الفرق بين : العصا و المنسأة ،،
قال تعالى في سورة سبأ:
"فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ "
والمنسأة هي العصا،
نسأ في اللغة لها دلالتين :
نسأ البعير إذا جرّه وساقه ،
والمنسأة هي عصا عظيمة تُزجر بها الإبل لتسوقها ،
ونسأ بمعنى أخّر الشيء (النسيء)
فلماذا اذن استعمل كلمة منسأة ولم يستعمل كلمة عصا؟
قلنا أن المنسأة لها معنيين وهما سوق الإبل والتأخير،
وفي قصة النبي سليمان عليه السلام ،هذه العصى كانت تسوق الجنّ إلى العمل، مع أن سليمان كان ميتاً إلى أن سقطت العصا وسقط سليمان ،
(فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ)
فكما أن الراعي يسوق الإبل لتسير فهذه المنسأة كانت تسوق الجنّ.
والمنسأة كأنها مدّت حكم سليمان فهي أخّرت حكمه إلى أن سقط.
فاستعمالها في قصة سليمان أفاد المعنيين، واستعمالها من الجهتين اللغويتين في غاية البيان من جهة السوق ومن جهة التأخير.
أما في قصة النبي موسى عليه السلام :
استعمل كلمة العصا ،
قال الله تعالى"قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى "
ليهشّ بها على غنمه ، وبها رحمة ورفق بالحيوان ، وعكس الأولى ولا يناسب استخدام كلمة منسأة.