لي، وبين أن تقول: اللهم ارحمني، وبين أن تقول: يا رحيم ارحمني، وبين أن تقول: اللهم ارزقني، وبين أن تقول: يا رزاق ارزقني.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا، دعاه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، فكان يقول: ((اللهم يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلِحْ لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين))، فبدأ صلى الله عليه وسلم في دعائه بالأسماء والصفات المناسبة لدعائه.
وما هذا إلا قطرة في بحر أهمية وفضل معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى
ولهذا بعدما شهِدنا في النصف الأول من شهر رمضان المبارك سلسلة {وقفة مع آية} وشهِدنا من خلالها تفسيرا لبعضٍ من آيات
القرآن الكريم، سنشهد خلال النصف الثاني من هذا الشهر الفضيل إن شاء الله سلسلة جديدة بعنوان
{مع الله}
فكرة هذه السلسلة تتمثل في طرح كل يوم من الأيام المتبقية من شهر رمضان المبارك شرح لإسم من أسماء
الله الحسنى لما في ذلك أهمية كما سبق وذُكِر في أول الموضوع
ولننال منها الأجر والثواب معًا ونتمنى أن نستفيد منها جميعا
في العدد الخامس من هذه السلسلة الطيّبة والموافق لـلواحد والعشرين من شهر رمضان المبارك
اخترنا لكم اسم من أسماء الله الحسنى وهو
{العظيم}
قال تعالى بعد بسم الله الرحمان الرحيم
{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [الشورى: 4]
قال السعدي رحمه الله:
العظيم: الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء والمجد والبهاء الذي تحبه القلوب، وتعظمه الأرواح، ويعرف العارفون أن عظمة كل شيء، وإن جلت في الصفة، فإنها مضمحلة في جانب عظمة العلي العظيم
وقال أيضاً: إنَّ الله تعالى عظيم، له كل وصف ومعنى يوجب التعظيم فلا يقدر مخلوق أن يثني عليه كما ينبغي له ولا يحصي ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه عباده. واعلم أن معاني التعظيم الثابتة لله وحده نوعان: أحدهما: أنه موصوف بكل صفة كمال، وله من ذلك الكمال أكمله، وأعظمه وأوسعه، فله العلم المحيط، والقدرة النافذة، والكبرياء، والعظمة، ومن عظمته أن السماوات والأرض في كف الرحمن أصغر
من الخردلة كما قال ذلك ابن عباس وغيره
وقال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67]
وقال: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ} [فاطر: 41]
وقال تعالى وهو العلي العظيم: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ} [الشورى: 5] الآية.
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقول الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما عذبته))، فلله تعالى الكبرياء والعظمة، والوصفان اللذان لا يقدر قدرهما ولا يبلغ كنههما.
النوع الثاني: من معاني عظمته تعالى أنه لا يستحق أحد من الخلق أن يعظم كما يعظم الله فيستحق جل جلاله من عباده أن يعظموه بقلوبهم، وألسنتهم، وجوارحهم وذلك ببذل الجهد في معرفته، ومحبته، والذل له، والانكسار له، والخضوع لكبريائه، والخوف منه وإعمال اللسان بالثناء عليه، وقيام الجوارح بشكره وعبوديته، ومن تعظيمه أن يتقى حق تقاته فيطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر، ومن تعظيمه تعظيم ما حرمه وشرعه من زمان ومكان وأعمال {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32] {وذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} [الحج: 30] ومن تعظيمه أن لايعترض على شيء مما خلقه أو شرعه
[فسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر]
القرآن الكريم، سنشهد خلال النصف الثاني من هذا الشهر الفضيل إن شاء الله سلسلة جديدة بعنوان
{مع الله}
فكرة هذه السلسلة تتمثل في طرح كل يوم من الأيام المتبقية من شهر رمضان المبارك شرح لإسم من أسماء
الله الحسنى لما في ذلك أهمية كما سبق وذُكِر في أول الموضوع
ولننال منها الأجر والثواب معًا ونتمنى أن نستفيد منها جميعا
في العدد الخامس من هذه السلسلة الطيّبة والموافق لـلواحد والعشرين من شهر رمضان المبارك
اخترنا لكم اسم من أسماء الله الحسنى وهو
{العظيم}
قال تعالى بعد بسم الله الرحمان الرحيم
{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [الشورى: 4]
قال السعدي رحمه الله:
العظيم: الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء والمجد والبهاء الذي تحبه القلوب، وتعظمه الأرواح، ويعرف العارفون أن عظمة كل شيء، وإن جلت في الصفة، فإنها مضمحلة في جانب عظمة العلي العظيم
وقال أيضاً: إنَّ الله تعالى عظيم، له كل وصف ومعنى يوجب التعظيم فلا يقدر مخلوق أن يثني عليه كما ينبغي له ولا يحصي ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه عباده. واعلم أن معاني التعظيم الثابتة لله وحده نوعان: أحدهما: أنه موصوف بكل صفة كمال، وله من ذلك الكمال أكمله، وأعظمه وأوسعه، فله العلم المحيط، والقدرة النافذة، والكبرياء، والعظمة، ومن عظمته أن السماوات والأرض في كف الرحمن أصغر
من الخردلة كما قال ذلك ابن عباس وغيره
وقال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67]
وقال: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ} [فاطر: 41]
وقال تعالى وهو العلي العظيم: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ} [الشورى: 5] الآية.
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقول الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما عذبته))، فلله تعالى الكبرياء والعظمة، والوصفان اللذان لا يقدر قدرهما ولا يبلغ كنههما.
النوع الثاني: من معاني عظمته تعالى أنه لا يستحق أحد من الخلق أن يعظم كما يعظم الله فيستحق جل جلاله من عباده أن يعظموه بقلوبهم، وألسنتهم، وجوارحهم وذلك ببذل الجهد في معرفته، ومحبته، والذل له، والانكسار له، والخضوع لكبريائه، والخوف منه وإعمال اللسان بالثناء عليه، وقيام الجوارح بشكره وعبوديته، ومن تعظيمه أن يتقى حق تقاته فيطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر، ومن تعظيمه تعظيم ما حرمه وشرعه من زمان ومكان وأعمال {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32] {وذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} [الحج: 30] ومن تعظيمه أن لايعترض على شيء مما خلقه أو شرعه
[فسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر]
أتمنى أن تنال الفكرة استحسانكم وأن يجعلها الله في ميزان حسناتنا وحسناتكم
فهدفنا هو تبادل المنفعة ومشاركة نيل الثواب والأجر
نلتقي غدا بحول الله مع عدد آخر
تقبّل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال
في أمان الله وحفظه
فهدفنا هو تبادل المنفعة ومشاركة نيل الثواب والأجر
نلتقي غدا بحول الله مع عدد آخر
تقبّل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال
في أمان الله وحفظه