هذا حكم من طرفك صادر من دائرة ضيقة ومحدودة أثرت عليك. بينما الحياة والفرص أوسع وأعمق.
إذا صدقتي في عرض حالتك فأنتِ أروع فتاة وعملة نادرة حاليا وأنتِ أفضل صنف من البشر حولك لكنك في المكان والزمان والمجموعة الخطأ.
لا يعني عدم انتباه البعض إليك وعدم قدرتك على مجاراتهم في حديثهم أنك ضعيفة. ولا يعني أنهم المجموعة المثالية والأصناف الممتازة من البشر.
يجب أن نعرف ماهي الصفات الجيدة وما هي الصفات السيئة وعلى هذا الأساس نصنف أنفسنا ولا ننتظر الناس تصنفنا بهواها وحسب رغبتها وغايتها لأن الناس لديها أهواء واختيارات مختلفة واذا توافقت جماعة ما على صفات معينة يتبادلونها فبطبيعة الحال لا يهتمون ولا ينتبهون الى أشخاص لا يحملون نفس الصفات. مما يعني أننا لا نحاول جاهدين ومحبطين في التناغم معهم ومجاراتهم عن طريق تغيير صفاتنا الحسنة والتي نؤمن بها ونفتخر بها ومتيقنين أنها مستقيمة لأجل لفت انتباههم لأن انتباههم أصلا قاصر ومختل ومحدود فقط في صفات معينة وأوقات محددة ودائرة ضيقة.
مثال أحيانا قلة الحياء الطاغية على المجتمع تشعرنا بالغربة والانعزال والتجاهل وتشككنا في أنفسنا هل العيب فينا حقا.
مثلا مجموعة شباب صاخبة وفوضوية في طريقة الكلام ويتفاخرون بأصوات عالية ويستعملون الصراخ للتغلب في النقاش اذا حضر بينهم إنسان هادئ فإن طبيعته لا تتناسب مع طبيعتهم وبهذا لا يشكل لهم أي أهمية بينما لو حضر إنسان صاخب وفوضوي مباشرة يندمج ويتناسق معهم وربما يحول الموضوع كله نحوه. إنه متناسب معهم.
أيضا في وسط الحوارات داخل المجموعات لا ينتبه الاغلبية للاقلية الوافدة وتواجد شخص بينهم لا يعني أنهم غير منتبهين دوما ومثل شعورك بالعزلة يجعلك تعزلين نفسك على كل المجموعة ويصبح الخطأ من طرفك لأنك فضلتي الانعزال بدل الدخول في الحوار وفرض وجودك.
اذا كان حديثك هادئ ونبرة صوتك منخفضة وحساسة فهذه صفة أفضل من الضوضاء والنبرة الصاخبة والعنف اللفظي والفوضى في الحوار ...الخ فهذه صفات فيها عيب وليس حسنة. وهذا الشيء نجده كثيرا في التجمعات في المدرسة او الجامعة خاصة. صوتك ليس عيب العيب في أصواتهم انا عن نفسي كنت أفضل الصمت او الانصراف والانشغال بأموري الأهم.
ولكن لا يمكنك الانعزال او تغيير المجموعة فهم ربما زميلاتك في الجامعة وكل من تعرفتي عليهم فمالعمل هل أتشبه بهم وأحاول أن أكتسب صفاتهم وطباعهم لأجد مكانة بينهم فأكون نسختهم وليس الأصل أم احتفظ بأصلي وأبقى أعاني إهمالهم لتواجدي بينهم هذا هو سؤالك المفترض على ما أظن؟
أنا أنصحك بالاحتفاظ بأصلك مع محاولة تحسين طباعك مثل الحساسية المبالغة من تصرفات الآخرين إجعلي اهتمامك ينبصب حول نفسك وليس حول رأي الآخرين فيك. فإذا بقيتي تنتظرين إلتفات الاخرين وإنتباههم إليك فتصابين بالوسوسة ويذهب جهدك الفكري في إرضاءهم بينما أنتِ أفضل منهم.
حساسيتك في مراقبة الاخرين تتحول الى هوس سيعطلك على متابعة الحياة والاستمتاع بها.
الثقة في النفس لا تعني محاولة السيطرة من طرفك على الآخرين الثقة في النفس تعني أنك مسيطرة على نفسك ولتصلي الى هذا ماعليك سوى قبول صفاتك التي تؤمنين حقا أنها جيدة ومميزة ولا تستنسخي صفات الآخرين.
أراها ليست قضية ثقة وكتب تنمية أنتِ تخافين من المواجهات ولا تستطيعي الدفاع على نفسك ولا تعلمين متى تتدخلي وتخافين من ردود فعل الآخرين وتعملين ألف حساب للرد المنافس او المحرج لهذا يتحول كل مواجهة الى عصبية وحساسية وربما كره واحباط الشيء الوحيد الذي يمكنك فعله هو استعمال ذكاءك ونباهتك في الدراسة أيضا في الحياة والمواجهات لا تكوني ذكية في الرياضيات وغير ذلك في الكلام والمواجهات.
ذكاءك هو سرك في الحياة.
انا نشوف روحي شابة و شخصيتي قوية و كل شي فيا شباب بصح الناس لا .
هؤلاء الناس أيضا يرون أنفسهم شابين وشخصياتهم قوية وكل شيء فيهم شباب فمالفرق بينك وبينهم الفرق أنهم يمثلون أنفسهم وأنتِ تريدين تمثيلهم ليرضو بك وهذا مستحيل.
عندي مشكلة تاني انا ساذجة يعني نضحك بزااف و لكن بخجل انا خجولة بزااف و لي يجي يقوم باستغلالي و نأمن كامل الناس هادي مشكلة معقدتني مرات منبغيش نحكي مع الناس نخاف يجرحوني
هذه ليست مشكلة فيك هذه مشكلة فيهم فقط تعلمي متى تستعملين عاطفتك ومتى تستعملين عقلك وذكاءك.
اذا تخلط عليك كلامي فلا تنتبهي له ربما لم أوصل رسالتي بالاسلوب السليم الواضح.
لكن بالمختصر المفيد أنتِ في بداية الطريق ماشاء الله وستتغيرين للأفضل فقط لا تتعجلي و إبقي قريبة من المولى عزوجل وسيهديك ويكون معك في كل مجريات حياتك الباقي لا يهمك من الإنس أو الجن.
في رعاية الله.