- إنضم
- 10 سبتمبر 2009
- المشاركات
- 1,282
- نقاط التفاعل
- 524
- النقاط
- 51
- محل الإقامة
- سيدي خالد...بسكرة
- الجنس
- ذكر
عاشوراء يوم من أيام الله
من نصائح المحدث الشيخ عبد الله الهرري.
الحمد للّه ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال الله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ سورة إبراهيم/5، أيام الله تعالى تشمل نعمه سبحانه في خلقه، وعذابه وانتقامه من الجبابرة في القرون الأولى. والعاشر مِنَ المـحَرّم مليءٌ بالخيرات والفضائل والحوادِث والصبر والعبر والدروسِ، قيل في التواريخ في يوم عاشوراء تاب الله على النّبيّ آدم عليه السلام، وفي يومِ عاشوراءَ نَجّى اللهُ سَيّدَنا نوحًا عليه السلام وأنزله مِنَ السفينةِ منصورًا بالمعجزة العظيمة حيث أغرقَ اللهُ الطغاة ونجّى نوحًا ومن معه، وفي يوم عاشوراء أنقذ الله سيّدنا إبراهيم عليه السلام من النّمرود الذي كان طاغية جبّارًا عنيدًا أرادَ أن يُحرق نبيَّ الله إبراهيم فسلّمَه الله ونجّاه، وفي يوم عاشوراء رَدَّ الله سيّدنا يوسف لأبيه سيّدنا يعقوبَ عليهما السلام بعد غياب طويل، وفي يوم عاشوراءَ نصرَ وأظهرَ اللهُ سيّدَنا موسى على فرعون الطاغية الظالم وفَلَقَ الله لسيّدنا مُوسى ولبَني إسرائيل البحر معجزة منه تعالى، وفيهِ أُخرِجَ سيّدنا يونُس عليه السلام من بطن الحوت بمعجزة من الله، وفي يوم عاشوراء كُشِفَ ضُرُّ سيّدنا أيوب عليه السلام وعافاه الله من البلاء بعد سنين طويلة، وفي العاشر من شهر المحرّم في زمن نبيّنا عليه الصلاة والسلام حصلت غَزْوَة ذاتِ الرّقاع، وفي يوم عاشوراء وكان يوم الجمُعَة في سنة إحدى وستين من الهجرة كانت الفاجعة التي ألَمَّتْ بالمسلمين والمصيبة التي حلّتْ على الأمّة الإسلامية بمقتل سِبْط رسول الله ﷺ، بمقتل أبي عبدِ الله الحسين بن عليّ حفيد رسول الله ﷺ ابن بنته فاطمة رضي الله عنهما على أيدي فئة ظالمة فمات الحسين شهيدًا وهو ابن سِتّ وخمسين سنة، ولا يرتاب مسلمٌ ولا يشكّ مؤمن في أنّ مقتله رضي الله عنه وأرضاه كان ظلمًا وجورًا وعدوانًا، ولا شك في أنّ قتله مصاب جلل ومصيبة عظيمة، وهو الذي قال فيهَ جَدُّه ﷺ وفي أخيه: «الحَسَنُ والحُسَيْنُ سيّدا شبابِ أهلِ الجنّةِ» رواه الترمذي وأحمد والطبراني . وقال عليه الصلاة والسلام: «حُسَيْنٌ منّي وأنا مِنْ حُسَيْنٍ» رواه الإمام أحمد، أي محبّتي له كاملةٌ ومحبّتُهُ لي كاملةٌ، ففي عاشوراء مناسبات عظيمة بدأت بتوبة آدم عليه السّلام، نتعلّم منها أحكامًا عديدة منها: أنّ آدم عصى ربَّه بأكله منَ الشجرة وكان ذلك قبل أن تَنْزِلَ عليه النبوّةُ والرسالةُ لأنهُ إنما نُبّئ بعد أن خرج من الجنّة، وهذه المعصية سيّدنا آدم تابَ منها، ولا تُعَدّ تلك المعصية معصية كبيرة لأنّ الله حَفِظ الأنبياء من الوقوع في الكفر وفي المعاصي الكبيرة وفي المعاصي الصغيرة التي فيها خِسَّة ودناءة، فهذه المعصية التي وقع فيها آدم عليه السلام ليست كُفرًا ولا كبيرة ولا صغيرة فيها خِسَّةٌ ودَنَاءَةٌ، يقول الله تعالى: ﴿فَتَلَقَّى ءادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)﴾ سورة البقرة، ورُوِيَ عن مجاهد أنه قال: الكلمات هي: «اللّهمّ لا إلهَ إلا أنتَ سبحانَكَ وبِحمدِكَ، ربّ إني ظلمْتُ نفسي فاغْفِرْ لي إنكَ خيرُ الراحمينَ، لا إلهَ إلا أنتَ سبحانَكَ وبِحمدِكَ، ربّ إنّي ظلَمتُ نفسي فتُبْ عَلَيّ إنّكَ أنتَ التوّابُ الرّحيمُ. »
فإن أسْرَفْتَ على نفْسِك بالذنوب والمعاصي سارِعْ إلى التوبة وخذ العِبر مِمّا حصل في عاشوراء وتذكَّرْ توبة آدم وتذكَّر الكلمات التي قالها آدم عليه السّلام وتَفَكّرْ بمعاني الكلماتِ التي قالها آدم عليه السّلام، قال: «لا إلهَ إلا أنْتَ سبحانَكَ وبِحمْدِكَ» نَفَى الألوهية عمّا سِوى الله وأثبَتَها للّه وحدَهُ، قال: «لا إلهَ إلا أنتَ» أي إلا الله، ثمّ نَزّهَ ربّه عن الشبيه والمثيل والمكان وصفات الخلق قال: «سُبحانَكَ وبِحَمْدِكَ» أي أنزّهك ياربّ حامدًا لك واصفًا إياك بالصفات الجميلة التي تليق بك غير مُشبّهٍ لك بخلقك، ولا صفاتك تشبه صفات أحدٍ، فالتسبيح التنزيه، ثم تذلّلَ للّهِ نِهايةَ التذَلّلِ طالبًا المغفرةَ مِنَ الله سبحانه وتعالى: «ربّ إنّي ظلمتُ نفسِي فاغفِرْ لي إنّكَ خيرُ الراحمينَ، ربّ إنّي ظلمتُ نفسي فَتُبْ عليّ إنكَ أنتَ التوّابُ الرحيمُ». وروى البيهقي بإسناده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لَمّا اقترفَ آدمُ الخطيئةَ قالَ: «يا ربّ أسألُكَ بِحَقّ محمّدٍ إلا مَا غَفَرْتَ لِي»، فقالَ اللهُ (وهو أعلم لا شكّ بما سيجيب سيّدنا آدم عليه السلام): «فكيفَ عَرَفْتَ محمّدًا ولَمْ أخْلُقْهُ بعدُ؟» فقال: «يا ربُّ لأنّكَ لَمّا خَلَقْتَني بِيَدِكَ (أي بعنايتك) ونَفَخْتَ فِيَّ مِنْ رُوحِكَ (أي الروح المُشَرفة عندكَ أي أمَرتَ المَلَكَ أن ينفُخَ فيَّ الروح) قال : رَفعتُ رأسي فرأيْتُ على قوائِمِ العرْشِ مَكتوبًا لا إلهَ إلّا اللهُ محمّدٌ رسولُ اللهِ فعَلِمْتُ أنّكَ لَمْ تُضِفْ إلى اسْمِكَ إلا أحَبَّ الْخَلْقِ إليْكَ»، ولْيُعْلَمْ أنّه ليسَ معنى قوله: «بيدِكَ» أنّ اللهَ موْصوفٌ بالجارِحَةِ كَيَدِ الإنسان إنّما الله مُنَزّهٌ عن الجسم وعن صفاتِ الجسم، ولْيُعْلَمْ أيضًا أنّ نبيّ الله آدم عليه السلام له فضلٌ كبيرٌ على البشر لِما له عليهم مِنْ حقّ الأبُوّة وتعليم أصول المعيشة، فلا يجوز تنقيصُهُ أو وصفه بصفة لا تليق به عليه السلام، فمَن نَقّصَهُ أو أنْكَرَ نبوّته أو رسالته فهو كافر والعياذ باللّه لأنه نبيّ ورسول من الرسل الكرام، فلوْ كان الأمر كما ظنّ بعض الناس أنّ آدم لم يكن رسولًا لساوى البشرُ البهائم ولكانت ذرّيته في زمانه تعيش كالبهائم بلا شريعة والعياذ باللّه وهذا خلاف الذي كان، كيف عَرَفُوا بِجواز أنْ يتزَوّج الأخ منْ أختِهِ من البطن الثاني؟ أليسَ بالشّرْع الذي نَزَل على آدم؟ بلى، فحَوّاءُ عليها السلام كانتْ تلد في كلّ بطنٍ ذكرًا وأنثى فكانَ يجوزُ للأخِ أنْ يتزَوّجَ منْ أخته من البطن الثاني لأجل كَثْرَة التناسُل، أمّا مِنْ نفس البطن فلا يجوز فكيفَ عُرِفَ هذا؟ أليسَ بالشريعة التي أُنْزِلَتْ على آدم؟ بلى.
ثم إن يوم عاشوراء يسن صيامه تطوعًا، لِما ورَدَ عن رسول الله ﷺ في ذلكَ مِنْ أنّهُ صامَهُ وأمرَ بصيامه وقال: «لئنْ عِشْتُ إلى قابلٍ لأصومَنّ التاسعَ» أي مع العاشر، رواه مسلم. ولا بأس بصيام يوم التاسع والعاشر والحادي عشر احتياطًا وتقرّبًا إلى الله تعالى ففي صحيح مسلم أن رجلًا سأل رسول الله عن صيام عاشوراء فقال: «أَحْتَسِبُ على الله أَنْ يُكَفّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» والنّبيّ ﷺ صامَهُ شكرًا للّه لما هاجر إلى المدينة ورأى اليهود يصومون هذا اليوم فرحًا بنجاة موسى قال: «أَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ» فَصَامَهُ وأَمَرَ بِصَوْمِهِ، رواه الإمام أحمد في مسنده.
الحمد للّه ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال الله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ سورة إبراهيم/5، أيام الله تعالى تشمل نعمه سبحانه في خلقه، وعذابه وانتقامه من الجبابرة في القرون الأولى. والعاشر مِنَ المـحَرّم مليءٌ بالخيرات والفضائل والحوادِث والصبر والعبر والدروسِ، قيل في التواريخ في يوم عاشوراء تاب الله على النّبيّ آدم عليه السلام، وفي يومِ عاشوراءَ نَجّى اللهُ سَيّدَنا نوحًا عليه السلام وأنزله مِنَ السفينةِ منصورًا بالمعجزة العظيمة حيث أغرقَ اللهُ الطغاة ونجّى نوحًا ومن معه، وفي يوم عاشوراء أنقذ الله سيّدنا إبراهيم عليه السلام من النّمرود الذي كان طاغية جبّارًا عنيدًا أرادَ أن يُحرق نبيَّ الله إبراهيم فسلّمَه الله ونجّاه، وفي يوم عاشوراء رَدَّ الله سيّدنا يوسف لأبيه سيّدنا يعقوبَ عليهما السلام بعد غياب طويل، وفي يوم عاشوراءَ نصرَ وأظهرَ اللهُ سيّدَنا موسى على فرعون الطاغية الظالم وفَلَقَ الله لسيّدنا مُوسى ولبَني إسرائيل البحر معجزة منه تعالى، وفيهِ أُخرِجَ سيّدنا يونُس عليه السلام من بطن الحوت بمعجزة من الله، وفي يوم عاشوراء كُشِفَ ضُرُّ سيّدنا أيوب عليه السلام وعافاه الله من البلاء بعد سنين طويلة، وفي العاشر من شهر المحرّم في زمن نبيّنا عليه الصلاة والسلام حصلت غَزْوَة ذاتِ الرّقاع، وفي يوم عاشوراء وكان يوم الجمُعَة في سنة إحدى وستين من الهجرة كانت الفاجعة التي ألَمَّتْ بالمسلمين والمصيبة التي حلّتْ على الأمّة الإسلامية بمقتل سِبْط رسول الله ﷺ، بمقتل أبي عبدِ الله الحسين بن عليّ حفيد رسول الله ﷺ ابن بنته فاطمة رضي الله عنهما على أيدي فئة ظالمة فمات الحسين شهيدًا وهو ابن سِتّ وخمسين سنة، ولا يرتاب مسلمٌ ولا يشكّ مؤمن في أنّ مقتله رضي الله عنه وأرضاه كان ظلمًا وجورًا وعدوانًا، ولا شك في أنّ قتله مصاب جلل ومصيبة عظيمة، وهو الذي قال فيهَ جَدُّه ﷺ وفي أخيه: «الحَسَنُ والحُسَيْنُ سيّدا شبابِ أهلِ الجنّةِ» رواه الترمذي وأحمد والطبراني . وقال عليه الصلاة والسلام: «حُسَيْنٌ منّي وأنا مِنْ حُسَيْنٍ» رواه الإمام أحمد، أي محبّتي له كاملةٌ ومحبّتُهُ لي كاملةٌ، ففي عاشوراء مناسبات عظيمة بدأت بتوبة آدم عليه السّلام، نتعلّم منها أحكامًا عديدة منها: أنّ آدم عصى ربَّه بأكله منَ الشجرة وكان ذلك قبل أن تَنْزِلَ عليه النبوّةُ والرسالةُ لأنهُ إنما نُبّئ بعد أن خرج من الجنّة، وهذه المعصية سيّدنا آدم تابَ منها، ولا تُعَدّ تلك المعصية معصية كبيرة لأنّ الله حَفِظ الأنبياء من الوقوع في الكفر وفي المعاصي الكبيرة وفي المعاصي الصغيرة التي فيها خِسَّة ودناءة، فهذه المعصية التي وقع فيها آدم عليه السلام ليست كُفرًا ولا كبيرة ولا صغيرة فيها خِسَّةٌ ودَنَاءَةٌ، يقول الله تعالى: ﴿فَتَلَقَّى ءادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)﴾ سورة البقرة، ورُوِيَ عن مجاهد أنه قال: الكلمات هي: «اللّهمّ لا إلهَ إلا أنتَ سبحانَكَ وبِحمدِكَ، ربّ إني ظلمْتُ نفسي فاغْفِرْ لي إنكَ خيرُ الراحمينَ، لا إلهَ إلا أنتَ سبحانَكَ وبِحمدِكَ، ربّ إنّي ظلَمتُ نفسي فتُبْ عَلَيّ إنّكَ أنتَ التوّابُ الرّحيمُ. »
فإن أسْرَفْتَ على نفْسِك بالذنوب والمعاصي سارِعْ إلى التوبة وخذ العِبر مِمّا حصل في عاشوراء وتذكَّرْ توبة آدم وتذكَّر الكلمات التي قالها آدم عليه السّلام وتَفَكّرْ بمعاني الكلماتِ التي قالها آدم عليه السّلام، قال: «لا إلهَ إلا أنْتَ سبحانَكَ وبِحمْدِكَ» نَفَى الألوهية عمّا سِوى الله وأثبَتَها للّه وحدَهُ، قال: «لا إلهَ إلا أنتَ» أي إلا الله، ثمّ نَزّهَ ربّه عن الشبيه والمثيل والمكان وصفات الخلق قال: «سُبحانَكَ وبِحَمْدِكَ» أي أنزّهك ياربّ حامدًا لك واصفًا إياك بالصفات الجميلة التي تليق بك غير مُشبّهٍ لك بخلقك، ولا صفاتك تشبه صفات أحدٍ، فالتسبيح التنزيه، ثم تذلّلَ للّهِ نِهايةَ التذَلّلِ طالبًا المغفرةَ مِنَ الله سبحانه وتعالى: «ربّ إنّي ظلمتُ نفسِي فاغفِرْ لي إنّكَ خيرُ الراحمينَ، ربّ إنّي ظلمتُ نفسي فَتُبْ عليّ إنكَ أنتَ التوّابُ الرحيمُ». وروى البيهقي بإسناده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لَمّا اقترفَ آدمُ الخطيئةَ قالَ: «يا ربّ أسألُكَ بِحَقّ محمّدٍ إلا مَا غَفَرْتَ لِي»، فقالَ اللهُ (وهو أعلم لا شكّ بما سيجيب سيّدنا آدم عليه السلام): «فكيفَ عَرَفْتَ محمّدًا ولَمْ أخْلُقْهُ بعدُ؟» فقال: «يا ربُّ لأنّكَ لَمّا خَلَقْتَني بِيَدِكَ (أي بعنايتك) ونَفَخْتَ فِيَّ مِنْ رُوحِكَ (أي الروح المُشَرفة عندكَ أي أمَرتَ المَلَكَ أن ينفُخَ فيَّ الروح) قال : رَفعتُ رأسي فرأيْتُ على قوائِمِ العرْشِ مَكتوبًا لا إلهَ إلّا اللهُ محمّدٌ رسولُ اللهِ فعَلِمْتُ أنّكَ لَمْ تُضِفْ إلى اسْمِكَ إلا أحَبَّ الْخَلْقِ إليْكَ»، ولْيُعْلَمْ أنّه ليسَ معنى قوله: «بيدِكَ» أنّ اللهَ موْصوفٌ بالجارِحَةِ كَيَدِ الإنسان إنّما الله مُنَزّهٌ عن الجسم وعن صفاتِ الجسم، ولْيُعْلَمْ أيضًا أنّ نبيّ الله آدم عليه السلام له فضلٌ كبيرٌ على البشر لِما له عليهم مِنْ حقّ الأبُوّة وتعليم أصول المعيشة، فلا يجوز تنقيصُهُ أو وصفه بصفة لا تليق به عليه السلام، فمَن نَقّصَهُ أو أنْكَرَ نبوّته أو رسالته فهو كافر والعياذ باللّه لأنه نبيّ ورسول من الرسل الكرام، فلوْ كان الأمر كما ظنّ بعض الناس أنّ آدم لم يكن رسولًا لساوى البشرُ البهائم ولكانت ذرّيته في زمانه تعيش كالبهائم بلا شريعة والعياذ باللّه وهذا خلاف الذي كان، كيف عَرَفُوا بِجواز أنْ يتزَوّج الأخ منْ أختِهِ من البطن الثاني؟ أليسَ بالشّرْع الذي نَزَل على آدم؟ بلى، فحَوّاءُ عليها السلام كانتْ تلد في كلّ بطنٍ ذكرًا وأنثى فكانَ يجوزُ للأخِ أنْ يتزَوّجَ منْ أخته من البطن الثاني لأجل كَثْرَة التناسُل، أمّا مِنْ نفس البطن فلا يجوز فكيفَ عُرِفَ هذا؟ أليسَ بالشريعة التي أُنْزِلَتْ على آدم؟ بلى.
ثم إن يوم عاشوراء يسن صيامه تطوعًا، لِما ورَدَ عن رسول الله ﷺ في ذلكَ مِنْ أنّهُ صامَهُ وأمرَ بصيامه وقال: «لئنْ عِشْتُ إلى قابلٍ لأصومَنّ التاسعَ» أي مع العاشر، رواه مسلم. ولا بأس بصيام يوم التاسع والعاشر والحادي عشر احتياطًا وتقرّبًا إلى الله تعالى ففي صحيح مسلم أن رجلًا سأل رسول الله عن صيام عاشوراء فقال: «أَحْتَسِبُ على الله أَنْ يُكَفّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» والنّبيّ ﷺ صامَهُ شكرًا للّه لما هاجر إلى المدينة ورأى اليهود يصومون هذا اليوم فرحًا بنجاة موسى قال: «أَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ» فَصَامَهُ وأَمَرَ بِصَوْمِهِ، رواه الإمام أحمد في مسنده.