الانتاج الفكاهي
تتملكني الكرهة ويغشاني الضجر وتركبني الخلعة وتصاب نفسيتي المريضة أصلا وانا اتابع برامج ومسلسلات تلفزيونات الوطن تدعي الفكاهة والضحك والتسلية والتفريج على قلب هذا الشعب الميأوس من أمره فبدل أنو يفرج على خاطرو ويبتسم سويعة تصيبه القنطة وتقع عليه النقطة.حتى النكتة التي يشتهر بها الجزائري ويهرب لها من حاله للقفز على همومه وأحواله اضحت في الحضيض وبعدما كانت الفكاهة بالقول والكلام والقصة المحبوكة بالتمام مع احترام المشاهد والالفاظ تحولت الفكاهة الى الصراخ والعويل والرقص والتمهبيل والقال والقيل بين فلانة وفلين والضرب بالرجلين ومغازلة بنت الجار المسكين وتعليم الطبايع الشينين واستحداث عبارات بلا احترام وشجار القط والفار والعجوزة ومول الدار والتمتمة بكلام بلا معيار الزردة والتبندير والزعاقة على الدين واللي حاب يضحك الناس يلبس قندورة وشاش ويلعبها قشاش وادي ولا خلي هذا واش حلبت البقرة من الانتاج.
.مجموعة من أسمط الشباب اجتمعوا بمعريفة مع المدير وصاحب الانتاج ليطلق عليهم نجوم التمثيل والتمهبيل وماهم الا اعواد ثقاب محروقة ويعرضوا علينا في الغداة والعشي ببرامج ومسلسلات وسكاتشات مكرهين على تحمل انحدار مستواهم وانحطاط اخلاقهم يكهكهون ويضحكون أنفسهم وفيما بينهم بعيدا عن المشاهد المتفرج الذي لم يمسك حتى الخيط ولا يدري سير القصة او ماهي النكتة ومالذي يدعوهم لكل هذا الفرح والغبطة وتفجير الاستوديو بالضحكة. سوى انهم انتقلوا للشاشة وبطلوا التجماع في المقهى. والغالب انهم جيران من نفس المنطقة.
نفس الناس نفس السامطين موزعين على قنوات الفتنة واللهو بالدين من النهار لليل حتى الشروق بينما لا تعطى الفرص ولا يصرف دينار الا على نفس المجموعة بينما ابعدت عدة وجوه وهمشت عدة مناطق كما تصرف الملايير على حفلات ومهراجات باسم العالمية والعربية ولا احد سامع بيها على بعد مائة متر. لتختتم الميزانية على انغام الحاجة الزهوانية وشكرا وزير الثقافة على ترسيخ هذه الثقافة تحت رعايته السامية اللي داتنا في داهية.
وربي يجيب الخير.
آخر تعديل بواسطة المشرف: