- إنضم
- 18 سبتمبر 2015
- المشاركات
- 5,857
- نقاط التفاعل
- 16,074
- نقاط الجوائز
- 1,053
- محل الإقامة
- batna
- الجنس
- أنثى
المحاضرة الاولى :
مقدمة :
ماهية التغير الاجتماعي :
وتفكير علماء هذا الزمن (العصر الحديث ) في التغير الاجتماعي حيث يحاولون توجيه التغير والتحكم فيه. خاصة بعد الحربين العالميتين .
تعريف التغير الاجتماعي:
يعني التغير الاختلاف بين الحالتين القديمة والحالة الجديدة. أو اختلاف الشيء عما كان عليه خلال فترة محددة من الزمن ( بداية. ونهاية). وحينما تضاف كلمة (الاجتماعي) يقصد به: التغير الذي يحدث داخل المجتمع، أو التبدل والتحول الذي يطرأ جوانب المجتمع، أو على البناء الاجتماعي خلال فترة من الزمن.
ويعتبر التغير في ثقافة المجتمع نوعا من التغير الاجتماعي، سواء كان ذلك التغير في جانبي الثقافة: المادي أو الفكري.
ويشمل التغير الاجتماعي العديد من جوانب المجتمع: كأنماط العلاقة بين الأفراد والجماعات واختلاف الوظائف والأدوار الاجتماعية، وفي الأنظمة والقيم والعادات....الخ
تعريف التغير الاجتماعي عند بعض العلماء:
يكاد يجمع العديد من العلماء (جيرث، ميلز، جنزبيرج، جي روشيه، عاطف غيث.. الخ ) على أن التغير الاجتماعي هو : التحول الذي يصيب البناء الاجتماعي في كله او في أي من أجزائه، في الأدوار والنظم والوظائف الاجتماعية ، أو في الوحدات المكونة له، في فترة محددة من الزمن، ويمكن ملاحظته.
صفات التغير الاجتماعي عند ( جي روشيه):
1.التغير الاجتماعي ظاهرة عامة، تؤثر في أسلوب حياة أفراد المجتمع وأفكارهم.
2.التغير الاجتماعي يصيب البناء الاجتماعي بشكل عميق.
3.يكون التغير الاجتماعي محددا بالزمن، بمعنى ان له بداية ونهاية من أجل المقارنة بين الحالتين.
4.يتصف التغير الاجتماعي بالاستمرارية وذلك من أجل إدراكه وفهمه ومعرفة أبعاده.
5. التغير الاجتماعي قد يكون اتجاهه إيجابيا أو سلبيا .
أمثلة من التغيرات الاجتماعية في المجتمع:
(التغير من النمط الإقطاعي في المجتمع إلى النمط الرأسمالي أو الاشتراكي، والأخلاق المرتبطة بكل منهم. التغير من النظام الديكتاتوري إلى الديموقراطي أو الملكي، أو في شكل الأسرة من ممتدة إلى نووية، أو من وحدانية الزوجة إلى تعدد الزوجات، التغير في الأدوار الاجتماعية ومراكز الأشخاص في مؤسسات المجتمع، التغير في أساليب الحياة القديمة إلى أشكال حديثة ولها العديد من الأمثلة التي تتضح بالملاحظة والمقارنة في حالتين سابقة وحالية).
مصادر التغير الاجتماعي: للتغير الاجتماعي مصدرين هما:
•المصدر الداخلي:
الذي يكون نابعا من داخل النسق الاجتماعي، واطار المجتمع نفسه، أي أنه يكون نتيجة للتفاعلات التي تتم داخل المجتمع.
•المصدر الخارجي:
الذي يأتي من خارج المجتمع نتيجة اتصال المجتمع بغيره من المجتمعات الأخرى.
•آليات التغير الاجتماعي :
بطبيعة الحال سواء أكان مصدر التغير الاجتماعي من داخل المجتمع أم كان من خارجه فإن ذلك يقوم على آليات محددة هي:
•الاختراع والاكتشاف:
فابتكار أشياء جديدة لم تكن موجودة من قبل، كالكهرباء والسيارة، أو إعادة تحسين كفاءة مخترعات قديمة كتحسين الالة البخارية وصناعة القطارات والطائرات، تؤدي إلى تغيرات ثقافية تتراكم وتؤدي إلى تغيرات اجتماعية. كذلك الأمر بالنسبة للاكتشافات التي تعني معرفة أشياء كانت موجودة أصلا، كاكتشاف القارة الأمريكية وراس الرجاء الصالح أو عناصر جديدة في الطبيعة... الخ. ان الاكتشافات والاختراعات هي تعبير عن حاجة إنسانية واجتماعية في المقام الأول.
•الذكاء والبيئة الثقافية:
فالاختراعات والاكتشافات تتطلب قدرا مرتفعا من الذكاء، وقد يكون الذكاء موروثا أو مكتسبا، وتلعب البيئة الثقافية والاجتماعية دورا حاسما في تنمية الذكاء أو في تراجعه.
•الانتشــار:
لن يكتب للمخترعات النجاح ما لم تنتشر عند أفراد كثيرين من المجتمع، والانتشار يعني قبول التجديد من قبل أفراد المجتمع. وعملية القبول لا يمكن أن تأتي فجأة وإنما عبر مراحل معينة تتوقف سرعتها على ثقافة المجتمع، ومدى فرض الانتشار أم تركة إراديا.
مصطلحات التغير الاجتماعي:
يعتبر مصطلح التغير الاجتماعي مصطلحا حديثا نسبيا بوصفة دراسة علمية، ولكنه من حيث الاهتمام به وملاحظته قديم قدم الإنسانية.
وقد كان يعني معاني عدة ومختلطا مع مصطلحات أخرى كـ: التقدم والتطور والنمو والتنمية..، حتى القرن (20م) بحيث أصبح ذلك الخلط غير جائز فقد قامت دراسات علمية بحثت في ماهية التغير وعوامله واتجاهاته.
واذا تحدثنا عن سبب الخلط الحاصل قديما في مصطلحات التغير الاجتماعي فهو بسبب أن الدراسات القديمة قائمة على التفكير الفلسفي(غير العلمي) ولكنها شكلت إطارا مرجعيا وأرضية انطلقت منها الدراسات العلمية الراهنة.
وقد أخذت الدراسات الاجتماعية في التغير مسارا علميا بعد أن وضع (وليم أوجبرن) كتابه المعروف بالتغير الاجتماعي وذلك عام 1922م. وبعد ذلك تتابعت الدراسات العلمية في مجال التغير الاجتماعي.
لقد كانت نظرة العلماء للتغير الاجتماعي حتى القرن(18م) نظرة تشاؤمية مبنية على الخوف من المستقبل، وأن حالة المجتمعات في القديم أفضل من الحالة الراهنة. وبعدها أصبحت نظرة العلماء للتغير الاجتماعي نظرة علمية متفائلة . وكما قال سان سيمون(أن العصر الذهبي أمامنا وليس خلفنا)
وسنقوم في التالي بالتعرّف على بعض أشهر مصطلحات التغير الاجتماعي :
أولا: التقدم الاجتماعي:
اُستخدم مصطلح التقدم الاجتماعيSocial Progres في البداية باعتباره مرادفا لمصطلح التغير الاجتماعي. وقد اتضح ذلك في كتابات علماء كأوجست كونت وكوندرسيه وتيرجو وغيرهم.
والتقدم :
يعني حركة تسير نحو الأهداف المنشودة والمقبولة، أو الأهداف الموضوعية التي تنشد خيرا أو تنتهي إلى نفع.
وينطوي التقدم على مراحل ارتقائية، أي أن كل مرحلة تكون أفضل من سابقتها. وهو يشير إلى انتقال المجتمع إلى مرحلة أفضل من حيث الثقافة والقدرة الإنتاجية والسيطرة على الطبيعة.
ويعرف التقدم بأنه:
العملية التي تأخذ شكلا محددا واتجاها واحدا ويتضمن توجيها واعيا مقصودا مخططا لعملية التغير.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن مفهوم التقدم هو مفهوم (نسبي) أي أنه يختلف من مجتمع لآخر ومن ثقافة إلى أخرى. فما يعتبر تقدما اجتماعيا في مجتمع قد يكون تخلفا في مجتمع اخر، خاصة فيما يتعلق بالجانب المعنوي من التغير الاجتماعي. ففكرة التقدم تتغير بتبدل الأحوال والأزمنة، وهي تحمل معنىً قيميا.
وقد بين (ويل ديورنت) ان الإنسانية خلال تقدمها الارتقائي مرت بمراحل هي: [ النطق، النار، استئناس الحيوان، الزراعة، التنظيم الاجتماعي، الأخلاق، الآلات والصناعة، العلوم، التربية .... الخ].
وتاريخيا تعتبر فكرة (التقدم) تعود إلى عصور قديمة جدا ، ولم تصبح موضوعا للبحث إلا في القرن (17م) مع ظهور الثورة الصناعية، وتجمع المعرفة الإنسانية وتراكمها.
وتجمِع تعريفات التقدم على أنه تطور في الجوانب المادية والفكرية في المجتمع ويحمل معنى قيميا ومعياريا.
ثانيا: التطور الاجتماعي:
ويعني التطور الاجتماعي Social Evolution النمو البطيء المتدرج الذي يؤدي إلى تحولات منتظمة ومتلاحقة ، تمر بمراحل مختلفة ترتبط فيها كل مرحلة لاحقة بالمرحلة السابقة، دون طفرات في التقدم والتطور.
وقد استخدم مفهوم التطور الاجتماعي بشكل واسع في العلوم الاجتماعية، وفي علم الاجتماع بشكل خاص بعد ان وضع(داروين) كتابه المعروف بأصل الأنواع مبينا فيه أصول نظريته التطورية البيولوجية للكائنات الحية.
كما استخدم مفهوم التطور كل من هربرت سبنسر، وتايلور. وقد رفض العديد من العلماء تماثل التطور بين الكائنات الحية والتطور الاجتماعي كـ( وليم أوجبرن، وجوردون تشايلد، وجوليان ستيورد) مؤكدين على ان التطور البيولوجي في الكائنات الحية هو : حتمي ويسير في خط مستقيم لا يمكن تخطيطه أو تسريعه أو تهدئته، في حين التطور الاجتماعي أيضا حتمي ولكنه مخطط ، وسريع أوهادئ أو شامل أو جزئي ... الخ .
ثالثا: النمو الاجتماعي: يعني مصطلح النمو :
عملية النضج التدريجي والمستمر للكائن الحي وزيادة حجمه الكلي أو أجزاؤه في سلسلة من المراحل الطبيعية، ويتضمن ذلك النمو تغيرا كميا وكيفيا، وغايته عملية النمو ذاتها.
ويتضمن مصطلح النمو كافة أشكال النمو سواء في الكفاية ام في التعقيد ام في القيمة،،، وينطبق ذلك على الأفراد والجماعات.
ويختلف النمو عن التنمية في كونه تلقائيا بينما التنمية عملية إرادية مخططه. ويقترب مفهوم النمو من مفهوم التطور إلا انه لا يتطابق معه وعندما تضاف إلى مصطلح النمو كلمة اجتماعي Social Croissance يقصد به النمو الذي يتعلق بالمجتمع.
وقد استخدم مصطلح النمو بمعان عدة في الفكر الحديث ، فيقال أحيانا مجتمعات نامية ومجتمعات اقل نموا أو اكثر نموا. وهناك شبه اتفاق في كم النمو ولكن هناك اختلاف في كيف النمو حيث يأخذ بعدا قيميا معياريا.
وفي هذا الصدد فمفهوم النمو لا يعبر إلا عن تغير في إيجابي أو تقدم مع المحافظة على جوهر البناء بشكل عام . أما الجزء الآخر من التغير وهو (النكوص) أو التخلف لا يشير اليه المفهوم.
لذا فعلماء الاجتماع يميلون إلى استخدام (النمو) في الجانب الاقتصادي، الذي يمكن قياسه بدقة، كالنمو في متوسط دخل الفرد.
وهناك من العلماء من جعل النمو ينطبق تماما على الكائن الحي والمجتمعات بنفس المفهوم، وهذا خلط لا يمكن قبوله في هذا العصر.
الفرق بين النمو الاجتماعي والتغير الاجتماعي:
1- النمو زيادة ثابتة نسبيا ومستمرة وفي جانب واحد من جوانب الحياة. بينما التغير الاجتماعي فهو اشمل فقد يكون في البناء الاجتماعي أو في وحداته أو في الأدوار والنظام ...الخ
2- النمو الاجتماعي فقط إيجابي وثابت، بينما التغير الاجتماعي قد يكون إيجابيا تقدميا وقد يكون تأخرا أو نكوصا. لذا فالتغير اشمل.
3- النمو الاجتماعي بطئ وتدريجي والتغير قد يكون سريعا وفي شكل قفزات إلى الأمام أو إلى الخلف.
4- النمو الاجتماعي يغلب عليه التغير الكمي، والتغير الاجتماعي يغلب عليه التغير الكيفي.
5- النمو عملية تلقائية لا دخل للإنسان بها، بخلاف التغير فهو عملية مخططة هادفة إرادية.
6- يسير النمو في خط مستقيم، لذا يمكن التنبؤ بما سيؤول اليه. في حين ان التغير لا يكون في خط مستقيم دوما وقد يكون نكوصا وتأخرا.
وعليه فالتغير الاجتماعي أشمل ويعبر عن ديناميكية المجتمع، أما النمو فيدخل غالبا في الدراسات الاقتصادية في المجتمع.
مقدمة :
ماهية التغير الاجتماعي :
وتفكير علماء هذا الزمن (العصر الحديث ) في التغير الاجتماعي حيث يحاولون توجيه التغير والتحكم فيه. خاصة بعد الحربين العالميتين .
تعريف التغير الاجتماعي:
يعني التغير الاختلاف بين الحالتين القديمة والحالة الجديدة. أو اختلاف الشيء عما كان عليه خلال فترة محددة من الزمن ( بداية. ونهاية). وحينما تضاف كلمة (الاجتماعي) يقصد به: التغير الذي يحدث داخل المجتمع، أو التبدل والتحول الذي يطرأ جوانب المجتمع، أو على البناء الاجتماعي خلال فترة من الزمن.
ويعتبر التغير في ثقافة المجتمع نوعا من التغير الاجتماعي، سواء كان ذلك التغير في جانبي الثقافة: المادي أو الفكري.
ويشمل التغير الاجتماعي العديد من جوانب المجتمع: كأنماط العلاقة بين الأفراد والجماعات واختلاف الوظائف والأدوار الاجتماعية، وفي الأنظمة والقيم والعادات....الخ
تعريف التغير الاجتماعي عند بعض العلماء:
يكاد يجمع العديد من العلماء (جيرث، ميلز، جنزبيرج، جي روشيه، عاطف غيث.. الخ ) على أن التغير الاجتماعي هو : التحول الذي يصيب البناء الاجتماعي في كله او في أي من أجزائه، في الأدوار والنظم والوظائف الاجتماعية ، أو في الوحدات المكونة له، في فترة محددة من الزمن، ويمكن ملاحظته.
صفات التغير الاجتماعي عند ( جي روشيه):
1.التغير الاجتماعي ظاهرة عامة، تؤثر في أسلوب حياة أفراد المجتمع وأفكارهم.
2.التغير الاجتماعي يصيب البناء الاجتماعي بشكل عميق.
3.يكون التغير الاجتماعي محددا بالزمن، بمعنى ان له بداية ونهاية من أجل المقارنة بين الحالتين.
4.يتصف التغير الاجتماعي بالاستمرارية وذلك من أجل إدراكه وفهمه ومعرفة أبعاده.
5. التغير الاجتماعي قد يكون اتجاهه إيجابيا أو سلبيا .
أمثلة من التغيرات الاجتماعية في المجتمع:
(التغير من النمط الإقطاعي في المجتمع إلى النمط الرأسمالي أو الاشتراكي، والأخلاق المرتبطة بكل منهم. التغير من النظام الديكتاتوري إلى الديموقراطي أو الملكي، أو في شكل الأسرة من ممتدة إلى نووية، أو من وحدانية الزوجة إلى تعدد الزوجات، التغير في الأدوار الاجتماعية ومراكز الأشخاص في مؤسسات المجتمع، التغير في أساليب الحياة القديمة إلى أشكال حديثة ولها العديد من الأمثلة التي تتضح بالملاحظة والمقارنة في حالتين سابقة وحالية).
مصادر التغير الاجتماعي: للتغير الاجتماعي مصدرين هما:
•المصدر الداخلي:
الذي يكون نابعا من داخل النسق الاجتماعي، واطار المجتمع نفسه، أي أنه يكون نتيجة للتفاعلات التي تتم داخل المجتمع.
•المصدر الخارجي:
الذي يأتي من خارج المجتمع نتيجة اتصال المجتمع بغيره من المجتمعات الأخرى.
•آليات التغير الاجتماعي :
بطبيعة الحال سواء أكان مصدر التغير الاجتماعي من داخل المجتمع أم كان من خارجه فإن ذلك يقوم على آليات محددة هي:
•الاختراع والاكتشاف:
فابتكار أشياء جديدة لم تكن موجودة من قبل، كالكهرباء والسيارة، أو إعادة تحسين كفاءة مخترعات قديمة كتحسين الالة البخارية وصناعة القطارات والطائرات، تؤدي إلى تغيرات ثقافية تتراكم وتؤدي إلى تغيرات اجتماعية. كذلك الأمر بالنسبة للاكتشافات التي تعني معرفة أشياء كانت موجودة أصلا، كاكتشاف القارة الأمريكية وراس الرجاء الصالح أو عناصر جديدة في الطبيعة... الخ. ان الاكتشافات والاختراعات هي تعبير عن حاجة إنسانية واجتماعية في المقام الأول.
•الذكاء والبيئة الثقافية:
فالاختراعات والاكتشافات تتطلب قدرا مرتفعا من الذكاء، وقد يكون الذكاء موروثا أو مكتسبا، وتلعب البيئة الثقافية والاجتماعية دورا حاسما في تنمية الذكاء أو في تراجعه.
•الانتشــار:
لن يكتب للمخترعات النجاح ما لم تنتشر عند أفراد كثيرين من المجتمع، والانتشار يعني قبول التجديد من قبل أفراد المجتمع. وعملية القبول لا يمكن أن تأتي فجأة وإنما عبر مراحل معينة تتوقف سرعتها على ثقافة المجتمع، ومدى فرض الانتشار أم تركة إراديا.
مصطلحات التغير الاجتماعي:
يعتبر مصطلح التغير الاجتماعي مصطلحا حديثا نسبيا بوصفة دراسة علمية، ولكنه من حيث الاهتمام به وملاحظته قديم قدم الإنسانية.
وقد كان يعني معاني عدة ومختلطا مع مصطلحات أخرى كـ: التقدم والتطور والنمو والتنمية..، حتى القرن (20م) بحيث أصبح ذلك الخلط غير جائز فقد قامت دراسات علمية بحثت في ماهية التغير وعوامله واتجاهاته.
واذا تحدثنا عن سبب الخلط الحاصل قديما في مصطلحات التغير الاجتماعي فهو بسبب أن الدراسات القديمة قائمة على التفكير الفلسفي(غير العلمي) ولكنها شكلت إطارا مرجعيا وأرضية انطلقت منها الدراسات العلمية الراهنة.
وقد أخذت الدراسات الاجتماعية في التغير مسارا علميا بعد أن وضع (وليم أوجبرن) كتابه المعروف بالتغير الاجتماعي وذلك عام 1922م. وبعد ذلك تتابعت الدراسات العلمية في مجال التغير الاجتماعي.
لقد كانت نظرة العلماء للتغير الاجتماعي حتى القرن(18م) نظرة تشاؤمية مبنية على الخوف من المستقبل، وأن حالة المجتمعات في القديم أفضل من الحالة الراهنة. وبعدها أصبحت نظرة العلماء للتغير الاجتماعي نظرة علمية متفائلة . وكما قال سان سيمون(أن العصر الذهبي أمامنا وليس خلفنا)
وسنقوم في التالي بالتعرّف على بعض أشهر مصطلحات التغير الاجتماعي :
أولا: التقدم الاجتماعي:
اُستخدم مصطلح التقدم الاجتماعيSocial Progres في البداية باعتباره مرادفا لمصطلح التغير الاجتماعي. وقد اتضح ذلك في كتابات علماء كأوجست كونت وكوندرسيه وتيرجو وغيرهم.
والتقدم :
يعني حركة تسير نحو الأهداف المنشودة والمقبولة، أو الأهداف الموضوعية التي تنشد خيرا أو تنتهي إلى نفع.
وينطوي التقدم على مراحل ارتقائية، أي أن كل مرحلة تكون أفضل من سابقتها. وهو يشير إلى انتقال المجتمع إلى مرحلة أفضل من حيث الثقافة والقدرة الإنتاجية والسيطرة على الطبيعة.
ويعرف التقدم بأنه:
العملية التي تأخذ شكلا محددا واتجاها واحدا ويتضمن توجيها واعيا مقصودا مخططا لعملية التغير.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن مفهوم التقدم هو مفهوم (نسبي) أي أنه يختلف من مجتمع لآخر ومن ثقافة إلى أخرى. فما يعتبر تقدما اجتماعيا في مجتمع قد يكون تخلفا في مجتمع اخر، خاصة فيما يتعلق بالجانب المعنوي من التغير الاجتماعي. ففكرة التقدم تتغير بتبدل الأحوال والأزمنة، وهي تحمل معنىً قيميا.
وقد بين (ويل ديورنت) ان الإنسانية خلال تقدمها الارتقائي مرت بمراحل هي: [ النطق، النار، استئناس الحيوان، الزراعة، التنظيم الاجتماعي، الأخلاق، الآلات والصناعة، العلوم، التربية .... الخ].
وتاريخيا تعتبر فكرة (التقدم) تعود إلى عصور قديمة جدا ، ولم تصبح موضوعا للبحث إلا في القرن (17م) مع ظهور الثورة الصناعية، وتجمع المعرفة الإنسانية وتراكمها.
وتجمِع تعريفات التقدم على أنه تطور في الجوانب المادية والفكرية في المجتمع ويحمل معنى قيميا ومعياريا.
ثانيا: التطور الاجتماعي:
ويعني التطور الاجتماعي Social Evolution النمو البطيء المتدرج الذي يؤدي إلى تحولات منتظمة ومتلاحقة ، تمر بمراحل مختلفة ترتبط فيها كل مرحلة لاحقة بالمرحلة السابقة، دون طفرات في التقدم والتطور.
وقد استخدم مفهوم التطور الاجتماعي بشكل واسع في العلوم الاجتماعية، وفي علم الاجتماع بشكل خاص بعد ان وضع(داروين) كتابه المعروف بأصل الأنواع مبينا فيه أصول نظريته التطورية البيولوجية للكائنات الحية.
كما استخدم مفهوم التطور كل من هربرت سبنسر، وتايلور. وقد رفض العديد من العلماء تماثل التطور بين الكائنات الحية والتطور الاجتماعي كـ( وليم أوجبرن، وجوردون تشايلد، وجوليان ستيورد) مؤكدين على ان التطور البيولوجي في الكائنات الحية هو : حتمي ويسير في خط مستقيم لا يمكن تخطيطه أو تسريعه أو تهدئته، في حين التطور الاجتماعي أيضا حتمي ولكنه مخطط ، وسريع أوهادئ أو شامل أو جزئي ... الخ .
ثالثا: النمو الاجتماعي: يعني مصطلح النمو :
عملية النضج التدريجي والمستمر للكائن الحي وزيادة حجمه الكلي أو أجزاؤه في سلسلة من المراحل الطبيعية، ويتضمن ذلك النمو تغيرا كميا وكيفيا، وغايته عملية النمو ذاتها.
ويتضمن مصطلح النمو كافة أشكال النمو سواء في الكفاية ام في التعقيد ام في القيمة،،، وينطبق ذلك على الأفراد والجماعات.
ويختلف النمو عن التنمية في كونه تلقائيا بينما التنمية عملية إرادية مخططه. ويقترب مفهوم النمو من مفهوم التطور إلا انه لا يتطابق معه وعندما تضاف إلى مصطلح النمو كلمة اجتماعي Social Croissance يقصد به النمو الذي يتعلق بالمجتمع.
وقد استخدم مصطلح النمو بمعان عدة في الفكر الحديث ، فيقال أحيانا مجتمعات نامية ومجتمعات اقل نموا أو اكثر نموا. وهناك شبه اتفاق في كم النمو ولكن هناك اختلاف في كيف النمو حيث يأخذ بعدا قيميا معياريا.
وفي هذا الصدد فمفهوم النمو لا يعبر إلا عن تغير في إيجابي أو تقدم مع المحافظة على جوهر البناء بشكل عام . أما الجزء الآخر من التغير وهو (النكوص) أو التخلف لا يشير اليه المفهوم.
لذا فعلماء الاجتماع يميلون إلى استخدام (النمو) في الجانب الاقتصادي، الذي يمكن قياسه بدقة، كالنمو في متوسط دخل الفرد.
وهناك من العلماء من جعل النمو ينطبق تماما على الكائن الحي والمجتمعات بنفس المفهوم، وهذا خلط لا يمكن قبوله في هذا العصر.
الفرق بين النمو الاجتماعي والتغير الاجتماعي:
1- النمو زيادة ثابتة نسبيا ومستمرة وفي جانب واحد من جوانب الحياة. بينما التغير الاجتماعي فهو اشمل فقد يكون في البناء الاجتماعي أو في وحداته أو في الأدوار والنظام ...الخ
2- النمو الاجتماعي فقط إيجابي وثابت، بينما التغير الاجتماعي قد يكون إيجابيا تقدميا وقد يكون تأخرا أو نكوصا. لذا فالتغير اشمل.
3- النمو الاجتماعي بطئ وتدريجي والتغير قد يكون سريعا وفي شكل قفزات إلى الأمام أو إلى الخلف.
4- النمو الاجتماعي يغلب عليه التغير الكمي، والتغير الاجتماعي يغلب عليه التغير الكيفي.
5- النمو عملية تلقائية لا دخل للإنسان بها، بخلاف التغير فهو عملية مخططة هادفة إرادية.
6- يسير النمو في خط مستقيم، لذا يمكن التنبؤ بما سيؤول اليه. في حين ان التغير لا يكون في خط مستقيم دوما وقد يكون نكوصا وتأخرا.
وعليه فالتغير الاجتماعي أشمل ويعبر عن ديناميكية المجتمع، أما النمو فيدخل غالبا في الدراسات الاقتصادية في المجتمع.