القول المبين
في ردِّ سفسطة المناوئين وأوهام المتخاذلين وعناد المُبغِضين
في ردِّ سفسطة المناوئين وأوهام المتخاذلين وعناد المُبغِضين
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فقَدْ نشرَتْ إحدى الصحف الجزائرية بتاريخ: ٠٢ رمضان ١٤٣٩هـ الموافق ﻟ: ١٨/ ٥/ ٢٠١٨م مقالًا منسوبًا إلى الدكتور: عبد الرزَّاق قسُّوم ـ أصلحه الله ـ رئيس جمعية العلماء الجزائريِّين الحاليَّة، تهجَّم فيه على الشيخ أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس ـ حفظه الله ـ مِنَ المحاور التالية:
المحور الأوَّل: ادَّعى بأنَّ: «التهجُّمات المتكرِّرة لشيخ السلفية في الجزائر على جمعية العلماء هي نتيجةُ إفلاسه في الدعوة، فقَدِ انفضَّ جميعُ أتباعه مِنْ حوله وتركوه؛ فبدأ البحثَ عن السبب، ليجد بأنهم اختاروا جمعيةَ العلماء بدلًا منه».
المحور الثاني: زَعَم أنَّ عابدين بن حنفية كان ـ في وقتٍ سابقٍ ـ واحدًا مِنْ أتباع الشيخ محمَّد علي فركوس ـ حفظه الله ـ ثمَّ تَرَكه وانضمَّ لجمعية العلماء المسلمين الحاليَّة، بعد ما أدرك بأنَّ الجمعية هي الحقُّ وتدعو إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة، وكُلُّ الأفكار التي تُشاعُ عنها مغلوطةٌ، ولا أساسَ لها مِنَ الصحَّة.
المحور الثالث: دَعَا الدكتور عبدُ الرزَّاق قسُّوم ـ أصلحه الله ـ الشيخَ أبا عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس ـ حفظه الله ـ للتخلِّي عن المدخلية والانضمام للجمعية، حتَّى يعلِّمهم ويدعُوَهم للسلفية الصحيحة التي كان عليها مؤسِّسُها ابنُ باديس، فأبوابُ الجمعية مفتوحةٌ أمامَ الجميع، لكنَّ شرطهم الأساسيَّ هو التخلِّي عن مدخليَّته.
المحور الرابع: يظهر في كلام رئيس الجمعية الحاليَّة نسبةُ الشيخ أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس ـ حفظه الله ـ وسائرِ السلفيِّين إلى شخصية الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ ونبزُهم بلقب المدخلية.
وقد جاء مُعجَبًا بنفسه واضعًا رُمحَ مغالطاته وسُوفسطائه وشُبُهاته عرضًا مُفتخِرًا فيه بمناصرة أخيه في الحزبية، مُعتقِدًا أنَّ مَنْ يُواجِهُهم عُزَّلٌ لا حجَّةَ لهم ولا برهانَ، وهذا عينُ الخطإ، فلا تعترِضْ سبيلَهم برمحك فتتزاحمَ عليك رماحُ الحقِّ الحادَّةُ الكثيرة التي بحوزتهم، وتتراكمَ عليك أَسِنَّتُها فتنقلب شقيًّا مذلولًا خائبًا، وفي هذا المعنى قال الشاعر:
جَاءَ شَقِيقٌ عَارِضًا رُمْحَهُ *** إِنَّ بَنِي عَمِّكَ فِيهِمْ رِمَاحْ
هذا، وتعقيبًا على أقواله المنسوبة إليه فإنَّ الشيخ أبا عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس وإدارةَ موقعه يصحِّحون المفاهيمَ الخاطئة التي تضمَّنَتْها كلمةُ رئيس الجمعية الحاليَّة، وذلك في المحاور التالية:
المحور الأوَّل: إنَّ الكثرة لا تعني ـ بالضرورة ـ صحَّةَ المنهج وسلامةَ الطريقِ المُتَّبَع؛ والمتأمِّلُ في كتاب الله يَلْحَظ أنَّ الذمَّ على الكثرة واقعٌ، والمدحَ للقِلَّة ما له مِنْ دافعٍ؛ قال تعالى: ﴿وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ١٨٧﴾ [الأعراف]، وقال: ﴿وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤۡمِنُونَ ١٧﴾ [هود]، وقال: ﴿وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ ٢٤٣﴾ [البقرة]، وقال: ﴿وَمَآ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِينَ ١٠٣﴾ [يوسف]، وقال: ﴿وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٖ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورٗا ٨٩﴾ [الإسراء]، وغيرها مِنَ الآيات المنفِّرة عن زيفِ الكثرة؛ وقال تعالى في شأن نوحٍ عليه السلام: ﴿وَمَآ ءَامَنَ مَعَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٞ ٤٠﴾ [هود]، وقال جندُ فرعون يتنقَّصون أتباعَ موسى عليه السلام: ﴿إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ ٥٤﴾ [الشُّعَراء]، وقال تعالى: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٞ مَّا هُمۡ﴾ [ص: ٢٤]، وقال: ﴿وَقَلِيلٞ مِّنۡ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ ١٣﴾ [سبأ]، وغيرها مِنَ النصوص المادحة للقلَّة المُستمسِكة بالحقِّ؛ وفي الحديث: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلاَنِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ» [البخاري (٥٧٥٢) ومسلم (٢٢٠) عن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما]، وضمن هذا المعنى قال الفضيل بنُ عياضٍ ـ رحمه الله ـ: «اتَّبِعْ طُرُقَ الْهُدَى وَلَا يَضُرُّكَ قِلَّةُ السَّالِكِينَ، وَإِيَّاكَ وَطُرُقَ الضَّلَالَةِ وَلَا تَغْتَرَّ بِكَثْرَةِ الْهَالِكِينَ»(١).
فلا يَفتتِنُ بالكثرة ـ إذًا ـ إلَّا الغافلون عن القوَّة الروحية الناشئة عن اليقين، قال ابنُ باديس ـ رحمه الله ـ: «وعَلِمْنَا أَنْ لا ننظرَ إلى ظواهرِ الأمور دون بواطنها، وإلى الجسمانيَّات الحسِّيَّة دون ما وراءها مِنْ معانٍ عقلية، بل نعبر مِنَ الظواهر إلى البواطن، وننظر مِنَ المحسوس إلى المعقول، ونجعل حواسَّنا خادمةً لعقولنا، ونجعل عقولَنا هي المتصرِّفةَ الحاكمة بالنظر والتفكير؛ وعَلِمْنا هذا بقوله تعالى: ﴿لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡخَبِيثُ وَٱلطَّيِّبُ وَلَوۡ أَعۡجَبَكَ كَثۡرَةُ ٱلۡخَبِيثِ﴾ [المائدة: ١٠٠]، فلا ينظر إلى بهرجة الكثرة، ولكِنْ إلى حقيقةِ وحالة الشيء الكثير، فيعتبر بحسَبِهما»(٢).
على أنَّ القول بانفضاض الناس عن دعوة الحقِّ هو مجرَّدُ دعوى.
المحور الأوَّل: إنَّ الكثرة لا تعني ـ بالضرورة ـ صحَّةَ المنهج وسلامةَ الطريقِ المُتَّبَع؛ والمتأمِّلُ في كتاب الله يَلْحَظ أنَّ الذمَّ على الكثرة واقعٌ، والمدحَ للقِلَّة ما له مِنْ دافعٍ؛ قال تعالى: ﴿وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ١٨٧﴾ [الأعراف]، وقال: ﴿وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤۡمِنُونَ ١٧﴾ [هود]، وقال: ﴿وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ ٢٤٣﴾ [البقرة]، وقال: ﴿وَمَآ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِينَ ١٠٣﴾ [يوسف]، وقال: ﴿وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٖ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورٗا ٨٩﴾ [الإسراء]، وغيرها مِنَ الآيات المنفِّرة عن زيفِ الكثرة؛ وقال تعالى في شأن نوحٍ عليه السلام: ﴿وَمَآ ءَامَنَ مَعَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٞ ٤٠﴾ [هود]، وقال جندُ فرعون يتنقَّصون أتباعَ موسى عليه السلام: ﴿إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ ٥٤﴾ [الشُّعَراء]، وقال تعالى: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٞ مَّا هُمۡ﴾ [ص: ٢٤]، وقال: ﴿وَقَلِيلٞ مِّنۡ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ ١٣﴾ [سبأ]، وغيرها مِنَ النصوص المادحة للقلَّة المُستمسِكة بالحقِّ؛ وفي الحديث: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلاَنِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ» [البخاري (٥٧٥٢) ومسلم (٢٢٠) عن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما]، وضمن هذا المعنى قال الفضيل بنُ عياضٍ ـ رحمه الله ـ: «اتَّبِعْ طُرُقَ الْهُدَى وَلَا يَضُرُّكَ قِلَّةُ السَّالِكِينَ، وَإِيَّاكَ وَطُرُقَ الضَّلَالَةِ وَلَا تَغْتَرَّ بِكَثْرَةِ الْهَالِكِينَ»(١).
فلا يَفتتِنُ بالكثرة ـ إذًا ـ إلَّا الغافلون عن القوَّة الروحية الناشئة عن اليقين، قال ابنُ باديس ـ رحمه الله ـ: «وعَلِمْنَا أَنْ لا ننظرَ إلى ظواهرِ الأمور دون بواطنها، وإلى الجسمانيَّات الحسِّيَّة دون ما وراءها مِنْ معانٍ عقلية، بل نعبر مِنَ الظواهر إلى البواطن، وننظر مِنَ المحسوس إلى المعقول، ونجعل حواسَّنا خادمةً لعقولنا، ونجعل عقولَنا هي المتصرِّفةَ الحاكمة بالنظر والتفكير؛ وعَلِمْنا هذا بقوله تعالى: ﴿لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡخَبِيثُ وَٱلطَّيِّبُ وَلَوۡ أَعۡجَبَكَ كَثۡرَةُ ٱلۡخَبِيثِ﴾ [المائدة: ١٠٠]، فلا ينظر إلى بهرجة الكثرة، ولكِنْ إلى حقيقةِ وحالة الشيء الكثير، فيعتبر بحسَبِهما»(٢).
على أنَّ القول بانفضاض الناس عن دعوة الحقِّ هو مجرَّدُ دعوى.
وَالدَّعَاوَى مَا لَمْ يُقِيمُوا عَلَيْهَا *** بَيِّنَاتٍ أَصْحَابُهَا أَدْعِيَاءُ
فإنَّ الواقع لا يصدِّق ذلك بل يخالفه ويحكم بضدِّه؛ والحمدُ لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحاتُ.
المحور الثاني: الزعم بأنَّ «ابنَ حنفية عابدين كان في وقتٍ سابقٍ مِنْ أتباع الشيخ أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس ـ حفظه الله ـ ثمَّ تخلَّى عنه» زعمٌ باطلٌ، وأبطلُ منه إِنْ كان المقصودُ أنه كان مِنَ السلفيِّين ثمَّ تخلَّى عنهم، فإنَّ الرَّجلَ لا يُعرَف عنه انسياقٌ مع منهج أهل السنَّة السلفيِّين أبدًا، والتاريخُ شاهدٌ على أنَّ الشخص المذكور قضى سنواتٍ مِنْ عمره متعاطفًا مع جبهة الإنقاذ يرتوي مِنْ حزبيَّتِها ويتغذَّى مِنْ حركيَّتِها، مُشارِكًا في المسيرات ومناضلًا عن أفكار التجمُّع البدعيِّ، إلى أَنِ انحلَّ الحزبُ فيَمَّم شطرَه نحوَ أهل السنَّة ادِّعاءً، والعادةُ جاريةٌ أنَّ نفسيَّةَ مَنْ رضعوا لِبَانَ التحزُّب طموحةٌ نحوَ المناصب، فتُكثِرُ التقلُّبَ في الهيئات والأحزاب طمعًا في تحقيقِ ما تبتغيه نفسيَّتُهم؛ ولمَّا كانت العادةُ محكَّمةً فقَدْ وَجَد البُغيةَ في الجمعية الحاليَّة، فانطوى تحتها منافحًا ومدافعًا.
على أنَّ الطعن في صحَّة المنهج بزيغِ مَنْ زاغ عن الهدى وسبيلِ التُّقَى، سبيلٌ غيرُ قويمٍ، ورأيٌ غيرُ سديدٍ؛ إذ المعلومُ أنَّ الناكص على عقِبَيْه، والكارَّ على طريقه القهقرى لا يُنسَبُ فعلُه إلَّا له، ولا يضرُّ إلَّا نفسَه، ولا يُؤاخَذ غيرُه بزلَّتِه؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰ﴾ [الأنعام: ١٦٤]؛ كما لا يَلحَق الدعوةَ الصحيحةَ مِنْ أفعاله المشينة أيُّ نقصٍ، وهي في دربها سائرةٌ، ولِبُغْيَتِها واصلةٌ؛ قال تعالى: ﴿وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ٩١ وَأَنۡ أَتۡلُوَاْ ٱلۡقُرۡءَانَۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ ٩٢﴾ [النمل].
المحور الثالث: إنَّ السلفيِّين ـ والشيخَ أبا عبد المعزِّ مِنْ جملتهم ـ بما فضَّلهم اللهُ به مِنْ علمِ الوحيَيْن الشريفين، وبما حَبَاهم مِنْ حكمةٍ: لا تستهويهم المناصبُ، ولا يتلهَّفون لها، ولو عُرِضَتْ عليهم القيادةُ الإدارية والزعامةُ الوظيفية لَزَهِدوا فيها زهادةَ عُشَّاق الدنيا في الآخرة؛ ذلك لأنَّ الدعوة السلفيَّة تُزكِّي أتباعَها ليكون لهم الحظُّ الأوفرُ مِنْ قوله تعالى لنبيِّه: ﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا﴾ [البقرة: ١١٩]، والنصيبُ الأكثر مِنْ تشريف الله لرسوله: ﴿وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ ٤﴾ [الشرح]؛ فالدعوة السلفية تدعو إلى النجاة وإلى العزيز الغفَّار، ولا تدعو إلى مَنْ لا يَستحِقُّ الدعوةَ إليه ولا إلى النار؛ قال تعالى: ﴿وَيَٰقَوۡمِ مَا لِيٓ أَدۡعُوكُمۡ إِلَى ٱلنَّجَوٰةِ وَتَدۡعُونَنِيٓ إِلَى ٱلنَّارِ ٤١﴾ [غافر]، وهي تترفَّع أَنْ يكون مِنْ مراميها حُطامُ الدنيا، وتَرْبَأُ بنفسها أَنْ يكون مِنْ مغازيها زهرةُ الدنيا الفانية، ونصبُ عينَيْها قولُ ربِّها ـ تَبارك وتعالى ـ: ﴿تِلۡكَ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ نَجۡعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فَسَادٗاۚ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ ٨٣﴾ [القَصص]
يقول العلَّامة ابنُ باديس ـ رحمه الله ـ مُبرِزًا معالِمَ دعوتِه وزُهدَه في الولايات السياسية والخطاب الشعبوي: «فإنَّنا اختَرْنا الخطَّةَ الدِّينيَّةَ على غيرها عن علمٍ وبصيرةٍ، وتمسُّكًا بما هو مناسبٌ لفطرتنا وتربيتنا مِنَ النصح والإرشاد، وبثِّ الخير والثبات على وجهٍ واحدٍ، والسيرِ في خطٍّ مستقيمٍ؛ وما كُنَّا لِنَجدَ هذا كُلَّه إلَّا فيما تفرَّغْنا له مِنْ خدمة العلم والدِّين؛ وفي خدمتهما أعظمُ خدمةٍ وأنفعُها للإنسانية عامَّةً؛ ولو أرَدْنا أَنْ ندخل الميدانَ السياسيَّ لَدخَلْناه جهرًا، ولَضرَبْنا فيه المَثَلَ بما عُرِف عنَّا مِنْ ثباتنا وتضحِيَتنا، ولَقُدْنا الأمَّةَ كُلَّها للمطالبة بحقوقها، ولكان أسهلُ شيءٍ علينا أَنْ نسير بها على ما نرسمه لها، وأَنْ نبلغ مِنْ نفوسنا إلى أقصى غايات التأثير عليها؛ فإنَّ ممَّا نعلمه ولا يخفى على غيرنا أنَّ القائد الذي يقول للأمَّة: «إنَّكِ مظلومةٌ في حقوقك، وإنَّني أريد إيصالَكِ إليها» يجد منها ما لا يجده مَنْ يقول لها: «إنَّكِ ضالَّةٌ عن أصولِ دِينِكِ، وإنَّني أريد هدايتك»؛ فذلك تُلبِّيهِ كُلُّها، وهذا يُقاوِمه مُعظَمُها أو شَطْرُها؛ وهذا كُلُّه نعلمه، ولكنَّنا اختَرْنا ما اختَرْنا لِمَا ذكَرْنا وبيَّنَّا؛ وإنَّنا فيما اخترناه ـ بإذن الله ـ لَمَاضون وعليه متوكِّلون»(٣).
المحورالرابع: إصرار الشانئين وعناد المُبغِضين على فِريةِ نسبة الدعوة السلفية لأشخاصٍ بأعيانهم، وربطِ الدعوة المُبارَكة بأسماءِ علمائها محاولةٌ فاشلةٌ لتغييرِ مَناطِ جوهر الخلاف، وصَبغِ الدعوة السلفية صِبغةَ التعصُّب المَقيت الذي يتخبَّط فيه المُخالِفون مِنْ أهل المِلَل والنِّحَل: كالأشاعرة المُنتسِبين إلى أبي الحسن الأشعريِّ، والماتريديِّين المنتهين إلى أبي منصورٍ الماتريديِّ، والإباضيِّين المتوقِّفين عند عبد الله بنِ إباضٍ، والجهمية الخالصين عند جهم بنِ صفوان؛ أمَّا الدعوة السلفية فتمتاز عنهم بنُبل نسبتها، وامتدادِ صِلَتها، وصلابةِ أوصارها، وفي مَعرِضِ الدفاع عن الدعوة السلفية ممَّنْ يربطها بالأشخاص لمزًا وطعنًا، يقول العلَّامة ابنُ باديس ـ رحمه الله ـ: «أفتُعَدُّ الدعوةُ إلى الكتاب والسنَّة وما كان عليه سلفُ الأمَّة، وطَرْحُ البِدَع والضلالات، واجتنابُ المُرْدِيَات والمُهلِكات نشرًا للوهَّابية؟ أم نشرُ العلم والتهذيبِ وحرِّيةُ الضمير، وإجلالُ العقل واستعمالُ الفكر واستخدامُ الجوارح نشرٌ للوهابية؟ إذًا فالعالَم المتمدِّن كُلُّه وهَّابيٌّ! فأئمَّةُ الإسلام كُلُّهم وهَّابيُّون؟ ما ضرَّنا ـ إذا دعَوْنا إلى ما دَعَا إليه جميعُ أئمَّة الإسلام وقام عليه نظامُ التمدُّن في الأُمَم ـ أَنْ سمَّانا الجاهلون المتحاملون بما يشاءون؛ فنحن ـ إِنْ شاء الله ـ فوق ما يظنُّون، واللهُ وراءَ ما يكيد الظالمون»(٤).
وفي سياقِ بيانِ عُمق جذورِ هذه الدعوة وأصالتها، يقول السعيد الزاهري ـ رحمه الله ـ (عضو إداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين) في ردِّه على وزير المعارف بالمغرب الأقصى آنَذاك: «بقي شيءٌ واحدٌ وهو قول الوزير: «إنَّ مؤسِّسَ هذا المذهبِ هو شيخ الإسلام ابنُ تيمية، واشتهر به ابنُ عبد الوهَّاب»، والواقع أنَّ مؤسِّسَ هذا المذهبِ ليس هو ابنَ تيمية ولا ابنَ عبد الوهَّاب، ولا الإمامَ أحمد ولا غيرَه مِنَ الأئمَّة والعلماء، وإنما مؤسِّسُه هو خاتم النبيِّين سيِّدُنا محمَّد بنُ عبد الله صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، على أنه في الحقيقة ليس مذهبًا، بل هو دعوةٌ إلى الرجوع إلى السنَّة النبوية الشريفة، وإلى التمسُّك بالقرآن الكريم، وليس هنا شيءٌ آخَرُ غيرُ هذا»(٥).
فهل أنتم عن فِريَتِكم منتهون؟ وللحقِّ مُتَّبِعون؟ ولسبيل علماء الجمعية الأُوَل سالكون؟ ولأهوائكم تاركون؟ لكن هيهات هيهات فأنَّى يرجعون؟! قال أبو القاسم الأصبهانيُّ ـ رحمه الله ـ: «قال علماء السلف: ما وجَدْنا أحدًا مِنَ المتكلِّمين في ماضي الأزمان إلى يومنا هذا رَجَع إلى قولِ خصمه، ولا انتقل عن مذهبه إلى مذهبِ مُناظِره؛ فدلَّ أنهم اشتغلوا بما تركُه خيرٌ مِنَ الاشتغال به»(٦).
المحور الثاني: الزعم بأنَّ «ابنَ حنفية عابدين كان في وقتٍ سابقٍ مِنْ أتباع الشيخ أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس ـ حفظه الله ـ ثمَّ تخلَّى عنه» زعمٌ باطلٌ، وأبطلُ منه إِنْ كان المقصودُ أنه كان مِنَ السلفيِّين ثمَّ تخلَّى عنهم، فإنَّ الرَّجلَ لا يُعرَف عنه انسياقٌ مع منهج أهل السنَّة السلفيِّين أبدًا، والتاريخُ شاهدٌ على أنَّ الشخص المذكور قضى سنواتٍ مِنْ عمره متعاطفًا مع جبهة الإنقاذ يرتوي مِنْ حزبيَّتِها ويتغذَّى مِنْ حركيَّتِها، مُشارِكًا في المسيرات ومناضلًا عن أفكار التجمُّع البدعيِّ، إلى أَنِ انحلَّ الحزبُ فيَمَّم شطرَه نحوَ أهل السنَّة ادِّعاءً، والعادةُ جاريةٌ أنَّ نفسيَّةَ مَنْ رضعوا لِبَانَ التحزُّب طموحةٌ نحوَ المناصب، فتُكثِرُ التقلُّبَ في الهيئات والأحزاب طمعًا في تحقيقِ ما تبتغيه نفسيَّتُهم؛ ولمَّا كانت العادةُ محكَّمةً فقَدْ وَجَد البُغيةَ في الجمعية الحاليَّة، فانطوى تحتها منافحًا ومدافعًا.
على أنَّ الطعن في صحَّة المنهج بزيغِ مَنْ زاغ عن الهدى وسبيلِ التُّقَى، سبيلٌ غيرُ قويمٍ، ورأيٌ غيرُ سديدٍ؛ إذ المعلومُ أنَّ الناكص على عقِبَيْه، والكارَّ على طريقه القهقرى لا يُنسَبُ فعلُه إلَّا له، ولا يضرُّ إلَّا نفسَه، ولا يُؤاخَذ غيرُه بزلَّتِه؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰ﴾ [الأنعام: ١٦٤]؛ كما لا يَلحَق الدعوةَ الصحيحةَ مِنْ أفعاله المشينة أيُّ نقصٍ، وهي في دربها سائرةٌ، ولِبُغْيَتِها واصلةٌ؛ قال تعالى: ﴿وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ٩١ وَأَنۡ أَتۡلُوَاْ ٱلۡقُرۡءَانَۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ ٩٢﴾ [النمل].
المحور الثالث: إنَّ السلفيِّين ـ والشيخَ أبا عبد المعزِّ مِنْ جملتهم ـ بما فضَّلهم اللهُ به مِنْ علمِ الوحيَيْن الشريفين، وبما حَبَاهم مِنْ حكمةٍ: لا تستهويهم المناصبُ، ولا يتلهَّفون لها، ولو عُرِضَتْ عليهم القيادةُ الإدارية والزعامةُ الوظيفية لَزَهِدوا فيها زهادةَ عُشَّاق الدنيا في الآخرة؛ ذلك لأنَّ الدعوة السلفيَّة تُزكِّي أتباعَها ليكون لهم الحظُّ الأوفرُ مِنْ قوله تعالى لنبيِّه: ﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا﴾ [البقرة: ١١٩]، والنصيبُ الأكثر مِنْ تشريف الله لرسوله: ﴿وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ ٤﴾ [الشرح]؛ فالدعوة السلفية تدعو إلى النجاة وإلى العزيز الغفَّار، ولا تدعو إلى مَنْ لا يَستحِقُّ الدعوةَ إليه ولا إلى النار؛ قال تعالى: ﴿وَيَٰقَوۡمِ مَا لِيٓ أَدۡعُوكُمۡ إِلَى ٱلنَّجَوٰةِ وَتَدۡعُونَنِيٓ إِلَى ٱلنَّارِ ٤١﴾ [غافر]، وهي تترفَّع أَنْ يكون مِنْ مراميها حُطامُ الدنيا، وتَرْبَأُ بنفسها أَنْ يكون مِنْ مغازيها زهرةُ الدنيا الفانية، ونصبُ عينَيْها قولُ ربِّها ـ تَبارك وتعالى ـ: ﴿تِلۡكَ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ نَجۡعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فَسَادٗاۚ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ ٨٣﴾ [القَصص]
يقول العلَّامة ابنُ باديس ـ رحمه الله ـ مُبرِزًا معالِمَ دعوتِه وزُهدَه في الولايات السياسية والخطاب الشعبوي: «فإنَّنا اختَرْنا الخطَّةَ الدِّينيَّةَ على غيرها عن علمٍ وبصيرةٍ، وتمسُّكًا بما هو مناسبٌ لفطرتنا وتربيتنا مِنَ النصح والإرشاد، وبثِّ الخير والثبات على وجهٍ واحدٍ، والسيرِ في خطٍّ مستقيمٍ؛ وما كُنَّا لِنَجدَ هذا كُلَّه إلَّا فيما تفرَّغْنا له مِنْ خدمة العلم والدِّين؛ وفي خدمتهما أعظمُ خدمةٍ وأنفعُها للإنسانية عامَّةً؛ ولو أرَدْنا أَنْ ندخل الميدانَ السياسيَّ لَدخَلْناه جهرًا، ولَضرَبْنا فيه المَثَلَ بما عُرِف عنَّا مِنْ ثباتنا وتضحِيَتنا، ولَقُدْنا الأمَّةَ كُلَّها للمطالبة بحقوقها، ولكان أسهلُ شيءٍ علينا أَنْ نسير بها على ما نرسمه لها، وأَنْ نبلغ مِنْ نفوسنا إلى أقصى غايات التأثير عليها؛ فإنَّ ممَّا نعلمه ولا يخفى على غيرنا أنَّ القائد الذي يقول للأمَّة: «إنَّكِ مظلومةٌ في حقوقك، وإنَّني أريد إيصالَكِ إليها» يجد منها ما لا يجده مَنْ يقول لها: «إنَّكِ ضالَّةٌ عن أصولِ دِينِكِ، وإنَّني أريد هدايتك»؛ فذلك تُلبِّيهِ كُلُّها، وهذا يُقاوِمه مُعظَمُها أو شَطْرُها؛ وهذا كُلُّه نعلمه، ولكنَّنا اختَرْنا ما اختَرْنا لِمَا ذكَرْنا وبيَّنَّا؛ وإنَّنا فيما اخترناه ـ بإذن الله ـ لَمَاضون وعليه متوكِّلون»(٣).
المحورالرابع: إصرار الشانئين وعناد المُبغِضين على فِريةِ نسبة الدعوة السلفية لأشخاصٍ بأعيانهم، وربطِ الدعوة المُبارَكة بأسماءِ علمائها محاولةٌ فاشلةٌ لتغييرِ مَناطِ جوهر الخلاف، وصَبغِ الدعوة السلفية صِبغةَ التعصُّب المَقيت الذي يتخبَّط فيه المُخالِفون مِنْ أهل المِلَل والنِّحَل: كالأشاعرة المُنتسِبين إلى أبي الحسن الأشعريِّ، والماتريديِّين المنتهين إلى أبي منصورٍ الماتريديِّ، والإباضيِّين المتوقِّفين عند عبد الله بنِ إباضٍ، والجهمية الخالصين عند جهم بنِ صفوان؛ أمَّا الدعوة السلفية فتمتاز عنهم بنُبل نسبتها، وامتدادِ صِلَتها، وصلابةِ أوصارها، وفي مَعرِضِ الدفاع عن الدعوة السلفية ممَّنْ يربطها بالأشخاص لمزًا وطعنًا، يقول العلَّامة ابنُ باديس ـ رحمه الله ـ: «أفتُعَدُّ الدعوةُ إلى الكتاب والسنَّة وما كان عليه سلفُ الأمَّة، وطَرْحُ البِدَع والضلالات، واجتنابُ المُرْدِيَات والمُهلِكات نشرًا للوهَّابية؟ أم نشرُ العلم والتهذيبِ وحرِّيةُ الضمير، وإجلالُ العقل واستعمالُ الفكر واستخدامُ الجوارح نشرٌ للوهابية؟ إذًا فالعالَم المتمدِّن كُلُّه وهَّابيٌّ! فأئمَّةُ الإسلام كُلُّهم وهَّابيُّون؟ ما ضرَّنا ـ إذا دعَوْنا إلى ما دَعَا إليه جميعُ أئمَّة الإسلام وقام عليه نظامُ التمدُّن في الأُمَم ـ أَنْ سمَّانا الجاهلون المتحاملون بما يشاءون؛ فنحن ـ إِنْ شاء الله ـ فوق ما يظنُّون، واللهُ وراءَ ما يكيد الظالمون»(٤).
وفي سياقِ بيانِ عُمق جذورِ هذه الدعوة وأصالتها، يقول السعيد الزاهري ـ رحمه الله ـ (عضو إداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين) في ردِّه على وزير المعارف بالمغرب الأقصى آنَذاك: «بقي شيءٌ واحدٌ وهو قول الوزير: «إنَّ مؤسِّسَ هذا المذهبِ هو شيخ الإسلام ابنُ تيمية، واشتهر به ابنُ عبد الوهَّاب»، والواقع أنَّ مؤسِّسَ هذا المذهبِ ليس هو ابنَ تيمية ولا ابنَ عبد الوهَّاب، ولا الإمامَ أحمد ولا غيرَه مِنَ الأئمَّة والعلماء، وإنما مؤسِّسُه هو خاتم النبيِّين سيِّدُنا محمَّد بنُ عبد الله صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، على أنه في الحقيقة ليس مذهبًا، بل هو دعوةٌ إلى الرجوع إلى السنَّة النبوية الشريفة، وإلى التمسُّك بالقرآن الكريم، وليس هنا شيءٌ آخَرُ غيرُ هذا»(٥).
فهل أنتم عن فِريَتِكم منتهون؟ وللحقِّ مُتَّبِعون؟ ولسبيل علماء الجمعية الأُوَل سالكون؟ ولأهوائكم تاركون؟ لكن هيهات هيهات فأنَّى يرجعون؟! قال أبو القاسم الأصبهانيُّ ـ رحمه الله ـ: «قال علماء السلف: ما وجَدْنا أحدًا مِنَ المتكلِّمين في ماضي الأزمان إلى يومنا هذا رَجَع إلى قولِ خصمه، ولا انتقل عن مذهبه إلى مذهبِ مُناظِره؛ فدلَّ أنهم اشتغلوا بما تركُه خيرٌ مِنَ الاشتغال به»(٦).
واللهُ مِنْ وراء القصد، وهو يهدي السبيلَ، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالَمِين، وصلَّى الله على إمام الأنبياء والمُرْسَلين، وعلى آله وصحبِه وإخوانه، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٠٤ رمضان ١٤٣٩هـ
الموافق ﻟ: ٢٠ ماي ٢٠١٨م
الجزائر في: ٠٤ رمضان ١٤٣٩هـ
الموافق ﻟ: ٢٠ ماي ٢٠١٨م
(١) «الاعتصام» للشاطبي (١/ ١١٢).
(٢) «الآثار» (١/ ٣٩٣).
(٣) «الآثار» (٣/ ٢٩٥).
(٤) «الآثار» (٣/ ٢٩٢).
(٥) «مجلَّة الصراط السويِّ» (العدد: ٥/ ٥)، الصادرة في: ٢٦ جمادى الثانية ١٣٥٢ﻫ/ ١٦ أكتوبر ١٩٣٣م.
(٦) «الحجَّة في بيان المَحجَّة» للأصبهاني (١/ ١١١).
المصدر ..موقع التصفية والتربية السلفية