بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم.
لا بد أن تقدم العمر بالانسان ومروره بمراحل معروفة مرتبطة بنمو جسده وعقله وتطور تفكيره وتوسع مدى ادراكه لكل ما يحيط به من مجالات واهتمامات وتغير مزاجه وسلوكه وقراراته يجعله دوما في صراع مع نفسه ومع الآخرين.
الاكيد أننا جميعا مررنا بمراحل في بداية حياتنا ومنها مرحلة المراهقة الصاخبة والمنفتحة على كل التوقعات هذه المرحلة غير المسيطر عليها تقريبا وصعبة التقييد والتوجيه حيث ينطلق الصراع بين فئتين عمريتين الفئة فتية السن المشحونة بالحيوية والآمال والمندفعة بالحركة والانفعال والمنبهرة بالتقليد والتمجيد لشخصيات وأنماط الراغبة بكسر الحدود والقيود والوصول الى أقصى سبل الحرية والتحكم في الحياة الشخصية تصل الى حدود الاصطدام مع الفئة الثانية فئة هدأت ثورتها وخمد بركانها واستقرت سيولها في مجاريها ليبسط العقل حكمته عليها وتتحكم الرزانة والرشد والالتزام في سلوكها وقرارها فئة عبرت ونجت من طيش وعبث المراهقة وشقت طريقا جديدا نحو الكهولة والشيخوخة.
هذا الصدام حاصل وواقع لامفر منه بطبيعة الحال يصب في كل مجال وفي كل مكان سواء في البيت او المدرسة او الشارع او المحيط عموما حيث تحمل الفئة الثانية واجب النصح والتوجيه والارشاد بدءا من الوالدين والاخوة ومشايخ ومدرسين وأقارب ومعارف...الخ.
مجموعة من هذه الفئة راكدة لا ترى أن هذا الواجب منوط بها أو لا تعتبره طريقة عقلانية للتعامل مع تصرفات وأفعال الفئة الأولى المراهقة مجموعة متجهمة نابذة رافضة تماما لكل مايبدر منهم ترى فيهم مجرد شباب طائش لا يستحق سوى التعنيف والمنع والزجر والتتأنيب ورميهم بأسباب الكوارث والمصائب والانحلال والانهيار غير عابئين بهذه الفترة وما يلاقيه الاطفال اثنائها من تغييرات وتطورات ومستجدات في حياتهم قد يحتاجون فيها ليد المساعدة او على الاقل مرافقة ومتابعة مخافة الانجرار والانحراف.
بعض السلوكات اتجاههم:
استحدث البعض نظرية يريدون تغليفها بغطاء من الدين على أن فكرة المراهقة ابتداع من الغرب ولاعلاقة لها بالمسلمين وبهذا يكون التعامل معها على أنها بدعة ومن الموانع التي لا يمكن الخوض فيها.
قد يدفع الانزعاج منهم بالبعض الى حد انكارهم على انهم واقع وجب التعامل فيه بقواعد معينة ومدروسة ويكون التعامل معهم بالمنع والصد والاغلاق دون اشغال النفس بالتوعية والتوضيح والتعليم ويعتبرون فئة منحرفة وظالة ويتخلون على هذه الفئة في أحلك الاوقات.
صدهم بطريقة تثير الجانب الاسوء فيهم ويجعلهم يتوجهون اكثر فاكثر الى دروب أخطر وأصعب والبحث عن بديل توجيهي آخر.
اعتبارهم عبئ وعالة على جديتنا والتزامنا وسلوكنا الملتزم يجعلنا أحيانا نبتعد حتى على مكالمتهم او الجلوس معهم او حتى مشاركتهم في ما يطرحون في مواقع الانترنت والمنتديات خصوصا.
سواء كانت هذه المرحلة مراهقة او تغيير او مؤامرة او تهويل او اي مصطلح يحددها ويطلق عليها فانها تبقى واقع نلمسه ونحسه ونراه في أطفالنا وتغيير شاهد على انها مرحلة من مراحل تطور سلوك الانسان مرّت بها الفئة الناضجة سابقا لهذا لا يمكن تجاهلها من منا لا يتذكر سلوكه وتصرفاته اثناءها فترة مفتوحة على كل الاحتمالات المتوقع منها وغير المتوقع.
نصيحة: اتساخ الفاكهة بالتراب لا يعني أنها فاسدة يمكن تنظيفها والاستمتاع بها نقية كذلك المراهق لا ترغمنا شوائب التقليد ومساوئ الطباع وغرابة الشكل على رميهم فهم أيضا فاكهة وفطرة نقية يمكن الاحتفاظ بها بنزع الشوائب منها.
يتمحور النقاش تحديدا بالاجابة على استفسارين:
- هل ترى أن سلوكهم يتطور معهم أو سيتخلون عنه في مرحلة ما؟
- هل تزعجك تصرفاتهم وأفكارهم واهتماماتهم وشكلهم؟ كيف تتعامل معهم في الواقع؟
- اذا كنت مراهقا تعيش هذه المرحلة حاليا ماهو رأيك حول الموضوع؟